بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
خالد بن الوليد.. إرهاب.. غدر.. إغتصاب !!
- توطئة:
يواجه الدارس للتاريخ الإسلامي صعوبات كثيرة في الوصول إلى حقيقة الأحداث التي جرت على طول هذا التاريخ، وذلك بسبب إخفاء كثير من حقائقه، وتشويه الباقي منها بتقطيع أوصالها بحيث تغدو نتفاً يصعب الربط بينها ربطاً سليماً موثوقاً، وكذلك مزج هذه النتف المتبقية بروايات مزورة كثيرة إرضاء للحكام، بحيث تصبح عملية غربلة هذه الروايات، وتمييز غثها من السمين، والصحيح منها من المزور أمراً في غاية الصعوبة، مما يبلبل آراء الناس حيال هذه الأحداث، ويفتح المجال للتحليلات المتناقضة وفق الميول والأهواء السياسية والعقائدية.
هذه التشويهات أدت إلى تغييب التاريخ الإسلامي عملياً، ووقفت في وجه استخلاص العبر والدروس من هذا التاريخ المغيب، وبالتالي قطعت الأجيال الحاضرة من المسلمين عن ماضيها، وأوحت لها بالإحساس الأليم بأنها أجيال يتيمة مقطوعة الجذور عن ماضيها وتاريخها. ولنأخذ قصة مالك بن نويرة مثالاً حياً على هذه القضية.
- من هو مالك بن نويرة؟
هو مالك بن نويرة التميمي اليربوعي، من كبار بني تميم وبني يربوع، وصاحب شرف رفيع وأريحية عالية بين العرب، حتى لقد ضرب به المثل في الشجاعة والكرم والمبادرة إلى إسداء المعروف والأخذ بيد الملهوف، وكانت له الكلمة الناقدة في قبيلته، حتى أنه لما أسلم ورجع إلى قبيلته، وأخبرهم بإسلامه، وأعطاهم فكرة عن جوهر هذا الدين الجديد، أسلموا على يديه جميعاً لم يتخلف منهم رجل واحد.
وهو صحابي جليل قابل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأسلم على يديه، ونال منزلة رفيعة لديه، حتى أن النبي نصبة وكيلاً عنه في قبض زكاة قومه كلها وتقسيمها على الفقراء، وهذا دليل وثاقته واحتياطه وورعة (1).
وكان مالك يعتقد بإمامة وخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) طبقاُ لآيات القرآن الكريم، وتبيان النبي (صلى الله عليه وآله) عن أمر ربه سبحانه وتعالى يوم غدير خم، والنبي عائد إلى المدينة المنورة بعد حجة الوداع - كما يسمونها - وهي حجة الإسلام التي لم يحج النبي سواها.
ولذلك فإن مالكاً حين علم بتنصيب أبي بكر خليفة على المسلمين في سقيفة بني ساعدة، وإقصاء الإمام علي - صاحب الحق - المنصوص والأولوية المطلقة - عن إمرة المسلمين وإمامتهم، رفض الانقياد لأبي بكر، وامتنع عن بيعته ودفع الزكاة إليه (2). فأعاد أموال الزكاة لأصحابها من قومه وقال:
فقلت خذوا أموالكم غير خائفٍ ولا ناظرٍ ماذا يجيء مع الغذ
فإن قـام بالديـن المحوّق قائمٌ أطعنا وقلنا الدين دين محمد (3).
- أحوال الناس وانقسامهم بعد رسول الله:
بعد ما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتولى أبو بكر الخلافة بعده في تلك الداهية الدهياء، والطخية الظلماء المعروفة بسقيفة بني ساعدة، وامتناع طائفة من كبار الصحابة - مهاجرين وأنصاراً - عن بيعته، على رأسهم وصي رسول الله، الصّدّيق الأكبر والفاروق الأعظم، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، انقسم المسلمون خارج المدينة المنورة إلى ثلاثة أقسام:
- قسم كانوا يتربصون بالإسلام الدوائر، فلما توفي النبي ارتدوا مباشرة عن الإسلام وجيشوا الجيوش للانقضاض على المسلمين وإنهاء دولة الإسلام.
- وقسم رفضوا مبايعة أبي بكر لعدم شرعية خلافته، ومخالفتها لتعاليم القرآن ووصايا الرسول بإمامة علي (عليه السلام)، وإلقاء مقاليد أمور المسلمين إليه.
- وقسم لعلهم ظنوا عدم وجوب تسليم الزكاة للخليفة بعد رسول الله.
وكان مالك بن نويرة من القسم الثاني كما قدمنا.
- وصية أبي بكر لابن الوليد مواجهة هذه الأقسام:
أمام هذا الواقع، وجه أبو بكر جيشاً كبيراً بقيادة خالد بن الوليد لقتال كل هذه الأقسام (4). وأوصاه قائلاً:
(.. فإن أذّن القوم فكفّوا عنهم، وإن لم يؤذّنوا فاقتلوا وانهبوا، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم).
وفي رواية الطبري (فإن أقروا بالزكاة فأقبلوا منهم وإن أبوها فلا شيء إلا الغارة ولا كلمة) (5).
هذه الوصية تحمل في طياتها ميزانية للتعامل مع الناس وأقسامهم:
الميزان الأول: يميز بين المسلمين وغيرهم من الكافرين والمرتدين، وهو ميزان صالح لو لم يعطل العمل به، ولو عمل به وحده - دون ضم الميزان الثاني إليه - لاستقامت الأمور في الجزيرة العربية، وأنهيت عملية الارتداء، ثم سوي بعد ذلك موضوع البيعة ودفع الزكاة إلى الخليفة دون الوقوع في دماء المسلمين وأعراضهم.
الميزان الثاني: يميز بين من يقر بيعة أبي بكر من المسلمين ويدفع له الزكاة ومن لا يقر منهم البيعة ويمتنع عن دفع الزكاة له.
وهذا الميزان في الحقيقة هو مصيبة المصائب، وداهية الدواهي النكراء، والجريمة الكبرى التي اقترفها أبو بكر، فأوقعت الدماء بين المسلمين أنفسهن، وقتل الصحابة بعضهم بعضاً، حتى قتل من المسلمين يومئذ خلق كثير.
وهذا هو الميزان الذي استمر عملياً بين المسلمين كسنة من سنة أبي بكر، فلا يزال المسلمون منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، وسيبقون إلى ما شاء الله، يقتتلون بينهم بموجب هذا الميزان الأخرق، وهذه السنة المبتدعة خلافاً لتعاليم الإسلام، ووصايا الرسول (صلى الله عليه وآله)، ومنها (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قيل هذا القاتل يا رسول الله فما بال المقتول؟
قال: كان أحرص على قتل صاحبه.
فكل دم مسلم أهريق على يد مسلم فعلى أبي بكر وزره وإثمه، بسبب هذا الميزان الذي ابتدعه، وهذه السنة السيئة التي سنها خلافاً لأحكام الإسلام في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمناً، تبتغون عرض الدنيا، فعند الله مغانم كثيرة، كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم، فتبينوا، إن الله كان بما تعملون خبيراً)[سورة النساء: الآية 94]. وخلافاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصريحة، فيما أوصى به علياً يوم خيبر: (قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فان فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) (6).
ولقد حاول عمر بن الخطاب ثني أبي بكر عن قتال ما نعي الزكاة، والاقتصار على حرب المرتدين عن الإسلام فقط، لكن أبا بكر أصر على ما عزم عليه من قتال الجميع قائلاً (والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه) (7).
- خالد بن الوليد يقتل الصحابي مالك بن نويرة وينزو على زوجته:
لما قدم خالد بن الوليد البطاح، بث السرايا وأمرهم بإعلان الأذان رمز الإسلام، وأن يأتوه بكل من لم يجب داعي الإسلام، وإن امتنع أن يقتلوه حسب الميزان الأول من وصية أبي بكر.
فلما غشيت هذه السرايا قوم مالك بن نويرة تحت الليل، ارتاع القوم فأخذوا السلاح للدفاع عن أنفسهم، فقالوا: إنا المسلمون. قال قوم مالك: ونحن المسلمون، قالوا: فما بال السلاح معكم؟ قال القوم: فما بال السلاح معكم أنتم؟ قالوا: فإن كنتم المسلمين كما تقولون فضعوا السلاح، فوضع قوم مالك السلاح ثم صلى هؤلاء وأولئك، فلما انتهت الصلاة، باغتوهم وكتفوهم وأخذوهم إلى خالد بن الوليد، فسارع أبو عبادة الأنصاري (الحارث بن ربعي أخو بني سلمة) وعبد الله بن عمر بن الخطاب فدافعوا عن مالك وقومه وشهدوا لهم بالإسلام وأداء الصلاة، فلم يلتفت خالد لشهادتهما.
وتبريراً لما سيقدم عليه خالد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد عن الإسلام بكلام بلغه أنه قاله، فانكر مالك ذلك وقال: أنا على دين الإسلام ما غيرت ولا بدلت - لكن خالد لم يصغ لشهادة أبي قتادة وابن عمر، ولم يلق أذناً لكلام مالك، بل أمر فضربت عنق مالك وأعناق أصحابه (8). وقبض خالد زوجته ليلي (أم تميم فنزا عليها في الليلة التي قتل فيها زوجها).
وهنا يقفز إلى الذهن سؤالان:
السؤال الأول: كيف سوغ خالد لنفسه قتل مالك بن نويرة وهو يعلن إسلامه ويؤكد أنه لم يغير ولم يبدل، وشهد له بذلك أبو قتادة الأنصاري وعبد الله بن عمر؟ حتى أن أبا قتادة عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حرباً أبداً بعدها (9) ، وأنه صحابي جليل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وجواب سؤالنا هذا يكمن في:
1- الميزان الثاني لأبي بكر، هذا الميزان المجافي للحق، والمائل عن جادة الصواب.
2- النفسية الجاهلية الخشنة والمتعجلة التي صبغت حياة خالد بن الوليد حتى بعد إعلانه الإسلام. هذا الرجل الذي لم يعرف للدبلوماسية طريقاً، ولا للتروي سبيلاً، ولم يحمل في نفسه احتراماً لمبدأ الخضوع لمقاييس الحق والباطل. وكل ما يهمه أن يبطش بالناس بكل شدة وقسوة، ليسجل للتاريخ نصراً ولو على حساب موازين الحق ومبادئ الإسلام وقواعده.
3- دوافع شخصية يمليها الهوى والانحراف عن الصراط المستقيم، وتزكي شعلتها النزوات والشهوات. وستتبين لنا هذه الدوافع عما قليل عند طرحنا السؤال الثاني.
وهذه الواقعة لم تكن الأولى ولا الوحيدة في تاريخ خالد بن الوليد، فالتاريخ يحفظ له وقائع أخرى مماثلة، منها ما أخرجه ابن إسحاق عن أبي جعفر قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعياً ولم يبعثه مقاتلاً ومعه قبائل من العرب… فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح فان الناس قد أسلموا، فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) رفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد) (10).
وذلك أن خالد بن الوليد في هذه الواقعة:
1- خدع القوم ومكر بهم، حتى وضعوا السلاح بعد أن اطمأنوا إليه، وظنوا أنه سيعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه، وهم قد أصبحوا جاهزين لذلك.
2- لم يدعهم إلى الإسلام كما هو المتوقع من القوم وكما هي مهمته التي كلفه بها النبي، وإنما كتفهم وعرضهم على السيف فقتل من قتل منهم دون مبرر ولا داع لذلك.
3- والأهم والأخطر أن ثارات الجاهلية وعصبياتها مازالت معششة في رأس خالد بن الوليد. قال ابن إسحاق: وقد كان بين خالد وبين عبد الرحمن بن عوف - فيما بلغني - كلام في ذلك، قال عبد الرحمن: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام!! فقال [خالد]: إنما ثأرت لأبيك، قال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت قاتل أبي، ولكنك ثأرت لعمك الفاكه بن المغيرة (11).
ولقد أغضب عمل خالد هذا رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) لدرجة أنه تبرأ علانية أمام الله والناس من هذا العمل الشنيع والجرم الفادح، ودعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فبعثة بمال كثير إلى بني جذيمة، فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال، حتى إذا لم يبق شيء من دم ولا مال إلا وداه، بقيت معه بقية من المال، فقال لهم (عليه السلام): هل بقي لكم دم أو مال في ذمة رسول الله؟ قالوا: لا، قال: فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطاً لرسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) مما لايعلم ولا تعلمون (12).
السؤال الثاني:
كيف سوغ ابن الوليد لنفسه الدخول بتلك المرأة المسلمة في الليلة التي قتل فيها زوجها مالك بن نويرة أمامها؟ (13) وهي أسيرة مكتفة عنده لا تملك ردّه ولا دفعه عنها.
ثم أدخل بها حين فعل ذلك زوجةً أم تسرّى بها جاريةً؟ وكيف فعل ذلك قبل أن تقضي عدتها وتستبرئ رحمها؟ وعدة المرأة المسلمة من الأحكام الشرعية الثابتة عند جميع المسلمين.
أليست هي النزوة الطارئة والشهوة الجامحة والهوى الغالب، بعد أن أخذ بلبه جمالها وسحر فتنتها؟!.
أليس هذا هو سر اختلاف الأعذار لقتل مالك كي يتوصل إلى زوجته الجميلة؟ (14) ، لكن بأي شرع وبأي قانون فعل ذلك؟! إنه ليس سوى شرع الجاهلية وقانونها الفاسد.
- موقف عمر وأبي بكر:
أخرج ابن سعد عن ابن أبي عون وغيره، أن عمر لما بلغة الخبر قال لأبي بكر: إنه زنى فارجمه، فقال أبو بكر: ما كنت لأرجمه، تأول فأخطأ، قال: فإنه قتل مسلماً فاقتله، قال: ما كنت لأقتله تأول فأخطأ، قال: فاعزله: قال: ما كنت لأشيم (أي لأغمد) سيفاً سلّه الله عليهم أبداً (15).
فلننظر الآن:
- إن كان موقف عمر من خالد في تلك الواقعة صحيحاً - وهو صحيح فعلاً - وكان اتهامه له بالقتل والزنى واقعاً - وهو واقع كما يؤكد التاريخ - فيكون أبو بكر قد أخطأ خطأً فادحاً يستحق عليه العذاب والعقاب من الله عز وجل يوم القيامة، لأنه فرط في حدود الله وتهاون في إنزال العقاب الذي يستحقه ابن الوليد من القتل أو الرجم لكن أبا بكر يعلم تمام العلم أن خالد بن الوليد - إضافة لدوافعه الشخصية الجاهلية - قد فعل ما فعل بموجب الميزان الثاني الذي أوصاه به أبو بكر، وهو لهذا السبب لا يستطيع أن يأخذه بجريرة هو سببها والدافع إليها ظاهراً، خلافاً لحكم الإسلام بأن من أدى الصلاة فهو مسلم وليس بكافر(16) ، والواقع أن أبا بكر نفسه مقتنع بإسلام مالك بن نويرة وقومه، بدليل أنه ردّ السّبي وأعطى الدية من بيت المال (17).
- وإن كان موقف أبي بكر من خالد بن الوليد صحيحاً - وهو قطعاً ليس بصحيح - فقد أخطأ عمر باتهام خالد بالقتل والزنى وعليه حد القذف على أقل تقدير. فأي الخليفتين هو المخطئ وأيهما المصيب؟
على أن عمر - وهذا خطأ جاهلي منه - لم يستطيع أن يتناسى هذا الردّ والانكسار الذي حلّ به أمام أبي بكر وابن الوليد، واشتدت الحفيظة في أعماق قلبه على ابن الوليد - لهذا السبب ولأسباب أخرى يروي المؤرخون أنها حدثت بينهما في الجاهلية - فما أن واتته الفرصة حين أصبح خليفة بعد أبي بكر، حتى بادر لعزله عن قيادة الجيش، وجعله مجرد جندي تحت إمرة أبي عبيدة بن الجراح، إلى أن مات حتف أنفه منفياً في حمص.
والغريب أن عمر لم يقف مثل هذا الموقف، ولم يتبع هذه السنة مع معاوية بن أبي سفيان، وإنما أبقاه عاملاً له على دمشق سنين طويلة، ولم يعجزه بالعزل كما فعل مع غيره، مما أعان معاوية على طغيانه، ومهد لأن يقف معاوية في وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه الإمام الحسن (عليهما السلام)، وأن يغتصب خلافة المسلمين ويحولها إلى ملك عضوض، وأن يحكم الدولة الإسلامية حكماً قيصرياً استبدادياً، بقي سُنةً متبعة في المسلمين حتى يومنا الحاضر.
ولكل هذه الأمور علل وأسباب، بعضها في الجاهلية وبعضها في الإسلام، لكن التاريخ غيبها عنا بما مارس من إخفاء وتقطيع للأوصال وتشويه للحقائق. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
====
المصادر:
1- وفيات الأعيان لابن خلكان ج 6 ص 14 رقم 294 - الإصابة ج 5 ص 560.
2- الفرقة الناجية للموسوي الشيرازي ص 129.
3- الإصابة ج 5 ص 560.
4- وقد سميت هذه الحروب فيما بعد بحروب الردة تمويهاً على الناس وطمساً لحقائق التاريخ ومستراً لفضائح أبي بكر وخالد بن الوليد.
5- تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 2 ص 272.
6- صحيح البخاري ج 4 ص 1871.
7- لقد أصر عمر على خلاف أبي بكر في قتال مانعي الزكاة، حتى أنه لما ولي الخلافة بعده رد عليهم ما أخذه أبو بكر منهم من الأموال - (انظر الفرقة الناجية ص 118 نقلاً عن السيد الشهرستاني).
8- الطبري تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 224 - الإصابة ج 5 ص560 - مختار الأغاني ج 7 ص 105 حياة الصحابة للكاندهلوي ج 2 ص 468 نقلاً عن كنز العمال ج 2 ص 122.
9- الطبري تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 243.
10- حياة الصحابة للكاندهلوي ج 2 ص 424 - 425 وقد روى هذه الواقعة كل من البخاري والنسائي عن عبد الرزاق، وأحمد بن حنبل عن ابن عمر.
11- حياة الصحابة للكاندهلوي ج 2 ص 426 ينقله عن البداية ج 4 ص 212.
12- المصدر السابق ج 2 ص 424 - 425.
13- الطبري ج 2 ص 274 - تاريخ اليعقوبي ص 121 - 122، والعجب أن ابن الوليد، بعد ما وطئ المرأة ودخل بها في تلك الليلة، تركها ولم يتقرب منها بعد ذلك فترة حتى تطهر!! ولا أدري مم يجب أن تطهر.. من طهارة زوجها مالك أم من نجاسة ابن الوليد؟.
14- ينقل المؤرخون أن ليلي زوجة مالك بن نويرة كان فائقة الجمال، بهية الطلعة، فلما قدم خالد مالكاً يريد قتله قال: هذه التي قتلتني، فقال خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك، إني على الإسلام ما غيرت ولا بدلت. (يقصد مالك بكلمة هذه أي بسببها).
15- حياة الصحابة ج 2 ص 467 ينقله عن كنز العمال ج 3 ص 132 - الكامل في التاريخ لأبن الأثير ج 2 ص 258 و 259 - تاريخ الأمم والملوك للطبري ج 2 ص 274 - الإصابة ج 5 ص 560.
بصراحة انا لا اعلم ماذا اعلق على جريمته هذه فقد وصلت من الوطائة و الخسة و الدنائة ما لا يمكن وصفه ..
لكن اتعجب من المخالفين كيف يقرأون هذه الروايات و لا يستخدمون عقولهم بل يتبعون اسيادهم ابا بكر و عمر و ابن الوليد بدون ادنى تفكير
بالنسبة لعوامهم فأنا لا الومهم لانهم يقرأون الحديث الموضوع على لسان الرسول في خالد ابن الوليد ( مرحبا بسيف الله ) فيحاولون ايجاد اعذار لكل جرائمه ..
لكني الوم علمائهم و مثقفيهم كيف لا يفرقون بين المؤمن و الفاسق و البر و الفاجر و كيف لا يفرقون بين الحديث الضعيف و الحديث الصحيح !!
كما ان جرائم ابن الوليد لم تقتصر على فعلته المشينة مع مالك رضوان الله عليه و زوجته و قتله ثلاثين رجلا في الفتح بل تعدى الى قتل العديد من بني جذيمة و بني سليم في ايام ابي بكر اللعين ..
العجيب ان هذا الفاسق السفاح مع كل تنكيله و قتله بالمسلمين صبرا نراه يفر و يولي الدبر في معركة مؤتة و في معركة حنين .....
لعن الله هذا الظالم و من رضي بأفعاله و جرائمه و من افتخر بها الى يوم الدين
و بارك الله تعالى فيك ايها الاخ الحسيني
نموذج من افعال وقلة ادب الارهابي خالد بن الوليد:
عن بريدة: أنَّ ماعزَ بنَ مالكٍ الأسلميَّ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني قد ظلمتُ نفسي وزنيتُ وإني أُريدُ أن تُطهِّرَني . فردَّه . فلما كان من الغدِ أتاهُ فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني قد زنيتُ . فردَّهُ الثانيةَ . فأرسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى قومِه فقال ( أتعلمونَ بعقلِه بأسًا تُنكرونَ منهُ شيئًا ؟ ) فقالوا : ما نعلمُه إلا وَفِيَّ العقلِ . من صالحينا . فيما نرى . فأتاهُ الثالثةَ . فأرسل إليهم أيضًا فسأل عنهُ فأخبروهُ : أنَّهُ لا بأسَ بهِ ولا بعقلِه . فلما كان الرابعةَ حفرَ لهُ حفرةً ثم أمرَ بهِ فرُجِمَ . قال : فجاءتِ الغامديةُ فقالت : يا رسولَ اللهِ ! إني قد زنيتُ فطهِّرْني . وإنَّهُ ردَّها . فلما كان الغدُ قالت : يا رسولَ اللهِ ! لم تردَّني ؟ لعلك أن تردَّني كما رددتَ ماعزًا . فواللهِ ! إني لحبلى . قال ( إما لا ، فاذهبي حتى تَلِدِي ) فلما ولدت أتتْهُ بالصبيِّ في خرقةٍ . قالت : هذا قد ولدتُه . قال ( اذهبي فأرضعِيهِ حتى تفطُمِيهِ ) . فلما فطمَتْهُ أتتْهُ بالصبيِّ في يدِه كسرةُ خبزٍ . فقالت : هذا ، يا نبيَّ اللهِ ! قد فطمتُه ، وقد أكل الطعامَ . فدفع الصبيَّ إلى رجلٍ من المسلمين . ثم أمر بها فحُفِرَ لها إلى صدرها . وأمر الناسَ فرجمُوها . فيُقْبِلُ خالدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ . فرمى رأسها . فتنَضَّحَ الدمُ على وجهِ خالدٍ . فسبَّها . فسمع نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبَّهُ إياها . فقال ( مهلًا ! يا خالدُ ! فوالذي نفسي بيدِه ! لقد تابت توبةً ، لو تابها صاحبُ مُكْسٍ لغُفِرَ لهُ ) . ثم أمر بها فصلى عليها ودُفِنَتْ .
-صحيح مسلم
النبي يتبرأ من افعال الارهابي خالد بن الوليد:
عن عبد الله بن عمر:بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم خالدَ بنَ الوليدِ إلى بني جُذيمةَ فدعاهم إلى الإسلامِ فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمْنا فجعلوا يقولون صبأْنا وجعل خالدٌ قتلًا وأسرًا قال فدفع إلى كلِّ رجلٍ أسيرَه حتى إذا أصبح يومنا أمر خالدُ بنُ الوليدِ أن يقتلَ كلُّ رجلٍ منا أسيرَه قال ابنُ عمرَ فقلتُ واللهِ لا أقتلُ أسيري ولا يقتل أحدٌ من أصحابي أسيرَه قال فقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له صُنعَ خالد فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم ورفع يدَيه اللهمَّ إني أبرأُ إليك مما صنع خالدٌ مرَّتين
-صحيح النسائي والبخاري
الارهابي وحقده على الامام علي عليه السلام:
عن البراء: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعثَ ، جَيشَينِ ، وأمَّرَ علَى أحدِهِما عليَّ بنَ أبي طالبٍ ، وعلَى الآخرِ خالدَ بنَ الوليدِ وقالَ : إذا كانَ القِتالُ فعليٌّ قالَ فافتتَحَ عليٌّ حِصنًا فأخذَ منهُ جاريةً فَكَتبَ معي خالدُ بنُ الوليدِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يَشي بهِ فقَدِمتُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقرأَ الكتابَ فتغيَّرَ لونُهُ ثمَّ قالَ ما ترَى في رجلٍ يحبُّ اللَّهَ ورسولَهُ ويحبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ ؟ قلتُ : أعوذُ باللَّهِ مِن غضَبِ اللَّهِ وغضَبِ رسولِهِ ، وإنَّما أنا رسولٌ ، فسَكَتَ
-سنن الترمذي
عن بريدة:أنه مرَّ على مجلسٍ وهم يتناولون من عليٍّ فوقف عليهم فقال إنه قد كان في نفسي على عليٍّ شيءٌ وكان خالدُ بنُ الوليدِ كذلك فبعثَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في سرِيَّةٍ عليها عليٌّ وأصبْنا سبيًا قال فأخذ عليٌّ جاريةً من الخُمسِ لنفسِه فقال خالدُ بنُ الوليدِ دونَك قال فلما قدِمْنا على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جعلتُ أُحدِّثُه بما كان ثمَّ قلتُ إنَّ عليًّا أخذ جاريةً من الخُمُسِ قال وكنتُ رجلًا مِكبابًا قال فرفعتُ رأسي فإذا وجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تغيَّر فقال من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه.
-السلسة الصحيحة للالباني
الارهابي خالد بن الوليد وقلة ادبه مع النبي الاعظم صل الله عليه آله:
عن الخدري:في قصة الرجل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : اتق الله في القسمة الذي قسمها ، واستئذان خالد بن الوليد في قتله ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لا ، لعله يكون يصلي قال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم
-البيهقي
الارهابي يقتل حتى النساء:
عن بريدة:خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، واستعمل خالد بن الوليد على مقدمته فرأى امرأة مقتولة ، فقال : من قتل هذه ؟ قالوا : قتلها خالد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : الحق خالد بن الوليد ، فقل له : لا يقتلن امرأة ، ولا صبيا ، ولا عسيفا.
-البوصيري
والأن الفرق بين خالد لعنة الله عليه والامام علي عليه السلام ولو ..انه لايوجد وجهه للمقرانه ولاكن هدية للنواصب:
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث خالدَ بنَ الوليدِ إلى أهلِ اليمنِ يدعوهم إلى الإسلامِ قال البراءُ فكنت فيمَن خرج مع خالدِ بنِ الوليدِ فأقمنا ستةَ أشهرٍ يدعوهم إلى الإسلامِ فلم يجِيبوه ثم إن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعث عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه فأمره أن يقفُلَ خالدًا إلا رجلًا ممن كان مع خالدٍ أحبَّ أن يعقِّبَ مع عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه فليعقِّبْ معَه قال البراءُ فكنتُ فيمَن عقَّبَ مع علِيٍّ فلما دنونا من القومِ خرجوا إلينا فصلَّى بنا عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه ثم صفَّنا صفًّا واحدًا ثم تقدَّم بينَ أيدينا وقرأ عليهم كتابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأسلمت همدانُ جميعًا فكتب عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بإسلامِهمفلما قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الكتابَ خرَّ ساجدًا ثم رفع رأسَه فقال السلامُ على همدانَ السلامُ على همدانَ
-ابن القيم
لعنة الله الى يوم الدين على خالد بن الوليد الذي كان من اوائل الارهابيين المتاسلمين والذي دروسه في الارهاب والقتل مازالت يعمل بها من قبل اتباعه