حروب سعودية خاسرة - صانعة الحروب ماذا أنجزت؟
محمد شمس
هل أفادت الحروب التي انخرطت فيها الرياض، وساهمت فيها اشتعالاً، الحكام السعوديين ونفوذهم؟
هل ما قاموا به يدلّ على عبقرية، وعلى نموذج يحتذى، في حفظ المصالح الخاصة بالنظام، وإبعاد الأشرار خارج الحدود؟
ما هي أهداف الإنخراط في الحروب تلك، وما هي مقاييس النجاح لهكذا سياسات؟
أسئلة أخرى تطرح إزاء ما يقال بأن السعودية نجحت في حروبها وإبعاد الشرّ عنها، دون أن تتورط بتداعيات تلك الأزمات، حتى في حدودها الدنيا، مثل استقبال مهجري الحروب التي شاركت فيها.
هذه الأسئلة أثارتها مقالة جهاد الزين في النهار (11/10/2012) والتي حملت عنوان: (السعودية والحروب النظيفة) والتي أشاد فيها بتلك الحروب وبالعبقرية التي تقف وراءها. هذه المقالة تبحث في تقييم الحروب الأربع التي ذكرتها المقالة آنفة الذكر واعتبرت ناجحة، ومثلت نموذجاً للحروب التي تخاض بأثمان أقل على أرض الغير.
صورة أخيرة للحرب الحوثية مع السعودية وتعليق: الحرب اليمنية: جيش سعودي يفشل في القضاء على الحوثيين!
يجب ان نوضح ابتداءً مقاييسنا في تقييم الحروب تلك، والقواعد التي نحتكم اليها في التقييم:
القاعدة الأولى ـ توضيح أهداف الحروب التي خاضتها السعودية، وما إذا كان قد تمّ تحقيقها أو بعضها.
القاعدة الثانية ـ ما إذا كان الثمن والخسائر المدفوعة لتلك الحروب (مادياً ومعنوياً وسياسياً) أقل أم أعلى بالقياس الى المنفعة.
القاعدة الثالثة ـ ما إذا كانت تلك الأهداف لها علاقة بتوسعة الدور السعودي ومكانة البلاد، أو أتت بمنافع اقتصادية ومعنوية. وما إذا كانت السعودية قد استثمرت انتصاراتها في حروبها بشكل جيد بحيث بنت عليها وأفادت منها حتى الوقت الحاضر، أم هي فرطت بتلك الإنتصارات (المزعومة حتى الآن).
القاعدة الرابعة ـ ما إذا كانت تلك الحروب قد خدمت أهداف أعداء أو خصوم السعودية. بمعنى ما إذا كانت تلك الحروب قد أفادت آخرين غير من قام بها وأشعلها.
القاعدة الخامسة ـ ما إذا كانت تلك الحروب ـ رغم التسليم بتحقيق بعض أهدافها ـ قد ولّدت مخاطر إضافية أو حتى أشد على نظام الحكم السعودي.
الحرب الأفغانية (1979- حتى الآن)
1/ هدف السعودية من الحرب:
المساهمة في الجهد السياسي والعسكري لحلف الأطلسي مقابل حلف وارسو الذي يقوده الإتحاد السوفياتي، بغية تحقيق انتصار الرأسمالية على الشيوعية.
توجيه المخاطر المتأتية من التيار السلفي السعودي الذي حدث تحوّل فيه بعد انتصار رجال الدين في الثورة الإيرانية، وبعد قيام جهيمان بثورة مسلحة ضد الحكم السعودي في نوفمبر 1979، توجيهه الى معارك خارجية وخصوم الخارج: (محاربة الشيوعية هذه المرّة) و (مساعدة المجاهدين الأفغان لطرد المحتلين) والى حدّ ما (تأسيس نظام حكم إسلامي أفغاني) له صبغة جهادية، وذلك بعد أن ذوى نموذج الحكم السعودي المتحالف مع الغرب بالمقارنة مع الحكم الثوري الشيعي الجديد القادم من إيران. هذا الهدف الأخير، كان قارّاً في نفوس التيار السلفي وقيادته، ولكنه لم يكن هدفاً للحكم السعودي بالطبع.
2/ المنجز السعودي من الحرب:
السعوديون الأفغان: التعليم في افغانستان والقتال في الرياض!
تم فعلاً تحقيق هدفين: طرد السوفيات، والمساهمة في إسقاط امبراطوريتهم، كما نجحت السعودية في توجيه فائض العنف والتوتر لدى التيار السلفي الى الخارج بدل أن يتوجه في نحر العائلة المالكة السعودية، وأشغلت السلفيين سنين طويلة في الحرب الأفغانية كهدف بديل عن الداخل.
لم يتحقق قيام حكم مستقرّ في افغانستان، بل استمرت الحرب الأهلية بأشكال مختلفة حتى اليوم، وكانت هناك خيبة أمل كبيرة لدى السلفيين السعوديين بأنهم فشلوا في إنتاج حكم اسلامي نموذجي صنعوه في مخيلتهم.
3/ الكلفة والخسائر:
هناك خسائر مادية كبيرة نجمت عن تمويل الحرب، والأهم هو الخسائر البشرية من السعوديين الذين قاتلوا وقتلوا على الأرض الأفغانية. الشعور السائد اليوم لدى جميع أطياف المجتمع بأنها لم تكن حربهم، وأنهم كانوا مجرد أدوات فيها لصالح الغرب.
علّمت التجربة الأفغانية آلاف السعوديين الذين انخرطوا كيفية العمل الجمعي والمنظم، وكانت الساحة الأفغانية ميدان تدريب على السلاح، ومدرسة سياسية مضادّة لنظام الحكم السعودي، فكان أن نشأ ما سمي بـ (الأفغان العرب) فضلاً عن تنظيم القاعدة. تحولت افغانستان الى بلد معارض لآل سعود ويحتضن مخزوناً من العنف تجاههم، وانتقلت المعركة الى الأراضي السعودية على شكل تفجيرات منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بدءً من انفجارات العليا، ثم انفجارات الخبر، ثم تفجيرات القاعدة العديدة بعد أحداث سبتمبر 2001، ولاتزال المواجهات ونتائجها تلقي بظلالها اليومية على الواقع السياسي والأمني السعودي، فضلاً عن تبعات وجود عشرات الألوف من المعتقلين الذين ينتمون الى ذات الخلفية المذهبية والإجتماعية والجغرافية التي ينتمي اليها آل سعود. إنه حصاد مرّ.
تحولت الباكستان المجاورة لأفغانستان الى دولة فاشلة. والباكستان من أكبر حلفاء السعودية، وقد ارسلت عشرات الألوف من القوات الباكستانية الى الأراضي السعودية أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات الميلادية الماضية. الآن الباكستان عاجزة عن مساعدة نفسها، فضلاً عن أن تفيد السعودية وأمريكا والغرب بمجمله سياسياً وعسكرياً، إن لم تكن بؤرة توتر ومصنعاً لتوليد المشاكل. السعودية ورّطت الباكستان للخوض عميقاً في المستنقع الأفغاني لأنها رأت بأن نفوذ الباكستان يعني نفوذاً سعودياً بالضرورة. ذات الأمر تقوم به السعودية الآن في الحرب الأهلية السورية: فتركيا الغبيّة تساق الى التورّط اكثر فأكثر، على أمل ان تضعف السعودية في كل النتائج المتوقعة جميع المنافسين والخصوم دفعة واحدة: إيران، تركيا، سوريا، العراق، حزب الله لبنان!
إيران التي كانت طرفاً آخر في مساعدة المجاهدين الأفغان كادت تخسر مواقعها بوصول الطالبان المتحالفة مع القاعدة الى الحكم؛ ولكنها عززت مواقعها مجدداً وسيطر حلفاؤها على الحكم؛ وهي اليوم تقوم بلعبة مزدوجة: دعم حكمتيار والطالبان لضرب الوجود الغربي في أفغانستان؛ وفي نفس الوقت دعم الحكم الأفغاني القائم الذي يسيطر عليه حلفاؤها بالشكل الذي يهيئهم للإستغناء عن الغربيين. انها استراتيجية مشابهة لما جرى في العراق. وفي النهاية، فالسعودية اليوم غائبة عن افغانستان، لا يتذكرها أحد إلا حين يحتاج الى تمويل اتفاق بين الطالبان والحكم المركزي. أما إيران فحضورها السياسي وغيره أضخم مئات المرات من الحضور السعودي. فماذا ربحت السعودية وحلفاؤها من الحرب الأفغانية في نهاية المطاف؟
الإتحاد السوفياتي سقط، لكن السعودية لم تصلح علاقاتها بروسيا، فالحذر السعودي يتغذى من الحذر الأميركي. روسيا لم تربح السعودية رغم تخليها عن شيوعيتها، بل ابتليت بالمنتج السعودي المذهبي المقاتل في اراضيها. الغرب ـ كما السعودية ـ بدأ حرباً باردة من نوع جديد مع روسيا لتفكيكها، وروسيا لاتزال قوة عظمى تستعيد الكثير من عافيتها وطموحاتها، في حين أن رهان السعودية قائم على الغرب المتآكل في المكانة والإقتصاد. السعودية لم تربح روسيا وهي تتجه الى مواجهتها، خاصة مع وجود الأزمة السورية، وهذا لا يمكن ان يحقق مكسباً سعودياً.
الحرب العراقية الإيرانية 1979
1/ هدف السعودية من الحرب:
احتواء الثورة الإيرانية الوليدة، وإشغالها داخلياً، ومنع تأثيراتها الإقليمية، وإن أمكن إسقاط النظام السياسي كليّة.
إنهاك القوة العراقية وإبعادها عن مسرح التأثير في المحيط الخليجي، والإنفراد بقيادة دول الخليج.
2/ المنجز السعودي:
تمّ احتواء الثورة الإيرانية، كما تمّ عزلها في المستوى الإقليمي بسبب الحرب وإشعال العامل المذهبي، وذلك طيلة سنوات الحرب، كما تمّ إشغال ايران لسنوات ما بعد الحرب لإعادة بناء ما هدمته الحرب.
تمّ إضعاف العراق إقتصادياً على حساب تضخّم قوّته العسكرية، ما سبب مشاكل لاحقة.
استفردت السعودية بقيادة دول الخليج الخمس، وأبعدت كلاً من ايران والعراق، وأسست مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر لم يكن لتستطيع القيام به بدون وجود حرب بين الطرفين الأقوى.
الحرب العراقية الإيرانية: من الخاسر في النهاية؟
3/ الكلفة والخسائر:
عشرات المليارات من الدولارات شكلت جزءً من التمويل الأساس للحرب العراقية ضد إيران.
ولّدت الحرب العراقية الإيرانية حرباً أخرى بعد نحو عامين من انتهاء الحرب الأولى في اغسطس 1988، حيث احتلّ صدام حسين الكويت عام 1990، التي كلّفت هي الأخرى السعودية خسائر فادحة أعظم من خسائر الحرب الأولى.
بعد أقلّ من عقد من توقف الحرب العراقية الإيرانية، أضحت ايران اكثر قوة عسكرياً وسياسياً وعلمياً، واستطاعت خلال عقدين تاليين أن تضعف النفوذ السعودي الإقليمي الى مستوى غير مسبوق تاريخياً.
لم تعد إيران قابلة للإحتواء. إنها قوة إقليمية عظمى، ولربما في الطريق الى ان تصبح قوة دولية عظمى، يصعب محوها أو محو أثرها في صناعة العالم الجديد اليوم.
حرب تحرير الكويت 1991:
1/ هدف الحرب:
إخراج صدام حسين من الكويت وتحريرها.
إبعاد الخطر العراقي عن الكويت والسعودية نفسها الى الأبد، إما بإسقاط النظام أو شخص صدام حسين، أو بمحاصرة العراق سياسياً واقتصادياً بحيث يبدو عاجزاً عن شنّ أية حرب جديدة.
2/ المنجز السعودي:
تمّ تحقيق كامل الأهداف المرسومة.
3/ الكلفة والخسائر:
خسائر مادية غير مسبوقة بسبب تمويل جيوش وصلت الى نصف مليون، ودفع نسبة كبيرة من تكاليف الحرب.
تأثر سلبي واضح في الإقتصاد السعودي بسبب تكاليف الحرب في وقت انخفاض اسعار النفط، تأثرت بسببها المشاريع الأساسية، بل ووصل الأمر الى تأخر دفع رواتب موظفي الدولة، مع مديونية (داخلية) كبيرة بمئات المليارات من الريالات، لم يتم الإنتهاء من دفعها كلياً حتى الآن.
حرب احتلال الكويت: انهيار في الشرعية وضعف في الإقتصاد
انهيار كبير في شرعية النظام السياسي، بسبب التواجد الأجنبي، وحدوث نقلة نوعية في وعي المواطنين بطبيعة النظام، وانكشاف فساد وفشل هذا الأخير في الدفاع عن سيادة الدولة رغم المليارات التي تصرف على الجيش السعودي. وقد عبّر هذا الإنهيار عن نفسه عن طريقين: دعوات للمطالبة بالإصلاح السياسي عبر العرائض، التفّ عليها النظام فأظهر للعلن النظام الأساسي للحكم، واسس مجلساً معيّناً للشورى. والثاني: بداية عنف ضد النظام من قبل الأفغان السعوديين (العائدين من أفغانستان) وذلك على شكل تفجيرات اصابت الرياض والخبر.
وقوع انتفاضة في الجسد السلفي الموالي عادة للنظام، وظهور ما سمي بـ (الصحويين) أو ما سموا بـ (مشايخ الصحوة) الذين أظهروا علناً معارضتهم للنظام وسياساته: (العودة، القرني، العمر، الحوالي، وأمثالهم). كما ظهرت لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، ومذكرة النصيحة وغيرها. ولاتزال تداعيات تلك الأزمة قائمة حتى اليوم.
بروز إيران كقوة إقليمية بلا منافس حقيقي، في ظل انكفاء سياسي واضح للسعودية استمر نحو عقد ونصف. وقد أوقعت حرب تحرير الكويت خسائر سياسية كبيرة للسعودية، حيث خسرت الحركات الاسلامية عامة، والعديد من الأنظمة الصديقة، كما استعدت شعوباً بأكملها كما هو الحال مع اليمن، الذي طردت السعودية نحو مليون يمني من أراضيها وسلبتهم أملاكهم وأمتعتهم دون وجه حق. لقد تقلصت مساحة النفوذ السعودي بشكل كبير بعد حرب تحرير الكويت.
حرب احتلال أفغانستان والعراق (2002-2003)
1/ هدف الإنخراط في الحرب:
إبعاد الشبهة والمسؤولية عن السعودية في التسبّب في أحداث 11/9/2001 والتي نفذتها أغلبية من مواطنيها، وإظهار نفسها بأنها ضحية للإرهاب، وأنها مستعدة للتعاون ضدّه، وضدّ من قام به (العراق لا دخل له بذلك).
إسقاط صدام حسين من كرسي الحكم، مع إبقاء النظام (الأميركيون كانوا يريدون إسقاط النظام كاملاً رموزاً ومؤسسات).
إسقاط نظام الطالبان الذي يحتضن القاعدة، مع أن السعودية كانت من بين ثلاث دول تعترف به في العالم الى جانب الباكستان والإمارات.
تطوير الهجمة العسكرية لتحاصر إيران من الشرق والغرب، ولربما خوض حرب جديدة تطيح بالنظام في طهران.
2/ ما أنجزته الحرب:
جيش سعودي يفشل في القضاء على الحوثيين!
نجحت السعودية في إبعاد مسؤولية تفجيرات سبتمبر عن كاهلها، بفضل العلاقة مع بوش، والمساهمة السعودية في مشروع أمريكا لـ (مكافحة الإرهاب). وتمّ تحميل آخرين المسؤولية كاملة وعوقبوا باحتلال أراضيهم!
تم إسقاط النظام العراقي (أشخاصاً ومؤسسات)، بحيث تحقق شيء أكبر من الهدف الذي ارادته السعودية نفسها ـ وهو ما أضرّها لأنها لا تريد وصول الأكثرية الى الحكم عبر صناديق الإنتخاب؛ كما تمّ إسقاط نظام الطالبان.
تمّ إرعاب إيران لفترة قصيرة بعد احتلال العراق، ولكن سرعان ما استعادت زمام المبادرة فأضحت لاعباً أساسياً في كلا البلدين المحتلّين، وكان لها ولازال أكبر المساهمات في إفشال معظم الأهداف الأميركية من الإحتلال.
3/ الكلفة والخسائر:
خسرت السعودية نفوذها في أفغانستان، فالطالبان حليفة السعودية صارت عدواً، وأصدقاء إيران من الطاجيك وغيرهم صاروا في الحكم.
لم تحصل السعودية على مكانة لها في العراق الجديد، او هي لم ترد ذلك، وخلّفت وراءها أعداءً جدداً يحكمون العراق الجديد، كانوا يعتقدون بأنهم أقرب الى صداقة الرياض من عداوتها.
تضخم النفوذ الإيراني في كلا البلدين المحتلين أمريكياً، على حساب الغرب نفسه، وعلى حساب السعودية الملحقة به في أغلب الأحوال.
خلفت مساهمات السعودية في احتلال البلدين موجة عداء وكراهية لها بين معظم الشعوب العربية والإسلامية.
الحرب الأهلية السورية (2011 ـ ...)
1/ الهدف السعودية من الحرب:
إسقاط النظام السوري.
إضعاف إيران تمهيداً لشن حرب أميركية ـ اسرائيلية عليها.
تغيير نظام الحكم في العراق.
التخلّص من حزب الله، وإلاّ إضعافه وتشويه صورته.
استعادة السعودية لنفوذها الإقليمي الذي خسرته أمام ما سُمي بمحور المقاومة، وفتح آفاق لنشر أيديولوجيتها المذهبية الوهابية في أرض جديدة غير محروثة، تساعد على نمو وتعميق النفوذ السياسي إن تمّ.
إشغال المواطنين بمعارك خارجية بعد أن بدا أن هناك حراكاً شعبياً داخلياً متأثراً بالربيع يطالب بالإصلاح والتغيير.
2/ ما أنجزته الحرب حتى الآن:
خلخلة شديدة في نظام الحكم السوري، ومن المستبعد أن يتم إسقاطه عسكرياً.
تشويه صورة حزب الله وإيران وإثارة الضغائن الطائفية ضدّهما.
تأجيل المطالبة بالإستحقاقات السياسية الداخلية لفترة وجيزة (سنة تقريباً).
3/ الكلفة والخسائر:
تعاظم الدور التركي في المنطقة العربية على حساب السعودية ومصر، وهناك أمل سعودي بجرّ تركيا الى مستنقع الحرب المباشرة مع سوريا وحلفائها لتضرب كل الأطراف المشاركة بما فيها تركيا وإضعافها في أدنى الأحوال لتفوز هي بالغنيمة!
تكرار تجربة هجرة السعوديين الى أفغانستان والعراق والآن الى سوريا للقتال، بما ينعكس في حال الفشل الى مقاتلين معارضين بالضرورة لنظام الحكم، يمتلكون الإمكانات المادية والخبرة والتدريب العسكري.
تشكل محور عالمي جديد مثل مظلة حماية للنظام السوري، وهو يمثل قوة اقتصادية وعسكرية صاعدة، في وقت يعيش فيه الغرب مشاكله الاقتصادية وخسائر استراتيجية. كما أن محور المقاومة تعزّز أكثر من ذي قبل، وتشكل المعركة الدولية على سوريا اختباراً لقدراته.
لم تتوضح بعد معالم النهاية للحرب السورية، ولكن لا يرجح أن تشكّل انتصاراً ذا شأن للمشروع السعودي، وذلك بناء على المعطيات القائمة حالياً.
هذه جردة الأهداف والخسائر والأرباح للحروب السعودية.
ترى هل يمكن القول بأنها ربحت حرباً واحدة.. بما فيها الحرب ضد الحوثيين التي لم نذكرها؟
الحروب التي انخرطت فيها السعودية تحكي قصة طويلة من الفشل وفقدان النفوذ، بل وحتى الضياع والعمى الإستراتيجي.
هل ما نقوله هنا بعيد عن الحقيقة المجرّدة؟!