التفاؤل هو الباعث الحقيقي للسعادة , وهو شعور إيجابي يجعلك تنظر إلى النصف الملآن من الكوب ، ولا تنشغل بالنصف الفارغ فحسب ، فتظل تتساءل لماذا بات فارغا ؟ , فالحياة حلوة نضرة طالما أنها وسيلة لكسب الأجر والثواب من الله عز وجل , والتفاؤل هو الذي يفتح أمام عينيك في ظلمة الليل الحالك طاقة أمل ، ويبعث في نفسك طاقة عمل , وهو الذي يجعل قلبك لا يعرف للحقد طريقاً رغم الظلم والاستبداد فتقول ’’ أليس الصبح بقريب ’’ , فغد بإذن الله تعالى أفضل من اليوم ذلك لأنه في علم الرحمن .
تفاءل وأحسن الظن بخالقك , فربك هو القائل في حديثه القدسي ’’ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ’’ , تفاءل واعلم أن للحق جنوداً لا يعلمها إلا الله ، فما علينا إلا العمل ’’ وما النصر إلا من عند الله ’’
التفاؤل هو انشراح الصدر ونظرة الرضا وبسمة الأمل , هو اليقين بأن ما أصابك ما كان ليخطئك ، وما أخطأك ما كان ليصيبك , هو البصيرة بما وراء الحدث واستشعار عظم الأجر , فلا تعجب إذا رأيت مبتليا يقول عند ابتلائه ’’ الحمد لله ’’
إذا ضاقت نفسك بالدنيا ، واستحكمت حلقاتها عليك أن تتذكر أنها .. دنيا .. وما عند ربك خيرٌ وأبقى , ولا تمنعنك غيوم السماء من النظر لجمال زرقتها ، وبديع صنعتها واستوائها ، وقدرة فاطرها الذي رفعها بلاعمدٍ وقل من قلبك ’’ سبحان الله ’’
إذا تكالب الخلق على ظلمك وغرهم سلمك , فلا تغتم لذلك ولاتحزن , أشهر سلاح الحق واصدع به في الأرجاء وقل ’’ الله أكبر ’’ , فالحق باقٍ والباطل غداً يزهق .
تفاءل واشعر بالسعادة طالما قلبك ينبض بحب الله , فأنت في نعمة غيرك منها محروم , تفاءل واعمل للمستقبل ، فما مضى كان درساً وعبرة ولن يعود إلى أن تقوم الساعة , تفاءل بالخير تنله إن كنت مؤمناً حقاً ولا تعجب فأمرك كله خير , صبرك على الابتلاء خير ، وشكرك نعمة ربك خير .
مسكين يا من ران ظلمك على قلبك ’’ كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ’’ ، فحرمك وحال بينك وبين الشعور بالسعادة الحقيقية الدائمة ، ألا وهي ديمومة الصلة بالله سبحانه وتعالى فى كل الأحوال ، والرضا بما قسم وقدر .
وفزت ــ ورب الكون ــ يا من رضيت بما رضي الله ، وعملت مايرضي الله ، حتى تلقى الله وهو عنك راضٍ ’’ وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ ’’ (هود 108)