يا سنة العراق انتم شركاء ولن تكونوا حكاما مطلقين
بقلم: زهير شنتاف
المشكلة الرئيسية في العراق هي ان السنة لا يريدون ان يصدقوا بان حكمهم المطلق للعراق قد انتهى الى غير رجعة وانهم عليهم ان يقتنعوا بانهم اصبحوا شركاء في الحكم وليسوا حكاما مطلقين كما كانوا ولو انهم واجهوا هذا الواقع لكان العراق بخير ولكانت غالبية المشاكل قد حلت ولكان العراقيون قد انتقلوا الى مرحلة البناء الفعلي للعراق .
نعم صحيح ان صدمة السنة كبيرة ووقع المفاجأة كبير وهول التغيير صعب القبول ولكن عليهم ان يعترفوا بالواقع وان الوضع قد تغيير ولن يعود كالماضي اطلاقا وبالتالي عليهم ان يقتنعوا بانهم اصبحوا شركاء بمعنى انهم جزء من الحكم وليسوا كل الحكم وانهم جزء من الحكومة وليسوا كل الحكومة وانهم وزراء وليسوا كل الوزراء وانهم قد يشغلون بعض المناصب العليا وليست كل المناصب العليا لهم واذا اقتنعوا بكل هذا فانهم وبكل تاكيد سيحصلوا على تاكيد بانهم لن يهمشوا ولن يضطهدهم احد لانهم سيكونون مواطنين عراقيين مصانة حقوقهم واعراضهم واموالهم كبقية المواطنين اما ان يعتقدوا بانهم ومن خلال استضافتهم للارهابيين العرب والاجانب في مناطقهم وايواءهم والسماح لهم لقتل ابناء الشعب العراقي والاستقواء بالسعودية و الاردن وقطر وتركيا على اخوانهم من بقية طوائف وقوميات الشعب العراقي سيعيد لهم الحكم المطلق فهذا ما لن يحدث ولن يكون ليس نكاية بهم او تجنيا عليهم او انتقاما منهم بل لان الوضع السابق كان خطأ منذ البداية خصوصا وانهم ليسوا بالاكثرية في هذا البلد بل هم جزء من هذا الشعب وعلى احسن التقادير انهم متساوون في العدد رغم ان ذلك مخالف للواقع ولكننا نريد بناء البلد وبالتالي فان الانتخابات هي التي تقرر من يحكم واذا كانت برامجهم الانتخابية جيدة واقتنع بهم الناخب وانتخبتهم الاكثرية فبكل تاكيد سيحكمون ولكن كما قلت شراكة وليست مطلقة .
اما اذا كنتم تقولون بانكم قد تعرضتم للتهميش وانكم تعانون الان وبالتالي فان قولي كله مردود فانا اقول لكم بكل اسف انتم رفضتم التغيير منذ البداية واستقويتم بالخارج الطائفي رغم اننا كشيعة لم نتكلم عن طائفة صدام طيلة معارضتنا له وبعضكم السنة كانوا يقولون بانهم هم مضطهدون منه كذلك فلماذا اثرتم الموضوع الطائفي بمجرد سقوط صدام ؟
ولماذا استنكرتم اجتثاث البعث واعتبرتموه اجتثاثا لكم رغم ان منتسبيه هم من الشيعة وبقية المذاهب و الطوائف والقوميات؟
الا ترون بانكم عارضتم مجلس الحكم وعارضتم الانتخابات وعارضتم كل خطوات الحكومات التي قامت بل وعارضتم حتى تغيير العلم و النشيد الوطني الذي كان يرمز لحقبة سوداء لاغلب ابناء الشعب العراقي وبقيتم تعارضون تغيير كل ما يتعلق بحكم صدام حسين واعتبرتم اي مساس بصدام حسين وقوانينه وحكمه وحزبه وتاريخه الاسود انما هو مساسا بكم رغم محاولاتنا الدائمة على فصل جرائم صدام وحقبته عن الطائفة السنية ؟
قد يقول البعض انظر ماذا يحدث الان من تهميش للسنة وما حدث ويحدث للسيد طارق الهاشمي فاقول كل هذه نتائج لتلك المواقف و التدخلات والاستقواءات بالخارج الطائفي حيث بقيت الاتهامات و الافتراءات وتفضلوا وانظروا ماذا يقول السيد طارق الهاشمي الان في مقابلته مع صحيفة الرياض السعودية يوم 4/11 حيث يحل ضيفا على الملك السعودي حيث يقول بالنص (عندما نظلم ويعتبر انتماؤنا لهذا المكون تهمة وعن تكريس اربع مواد للارهاب لمطاردة السنة ويتندر العراقيون بالقول ان اربعة ارهاب مفترض ان تسمى اربعة سنة، ويصبح العربي السني متهما او مهجر او معتقلا فهذا الوضع غير مقبول، ومن حقنا ان نطالب بحياة حرة كريمة لنا ما للاخرين)
ترى هل نسي الهاشمي من هجر من ؟ ومن اتهم من ؟
ترى من دمر الروضة العسكرية في سامراء ؟
ومن قتل زوار الامام الحسين ومن اين جاؤوا واين سكنوا وعاشوا بل وتزوجوا حتى ، ام ان كلامه اثارة للطائفية لاغير ؟
هل كان الزرقاوي شيعيا ؟ ام ابو ايوب المصري مسيحيا ؟
وقد يقول البعض اليس الشيعة يستقوون بايران ؟
فاقول السنة وحلفائهم بالخارج هم من دفعونا للجؤ الى دولة تدافع عنا امام جيوش ومخابرات وحكومات الدول العربية كلها وباكملها والتي خونتنا ووصفتنا بكل الصفات القبيحة وامتنعت عن الاعتراف بنا كحكومة بديلة عن حكومة صدام حسين واعتبرتنا خونة وعملاء للامريكان الذين هم حماة الحكام العرب كلهم واطلقت كل الابواق ضدنا وكل ذلك بتاييد وتشجبع منكم ومن اجلكم بل وارسلت الشعوب العربية ( غالبيتها سنة ) كل مجرميها وسفاحيها ليقتلونا ويذبحوا حتى الرضيع منا بحجة حمايتكم انتم سنة العراقواستجابة لنداءات عدنان الدليمي الذي كان يطلقها من كل مكان ان تعالوا دافعوا عن سنة العراق الذين يقتلهم ويذبحهم شيعة العراق وبقينا نعض على الجرح من اجل حماية الوحدة الاسلامية و الوطنية وبقينا نصرخ بان السنة اخوتنا واهلنا وبرئناكم من الارهابيين وجرائمهم مذابحهم رغم انهم كانوا ينطلقوا من بيوتكم ومناطقكم ومدنكم ولكن اصررتم على اننا نحن الطائفيون ونحن الخونة ونحن الصفويون ونحن العملاء وبقيتم تهاجمون ايران وتحرضون عليها رغم انكم لم تستطيعوا ان تثبتوا انها ارسلت مجرما او ارهابيا او قاتلا الا ما يكتب ويقال في بيانات وتصريحات تنظيماتكم و التي ليست لها حقيقة على ارض الواقع ولم تعتقلوا يوما وحتى في مناطقكم ايرانيا واحدا يقوم بعمل ارهابي ؟
ترى لماذا لم تستطع القوات الامريكية اعتقال ايراني وهي التي اعتقلت الكثيرين من الارهابيين العرب ؟
فما سر عداءكم لايران هل لان ايران استقبلت اهلنا عندما هجرها صدام ؟
هل لانها الدولة الوحيدة مع سوريا التي فتحت حدودها لنا ؟
هل كنتم تريدون ان تغلقها كباقي الدول العربية او ان تسلمنا لمخابرات صدام كما فعلت الدول العربية في كثير من الاحايين ؟
هل كنتم تريدون ان يقتلنا كلنا صدام كما قتل اهلنا ودفنهم في المقابر الجماعية التي لازال اكثركم ينكرونها ؟
بل تصوروا ان بعضكم قال بان الجثث التي وجدوها في المقابر الجماعية انما تعود للسنة الذين قتلهم الشيعة اثناء الانتفاضة عام 1991 فهل هناك انكار وكراهية اكثر من هذا القول ؟
انتم لكم علاقات اكثر من قوية مع السعودية و السعودية تعلنها علانية بانها تدافع عنكم ( عنكم انتم السنة العرب فقط ) واغلبيتكم يعيش في الاردن اكثر مما يعيش في العراق ولكن مع ذلك لانقول بانكم خونة وعملاء ولكن بالمقابل انتم تتهمون سياسيينا بانهم ايرانيون وعملاء لايران على الرغم من انهم وعوائلهم يعيشون في العراق الان وقد قضوا فترة المعارضة في ايران لانها البلد الوحيد الذي استقبلهم في وقت كانت كل الدول العربية تستقبل اي منكم رغم علمها بانكم قد تكونوا معارضين لصدام
اذن فلماذا نحن خونة على الدوام وانتم لستم خائنين؟ هل القضية طائفية ام ماذا ؟
انظروا الى ما قاله السيد طارق الهاشمي في نفس تلك المقابلة من الاتهام و التخوين بل وحتى التحريض على العراق الذي من المفترض ان يكون وطنه حيث يقول (( وسبق ان قلت ان الحكومة العراقية ليس بمقدورها أن ترفض أي طلب يأتي من جانب الجمهورية السلامية الايرانية والسبب أن وجود نوري المالكي في السلطة يعود الفضل فيه الى ايران، المسألة الثانية هو الارتباط العقائدي المذهبي فالمرجعية الايرانية تعتبر هي المرجعية لبعض القادة السياسيين والمسؤولين عن الطران المدني العراقي وعلى وجه الخصوص وزير النقل والذي قال بمنتهى الصراحة ان مرجعيته هو مرشد الثورة الاسلامية السيد على خامئني وبالتالي انا لا اعلم كيف يمكن لوزير النقل العراقي ان يرفض طلبا جاءه من مرشد الثورة بالسماح للطائرات الايرانية بعبور الاجواء العراقية، وبالتالي العراق سيبقى ممرا لتعبير الاسلحة والمليشيات لدعم نظام سوريا. وبالمناسبة التركيز منصب على الطيران فماذا عن البر؟
هناك محور من منطقة واسط الى كربلاء الى الرمادي وصولا لنقطة الوليد على الحدود السورية العراقية تسير به سيل من الشاحنات التي تعبر دون أي تفتيش. والحكومة العراقية ستعمل على انزال الطائرات المحملة بالادوية والاغذية فقط. )
ترى من هي مرجعية السيد طارق المذهبية ؟ هل السعودية اذا كان مسلما ؟ ام تركيا اذا كان علمانيا ؟
ايها السنة تعالوا الى الحقيقة وهي ان العراق لن يحكم الا بالشيعة و السنة و الكرد و الاقليات وان اي استقواء بالخارج لن ينفع اي منا وانما ما ينفعنا هو ان يستقوي كل واحد منا بالاخر وان الرهان على سقوط سوريا و ضرب ايران وبالتالي عودة المعادلة السابقة لن يجدي نفعا لاحد لاننا لن نسمح لان نظلم ثانية ولن نظلم احد ولن نسمح لاحد بان يحكم العراق وحده دون مشاركة الاخرين وحتى نحن لن نستطيع ان نحكم وحدنا الا بمشاركة الكل ليس لاننا لا نقدر بل لان سفك الدماء لدينا محرمة وظلم الاخرين ذنب وبالتالي فكلنا شركاء وكلنا لهذا الوطن ولهذا الشعب .
لا يرددن احد بان انظروا ماذا يحدث الان فكل ما هو الان انما هو نتيجة لما اتخذتموه انتم من قرارات ومعالجات منذ البداية فاعترفوا بالواقع الذي يقول لن تحكموا العراق وحدكم بعد الان بل ستشاركون بقية اخوانكم من الطوائف و القوميات فتعالوا نعمل من اجل مصلحة الوطن دون تخوين او استقواء ولن ترون من اخوانكم الشيعة الا خيرا .