روى المدائني في كتاب الاحداث قال :
(( كتب معاوية نسخة واحدة الى عماله – بعد عام الجماعة – أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل ابي تراب واهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤن منه ...
وكتب معاوية الى عماله الا يجيزوا لاحد من شيعة علي وأهل بيته الشهادة..
وكتب اليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم اسمه واسم أبيه وعشيرته....
ثم كتب الى عماله ان الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس الى الرواية في فضائل الصحابة الاولين ولاتتركوا خبرا يرويه أحد المسلمين في أبي تراب الا وأتوا بمناقض له في الصحابة ..
فقرئت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ..
وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر..
وألقى الى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن...
ثم كتب الى عماله نسخة واحدة الى جميع البلدان...
انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطائه ورزقه...
وشفع ذلك بنسخة أخرى...
من اتهموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره..
فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر..
ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة.. وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراؤن والمستضعفون الذي يظهرون الخضوع والنسك فيفتعلون الاحاديث ليحظوا عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا الاموال والضياع والمنازل.....
ثم انتقلت تلك الاخبار والاحاديث الى أيدي الديانين والذين لايستحلون الكذب والبهتان فقبلوه...
فلم يزل الامر كذلك حتى مات الحسن ...ثم تفاقم الامر بعد قتل الحسين ...
تلك جوانب من أخلاق معاوية ذكرها المؤرخون المسلمون....