[د.ابراهيم الجعفري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين

أما عن وجهة نظري بسيد قطب (ره)، فإنها تقوم على وعي بأن الرجل قدّم بفكره الذي انعكس على تفسيره (في ظلال القرآن)، ومن خلال موقفه الذي اتسم بالتضحية بنفسه؛ من أجل الإسلام، ودعوتي لاحترامه، والترحّم عليه، مع ما لديّ عليه وعلى غيره من ملاحظات؛ لأن الرجل لا يدّعي العصمة، فلا ينبغي أن نعمد إلى قاعدة (مطلق قبوله أو مطلق رفضه). الأمر ليس كذلك. إنه قدّم الشيء الكثير، ويكفيه ما قاله بحقه الإمام السيد محسن الحكيم (رض) مخاطباً عبد الناصر: إن حكمكم بالإعدام على السيد قطب وجماعته اعتداءٌ على المسلمين عامة، وعلى العلماء خاصة.

هناك الكثير في سيد قطب، وغيره من الشهداء مما يمكن الاستفادة منه، والانتفاع به، غير أن ذلك لا يعني أن نقف عند ما بلغه من الوعي، فالوعي متجدّد، ولو أن سيد قطب الآن على قيد الحياة لكتب جديداً؛ بناءً على ما يفضي إليه وعيه؛ لذلك خاطبت السيد محمد مرسي بأنهم بحاجة إلى سيد قطب معاصر.

أما ما يمكن أن يتعرض له الربيع العربيّ من احتمال الاختراق، فأنا أشاركك هذا القلق على أن وعي الجماهير لم يصل بعد إلى ذروته، غير أن رعاية الله - تبارك وتعالى - لها كفيل بحفظ سلامة مسيرتها.

إن شعاراتها وشهداءها وقاعدتها الممتدة العريضة، ووعيها كفيل بتوفيقها لحمل الأمانة، وعلينا أن ننفتح عليها لنثري تجربتها على ضوء تجربتنا خصوصاً أنها في بداية التجربة مثلما تعرّضت تجربتنا إلى بعض الأخطاء.. هذه بداية التجربة، وستشهد تبدلات كثيرة، تتقدم فيها أرقام، وتتأخر أخرى: ((وإن غداً لناظره لقريب)).