بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله عليك يا ابا عبد الله الحسين وسلامه
عظم الله اجوركم يا محبي الحسين ع بحلول شهر الاحزان شهر الحسين ع شهر البكاء والعبرة شهر ال محمد الاطهار .
اذا شاء الله ووفقنا لخدمة الحسين ع وانصار سنتطرق كل ليلة لسيرة احد انصار الحسين ع وشهيدنا الاول هو حامل اللواء وكفيل الحوراء ابي الفضل العباس سلام الله عليه :
العباس بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ولد سنة ست وعشرين من الهجرة، وأمه أم البنين، فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر المعروف بالوحيد بن كلاب عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وأمها ثمامة بنت صهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. وأمها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل، ابن مالك الأخزم رئيس هوازن، بن جعفر بن كلاب. وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب. وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس هوازن، ابن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب. وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف.
وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة. وأمها بنت حجدر بن ضبيعة الأغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار. وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة. وأمها بنت ذي الرأسين خشين ابن أبي عاصم بن سمح بن فزارة. وأمها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان.
قال السيد الداودي في العمدة: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لأخيه عقيل - وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم -: ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس (عمدة الطالب: 324).
وروي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: " كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله (عليه السلام)، وأبلى بلاء حسنا، ومضى شهيدا " (الخصال: 86، باب الاثنين، عمدة الطالب: 323).
وروي عن علي بن الحسين (عليه السلام) أنه نظر يوما إلى عبيد الله بن العباس بن علي (عليه السلام) فاستعبر ثم قال: " ما من يوم أشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يوم أحد، قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمه جعفر ابن أبي طالب، ولا يوم كيوم الحسين، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل، يزعمون أنهم من هذه الأمة، كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه، وهو يذكر هم بالله فلا يتعظون، حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا، ثم قال: " رحم الله العباس فلقد آثر وأبلى، وفدى.
أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب.
وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة " (الخصال: 68، باب الاثنين، ح 101).
وروى أبو مخنف أنه لما منع الحسين (عليه السلام) وأصحابه من الماء وذلك قبل أن يجمع على الحرب اشتد بالحسين وأصحابه العطش، فدعا أخاه العباس فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليلا، فجاؤوا حتى دنوا من الماء، واستقدم أمامهم باللواء نافع فمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدي، فامتنعوا منه بالسيوف وملأوا قربهم وأتوا بها والعباس بن علي ونافع يذبان عنهم ويحملان على القوم حتى خلصوا بالقرب إلى الحسين (تاريخ الطبري: 3 / 312). فسمي السقاء وأبا قربة.
وروى أبو مخنف أنه لما كاتب عمر بن سعد عبيد الله بن زياد في أمر الحسين (عليه السلام) وكتب إليه على يدي شمر بن ذي الجوشن بمنازلة الحسين ونزوله، أو بعزله وتولية شمر العمل، قام عبد الله بن أبي المحل بن حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر الوحيد - وكانت عمته أم البنين - فطلب من عبيد الله كتابا بأمان العباس وإخوته، وقام معه شمر في ذلك، فكتب أمانا وأعطاه لعبد الله، فبعثه إلى العباس وإخوته مع مولى له يقال له: كزمان، فأتى به إليهم فلما قرأوه قالوا له: أبلغ خالنا السلام وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سمية. فرجع، قال: ووقف شمر في اليوم العاشر ناحية فنادى: أين بنو أختنا، أين العباس وإخوته، فلم يجبه أحد، فقال لهم الحسين (عليه السلام): أجيبوه ولو كان فاسقا، فقام إليه العباس فقال له: ما تريد؟ قال: أنتم آمنون يا بني أختنا. فقال له العباس: لعنك الله ولعن أمانك، لئن كنت خالنا أتؤمنا وابن رسول الله لا أمان له؟ وتكلم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا (تاريخ الطبري: 3 / 313وتدفعهم عنا لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار "، فقال لهم العباس ما قال، فقال عمر بن سعد: ما ترى يا شمر؟ فقال: ما ترى أنت، أنت الأمير والرأي رأيك، فقال:
قد أردت أن لا أكون ذا رأي. ثم أقبل على الناس فقال: ماذا ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج: سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها. وقال قيس بن الأشعث: لا تجبهم إلى ما سألوك فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة. فقال: والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية، ثم أمر رجلا أن يدنوا من الحسين (عليه السلام) بحيث يسمع الصوت فينادي: إنا قد أجلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحنا بكم إلى الأمير، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم (تاريخ الطبري: 3 / 313، وأورده الشيخ المفيد في الإرشاد 2 / 90).
وروى أهل السير عن الضحاك بن قيس المشرقي، قال: إن الحسين (عليه السلام) جمع تلك الليلة أهل بيته وأصحابه فخطبهم بخطبته التي قال فيها: " أما بعد: فإني لا أعلم أهل بيت الخ ". فقام العباس فقال: لم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا (راجع الإرشاد: 2 / 91).
ثم تكلم أهل بيته وأصحابه بما يشبه هذا الكلام، وسيذكر بعد.
قالوا: ولما أصبح ابن سعد جعل على ربع المدينة عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث بن قيس، وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد الرياحي، وجعل الميمنة لعمرو بن الحجاج الزبيدي، والميسرة لشمر بن ذي الجوشن الضبابي، والخيل لعزرة بن قيس الأحمسي، والرجال لشبث بن ربعي، وأعطى الراية لدريد).
وروى أبو مخنف أيضا وغيره أن عمر بن سعد نادى في اليوم التاسع: يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنة. فركب الناس وزحفوا، و ذلك بعد صلاة العصر، والحسين (عليه السلام) جالس أمام بيته محتبيا بسيفه و قد خفق على ركبتيه، فسمعت زينب الصيحة فدنت منه وقالت: أما تسمع الأصوات يا أخي قد اقتربت! فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه وأخبرها برؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه يدعوه، فلطمت زينب وجهها وقالت، يا ويلتاه، فقال لها: ليس الويل لك يا أخية، أسكتي رحمك الرحمن. ثم قال العباس له: يا أخي قد أتاك القوم فنهض، ثم قال: " يا عباس، اركب بنفسي أنت حتى تلقاهم فتقول لهم: ما لكم؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عما جاء بهم "، فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير وحبيب فقال لهم: ما لكم وما بدا لكم وما تريدون؟ فقالوا:
جاء أمر عبيد الله أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم. قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم، فوقفوا ثم قالوا: القه فأعلمه ذلك، ثم أعلمنا بما يقول. فانصرف العباس يركض فرسه إلى الحسين (عليه السلام) يخبره، ووقف أصحابه يخاطبون القوم حتى أقبل العباس يركض فرسه فانتهى إليهم، فقال: يا هؤلاء: إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق، فإذا أصبحنا التقينا فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه أو كرهنا فرددناه. قال: وإنما أراد بذلك أن يردهم عن الحسين تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله، وقد كان الحسين (عليه السلام) قال له: " يا أخي إن استطعت أن تؤخرهم هذه العشية إلى غدوة،مولاه (الإرشاد: 2 / 96، والكامل: 4 / 60).
ولما أصبح الحسين (عليه السلام) جعل الميمنة لزهير، والميسرة لحبيب، وأعطى الراية أخاه العباس ( راجع الأخبار الطوال: 256، والإرشاد: 2 / 95).
وروى أبو مخنف عن الضحاك بن قيس أن الحسين (عليه السلام) لما خطب خطبته على راحلته ونادى في أولها بأعلى صوته: " أيها الناس، اسمعوا قولي ولا تعجلوني ".
سمع النساء كلامه هذا فصحن وبكين وارتفعت أصواتهن، فأرسل إليهن أخاه العباس وولده عليا وقال لهما: أسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن، فمضيا يسكتاهن حتى إذا سكتن عاد إلى خطبته. فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه. قال: فوالله ما سمعت متكلما قط لا قبله ولا بعده أبلغ منه منطقا (تاريخ الطبري: 3 / 319).
وقال أبو جعفر وابن الأثير: لما نشبت الحرب بين الفريقين تقدم عمر بن خالد ومولاه سعد، ومجمع بن عبد الله، وجنادة بن الحرث فشدوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلما وغلوا فيهم عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم، فندب الحسين (عليه السلام) لهم أخاه العباس فحمل على القوم وحده، فضرب فيهم بسيفه حتى فرقهم عن أصحابه وخلص إليهم فسلموا عليه فأتى بهم، ولكنهم كانوا جرحى فأبوا عليه أن يستنقذهم سالمين، فعاودوا القتال وهو يدفع عنهم حتى قتلوا في مكان واحد (تاريخ الطبري: 3 / 330، الكامل: 4 / 74). فعاد العباس إلى أخيه وأخبره بخبرهم.
قال أهل السير: وكان العباس ربما ركز لواءه أمام الحسين وحامى عن أصحابه أو استقى ماء فكان يلقب بالسقاء. ويكنى أبا قربة بعد قتله.
يتبع ان شاء الله تعالى في الليلة القادمة وذكر مقتل ابو الفضل صلوات الله عليه .