الجموع الزاحفة تواصل سيرها صوب الكاظمية المقدسة رغم العواصف الترابية التي تجتاح بغداد
بتاريخ : 02-06-2013 الساعة : 11:12 PM
اجتاحت العاصمة بغداد موجة من العواصف الترابية غداة اعلان الانواء الجوية عن فرصة لحدوث هذه العواصف في أماكن متعددة من البلاد في وقت تتواصل فيه الجموع المليونية الزاحفة من مختلف المحافظات سيرهم مشيا على الاقدام الى الروضة الكاظمية المطهرة لاحياء ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام.
وذكر مراسل وكالة {الفرات نيوز} ان " الطرق المؤدية الى مدينة الكاظمية المقدسة شهدت نصب الكثير من سرادق العزاء والخدمة التي توفر الخدمات للزائرين الذين لم تمنعهم العواصف الترابية التي اجتاحت بغداد من اكمال سيرهم لاداء مراسم الزيارة التي تصادف يوم الاربعاء المقبل وسط اجراءات امنية مشددة لحماية الزائرين من اي اعتداءات قد يتعرضون لها من قبل المجاميع الارهابية " .
ويتوجه الملايين من محبي اهل بيت النبوة عليهم السلام رجالا ونساء وشيوخا واطفالا في الـ25 من شهر رجب من كل عام لاحياء هذه الشعائر المقدسة في مدينة الكاظمية.
واعلنت الانواء الجوية اليوم الاحد ان البلاد ستتأثر بمرتفع جوي من البحر المتوسط ليكون الطقس في المنطقة الشمالية صحواً مع غبار خفيف اما المنطقتين الوسطى والجنوبية فسيكون الجو فيها مغبراً مع فرصة لحدوث عواصف ترابية في أماكن متعددة منهما يتحسن تدريجيا في المنطقة الوسطى بعد الظهر.
وتتسبب هذه العواف الترابية باختناق العديد من المواطنيين خاصة ذوي الامراض المزمنة المصابين بمرض {الربو} والاطفال وكبار السن مما يضع وزارة الصحة ان تكون في اهبة الاستعداد دائما لمثل هكذا حالات من خلال تجهيز جميع مستشفياتها باسطوانات الاوكسجين التي تساعد المصابين بالاختناق على التنفس.
وتتعرض محافظات البلاد على اختلافها بين فترة واخرى لهبوب عواصف ترابية ويعزو البعض كثرتها الى عدم وجود حزام اخضر في محيط المحافظات والمدن العراقية.
سجلت العاصمة بغداد ماراثونا جديدا يضاف الى ما سجلته في الاعوام السابقة وسط كرنفال مهيب بهيبة الامام الكاظم [عليه السلام]، وشهدت توافد قرابة [7] ملايين زائر وزائرة قدموا من جميع المحافظات سيرا على الاقدام، اضافة الى زائرين قدموا من البلدان العربية والاجنبية واتجهوا صوب مدينة الكاظمية المقدسة واحيوا ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام.
ونحن نعيش في رحاب احياء مراسم ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، تنقلت وكالة كل العراق [أين] بين سرادق مواكب الخدمة واستطلعت آراء القائمين عليها عن دوافع وغايات وثمار خدمة الزائرين.
وكان المتحدث الاول لـ[اين] ابو حسين، صاحب احد مواكب خدمة الزائرين، قال :اعتدنا في كل عام وفي مثل هكذا يوم على نصب السرادق وتوفير الخدمة لزائري اهل البيت الاطهار، ونقوم بتوفير المستلزمات الضرورية على طول العام استعدادا ليوم ذكرى استشهاد راهب ال محمد الامام الكاظم عليه السلام لنيل شرف خدمة زائريه، وشهد هذا العام وبتوفيق من الله تعالى اعداد كبيرة من الزائرين، اضافة الى كثرة مواكب الخدمة.
وتقام في العراق كل عام مراسم مليونية لاحياء المناسبات الدينية سيراً على الاقدام من شتى المحافظات العراقية والتي ابرزها اربعينة الامام الحسين عليه السلام وذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام والزيارة الشعبانية ذكرى ولادة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
وشهد هذا العام تلاحما وطنيا ودينيا اذ شاركت مدينة الاعظمية وشبابها بخدمة زائري الامام الكاظم عليه السلام وساهمت بحمايتهم وتقديم الشراب والطعام ونصب سرادق الاستراحة وغيرها.
وقال لفيف من ابناء مدينة الاعظمية التي تقع بجوار مدينة الكاظمية المقدسة "قمنا بتوفير الطعام والشراب للزائرين وحرصنا على راحتهم، اذ ان زيارة الامام الكاظم هي لجميع المسلمين ولا تقتصر على طائفة معينة دون اخرى"، وبينوا ان "هذا العام شهد توافد اعداد كبيرة ومهيبة وبمشاركة من جميع المسلمين في داخل العراق وخارجه".
وكانت المرجعية الدينية قد دعت جميع العراقيين ومن طائفتين الى المشاركة في خدمة وحماية زائري الامام الكاظم عليه السلام لرسم لوحة جديدة من الوحدة لتضاف الى اللوحات التي رسمها العراقيون في اكثر من مناسبة، ودعت الشباب الى تشكيل فرق شعبية لخدمة الزائرين وحمايتهم والحذر من المخططات الارهابية.
منظم موكب في مدينة الصدر ابو جواد تحدث لنا عن سعيه وجيرانه لانشاء موكب خدمة قائلا: سعينا جاهدين في الايام الماضية لانشاء موكب خدمة زائري الامام الكاظم الذين يزدادون بفضل الاهي كل عام مئات الاف، وقمنا بجمع ما تيسر من اموال وادوات وبمساعدة ميسوري الحال تمكنا من انشاء موكب في مدينة الصدر والحمد لله توفقنا، واليوم الفرحة تغمرنا لخدمة زائري باب الحوائج الامام الكاظم عليه السلام.
ابو حسين صاحب موكب على طريق مدينة الكاظمية أكد لـ [أين] إن "السنوات القليلة الماضية والتي تلت سقوط النظام البائد شهدت تزايداً ملحوظاً في اعداد سرادق خدمة الزائرين لتتناسب مع حجم اعداد الجموع المليونية المتوجهة صوب الروضة الكاظمية المقدسة".
وبين إن "الاطعمة والمشروبات التي نقدمها الى الزوار في كل عام ما هي الا بمثابة زيادة في ارزاقنا وبركات تعم اهلنا وكل من شارك او ساهم في تقديم الثواب خلال المناسبات الدينية المتعددة طوال السنة".
ومن الجانب الحكومي كانت هناك استعدادات من الناحية الطبية والخدمية واجراءات لتوفير النقل لعودة الزائرين بعد اتمام مراسيم الزيارة اضافة الى الخطة الامنية التي بدأت مبكرا وصدور قرار منع سيارات الفحص المؤقت ونصب السيطرات الثابتة والمتحركة اضافة الى تحديد طريق الزائرين المؤمن الى مدينة الكاظمية، ولم يسجل اي خرق امني يذكر.
من جانبها اعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن انطلاق خطة الاسناد الطبي الطارئ لمناسبة ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم [عليه السلام] لتقديم خدمات طبية للزائرين واستقبال الحالات الطارئة في حال حدوثها.
وقال مدير مركز العمليات في وزارة الصحة عدنان محمد علي ان "الوزارة اعدت خطة طبية طارئة من خلال التنسيق مع قيادة عمليات بغداد وغرف العمليات في وزارتي الدفاع والداخلية لتبادل المعلومات لتقديم الاسناد والحماية في حالة الحاجة لها وتسهيل حركة سيارات الاسعاف لنقل الحالات المرضية الطارئة او أية مساعدات اخرى فضلا عن التنسيق مع دوائر الصحة في بغداد والمحافظات لغرض توحيد الجهود وتقديم افضل الخدمات الطبية للزائرين وادارة الاحداث والازمات في حال حدوثها".
وبدورها اعلنت وزارة النقل عن اعداد خطة لنقل الزائرين حيث سخرت اليات الشركات التابعة لها لنقل الزئرين العائدين من مدينة الكاظمية اضافة تهيئة القطارات والايعاز بتسهيل دخول وخروج الزائرين العرب والاجانب من والى العراق من خلال التنسيق مع القوات الامنية لتسهل عملية وصولهم الى مدينة الكاظمية لتأدية مراسيم زيارة الامام الكاظم عليه السلام.
كما وجهت وزارة الاعمار والاسكان بمشاركة عجلات الوزارة والتشكيلات التابعة لها بنقل الزائرين لمدينة الكاظمية المقدسة الى مناطق سكناهم في جانبي الكرخ والرصافة في بغداد.
وتعبيراً عن تعزيز الوحدة والتلاحم والتعايش السلمي ونبذ الطائفية زار وفد من صحوة العراق يوم الاثنين الماضي مرقد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام بمدينة الكاظمية برئاسة وسام الحردان ورئيسي مجلسي انقاذ واسناد الانبار حميد ومحمد الهايس للمشاركة في مراسيم الزيارة وزار مرقد الامام الكاظم عليه السلام".
كما شارك الوفد بخدمة الزائرين ومواكب العزاء تعبيراً عن تعزيز الوحدة والتلاحم والتعايش السلمي ونبذ الطائفية بين ابناء الشعب العراقي .
وفي ظل التحديات التي يعيشها العراق من تهديدات امنية ومخاطر محدقة تبقى الحشود المليونية تتوافد في كل مناسبة دينية تعبيرا عن ولائهم وتجديدا لبيعتهم لال بيت النبوة، وتأكيدا للسير على منهجهم ونبذ الاستعباد والوقوف بوجه الطغاة والظالمين، وستبقى ذكراك ياراهب ال محمد كل عام لما قدمته من تضحيات في سبيل الاسلام والمسلمين
أعلنت العتبة الكاظمية المقدسة، عن وصول اعداد الزائرين الذين وفدوا الى مرقد الامام موسى ابن جعفر، عليه السلام، الى 7 ملايين زائر .
وأكد امين عام العتبة الكاظمية فاضل الانباري اليوم الثلاثاء: ان اعداد الزائرين الذين وفدوا الى مرقد الامام موسى ابن جعفر، عليه السلام، بلغت حتى ظهر اليوم، 7 ملايين زائر . واضاف الانباري: ان الزيارة ستبلغ ذروتها عصر هذا اليوم.
وتعد زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم 'عليه السلام'، في الذكرى السنوية لاستشهاده، من الزيارات المليونية التي يحييها المسلمون في العراق ومختلف أنحاء العالم الإسلامي، وخصوصاً ابناء المذهب الشيعي.
ويعد الامام الكاظم سابع أئمة الشيعة، وهو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، ولد بالابواء وهو موضع بين مكة والمدينة في السابع من صفر سنة 128 هجرية، واستمرت إمامته 35 سنة بعد أبيه الإمام جعفر الصادق، واستشهد في سجنه ببغداد في الخامس والعشرين من رجب سنة 183 هجرية، وعمره 55 سنة، وقد قضى 15 سنة من عمره في سجون العباسيين، ودفن في مقبرة قريش، في بغداد التي سميت بعد ذلك بالكاظمية.