وأيضا فيقولون قتل النفوس فساد فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو في الأرض والفساد وهذا حال فرعون والله تعالى يقول تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين فمن أراد العلو في الأرض والفساد لم يكن من أهل السعادة في الاخرة وليس هذا كقتال الصديق للمرتدين ولمانعي الزكاة فإن الصديق إنما قاتلهم على طاعة الله ورسوله لا على كاعته فإن الزكاة فرض عليهم فقاتلهم عللا الإقرار بها وعلى أدائها بخلاف من قاتل ليطاع هو
يقول شيخ الزندقة عن قتال أمير المؤمنين المأمور به في قتاله للمارقين و المرتدين في الجمل و صفين أنه قتال على طاعته هو و يتصرف في الأموال و الأنفس و ليس في طاعة الله
و أن قتاله كان فسادا و أنه ليس من أهل السعادة
و ان كل ما في الأمر كان يبتغي علوا في الأرض كفرعون
( اللعين ابن اللعناء يشبه أمير المؤمنين و سيد الموحدين بفرعون ) لعنك الله يا شيخ الزندقة
و طبق آية الكريمة على من حبه إيمان و بغضه نفاق فأي كفر و زندقة تريدون يا اتباع شيخ الأكاذيب ؟
هذا تفنيد شيخ النواصب لإظهار اكبر قدر ممكن من ناصبيته ضد آمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
وخالد بن الوليد قهر المرتدين فيكون نصر الله لخالد على الكفار أعظم من نصره لعلي والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدا منهما
فيكون ما استحقه خالد من النصر أعظم مما استحقه علي
فيكون أفضل عند الله منه
بل وكذلك جيوش أبو بكر وعمر وعثمان ونوابهم فإنهم كانوا منصورين على الكفار وعلي عاجز عن مقاومة المرتدين الذين هم من الكفار أيضا
فإن الله سبحانه وتعالى يقول ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين وقال تعالى فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم
وعلي رضي الله عنه دعا معاوية إلم السلم في اخر الأمر لما عجز عن دفعه عن بلاده وطلب منه أن يبقى كل واحد منهما على ما هو عليه وقد قال تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين فإن كان أصحابه مؤمنين وأولئك مرتدين وجب أن يكونوا الأعلين وهو خلاف الواقع