عقيدتنا نحن الشيعة أنّ النبي أو أي معصوم قد تجري على لسانه كلمة الكفر تقيّة..؛ يدل على ذلك في كتاب الله تعالى ..
قول الله سبحانه في إبراهيم صلوات الله عليه : {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }
قلت أنا الهاد: إبراهيم صلوات الله عليه قال في الشمس هذا ربيّ تقيّة ، ولا شك أنها كلمة كفر على لسانه، لكنه لم يقل أنا كافر، أو لم يرد في النصوص المعتمدة أنه قال ذلك والعياذ بالله تعالى .
وبعبارة أخرى ، فتقيّة الأنبياء نحو من التورية، وهو في الجملة جواب لكيفية تقيتهم المقدّسة، يوارون ما استطاعوا لها سبيلاً فيما لو ضاقت عليهم السبل .
سؤال: هل يتق الانبياء والأوصياء في تبليغ الشريعة؟!!.
قلنا -نحن الشيعة-: إذا لزم منه ضياع الشريعة، فلا يجوز لهم التقية حتى لو سفكت دماؤهم المقدّسة، لانتفاء غرض الله تعالى من البعثة والنبوة والرسالة، وهو محال في فعل الحكيم سبحانه، لكن لا مانع من ذلك إذا بلغوا الشريعة -أصولاً وفروعاً- ولو لخواص أصحابهم وأمناء أسرارهم وعدول مؤمنيهم..
فمن ذلك في العقيدة أن النبي لم يبلغ الأمة بأسماء المنافقين سوى حذيفة رضوان الله تعالى عليه ، ناهيك عن المولى عليّ وآل محمد عليهم السلام ..
ومن ذلك أن النبي كتم الأمة أسماء منافقي العقبة ، إلا لحذيفة وعمار ..
ومن ذلك في الشريعة قول النبي لعائشة في صحيح البخاري : لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لنقضت البيت ، أو كما قال ، هكذا ..
احسنتم يا شيخنا الفاضل المبارك على هذه المقالة
لكن اعتقد ان كلام ابراهيم ع كان في باب الاحتجاج والاثبات وليس من باب التقية ام انك كنت ترمي لشيء لم افهمه ؟؟
تحياتنا لكم واألكم الدعاء.
حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه ، قال : حدثني أبي ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده علي بن موسى الرضا عليهما السلام
فقال له المأمون : يا ابن رسول الله أليس من قولك إن الأنبياء معصومون
قال : بلى
قال : فسأله عن آيات من القرآن
فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول الله عز وجل في إبراهيم
( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي )
فقال الرضا عليه السلام : إن إبراهيم عليه السلام وقع إلى ثلاثة أصناف :
صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس
وذلك حين خرج من السرب الذي أخفي فيه
فلما جن عليه الليل و رأى الزهرة قال : هذا ربي على الانكار والاستخبار
فلما أفل الكوكب قال : ( لا أحب الآفلين ) لأن الأفول من صفات المحدث لا من صفات القديم
فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي على الانكار والاستخبار
فلما أفل قال : ( لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين )
فلما أصبح ( ورأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر ) من الزهرة والقمر على الإنكار والإستخبار لا على الإخبار والإقرار
فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس :
( يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين )
وإنما أراد إبراهيم بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم
ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس
وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض
وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله عز وجل وآتاه كما قال الله عز وجل :
( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه )
فقال المأمون : لله درك يا ابن رسول الله .
التوحيد للصدوق صفحة رقم 75 حديث رقم 28
=====
إذن قول نبي الله ابراهيم عليه السلام لم يكن تقية
بل كان قوله على وجه الانكار والاستخبار
====
ارجوا منكم شيخنا توضح قولكم حول (تقية نبي الله ابراهيم عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم ..
للتوضيح ..
لو سأل سائل عن الفرق بين تقية النبي والإمام المعصوم في تبليغ الشريعة ..
لكان الجواب :
أما تقية الانبياء في تبليغ الشريعة ..
فلقد ذكرنا قائلين : إذا لزم من تقية الأنبياء ضياع الشريعة، فلا يجوز لهم التقية، حتى لو سفكت دماؤهم المقدّسة، لانتفاء غرض الله تعالى من البعثة والنبوة والرسالة، وهذا لا يتصور؛ لكونه سفه محال على الله تعالى، لكن لا مانع من تقية الانبياء إذا بلغوا الشريعة -أصولاً وفروعاً- ولو لخواص أصحابهم وأمناء أسرارهم وعدول مؤمنيهم..
هل يتق الأئمة المعصومون عليهم السلام في تبليغ الشريعة ؟!!!
قلنا: في هذا السؤال نوع مغالطة؛ خلط فيها الخصوم ..
فأصول العقيدة والحلال والحرام (=الشريعة) قد بلغها النبي دون كلام من أهل الإسلام بالعلم الضروري، حتى لو كان تبليغه في بعض التقادير محصوراً بحذيفة أو عليّ عليه السلام أو عائشة أو غيرهم كما في الأمثلة أعلاه ؛ قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } وهو نص صريح ..
فعلى هذا فتقية الإمام المعصوم عندنا إنما هي في طول ذلك ، بعد الفراغ منه؛ فليست تقيتهم إلاّ صيانة لأصول تلك الشريعة التي بلّغها النبي خير تبليغ ..
لا تسوغ تقية حتى الإمام المعصوم في صورة ضياع الشريعة!!
لانتفاء الغرض كما قلنا اعلاه ..؛ فالمنع من التقية ليس خاصاً بالنبي في هذه الصورة، لعل ممّا يشير إلى ذلك ما أخرجه الكليني بإسناد صحيح عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة قال قلت له في مسح الخفين تقية؟!!!. فقال عليه السلام :ثلاثة لا أتقي فيهن أحدا شرب المسكر و مسح الخفين و متعة الحج قال زرارة و لم يقل الواجب عليكم ألا تتقوا فيهن أحداً.
وإنما حدود تقيّة الإمام المعصوم عندنا في صورة أنّ طالب الحق لو اجتهد لمعرفة شريعة محمد خلال أقوال أهل البيت عليهم السلام المشوبة بما صدر بعضه تقية منهم أو عنهم عليهم السلام، لعرفه..
هبسم الله الرحمن الرحيم ..
الأخوة النابهين الأفاضل الأشتري حميد الغانم دامت فيوضاتهم المباركة ..
أمران ..
الاوّل : لو راجعتم كليماتي المتواضعة أول الموضوع لوجدتم أني عقبت الكلام فقلت: فتقيّة الأنبياء نحو من التورية...؛ أي الإنكار في صيغة الإقرار كما تفظلتم ، وهو ما جاء في الاخبار وكلمات العلماء ، ولم اطلق القول .
الثاني: إمكانيّة الاستدلال بهذه الآية على تقيّة الانبياء والمعصومين عليهم السلام في الدماء والأعراض بالأولى القطعيّة ؛ بيان ذلك ..
إننا لو سلمنا عدم التقيّة في حال إبراهيم عليه السلام لحظة الخطاب -وفيه نظر حيث أنهم رموه في النار آخر المطاف- فنقول :
إذا كان كانت قد جرت كلمة الكفر على لسان إبراهيم عليه السلام وهو في مقام محاججة عادية كما تقولون؛ فمن باب أولى جريانها على لسان المعصوم عليه السلام في ظرف سفك الدماء وانتهاك الأعراض .
وسبب هذا الموضوع أساساً أن بعض الوهابية حاورنا قائلاً: لا يوجود دليل من القرآن على تقية المعصوم، فكان جوابنا أعلاه ردا عليه بدلالة الاولى القطعيّة ..
وهذا أقل ما يقال ؛ إذ لا منافاة بين التورية عن الإنكار بالإقرار ، وبين أن يكون هو في تقية فعلاً ؛ فالأخبار عندنا ذكرت أنه عليه السلام قال ذلك إنكاراً ، لكن لم تنف هذه الاخبار أو غيرها عنه التقية أبداً..؛ سيما وأنهم رموه بالنار آخر المطاف ..
والزبدة: كان غرضنا إثبات جريان كلمة الكفر أو ما ظاهره الكذب على لسان الأنبياء فيما إذا لم يسعهم غيرها ، في التقية ، أو في المحاججة ، أو لغرض آخر كما في قول الله تعالى على لسان يوسف : (إنكم لسارقون) وكلّه من التورية كما لا يخفى ..؛ والنتيجة أنّ المعصوم أولى بهذا لو دار الأمر على الدماء والأعراض ..
حياك الله مولانا فليعلم الاخوة المواليين ان الانبياء لاينطقون بقول الا موحى لهم من رب العالمين ونحن نعنقد ان الائمة والانبياء انوار من انوار الله على هيئة بشر وسبب تطبعهم بطبائع البشر بامر الله لانهم يقودون امم من البشر فهم مضطرون الى اللجوء الى التقية والخوف وغيرها خوفا من سفك الدماء اما الوهابية فاغلب الظن انهم يعتقدون ان ابراهيم عليه السلام كان كافرا لايعرف الله ثم تأمل في الكوكب ثم القمر ثم الشمس تأمل ثم اسلم الحمد لله على نعمة الولاية
لا اعلم لماذا تم تجاهل مشاركتي رقم 4
ولكن لا بأس بذلك
ان المفروض عليك مع اعتزازي بكم في ردكم على ذلك الوهابي
عندما طالبكم بدليل من القرآن على تقية المعصوم
أن تقولوا له ليس بالضرورة ان الفعل يكون حجة اذا صدر من الرسول أو الائمة عليهم السلام
بل هناك تقرير يكون قد صدر من المعصوم فيكون حينئذ حجة
كما اذا رأى المعصوم فعلاً فسكت عن ذلك
فيكون حينئذ ذلك الفعل مقبول عند المعصوم .
وهذا ما صدر على لسان القران في قضية عمار بن ياسر رضوان الله تعالى عليه
فقد استخدم التقية ،، ولم يعترض الرسول صلى الله عليه واله عليه
بعد العلم بالحادثة
معنا ذلك ان الرسول صلى الله عليه واله يقبل بقانون التقية
أما بالنسبة لاستدلالك في اية ابراهيم عليه السلام
فأنت تقول ( ان الاخبار دلت على انه كان في مقام الانكار والانكار لا يدل على نفي التقية )
ولم تبين دليل عدم التنافي .؟
وأما بالنسبة للاولوية في قولك (اذا كان كانت قد جرت كلمة الكفر على لسان إبراهيم عليه السلام وهو في مقام محاججة عادية كما تقولون؛ فمن باب أولى جريانها على لسان المعصوم عليه السلام في ظرف سفك الدماء وانتهاك الأعراض .)
فأين الاولوية في ذلك .؟
ثم ما هو الربط بين كلمة الكفر التي قالها ابراهم عليه السلام (كما تقول انت)
وبين القاء ابراهيم عليه السلام بالنار ؟
والذي كان نتيجة تكسيره للاصنام ؟ وليس لقوله (هذا ربي) !!!
واما بالنسبة لقول نبي الله يوسف عليه السلام (انكم لسارقون)
فأين التقية في هذا القول بالوقت الذي كانت السلطة بيد نبي الله يوسف عليه السلام
والتقية لا تكون الا عند الخوف والضرورة
واما اذا اردت القول بانها كانت تورية فالتورية خلاف التقية لانها ممكن ان تكون في حال غير الضرورة