عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العام
بتاريخ : 21-07-2013 الساعة : 02:03 AM
دور أهل البيت عليهم السلام في تثقيف شيعتهم في أمر التقليد:
إن ائمة أهل البيت عليهم السلام لم يألوا جهداً في تربية جمهور شيعتهم في أمر التقليد.
علموهم من اين يأخذون دينهم, واين يضعون ثقتهم, والمواصفات التي تؤهل رواة احاديثهم لرجوع شيعتهم اليهم في أمور دينهم من الفقه والتقوى, والعقل, والزهد, والسداد, ولست اريد ان استعرض هذه الاحاديث فهي اكثر من ان يستوعبها هذا المقال.
وكان لهذا التثقيف الواسع الذي قام به أهل البيت عليهم السلام لشيعتهم اثر عميق في تحصين شيعتهم في أمر التقليد.
وقد أخذنا منهم عليهم السلام من الوعي والبصيرة والعقل ما لا يمكن ان يغلبنا عليه شياطين الانس كالذين ذكرهم هذا الكاتب.
ورزقنا الله تعالى في عصر الغيبة الكبرى خطين نظيفين حفظهما الله تعالى من الانحراف والسقوط في اوحال الفتن وهما خط (المحدثين) وخط (الفقهاء).
ومنذ عصر الكليني رحمه الله إلى اليوم لا تجد فقيها ولا محدثا, اكتسب ثقة جمهور شيعة أهل البيت عليهم السلام قد شطَّ عن الطريق, وسقط في اوحال الفتن.
التسديد الالهي:
إن هذا التاريخ الناصع النظيف (الذي يعبر عنه هذا الرجل للأسف, بالتاريخ الاسود)(محنة الهروب من الواقع: ص117) لم يقم ولم يتحقق بجهودنا, عبر التاريخ, ولكن الله تعالى سدّد, وقوم, وحفظ تاريخنا من ان يتلوث.
فليس على وجه الارض كلها إمتداد لأهل البيت عليهم السلام إلا هذا الجمهور من المؤمنين المتدينين, المصلين, الصائمين, الذاكرين لله كثيراً, الصابرين في الباساء والضراء على الثبات على خط أهل البيت عليهم السلام... فلا يمكن ان يضيع الله هذا الجمهور الصالح الصابر, ويكل امورهم الى مافيات البلاط الايراني او الى انكلتره وامريكا كما يقول هذا الكاتب.
ما هكذا ظننا بالله, ولا بالمعروف من فضله.
نعم لابد من الحذر والوعي واليقظة والانتباه لئلا نقع في شراك الشيطان... وجمهورنا آخذ بأسباب اليقظة والوعي والانتباه والحذر إن شاء الله.
الاهانة التي يوجهها الكاتب الى جماهير شيعة أهل البيت عليهم السلام:
إن هذه الصورة التي يقدمها هذا الرجل لجماهير شيعة أهل البيت عليهم السلام من فقدان الوعي السياسي والسذاجة في اختيار مراجع التقليد, والحالة القطيعية والغوغائية في التقليد, حتى أن (بريمر وزلماي خليل زاده) و(انكلترا) و(مافيات) البلاط الايراني ايام الشاه ينصبون لهم مرجعياتهم الدينية... أقول أن في هذه الصورة التي يقدمها هذا الرجل لجماهير شيعة أهل البيت عليهم السلام احتقار ما بعده احتقار, واهانة ما بعدها أهانه لشيعة أهل البيت عليهم السلام.
وليس الأمر كذلك, البتّة, وليس جماهير شيعة أهل البيت عليهم السلام بهذه المثابة من السذاجة وفقدان الوعي, وهم أوعى واعقل مما يتصوره هذا الكاتب.
وانني اتأسف أشد الأسف, واغضب لهذه الاهانة التي يوجهها هذا الكاتب الى جماهير شيعة أهل البيت عليهم السلام في العالم, وفيهم علماء وفقهاء وقادة وسياسيون واعلاميون واساتذة في الجامعات وحملة الشهادات العلمية العالية... وليس يصّح ان نسكت عن أحد يصفهم بهذه الصفة الغوغائية والقطيعية والسذاجة المتناهية والبلادة في أمر التقليد.
الساقطون في اوحال الفتن:
نعم ان انكلترا وامريكا وبريمر وزلماي خليل زاده يفكرون في ان ينصبوا للناس دُمى, ويدعون الناس لتقليدهم, كما حصل ذلك بعد سقوط نظام صدام, ولكن ما أسرع ما كشف الله تعالى القناع عن وجوههم, وعرفهم الناس, وعزلوهم وتجنبوهم, وطردوهم وتواصوا بالتحذير منهم, فعرفوا وانكشفوا.
ولو شئت لذكرت لك اسماءهم, ولكني لا أحب أن أدَنَّس مقالي هذا بأسمائهم.
وفيهم من ادعى أنّه اليماني الموعود الذي يترقبه الناس, وهو الوكيل المفوض من الإمام الحجة عجّل الله فرجه الشريف أو من أبنائه واحفاده, وجمعوا حولهم بضعة اشخاص من المغرّر بهم والغوغاء بتمويل من النظام السعودي والقطري والاماراتي, ولكن سرعان ما اكتشفهم جمهورنا وانكمشوا عنهم, وطردوهم وان الله تعالى ليحفظ هذا الجمهور الصالح الصابر المقيم للصلاة والذاكر لله من اشراك الشيطان ومزالقه ان شاء الله.
نماذج من المافيات في هذين الكتابين:
ويروي قصصاً, لا تزيد على ان تكون قصة, لا تستند على بينة ولا حجة, اطلاقاً, يهتك بها حرمات رجال صالحين ممّن يضع الناس فيهم ثقتهم.
ومن طرائف قصصه أنّ شخصا يدعى السيد مرتضى النقجواني رحمه الله يتوهمه (من زعماء المافيات الوهمية) يقول انه دخل على احد المراجع لا أريد أن اذكر اسمه رحمه الله ليبتزه في رأي او في موقف, وقال له بالحرف الواحد: (يا قروي (أي يا متخلف) أنا لو شئت لصنعت من جذوع النخل مراجع للتقليد) وكان في المجلس حينئذ حشد من العلماء يذكرهم فلم يطردوه ولم ينهروه!! وكأنّه امتلكهم الرعب والخوف, وكانّ على رؤوسهم الطير!!(جولة في دهاليز مظلمة: ص331)
أقول أنا اعرف هذا الشخص جيداً وتفصيلا رحمه الله, واعرف حجمه ووزنه ودوره.
كان رحمه الله شخصا عادياً جدا في أجواء الحوزة, ولم يكن من أهل العلم والفضل, وكان يعرف بالمطايبات والدعابة والمزاح. وكان أعقل وأتقى من أن يتفوه بمثل هذه الكلمة.
وكان حجمه في النجف في جهاز المرجعية كاتب رسائل, لا اكثر ولا أقل, فلم تكن يومئذ طباعة الرسائل بالآلة الطابعة مألوفة, فكان بيوت المراجع يوظفون بعض شباب الطلبة المعروفين بجودة الخط لكتابة الرسائل, ومنهم السيد مرتضى النقجواني رحمه الله كان كاتب رسائل عند السيد ابوالحسن الاصفهاني ثم كتب للسيد عبدالهادي الشيرازي ثم كتب للسيد الخوئي رحمهم الله, لا يزيد عن ذلك, ولا يقل, ويشهد بهذه المعلومة كل من عاش تلك الفترة, وهم كثيرون وبقي منهم الى اليوم كثير.
وقد نسج منه خيال هذا الكاتب رجلاً ذا سلطان ونفوذ واسع في النجف, ومن جملة زعامات المافيات الوهمية, ويدخل على المراجع ويبتز منهم ما يريد, ويصنع من الخشب مراجع, ويبسط نفوذه هنا وهناك, ولولا اني اعرفه معرفة تفصيلية دقيقة في الحضر والسفر, وأعرف حجمه ودوره ووزنه في النجف رحمه الله ويعرفه كثيرون ممن يعيشون الى اليوم لتصورت أنّ لهذه القصة حظاً من الواقع. وقد سألت الشخص الوحيد الباقي من الذين حضروا المجلس يومئذ فقال أن كلام السيد مرتضى كان حديثاً مؤدباً ولم نجد في حديثه يومئذ سوء أدب.
التعرض للانساب والنبش في المقابر:
ومن الامور التي يذكرها في كتبه التشكيك في أنتساب أحد الأعلام رحمه الله إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام, ويصر على ذلك ويذكر قصصاً لإثبات هذا المعنى(ص300 - 301), وفي هذه القصص سخرية واستهزاء واضح, ولا نشك في أن ذلك كله من الذنوب الكبيرة.
سبحان الله!! ما هذا إلاّ مرض, أُبتلي به هذا الانسان, وعقدة نفسية لا يستطيع ان يتحرر منها, وما شأنك وانساب الناس؟ وماذا ينفعك هذا القول؟ وماذا ينفع الناس هذا النبش السيئ في التاريخ والمقابر؟ وهل لك مسوغ في دين الله أن تشكك في انساب الناس.
لقد قرأت كثيراً مما جاء في كتبه من الاتهامات والافتراءات والقول الباطل, التي يرسلها جزافاً الى رجال من اعمدة هذه المؤسسة المباركة, ويبلغ بعض هذه الاتهامات حد الفحش القبيح, الذي لا استسيغ ذكرها في رجال يعرفهم الناس بالتقوى والسداد, ويضعون ثقتهم فيهم.
التسديد الالهي لجمهور المؤمنين
وجمهور المؤمنين, لا يضعون ثقتهم في أحد, بصورة عشوائية, ومن دون وعي وبصيرة, كما يتخيله هذا الكاتب, فإن الله تعالى يرزق جمهور المؤمنين من النور والبصيرة النافذة في قلوبهم وعقولهم ما يفقده هذا الكاتب ونظراؤه من الذين ينظرون الى هذه المؤسسة المباركة من خلال نظارات قاتمة وسوداء, وعقد نفسية, لا يستطيعون أن يتحرروا منها.
فقد عشت المرحلة التاريخية التي يذكرها, ولم اكن غائباً عنها, وقرأت وسمعت كثيراً مما قارب عصرنا, فلم أر ولم اسمع ولم اقرأ أكثر الذي يذكره هذا الكاتب.
ولست ادري ماذا يكون موقفه بين يدي الله تعالى اذا أوقفه الله للحساب العسير في اليوم العسير, وسأله عن هذه الافتراءات التي أرسلها من دون حجة ولا بينّة, افتراء بعد افتراء, وعن هذه القصص التي سردها قصة بعد اخرى.
فهل ينجيه من هذا الحساب العسير اذا إستند يومئذ بين يدي الله تعالى الى كلام موظف مجهول في شركة سفريات مجهولة في لندن انه قطع بطاقة سفر لـ(س) وحجز له غرفة في فندق من الفنادق الراقية في الغرب للاستجمام والتمتع بما أحل الله وحرّم من المتع واللذات؟(ص116).
وهب أنه اطمأن الى ما ذكره له موظف في شركة سفريات مجهولة في عاصمة الضباب, فما ذنب هؤلاء الشباب الذين يلقي اليهم هذه القصص, ويلوث قلوبهم بها, من غير ان يستند الى حجة شرعية؟ وهل يأذن الله تعالى له أن يشيع هذه المثلبة على مؤمن, ويسلب بذلك كرامة مؤمن, اكرمه الله, ويسلب ثقة الناس عن المؤسسة الدينية عموماً من دون حجة وبيّنة شرعية, كما يأمر الله تعالى.
إنّ شبابنا ينبغي أن يكونوا على درجة عالية من الحذر من أن تلوث أمثال هذه الافتراءات الجزافية قلوبهم وافكارهم تجاه هذه المؤسسة.
الثعلب
يتحدث في كتابه (ولست اذكر موضع ذلك من كتبه لئلا أساهم في هدم حرمة مؤمن اعرفه واعرف براءته مما نسبه اليه) عن (ثعلب !!) يصلي بالناس جماعة ثم يذهب الى... ويمسك بإحدى يديه كتابا للدعاء واليد الاخرى ممدودة للناس للتقبيل, ويشير الى المكان والزمان, ولكني اسقطت المكان والزمان هنا, لئلا أشخصّه.
أقول: إني اعرفه جيداً, ومنذ الشباب الى اليوم, ولقد صليت بصلاته مرات كثيرة, وأنا إن شاء الله لست ممن يستهين بصلاته, كما يصلي بصلاته عشرات الالاف من المؤمنين, تمتلئ به مساحة واسعة جداً بالمؤمنين.
ولقد رأيته مرات كثيرة جالساً في المكان الذي يشير اليه الكاتب, يمسك القرآن او كتاب الدعاء بكلتا يديه, ويتلوهما ولم أجد له, ولا مرة واحدة, يداً ممدودة الى الناس للتقبيل, طيلة هذه المدة.
أعرفه منذ أن كان شاباً الى اليوم, ملتزماً بحدود الله وحلاله وحرامه, وهو أستاذ ومدّرس معروف للسطوح العالية في الحوزة العلمية.
وقد ابتلاه الله تعالى بابتلاءات صعبة في أحبائه وفي جسمه, فوجده عبداً صابراً شاكراً, على ما ابتلاء من البلاء.
ولم أعرف له منذ اكثر من خمسين سنة عاشرته وعرفته منكراً يقترفه, وبدعة في دين الله, او ينتهك حداً من حدود الله, فهل يجوز أن ننتهك حرمة مؤمن جعل الله تعالى حرمته أعظم من حرمة الكعبة المشرفة بهذه الصورة المشينة الرخيصة.
وقد رويت قبل قليل: ان المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة.
روى أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله نظر الى الكعبة, وقال مرحباً بالبيت. ما أعظمك وما أعظم حرمتك على الله. (وما اطيبك واطيب ريحكِ).
(والله للمؤْمن أعظم حرمة منك, لأن الله حرم واحدة منك, ومن المؤمن ثلاثة: ماله ودمه وأن يظن به السوء)(انظر الهامش).
وانني أنصح هذا الكاتب, وحق المسلم على المسلم النصيحة, أن يبادر فيسترضيه, ويطيب نفسه, فقد شخصّه في كتابه بوصفه, وشَهّرَ به, ونال منه, فأنصحه أن يبادر الى إسترضائه قبل أن يقف بين يدي العدل الحكم, وقد ظلمه وأساء اليه, وشّهر به, بمثل هذه الصورة المهينة.
وليس بوسعي أن أصف عمق الهزة التي تحدث في نفوس عشرات الالاف من المؤمنين الذين كانوا يصلون بصلاته هذه المدة بثقة واطمئنان, إذا عرفوا من وصفك له أنّه (ثعلب) قد غَرّهم وغشهّم هذه المدة, كَّرَّمه الله عن ذلك تكريماً, فقد وصفته وصفاً دقيقاً لا يخطئ... حتى شخصّته, فهل ترى يبقى للناس ثقة بإمام يصلون بصلاته بعد ذلك.
لقد سَلَبَ الكاتب بهذا الوصف الردىء هذا العبد الصالح كرامته التي أكرمه الله بها, وسلب الناس الثقة التي طلبها الله تعالى من الناس في التعامل فيما بينهم, فهل من إثم أعظم من ذلك؟
اللهم, إنَّ هذا النهج من التعامل بكرامات الناس وحرماتهم ليس هو النهج الذي علمتنا في كتابك وعلمنا رسولك صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام, في التعامل مع كرامات الناس, وليس هذا النهج من إجتثاث جذور التواثق فيما بين المؤمنين هو نهجك ودينك.
من هم الثعالب والذئاب؟
بلى, هنالك ثعالب وذئاب كثيرة, على هيئة الانسان, بل هم شر من الثعالب والذئاب.
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}الأعراف/179.
ولكنهم من شرائح اخرى غير شريحة المؤمنين, مثل (بوش) و(اوباما) و(جون كيري) و(بريمر) و(رايس) و(نتنياهو) و(حمد بن عيسى) و(حمد بن جاسم) و(حمد بن خليفة) و(صدام) و(علي المعروف بالكيمياوي) و(ناظم كَزار) وذئاب (اسرة بهلوي) و(اتاتورك) و(القذافي) و(بن علي) و(علي عبدالله صالح) و(حسني مبارك) و(انور السادات) وحاكم آخر قتل الالاف من المسلمين في مصر وسجنهم وعذبهم لأنهم يدعون الى الله ودينه وكتابه و(بورقيبه) وزعماء (القاعدة) و(عرعور) و(.....) الذي كنا نعرفه بالاعتدال ثم ملاء بطنه بالحرام, من أموال حكّام الخليج, فسلب الحرام الذي ملأ بطنه به وعيه وبصيرته ودينه, وأمثالهم.
هؤلاء هم الذئاب والثعالب, ولو شئت لملأت لك سجلاً أسود حافلاً بذكرهم, وظلمهم, وخياناتهم, وجرائمهم, ونتنهم, وجيفهم, وتبذيرهم, وإسرافهم بأموال بيت مال المسلمين.
سافر أحدهم الى امريكا فأخافوه من ايران, فاشترى منهم (60,000,000,000) دولاراً سلاحاً مخزونا في ترسانات مصانع الاسلحة في امريكا, لا يعرف جيشه إستخدامها الاً اذا كان الى جنبهم المدربون والمهندسون الامريكان.
ولو انفق هذا المبلغ على فقراء المسلمين الذين يعيشون تحت خط الفقر في الصومال وبنكلادش والهند وباكستان وافغانستان كفى أكثر من مائة مليون مسلم لسنة واحده في الحد الادنى من المعيشة الذي يفقدوه.
وهذا رقم واحد من ارقام عبثهم بأموال النفط.
ويعلم الله تعالى وحده أن الاموال التي بذلتها السعودية وقطر ودول خليجية اخرى واردوغان في تركيا من أجل تخريب سورية وتحويلها الى ركام من الانقاض طيلة 28 شهراً من اجل المحافظة على أمن اسرائيل لو كان يصرف على انشاء بيوت لفقراء المسلمين لما بقي في العالم الاسلامي كله مسلم فقير لا يملك بيتاً يؤويه.
ولهم قصور في لندن, وفرنسا, وامريكا, والسويد, وسويسرا, وعلى سواحل البحار في أسبانيا يذهل الغربيين الفاسدين انفسهم, يشترونها بأموال نفط المسلمين, من دون رقيب ولا حساب.
ولعلهم لا يسكنون فيها في السنة عشرة ايام او دون ذلك, وتستقبلهم في المطار سيارات فارهه بسواقها المعدين لمثل هذه الأيام, أُعِدتَّ فقط لبضعة ايام يقضيها أصحاب السمّو والجلالة والفخامة في ﭬللهم على سواحل البحار.
فان كنت ناقماً على احد فانقم على هؤلاء, وإن كنت حاقداً فاحقد على هؤلاء, وليس على إمام من ائمة المسلمين, وهو الإمام الخوئي (رضوان الله عليه), عندما وضع أحد المؤمنين سيارة مرسيدس تحت تصرفه في شيخوخته المثقلة بالهموم والمسؤوليات الثقال, تعينه على الانتقال من البيت الى مجلس الدرس والصلاة.
حيث تقول في كتابك (لقد كان الإمام الخوئي والمراهقون من أولاده يركبون تلك السيارات الفارهة, ومعظم الناس لا يمتلكون قيمة حمير) (ص420).
ولقد عشنا في النجف وتلمذنا على الإمام الخوئي رضوان الله عليه اكثر من عشرين سنة, فلم نجد لأحد من أبنائه سيارة فارهه او غير فارهه, وطالما ركبت مع إبنه الأكبر السيد جمال الدين الخوئي رحمه الله سيارات الأجرة العامة من بغداد الى كربلاء والنجف, وكان السيد جمال الدين رحمه الله من علماء النجف واصحاب الفضل والفقه والعلم فيها.
ان الكاتب يضيق صدراً بسيارة مرسيدس كان قد أهداها أحد المؤمنين للإمام الخوئي رحمه الله في شيخوخته وزحمة المسؤوليات الثقال على عاتقه...
وكان أحرى به ان يضيق صدراً بالمليارات من الدولارات من بيت مال المسلمين التي يضعها ملوك النفط تحت تصرف امريكا وفرنسا والمانيا, وعلى موائد القمار, وفي دور العهر والفحشاء في الغرب, لقد أهدى أحد ملوك النفط الى امريكا هدية متواضعة قيمتها (500,000,000) دولاراً من أموال النفط, وهذا المبلغ يكفي لمعيشة مليون فقير تقريباً من فقراء الصومال وبنكَلادش وباكستان الذين يعيشون تحت خط الفقر لسنة واحدة على الأقل.
لقد كان صدام وأزلامه وأولاده وأصهاره وبطانته يلعبون بالمليارات من ثروات العراق... وكان نصيب الشعب العراقي منهم السجون وحفلات التعذيب والمطاردة والملاحقة والاعدامات والمقابر الجماعية.
إذا كنت حاقداً فاحقد على هؤلاء, واذا كنت طاعناً احداً فاطعن هؤلاء, واذا كنت متبرءاً من احد فتبرأ من هؤلاء, واذا كنت غاضباً على أحد فصب جام غضبك على هؤلاء, واذا كنت تلعن احداً فالعن هؤلاء, ليرضى الله تعالى عنك, ونزّه قلمك ولسانك عن فقهاء كبار ومراجع أولتهم الامة ثقتها واحترامها وتقليدها وإتباعها في السراء والضراء من الاحياء والأموات من الذين تنال منهم بصورة مستمرة مرة بعد أخرى, في كتبك, كلما تجد فرصة للنيل منهم والفتك بهم وأكثرها كذب وبهتان وزور.
لقد كان منهج أهل البيت عليهم السلام: تسقيط الطغاة والجبابرة, والنيل منهم, والتشهير بهم, وفي المقابل تعزيز ثقة الناس بالفقهاء والعلماء الذين يحملون تراث محمد وآل محمد عليهم السلام, وهذا المنهج الديني الذي تسلكه يقع في النقطة المقابلة لنهج أهل البيت عليهم السلام تماماً.
التصرف في بيت المال
نعم, لا ننفي نحن أن التصرف في أموال بيت المال ليس كما ينبغي, بل ليس كما يجب احياناً.
وقد كان الامر كذلك في جهاز الائمة المعصومين عليهم السلام. ونحن نقرأ في نهج البلاغة, وفي رسائل أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الولاة شكوى مريره من بعض عماله وولاته. وكان يعزلهم احيانا, ويهددهم احياناً وينصحهم احياناً.
وقد كانت هذه الشكوى في بعض الحالات من بعض اجلاء اصحابه(رحمهم الله).
ومن المعاصرين نذكر الإمام الخميني رحمه الله وقد كان قائد ثورةً وامام دولة وكان دقيقاً في التصرفات المالية, ولكنه رحمه الله في خطاباته كان يشكو من تصرفات بعض المسؤولين في الدولة, بل بعض علماء البلاد ومثل هذه الشكوى كثيرة في كلمات الإمام الخميني رحمه الله.
إلا أن الصرف كان رغم ذلك كله تحت السيطرة بشكل عام. فإن كانت النقود الموجهة الى المرجعيات الدينية في هذه الحدود فهي مقبولة ومعقولة والى حد ما صحيحة.
ولا يمكن رفضها, ولابد لها من علاج وضبط, ولست ابرر بذلك هذه الأخطاء.
ولابد من السعي في احداث ديوان مركزي في جهاز المرجعية للمحاسبة والمراقبة المالية.
إلا أن في النقود الموجهة للمرجعية الدينية بخصوص التصرفات المالية مبالغات كثيرة, تبلغ حدود التسقيط والتشهير.
والخص ما تقدم في نقاط ثلاثة:
1- ان هناك نقاط ضعف وخلل في التصرفات المالية في جهاز المرجعية الدينية, إلا ان حركة المال بشكل عام تبقى تحت السيطرة في بيوت المرجعية.
2- ولا يصّح تبرير هذا الخلل وإهماله, ولابد له من علاج وتصحيح, ومن دون ذلك سوف تضعف ثقة الجمهور بجهاز المرجعية.
3- ولا يصحح وجود هذا الخلل الاعمال التسقيطية التي نجدها في بعض الاوساط تجاه المرجعية الدينية... فإن ضرر هذه الاعمال اكثر وابلغ على المؤسسة الدينية من الخلل الموجود في بعض التصرفات المالية... والذين يواجهون المرجعية الدينية بمثل هذه الاعمال التسقيطية لا يبالون بتخريب هذه المؤسسة ولا يعرفون قيمتها العظيمة في حياتنا الثقافية والسياسية.
وناهيك ان الجمهورية الاسلامية هي واحدة من ثمار هذه المؤسسة, ورغم الدور القيادي العظيم للإمام الخميني رحمه الله, لم تكن الثورة التي قادها الإمام في اسقاط نظام بهلوي وإقامة اولى دولة اسلامية - بالمعنى الفقهي - على وجه الارض كلها لولا وجود خلفية تتجاوز الالف عاما للمؤسسة الدينية في ايران.
وأي عمل تخريبي تجاه المؤسسة الدينية عمل غير ناصح ومن قبل ناس غير ناصحين. والعمل الناصح في هذا المجال هو المساعي الحميدة لاصلاح وتطوير المؤسسة الدينية, والتفكير في حلول عملية داخلة في حيز الامكان وبين الأسلوبين فرق شاسع.
___________________
هامش:
الروايات بهذا المضمون كثيرة ذكرنا بعضها. راجع كتاب المشكاة لأمين الاسلام الطبرسي و(الاختصاص) لأبي عبدالله محمد بن النعمان العكبري البغدادي المفيد, وكتاب (المؤمن) للشيخ الجليل حسين بن سعيد الاهوازي, و(الخصال) للصدوق, ووسائل الشيعة للحر العاملي, و(المستدرك) للشيخ النوري, وغير ذلك, ونضيف الى ما تقدم (المعجم الاوسط للطبراني: 1 /214, ومعرفة الصحابة لابي نعيم الاصبهاني (باب من اسمه عتبه) ومسند الشاميين للطبراني: 5 /165 والمسند الجامع لأبي المعاطي النوري: 10 /252 والمعجم الكبير: 11 /27 وجمع الجوامع للسيوطي: حرف الهمزة, وحرف القاف, وحرف اللام, وحرف الميم, وحرف الياء, وسنن ابن ماجه باب حرمة دم المؤمن وماله... وغير ذلك من المصادر.
يتبع...
|