هي السيِّدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (ع)، أخت الإمام الرضا (ع)، ولدت في الأول من ذي القعدة سنة 183هـ، وتوفيت في 10ربيع الثاني سنة 201هـ وسميت معصومة لورعها وتقواها.
الموقع:
يقع مرقدها الشريف وسط المدينة، يحدّه من الشمال ميدان أستانة ومن الشرق شارع السيِّد آية اللّه المرعشي النجفي، ومن الجنوب المسجد الأعظم وشارع موزه (أي المتحف)، ومن الغرب الشارع الساحلي لنهر صفي آباد، ومن الشمال الغربي المدرسة الفيضية.
التأسيس:
لما توفيت السيِّدة فاطمة المعصومة (ع) دفنها موسى بن خزرج بن سعد الأشعري القمي وبنى على قبرها بيتاً له سقف من البواري وكان موضع المقبرة قديماً يُعرف بـ (بابلان) ومن هذا التاريخ بدأت شهرة مدينة قم وبدأ النّاس بزيارة المرقد ثُمَّ توالت عمليات البناء والعمارة تتسع وتزيد إلى يومنا هذا.
التوسعة والإعمار:
في سنة 256هـ بنت السيِّدة زينب بنت الإمام الجواد (ع) قبة من الآجر على القبر الشريف حينما جاءت لزيارة عمتها فاطمة المعصومة وكانت هذه أول بناية على القبر.
وفي سنة 350هـ جدّد زيد بن أحمد بن بحر الأصفهاني بناء المرقد وبدّل بابه الصغير بآخر أكبر منه.
وفي سنة 429ـ465هـ وفي عهد طغرل السلجوقي بنى الأمير أبو الفضل العراقي قبة كبيرة للمرقد بعد هدم قبته الصغيرة.
وفي سنة 529هـ بنت المرأة الصالحة شاد بكم بنت عماد بك قبة على القبر الشريف.
وفي سنة 925هـ جدّد الشاه إسماعيل الصفوي بناء المرقد حيث بنى الإيوان الشمالي ووضع الأساس لبناء الصحن القديـم للمرقد.
وفي سنة 950هـ بنى الشاه طهماسب الصفوي ضريحاً من الكاشي على المرقد المطهر.
وفي سنة 1077هـ بنى الشاه سليمان الصفوي صحن موزة في الجهة الجنوبية من الحرم.
وفي سنة 1210ـ1214هـ وضع نظام السلطنة بابين من الفضة في الضلع الغربي من الحرم.
وفي سنة 1213هـ أمر فتح علي شاه القاجاري بتذهيب القبر والقبة وباب المرقد الشريف.
وفي سنة 1215هـ زيّن داخل القبة بالنقوش البارزة والمرايا والكتابات الجميلة.
وفي سنة 1218هـ جدّد مرتضى قلي خان أحد رجال الدولة الصفوية بناء إيوان الحرم ورفع الكاشي عن القبة ووضع بدلاً عنه لبنان من الذهب.
وفي سنة 1221هـ فرشت أرض الحرم وجدرانه بالرخام، كما زيّن الضريح بالذهب ووضع باب ذهبي في الضلع الشمالي للرواق المتصل بإيوان الذهب.
وفي سنة 1266هـ جدّد الشاه إسماعيل الأواوين ووسع الصحن القديـم وبنى مئذنة في الجهة الشمالية منه.
وفي سنة 1303هـ أكمل الوزير الأعظم أتابك بن أمين السلطان ما بناه أبوه حيث وضع أساس الصحن الجديد المعروف (بالصحن الأتابكي) وتـمّ تزيينه وبناء الغرف حوله والمسماة (مقابر الأعيان).
وفي سنة 1354هـ أحدث متحف الأستانة ووضعت فيه جميع الهدايا والنفائس الثمينة.
وفي سنة 1375هـ لُبِس الضريح الفولاذي بالفضة وزيّن بالنقوش والكتابة الجميلة.
بنى شهاب الملك مآذن الإيوان الشمالي وزيّنها بالقاشاني ووضع كامران ميرزا قضباناً من الذهب في أعلى المآذن المذكورة.
المعالـم:
تبلغ مساحة الحرم المظهر بصحونه الثلاثة مع مسجد بالا سر نحو 13527م2 منها نحو 1914م2 مساحة الأرض المبنية والبقية عبارة عن صحني الحرم الجديد والقديـم، والمرقد مستطيل الشكل قبته مغشاة بصفائح الذهب، وفيه أربع منائر ذوات حوض وإكليل واحد، اثنتان منها كبيرتان واثنتان صغيرتان.
القبة:
للمرقد قبة هرمية الشكل يبلغ محيطها من الداخل 28.66م ومن الخارج 60.35م لقاعدتها ثمانية أضلاع طول كلّ ضلع 8.3م والمسافة بين كلّ ضلع وآخر 2.70م وقد ثبت في كلّ ضلع شباك من الذهب أو الفضة، كتب على القبة كتابات وأشعار جميلة باللغة الفارسية وزيّنت من الداخل بالنقوش والمرايا.
الضريح:
يقع تحت القبة وهو مصنوع من الفضة، ومزيّن أعلاه بالذهب لمقدار متر واحد من جميع الجهات كما زيّن بكتابات ونقوش جميلة، يبلغ ارتفاعه 4م وطوله 5.25 وعرضه 4.73م.
الأواوين:
إيوان الذهب: يقع في الجهة الشمالية من الحرم وهو متصل بالصحن القديـم، وهو مذهب من الداخل وفيه نقوش بارزة محلاة بالذهب، فوقه مئذنتان ارتفاع كلّ منهما 32.20م وقطر كلّ منهما 1.5م يوجد في أعلاهما خوذتان مذهبتان.
الإيوان الشرقي: يقع في الجهة الشرقية ويتصل بالحرم بواسطة رواق مزيّن بالمرايا ويتصل أيضاً بالصحن الجديد، شكل الإيوان نصف هرمي وهو مزيّن بالنقوش والمرايا وفوقه مئذنتان ارتفاع كلّ منهما 28م.
الصحون:
الصحن القديـم: يقع في الجهة الشمالية من الحرم، يبلغ طوله 35.70م وعرضه 34.70م تحيط به ومن ثلاث جهات الغرف، ومن الجهة الرابعة يتصل بإيوان الذهب.
الصحن الجديد: ويُعرف أيضاً بالصحن الأتابكي، ويقع في الجهة الشرقية من الحرم وهو أكثر اتساعاً من الصحن القديـم، وله ثمانية أضلاع طول الشرقي والغربي منها 78م وطول الشمالي والجنوبي منها 46م، أمّا الأضلاع الأربعة الأخرى فيبلغ طول كلّ منها نحو 4م يؤدي مدخل هذا الصحن إلى شارع ارم في الجهة الشرقية، ولهذا المدخل إيوان يبلغ ارتفاعه 13.6م مزيّن بالنقوش البارزة الجميلة وفوق بناء هذا الإيوان توجد ساعة كبيرة ومئذنتان صغيرتان ارتفاع كلّ منهما نحو 13.5م، ولهذا الصحن مدخل ثانٍ في الجهة الشمالية يؤدي إلى شارع الأستانة عن طريق إيوان يبلغ ارتفاعه 13م.
وفي الجهة الجنوبية مدخل ثالث مماثل للشمالي من حيث الارتفاع ووجود المآذن فوق إيوانه، ويوجد في وسط هذا الصحن حوض ماء بيضوي الشكل، وتحيط بالصحن عدّة غرف لكلّ غرفة إيوان خاص بها.
صحن موزة: ويُعرف كذلك بصحن (المتحف) يقع في الجهة الجنوبية من الحرم يبلغ طوله 24م وعرضه 19.5م، فوقه قبة ارتفاعها ومحيطها 17م، ويحمل هذه القبة عددٌ من الأعمدة المزيّنة بالرخام والنقوش الجميلة.
الأبواب:
للمرقد ثمانية أبواب، أربعة منها في الصحن الجديد، اثنان آخران في الجانب الغربي للمرقد وآخر يفتح على شارع موزة، وآخرها يؤدي إلى المدرسة الفيضية.
الأبنية الملحقة:
تحيط بالمرقد المطهر عدّة أبنية منها مسجد بالا سر، والمسجد الأعظم، ومسجد الطباطبائي (قدس)، ومسجد الإمام الخميني (قدس)، وللمرقد مكتبة تُعرف بـ (مكتبة الأستانة). وهنالك المتحف الذي يدخل إليه من صحن موزة، يضمّ الهدايا والنفائس القيمة التي أهديت للمرقد على مرّ العصور.