ان الحياء منشأ فطري ومن لوازم الفطرة الانسانية أي الانسان بطبيعة خلقه قد اودع الخالق لدى الانسان الحياء فلذا نرى الطفل الصغير ومن دون تعليم او تدريس نراى ان درجة الحياء عنده قوية وبدرجة كبيرة .
وهناك حياء سببه الايمان والمخافة من الله فهو حياء ايماني على حسب درجة ايمان الشخص فابرز مصاديق الحياء هو الحياء من الله . وفي المناجاة ( اما آن لي ان استحي من ربي )
ان الحياء من جنود العقل
وان الحياء شعبة من شعب الايمان .
كما جاء عن رسول الله (ص) الحياء شعبة من شعب الايمان .) وفي حديث اخر (الحياء هو الدين كله )
وعن الامام علي ع قال :كثرة حياء الرجل دليل على ايمانه
وعن الامام الصادق (ع) قال الحياء من الايمان والايمان في الجنة .
تعريف الحياء
عرف الحياء : بانه اقباض النفس عن القبيح وتركه . الراغب الاصفهاني
ان هناك ملازمة بين الحياء والعفة فان الحياء احد فروع العفة
وان العفة كما عرفوها :هي عبارة ملكة انقياد القوة الشهوية للعقل حتى يكون تصرفها مقصورا على أمره (أي امر العقل ) ونهيه . فيقدم مافيه المصلحة وينزجر عما يتضمن المفسدة..
وان الحياء يؤثر تاثيرا كما وكيفا في العفة لان الحياء احد فروع العفة .
وكما وردة عن الامام علي (ع) قال: على قدر الحياء تكون العفة .
وعنه (ع) في حديث اخر قال :سبب العفة الحياء
وكلما ازداد حياء المرء كلما ابتعد عن القبيح والمعاصي كما تقدم في تعريف الحياء.
ان الحياء هو صفة اخلاقية وكونه كذلك فلها مرتبة الافراط ومرتبة التفريط ومرتبة الوسطية بينهما .
اقسام الحياء
قسم الحياء الى قسمين هما . الحياء الممدوح . والحياء المذموم
اما الحياء الممدوح : هو ذلك الذي يجعل المرء يستحي من مخالفة الله وارتكاب نواهيه والتجاوز لحدوده الشرعية . فهو حياء ينبثق من الخوف منه تعالى . ويعني ايضا الدقة والحذر الشديدين في أي امر فيكون هو حياء ايماني الهي . فكل ما من شأنه ان يدفع الانسان الى اظهار الحق والصدق وردع باطل والتعلم والتفقه في الدين وكسب المعيشة .....الخ
لهذا جاء النهي عن الحياء في الدين . وثمرة هذا الحياء هو العفة والاحتشام .والكمال في مراتب الاخلاق. ومن اظهر مصاديق الحياء الممدوح هو حياء المرأة لكن ظمن سياقات معينة
الحياء المذموم : هوهو الحياء المنبثق من عدم الثقة بالنفس والخوف من مواجهة الناس على صعيد . محادثة او مقابلة وإظهار الحق وما ينبغي اظهاره
وثمرة هذا الحياء هو ما يسبب الجمود والانطواء للشخص ويضعف من شخصيته ويقيد من طاقاته ويعيق تقدمها وتطورها . وقد نهى الاسلام عنه لانه يمنع من التعلم والتفقه في الدين ويمنع الرزق ويسبب في تعطيل قدرات النفس
ويسبب الحرمان كما ورد عن امير المؤمنين (ع) قال : قرن الحياء بالحرمان
عن الإمام العسكري عليه السلام: ((من لم يتق وجوه الناس لم يتق اللَّه)).
فإن استحياءك من الناس دليل على استحيائك من اللَّه والعكس صحيح فمن لم يستح من الناس والناس يرونه ويراهم لم يستح من اللَّه لأن قلبه صار مظلماً فلا يستطيع رؤية نور اللَّه فإن لم يره عصاه