بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾
بحثنا اليوم هو بحث تفصيلي شامل حول الاية القرانية الكريمة ومعرفة من هو الشهيد الذي لديه علم الكتاب الذي يكون شهيدا على هذه الامة مؤمنها وكافرها ومطلع على اعمالهم فهنا الاية الكريمة تخبرنا ان من عنده علم الكتاب يجب ان يكون :
1- مطلع على جميع اعمال الامة
2-عارفا ببرها وفاجرها
3-ان يكون لديه علم الاولين والاخرين
وولوقف على هذا النقاط الثلاثة يجب ان نتطرق لامور اولها ان نعرف لماذا وردت كلمة شهيد ولم يذكر اللله في كتابه في كلمة شاهد لاحظ الفرق بين الشاهد والشهيد :
قال الكبيسي : الفرق بين الشاهد والشهيد الشاهد كل من يأتي للمحكمة قد يخطئ قد لا يكون صادقاً قد يشترى وقد يلم بناحية ويغفل عن ناحية (عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء) أما الشهيد شيء آخر. الشهيد أمين على شهادته صادق بالمائة مائة. اثنين مُلِمٌّ بكل جوانب المشهود عليه لا تفوته شاردة ولا واردة ولهذا يوم القيامة كما في الآية (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143) البقرة) النبي صلى الله عليه وسلم سيخبر ربه عز وجل عن هذه الأمة بحذافير ما حصل وبحذافير ما يريد النبي صلى الله عليه وسلم من ربه أن يعامل أمته فهو الشهيد ليس شاهداً وإنما هو شهيد على هذه الأمة. وكل كلمة شهيد في كتاب الله عز وجل تعني أن هذا الشاهد تطور وتقدم وألمّ بحيث صار من الأمان أمان مطلق الصدق صدق مطلق المعرفة صارت معرفته بوقائع ما يشهد عليه كاملة لا يترك شاردة ولا واردة، هذا هو
فالتعبير بكلمة (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) للإشارة إلى توسط الشاهد بين الطرفين، وتساويهما عنده بحيث لا يميل إلى أحدهما على حساب الآخر. وهذا يعطيه الوثاقة والأمانة والعدالة في الشهادة، إلى حد أن تصبح شهادته هي الفيصل في الأمر، فيكون شاهداً حاكماً، قاطعاً للنزاع. والتعبير بكلمة شهيد للإلماح إلى شدة اطلاعه وحضوره، الأمر الذي يحتم إطاعته والقبول منه.
فالمراد بالشهيدية هو الحضور القوي.. وليس المراد بها الشهادة بين متخاصمين على حد الشهادات الأخرى. بل هو شهيدية وحضور حاكم وفاصل للأمر من دون أن يكون هناك شهادة.
لأن معرفة الصدق، خصوصاً في أمر يتعذر فيه الإطلاع إلى درجة الحضور، كمجيء جبرئيل [عليه السلام] للرسول [صلى الله عليه وآله]، أمر غير ميسور للبشر العاديين وذلك معناه أن هذا الشهيد يملك وسائل عالية جداً تمكنه من الحضور حتى في مثل هذه الأمور الخفية جداً، وذلك لا يتناسب إلا مع ما هو أرقى من هذا الذي نعيشه ونألفه.. وهو شهيدية الإمام والإمامة التي ستظهر آثارها في يوم القيامة..
وهذا يؤيد ويؤكد المعنى الذي نسوق الكلام إليه.. وهو أنها شهيدية بمعنى الحضور لا بمعنى أداء الشهادة.
ـومن الواضح: أن التوجه نحو الاكتفاء بشهيدية الله، ومن عنده علم الكتاب ليس معناه أن الذي عنده علم الكتاب سيكون قادراً ـ بما أوتي من علم ـ على إلزامهم بالحجة، بعد أن عجز الرسول نفسه عن إلزامهم بها. بل المراد أن ذلك العالم بالكتاب سيكون هو حجة الرسول [صلى الله عليه وآله]، عليهم.
وليس في الآية أية إشارة إلى أن المقصود بالكتاب فيها، هو كتاب التوراة أو الإنجيل، فتطبيق الآية عليهما ما هو إلا تخرص، ورجم بالغيب، ومن دون مبرر. بل قد وجدنا في الروايات الواردة عن المعصومين [عليهم السلام] ما يشير إلى أن المراد بالكتاب هو ذلك الكتاب الذي يكون للعالم به القدرة على التأثير في عالم التكوين، والهيمنة على الموجودات، حيث ذكرت الروايات: ما يدل على أن هذا الكتاب هو نفس الكتاب الذي كان آصف بن برخيا يعلم بعضه، فتمكن به من الإتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي)(9).
والمراد بالكتاب: القرآن.. الذي هو تبيان كل شيء، وقال تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(10) فمن كان عنده حقيقته، فإنه سيكون متمكناً ومهيمناً على الأشياء بأعظم هيمنة. ويمكّن آصف بن برخيا والأنبياء السابقين لأنهم إنما يملكون بعضاً من علوم القرآن، وعلي [عليه السلام]، يعرف كل ما في هذا القرآن.
فالمراد بعلم الكتاب إذن: هو ذلك العلم القاهر لهم، الذي يعطي العالم به السلطة والقدرة على التصرف، وإراءة الخوارق التي تسقط استكبارهم، وتعرفهم بمدى ضعفهم، وبأنهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً.
ـ وإذا تحقق ذلك، فإن ملاحظة أنه تعالى قد عبر بكلمة «شهيد» ثم نسبها لله سبحانه، وللعالم بالكتاب في سياق واحد تعطينا:
أن صيغة المبالغة «شهيداً» قد جاءت للتعبير عن الشهادة التي تكون هي الأشد حضوراً، والأكثر إحاطة وهيمنة وإشرافاً، والأشد تمكيناً للاطلاع على دقائق الأحوال وخفاياها، على كل خصوصياتها وحقائقها ومزاياها. بحيث تكون ـ بملاحظة تعدد المنكشفات ـ ، بمثابة معاينات ومشاهدات متعددة، ومباشرة حسية لذلك كله..
فتعددها يوجب تعدد المشاهدات والشهادات، فيصح المبالغة ـ والتكثير ـ بلحاظ ذلك، فقال: «شهيداً». كما أن نيل حقائقها ووقائعها قد أوصلها إلى درجة المحسوس المشاهد، حتى لو كانت من الأمور التي لا تنالها الحواس الظاهرية.
فهل لأحد من أهل الكتاب هذه الإحاطة، وهذا الإشراف ليصح أن يقال عنه إنه شهيد، وأن تقرن شهيديته بشهيدية الله تعالى؟!
ـ إن الشهيدية في مورد الآية قد تعلقت بأمر لا تناله الحواس الظاهرة، بل يعرف بالأدلة العقلية، وبالبصيرة الهادية، وبقضاء الفطرة، والوجدان المستند إلى الدليل والبرهان ـ حتى لو كان هذا الدليل هو المعجزة ـ في مقام التحدي.
ونيل العلم بالنبوة لا ينحصر بأهل الكتاب، ولا بعبد الله بن سلام، بل البشر جميعاً يشاركونهم في ذلك..
ولكن الأمر الذي تحدثت عنه الآية هنا هو شهيدية بالنبوة، وإشراف على حقائقها ودقائقها، مستندة إلى العلم المأخوذ من الكتاب.. لا إلى العلم من خلال ظهور المعجزات..
مما يعني: أن دلائل هذه النبوة التي يعاينها ذلك العالم بالكتاب كثيرة جداً.. ومتعددة، فالشهادة بالنبوة بمثابة شهادات بتلك الدلائل التي نالها ذلك العالم بعلمه..
ـ كما أن شهيديته لا تكون بمجرد الإعلان بنعم، أو بلا.. كما هو الحال في أية شهادة على أمر مختلف فيه.. بل هي شهادة فيها إظهار لخفيات مكّن العلم بالكتاب من إظهارها. وذلك بطريقة إعجازية..
خصوصاً: وأن الذين كفروا قد حسموا الأمر، وأعلنوا رفضهم لنبوته [صلى الله عليه وآله]، بصورة جازمة: (لَسْتَ مُرْسَلاً) فلم يكن هناك مجال للحوار، وللأخذ والرد معهم..
فجاء هذا الموقف ليواجه هذا العناد منهم، وليتحدى غطرستهم واستكبارهم، وليكون بمثابة وعيد لهم بالانتقام، وبعدم النجاة، ما دام أن الأمور تعود إلى الله سبحانه، وسيكون من عنده علم الكتاب هو الآخذ بكظمهم، والمتولي لأمرهم.
فلا غرو إذا قلنا بعد ذلك كله: أن المقصود بالشهيدية هو مقام الشهادة على الخلق، والتي تختزن معنى الإحاطة والهيمنة، والإشراف التام على كل الحالات والخصوصيات. والتي قرنت بشاهدية وشهيدية الله سبحانه.. الذي هو مصدر الفيض والعطاء والتمكين لهذه الشهيدية للعالم بالكتاب المرتبطة به، والمنتهية إليه أيضاً، لأن علمه به إنما هو بتعليم منه تعالى..
فشهيدية هذا العالم بالكتاب مساوقة لشهيدية الرسول [صلى الله عليه وآله]: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)(وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً) (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ)(.
ويكون هذا الشهيد معصوماً، لا مجال لاحتمال أي إخلال في حقه، وقوياً في ذات الله، لا يدعوه إلى كتم الشهادة رغب ولا رهب. عليم بالحقائق، مطلع على أسرار الكائنات، يمتلك ـ بتمليك الله سبحانه له ـ القدرة على حسم الأمور في الاتجاه الصحيح..
وتكون الآية تتجه إلى ردّ التحدي، والتصدي للاستكبار حيث تواجههم بالوعيد الحازم، حيث يتولى الله، ومن عنده علم الكتاب، ـ ومن موقع العلم والقوة والقدرة على التصرف ـ مواجهتهم بما يناسب عنادهم، وجحودهم، واستكبارهم،
..
ورد في القرآن الكريم تعبيرات رسمية عن العلم بالكتاب الإلهي:
1 ـ تعبير: إيتاء الكتاب، بمعنى الإيتاء للأمة عامة، بمن فيها الذين انحرفوا عنه وضيعوه ولم يعرفوا منه إلا أماني. قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة آل عمران: 19)
كما استعمل بمعنى الإيتاء الخاص للأنبياء وأوصيائهم (عليهم السلام) قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ. أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ). (سورة الأنعام:89 ـ 9 )
2 ـ توريث الكتاب، وقد ورد أيضاً بمعنى عام وخاص، واجتمعا في قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (سورة فاطر: 32)
3 ـ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إلا أُولُو الْأَلْبَابِ). (سورة آل عمران:7)
4 ـ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ. قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ. قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:38 ـ 4 )
5 ـ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، قال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ). (سورة الرعد:43)
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الراسخين في العلم، والذين عندهم علم الكتاب، هم بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل بيته الطاهرون (عليهم السلام)، ويدل عليه حديث الثقلين المتفق عليه بين الجميع وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أوشك إن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما. (رواه أحمد:3/17 بأسانيد صحيحة، وغيره، وغيره), فإنه لامعنى لإخبار الله تعالى لنبيه أنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، إلا أنه سيكون منهم إمام في كل عصر عنده علم الكتاب، فيكون أفضل من وزير سليمان ووصيه آصف بن برخيا (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ).
إلى هنا لامشكلة ولاخلاف، لكن مارأيك بمن يكسر كلمة (مَنْ) في قوله تعالى: (وََمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) فيغيرها من اسم موصول إلى حرف جر، ويكسر كلمة: عِنْدَهُ، فيجعلها: عِنْدِهُ؟!
لابد أنك تقول إن هذا شيطنة وتحريف للقرآن!
وتقول: إن معنى الجملة يصير: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وبالله الذي علم الكتاب عنده، وهو معنى ركيك لأنه يقطع الربط بين الفقرتين ويجعل (ومِنْ عنده) جملة جديدة بعيدة عن الموضوع، مع أن الآية آخر آية في سورة الرعد!
ولكن هاوي التحريف لايهمه ركاكة المعنى، فهدفه أن ينفي وجود أشخاص عندهم علم الكتاب، ويبعد الآية عن علي (عليه السلام)!!
وهذا ما عمله عمر في قراءته: (وَمِنْ عِنْدِهِ)، ونسبه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه عن عمر أن النبي (ص) قرأ: ومن عندِه علم الكتاب، قال: من عندِ الله علم الكتاب).
وفي كنز العمال:2/593: (عن عمر أن النبي (ص) قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلمُ الكتاب. الدارقطني في الإفراد، وتمام، وابن مردويه).
وفي:12/589: (عن ابن عمر قال: قال عمر، وذكر إسلامه، فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي (ص) يقرأ: ومِن عندِه علم الكتاب. ابن مردويه)!
علماء السنة رأوا قراءة عمر..واقفة!
رأى أتباع عمر أن قراءته ضعيفة لاوجه لها، فلم يطيعوه، ولذا ترى
الموجود في مصحف الجميع: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)!
وخلاصة ما قاله الطبري في تفسيره:7/118، أن في الآية قراءتين: قراءة بالفتح فتكون مَن إسماً موصولاً. وقراءة بالكسر كان يقرؤها المتقدمون! ورواها عن مبغضي علي (عليه السلام) مثل مجاهد والحسن البصري وشعبة وقتادة وهارون والضحاك بن مزاحم! وتجنب روايتها عن عمر، مع أن عمر أسندها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
قال الطبري: (وقد روي عن رسول الله (ص) خبر بتصحيح هذه القراءة وهذا التأويل، غير أن في إسناده نظراً، وذلك ما حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام، عن هارون الأعور، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عن النبي (ص) أنه قرأ: وَمِنْ عِنْدِهِ عِلم الكتاب، عند الله علم الكتاب، وهذا خبر ليس له أصل عند الثقات من أصحاب الزهري.
فإذا كان ذلك كذلك وكانت قراء الأمصار من أهل الحجاز والشام والعراق على القراءة الأخرى وهي: (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) كان التأويل الذي على المعنى الذي عليه قراء الأمصار أولى بالصواب ممن خالفه، إذ كانت القراءة بما هم عليه مجمعون أحق بالصواب) انتهى.
وبذلك رجح الطبري قراءة الفتح على الموصولية على قراءة عمر ومن تبعه من كبار القراء والمفسرين القدماء! وأسقط رواية الزهري لأن تلاميذ الزهري الثقاة لم يوثقوها! لكنه أغفل أن قراءة الكسر ليست محصورة بطريق الزهري وأن أول من اخترعها عمر!
أما الفخر الرازي فقد هرب من معركة قراءة الكسر واكتفى في تفسيره:19/69، بذكر الأقوال بناء على قراءة الفتح وقراءة الكسر، ولم يرجح أياً منها فقال: (والله تعالى أعلم بالصواب)!
وهكذا اختار مفسروا السنة قراءة الفتح، واضطروا أن يسلكوا طريقاً آخر لإبعاد الآية عن علي (عليه السلام) فقالوا إن المقصود بالكتاب فيها ليس القرآن، بل التوراة والإنجيل، والمقصود (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب) هو عبد الله بن سلام، أو غيره من علماء اليهود والنصارى!
لكن يرد عليهم ثلاث إشكالات لا جواب لها:
أولاً: أنه لو كان عند عبد الله بن سلام وعلماء اليهود والنصارى علم الكتاب لكانت درجتهم أعلى من درجة آصف بن برخيا الذي أتى بعرش بلقيس من اليمن، والذي عنده علم من الكتاب!
ثانياً: كيف يجعل الله تعالى علماء اليهود والنصارى شهداء على الأمة الإسلامية بعد نبيها؟! ولو سألتهم أول سؤال عن نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)، لنفوها؟!
ثالثاً: لو سلمنا أن هؤلاء عندهم علم التوراة والإنجيل، فأين الذي عنده علم القرآن من أمة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
فهل لا يوجد علم القرآن بعد النبي عند أحد؟! أو يوجد عند فلان وفلان الصحابي
الذي لم يعرف معنى آية مثل: (وَفَاكِهَةً وَأَبّاً)؟!
رابعاً: قال لهم سعيد بن جبير: إن الآية مكية، واليهودي عبد الله بن سلام أسلم في المدينة، فكيف تقصده الآية قبل إسلامه؟!
إن تنازل الجيل التالي منهم عن قراءة عمر بالكسر، وتفسيرهم لها بعبد الله بن سلام لم يجبر الموضوع! فمن حق الباحث أن يتعجب من الطبري وغيره كيف يقبلون أن يكون الشخص الذي ارتضاه الله تعالى شاهداً على الأمة الإسلامية علماء اليهود كلهم أو بعضهم؟!!
ومن طريف ما رواه الطبري في تفسيره:7/118 رواية (عن أبي صالح في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب؟ قال: رجل من الإنس ولم يسمه
http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/T.../qurtby255.htm
فقد خاف أبو صالح أن يقول إنه علي (عليه السلام) فقال: رجل من الإنس!!
أمثلة من أحاديثهم الموضوعة في تفسير الآية!
قال السيوطي في الدر المنثور:4/69: (قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا..الآية. أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله (ص) أسقف من اليمن فقال له رسول الله (ص): هل تجدني في الإنجيل رسولاً؟ قال لا، فأنزل الله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ، يقول: عبد الله بن سلام!) انتهى.
لكن واضع الحديث لم يلتفت إلى حادثة
أسقف اليمن كانت في المدينة، بينما الآية نزلت في مكة، وأن عمر قال في روايته إنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرؤها بالكسر في مكة عندما أسلم!
ثم نقل السيوطي عدة روايات عن ابن سلام يفتخر بها بهذا الثوب الذي ألبسته إياه قريش لإبعاده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)!
قال السيوطي: (وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام: قد أنزل الله فيَّ القرآن:ً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَاب.. عن جندب قال جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد ثم قال: أنشدكم بالله أتعلمون أني أنا الذي أنزلت فيه ومن عنده علم الكتاب؟ قالوا اللهم نعم!
عن عبد الله بن سلام أنه لقي الذين أرادوا قتل عثمان فناشدهم بالله فيمن تعلمون نزل: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قالوا فيك. وعن مجاهد أنه كان يقرأ: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هو عبد الله بن سلام).
ثم روى السيوطي روايتين تكذبان أن يكون المقصود بالآية ابن سلام قال: (وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، أهو عبد الله بن سلام؟قال: وكيف وهذه السورة مكية؟!... وعن الشعبي قال: ما نزل في عبد الله ابن سلام شئ من القرآن)
! ثم روى تفسيراً آخر وسع فيه: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، ليشمل عدة أشخاص مع ابن سلام! قال (وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي).
ثم روى تفسيراً آخر جعل الشهداء على الأمة الإسلامية كل أهل الكتاب (الذين يشهدون ضدها!) قال: (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى!).
ثم روى تفسيراً آخر جعله جبرئيل (عليه السلام) قال: (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال: جبريل! وتفسيراً آخر جعله الله تعالى قال: (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد: وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتاب، قال:هو الله عز وجل)!
عبد الله بن سلام لم يزل يهودياً!
عندما نرجع إلى حياة عبد الله بن سلام الذي ادعوا أنه الشاهد الرباني على الأمة، نجد أن تعصبه اليهودي لايجعله أهلاً لهذه المسؤولية الضخمة، فقد روى الذهبي عنه أنه استجاز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أن يقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة.. فأجازه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:1/27: (يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه أنه جاء إلى النبي
فقال إني قرأت القرآن والتوراة فقال: إقرأ هذا ليلة وهذا ليلة، فهذا إن صح ففيه الرخصة في تكرير التوراة وتدبرها!). انتهى.
وإذا جاز ذلك عند الذهبي، فينبغي أن توزع بفتواه نسخ التوراة المحرفة على المسلمين، أو يطبعوها مع القرآن!!
ومما يدل على أن عبد الله بن سلام وأولاده كانوا مرتزقة بني أمية، ما رواه في مجمع الزوائد:9/92: (عن عبد الملك بن عمير أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام استأذن على الحجاج بن يوسف فأذن له فدخل وسلم، وأمر رجلين مما يلي السرير أن يوسعا له فأوسعا له فجلس، فقال له الحجاج: لله أبوك أتعلم حديثاً حدثه أبوك عبد الملك بن مروان عن جدك عبد الله بن سلام؟
قال: فأي حديث رحمك الله؟
قال: حديث المصريين حين حصروا عثمان؟
قال: قد علمت ذلك الحديث: أقبل عبد الله بن سلام وعثمان محصور فانطلق فدخل عليه فوسعوا له حتى دخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: وعليك السلام ما جاء بك يا عبد الله بن سلام؟
قال: جئت لأثبت حتى استشهد أو يفتح الله لك... في حديث طويل، قال في آخره: رواه الطبراني ورجاله ثقات) انتهى.
فإن صح ذلك فمعناه أن الصحابة كانوا كلهم ضد عثمان، وابن سلام كان من الأوفياء الثابيتن معه! ولكنه لايصح لأن اليهود أول الناس هروباً، وقد قتل
عثمان وبقي بدون دفن، فلو كان ابن سلام بذل له دمه في حياته، فأين كان عن تشييعه ودفنه؟!
ونعرف بذلك السبب في جعلهم ابن سلام مجاهداً مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بل بدرياً!
قال في هامش تهذيب الكمال:15/75 (وقال ابن حجر: ذكره أبو عروبة في البدريين وانفرد بذلك! وأما ابن سعد فذكره في الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وما بعدها، والله أعلم). تهذيب التهذيب:5/249).
وقد اورد البغوي في تفسيره ان المراد بمن عنده علم من الكتاب هو اصف بن برخيا وكان لديه اسم الله الاعظم وانه كان من حزب نبي الله سليمان عليه السلام
( قال عفريت من الجن ) وهو المارد القوي ، قال وهب : اسمه كوذى وقيل : ذكوان ، قال ابن عباس : العفريت الداهية . وقال الضحاك : هو الخبيث . وقال الربيع : الغليظ ، قال الفراء : القوي الشديد ، وقيل : هو صخرة الجني ، وكان بمنزلة جبل يضع قدمه عند منتهى طرفه ( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) أي : من مجلسك الذي تقضي فيه ، قال ابن عباس : وكان له كل غداة مجلس يقضي فيه إلى منتهى النهار ) ( وإني عليه ) أي : على حمله ) ( لقوي أمين ) على ما فيه من الجواهر ، فقال سليمان : أريد أسرع من هذا . ( قال الذي عنده علم من الكتاب ) واختلفوا فيه فقال بعضهم هو جبريل . وقيل : هو ملك من الملائكة أيد الله به نبيه سليمان عليه السلام . وقال أكثر المفسرين : هو آصف بن برخياء ، وكان صديقا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى . وروى جويبر ، ومقاتل ، عن الضحاك عن ابن عباس قال : إن آصف قال لسليمان حين صلى : مد عينيك حتى ينتهي طرفك ، فمد سليمان عينيه ، فنظر نحو اليمين ، ودعا آصف فبعث الله الملائكة فحملوا السرير من تحت الأرض يخدون به خدا حتى انخرقت الأرض بالسرير بين يدي سليمان . [ ص: 165 ]
فكيف يكون الذي لديه علم الكتاب جميعا هو من غير حزب رسول الله صلوات الله عليه واله وهل يوجود من اهل الكتاب من هو بدرجة اصف قطعا لايوجود بل ان الاية الكريمة تقول انه يكون اعلى درجة اصف لانه يملك علم الكتاب جميعا
1 ـ ما رأيكم في محاولة عمر تحريف الآية؟!
2 ـ من هو الذي جعله الله شاهداً في الأمة على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
3 ـ ما رأيكم فيما رويناه في أن هذا الشاهد على نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو عليٌّ (عليه السلام)؟
قال الحويزي في تفسير نور الثقلين:2/523: (في أمالي الصدوق (قدس سره) بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قول الله جل ثناؤه: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟قال:ذاك أخي علي بن أبي طالب).
وقال العياشي في تفسيره:2/22 : (عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: ومن عنده علم الكتاب؟ قال: نزلت في علي (عليه السلام)، إنه عالم هذه الأمة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قال: إيانا عنى وعليٌّ أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
عن عبد الله بن عطاء قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله. قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ قال: كذب.. هو علي بن أبي طالب!
عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قوله: قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ فقال: نزلت في علي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب) انتهى.
وقال علي بن إبراهيم القمي في تفسيره:1/367: (حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذيعِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ هو أمير المؤمنين (عليه السلام). وسئل عن الذيعِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ أعلم أم الَّذِي عِنْدَهُ مِنَ عِلْمُ الْكِتَابِ؟ فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب، إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.. فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله وسلم)). انتهى.
بعدما راينا ان الفرق بين الشاهد والشهيد ورد شبهة عمر بن الخطاب رغم انه رجلاا خطاء في القران الكريم لايعتد بقوله في تلاوة القران الكريم ولامعانيه لكثرة اخطاءه وجهله فيه
بقى علينا اثبات ان امير المؤمنين عليا لديه علم الكتاب
فلقد ورد من صحيح الحديث من طرق اهل السنة ان علي امير المؤمنين اعلم الصحابة وباب مدينة علم الرسول صلوات الله عليهم ::
ذكر الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) باب إسلامه (رض) - أي إسلام علي (ع) : " عن معقل بن يسار قال : وضأت النبي (ص) … قال عبد الله : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال : أما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، قال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا ، ورواية أحمد في مسند معقل بن يسار .
وعن أبي إسحاق أن عليا لما تزوج … قال النبي (ص) : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، قال الهيثمي : رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الإسناد " (مجمع الزوائد - ج9 ص101) .
وروى ابن الأثير نحوه في ( أسد الغابة ) في ترجمة فاطمة (ع) بسنده عن علي (ع) : " … فزوجه رسول الله (ص) فاطمة فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال فدخل عليها رسول الله (ص) فقال : مالك تبكين يا فاطمة ! فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما وأولهم سلما " (أسد الغابة - ج6 ص224) ،
وذكره المتقي الهندي في ( كنز العمال ) ، وقال بعدها : أخرجه ابن جرير وصححه والدولابي في ( الذرية الطاهرة ) (كنز العمال - ج13 ص114 ح36370) .
وروى الطبراني في ( المعجم الكبير ) عن سلمان قال : قلت : يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني ، فقال : يا سلمان فأسرعت إليه ، قلت : لبيك ، قال " تعلم من وصي موسى ؟ قلت : نعم يوشع بن نون ، قال : لم ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم ، قال فإن وصي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب " (المعجم الكبير - ج ص221) .
فهذه أحاديث مرفوعة إلى رسول الله (ص) فيها تصريح بأعلمية علي (ع) وتقدمه في العلم على جميع الصحابة في عصره .
وأما الأحاديث الموقوفة على الصحابة فأولها ما رواه الحاكم في ( المستدرك ) عن قيس بن أبي حازم قال : " كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت ، فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد ابن أبي وقاص فوقف عليهم ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب ، فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه ، فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ألم يكن أول من أسلم ألم يكن أول من صلى مع رسول الله (ص) ألم يكن أزهد الناس ألم يكن أعلم الناس ، وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول الله (ص) على ابنته ألم يكن صاحب راية رسول الله (ص) في غزواته ثم استقبل القبلة ورفع يديه ، وقال : اللهم إن هذا يشتم وليا من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فوالله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وقال الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم " (لمستدرك على الصحيحين - ج3 ص571 (6121)) .
وروى أحمد في مسنده عن عمرو بن حبشي قال : " خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي (رض) فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون ، إن كان رسول الله (ص) ليبعثه ويعطيه الراية ، فلا ينصرف حتى يفتح له ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مئة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم أهله " ، قال محقق الكتاب : حسن ، عمرو بن حبشي روى عنه اثنان وذكره ابن حبان في ( الثقات ) ج5 ص173 وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين " (مسند أحمد بن حنبل - ج3 ص247) .
ورواه أحمد في ( فضائل الصحابة ) عن عمرو بن حبشي ، وقال محقق الكتاب : إسناده صحيح …
وأخرجه ابن سعد ج3 ص38 من طريقين صحيحين عن هبيرة ، وأخرجه ابن حبان كما في ( الموارد ) ص545 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق وإسناده صحيح ، وأخرجه الطبراني في ( الكبير ) 793-81 من طرق عن هبيرة ، وذكره الهيثمي ج9 ص146 ونسبه لأحمد والطبراني وحسن طرقه
كما انتقلت إليهم مجموعة من الكتب والصحف والأوعية التي كانت تتضمن علوماً مختلفة ورثوها من رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي ع
فلقد اورد البخاري في صحيحه صحيفة الامام علي عليه السلام في باب كتابة العلم، وباب إثم من تبرّأ من مواليه ((صحيح البخاري 1|40 و 4|289.
قال الشريف الجرجاني (ت 816 هـ) في«شرح المواقف» لعضدالدين الاِيجي (ت 756 هـ) عن كتاب الجفر والجامعة: «وهما كتابان لعليٍّ رضي الله عنه ـ إلى أن قال: ـ وفي كتاب قبول العهد الذي كتبه عليّ
بن موسى الرضا رضي الله عنهما إلى المأمون: إنّك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباؤك، فقبلت منك عهدك، إلاّ أنّ الجفر والجامعة يدلاّن على أنّه لا يتمّ» ((- شرح المواقف 6|22 في المقصد الثاني، مبحث العلم الواحد الحادث هل يجوز تعلّقه بمعلومين؟
كما اعترف به صاحب «كشف الظنون»، وقال عن العلم المودع في الجفر بعد كلام له: «وهذا علم توارثه أهل البيت، ومن ينتمي إليهم.. وكانوا يكتمونه عن غيرهم كلّ الكتمان، وقيل: لا يقف [لا يفقه] في هذا الكتاب حقيقة إلاّ المهديّ المنتظر خروجه في آخر الزمان» ثمّ نقل قصّة الاِمام الرضا عليه السلام مع المأمون وقوله عليه السلام : الاّ أنّ الجفر والجامعة يدلاّن على أنّ هذا الاَمر لا يتمّ.
فعقّب عليه بقوله: «وكان كما قال؛ لاَنّ المأمون استشعر فتنة من بني هاشم فسمَّه، كذا في «مفتاح السعادة».
ثمّ قال: قال ابن طلحة: الجفر والجامعة كتابان جليلان، أحدهما ذكره الاِمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يخطب بالكوفة على المنبر، والآخر أسرَّه [إليه] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمره بتدوينه.
إلى أن قال: ومن الكتب المصنّفة فيه، الجفر الجامع والنور اللامع للشيخ كمال الدين أبي سالم محمّد بن طلحة النصيبي الشافعي، المتوّفى سنة 652 اثنتين وخمسين وستّمائة» كشف الظنون 1|591 ـ 592 تحت عنوان: «علم الجفر والجامعة».
كما اعترف بكتاب الجفر ابن خلدون الاَُموي (ت 808 هـ) في تاريخه، مشيراً إلى ما كان من تحذير الاِمام الصادق عليه السلام لبني الحسن وإخبارهم بمصارعهم استناداً إلى آثار النبوّة ((
ولاَبي العلاء المعرّي ابيات شعرية يردّ فيها على من ينكر حقيقة العلم الموجود في كتاب الجفر، يقول فيها:
لقد عـَجِبوا لاَهلِ البيتِ لمّا * أروهُمْ عِلمَهُمْ في مَسْكِ جَفْرِ
وَمِرآةُ المُنَجِّمِ وهي صُغرى * أَرتْهُ كُلَّ عَامِرَةٍ وَقَفْرٍ
((لزوم ما لا يلزم 2|748 طبعة دمشق، وانظر: أعيان الشيعة 1|96، والمَسْك ـ بفتح الميم ـ هو الجلد))
أخرج عبد الرّزاق الصنعاني في مصنّفه 4/532 فقال : ( عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: في كتاب علي عليه السلام : الجراد والحيتان ذكي )
2- الإلهام وهو ما يلقى في قلب الإمام من علم ومعرفة .
3- تحديث الملائكة ..
فهما – الإلهام وتحديث الملائكة وهذا موجود في جميع كتب المسلمين العامة والخاصة ومن اراد المزيد نحن بخدمته لكن رمنا لاختصار ليكن بمتسع الجميع قراءته
اللهم اني اتقرب اليك والى نبيك محمد صلى الله واله وامير المؤمنين على عليه السلام والى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام والى الحسن والحسين عليهما السلام بالبراءة من قتلة وظلمة واعداء ومنكري فضائل امير المؤمنين اللهم العنهم لعنة سرمدية لا انقطاع فيها وعذبهم في الدنيا كعذاب قوم نوح وعاد وثمود وفي الاخرة عذابا يستغيث منه اهل النار
الاخت القديرة .. أن العلماء قد أختلفوا في المراد من هذه الكتب كالكتاب المبين, وأم الكتاب واللوح المحفوظ وإمام مبين, ولذا أوكله بعضهم إلى العالمين به وهم أولى الذكر (عليهم السلام).
ومع ذلك فهناك روايات تدل أن الأئمة(عليهم السلام) يعلمون ما في الكتاب المبين.
ففي رواية رواها الصفار في (البصائر) عن أبي الحسن الأول (عليهم السلام) فيها وراثة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للأنبياء, وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أعلمهم, إلى أن يقول: وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله, مما كتبه الماضون جعله الله في أم الكتاب أن الله يقول: في كتابه (( ما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين )) ثم قال (( ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفينا من عبادنا )), فنحن الذين أصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء. ( بصائر الدرجات: 68 ـ 135, الكافي ج1 : 226).
وفي رواية عن الإمام الصادق (ع) أيضاً: أن الله تبارك وتعالى قال لموسى: (( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة )) ولم يقل كل شيء موعظة, وقال لعيسى: (( وليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه )) ولم يقل كل شيء, وقال لصاحبكم أمير المؤمنين(ع): (( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) وقال الله عز وجل (( ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )), وعلم هذا الكتاب عنده( الاحتجاج ج2: 133).
احسنتم ووفقكم الله لمايحب ويرضاه الاخ المؤرخ لايوجود اختلاف في الكتاب المقصود لان جعل الشخص شهيد هو ان يكون عالم بكل شيء وهذا الكتاب فيه كل شيء فان اختلفت التسميات فالمقصد واحد لاخلاف فيه كونه شامل في معرفة كل شيء