[السيد محمد بحرالعلوم]

بسم الله الرحمن الرحيم
من أجل فهم الجواب على هذه الإشكالية وغيرها يجب ملاحظة دور الدين في الدولة العراقية وملاحظة دوره في إيران حتى يكون الفرق واضحا، ففي إيران توجد دولة دينية شرعيتها من خلال مبدأ ولاية الفقيه ولا توجد وسيلة إعلامية تعمل ضد هذا المبدأ وبالتالي تسخر كل الامكانات الخاصة والعامة في تحقيق الأهداف التي ترسمها القيادة الدينية.
أما في العراق فإن الدولة التي انشأت بعد 2003 لم تكن دولة دينية بالمعنى الدقيق للكلمة وإن كان الإسلاميون قد اشتركوا في تكوينها، لكنها دولة كما نص الدستور تحاول أن تكون على جادة وسطية لا تقنن ما هو مخالف لثوابت الإسلام ولا تقوم بما لا يتلاءم مع الديمقراطية، وهذا فرض على المرجعية الدينية والحوزة العلمية ان تعمل على المحافظة على استقلالها التام عن الدولة تماما، كم ان الإعلام لم يكن دوما إعلاما دينيا بل يتنوع تبعا لتنوع المكونات العراقية والتي بعدها لا يلتزم بالبعد الديني في حركته الإعلامية، ومن هنا نلاحظ ان المرجعية تنشر بياناتها من خلال البيانات والمبلغين وأئمة المساجد وبعض القنوات الإعلامية التي تلتزم بالنهج الديني.