الكتاب: الطبقات الكبرى لابن سعد
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة: الأولى، 1410 هـ - 1990 م
ج 6 ص 144
قال: أخبرنا أبو معاوية(ثقة) قال: حدثنا الأعمش(ثقة حافظ) عن شقيق(ثقة مخضرم) قال: قلت لمسروق: ما حملك على هذا العمل؟ قال: لم يدعني ثلاثة: زياد وشريح والشيطان. حتى أوقعوني فيه.
قال: أخبرنا يحيى بن حماد(ثقة) قال: حدثنا أبو عوانة(ثقة ثبت) عن سليمان(ثقة حافظ) عن شقيق(ثقة مخضرم) قال:
كنت مع مسروق بالسلسلة سنتين يصلي ركعتين يريد بذلك السنة. قال فسمعته يقول:
ما عملت عملا قط أخوف علي من أن يدخلني النار من عملي هذا. وما بي أن أكون أصبت درهما ولا دينارا ولا ظلمت مسلما ولا معاهدا ولكن لا أدري ما هذا الحبل الذي لم يسنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر ولا عمر. قال قلت: فما ردك عليه وقد كنت تركته؟ قال: اكتنفني زياد وشريح والشيطان فلم يزالوا يزينونه لي حتى أوقعوني فيه.
مبروك ياأهل سنة الجماعة قاضيكم شريح والشيطان سواء ، والغريب ان السلسلة كانت ملاذا لتجارة اصنام معاوية ومسروق يعلم بها ولكنه استخدم التقية وسكت وصار يلوم شريحا والشيطان وزياد .
أولا : لما كان هذا العمل غير محبب لمسروق بل كأنه مجبر عليه لدرجة ان شقيق يقول له : [ ما حملك على هذا العمل؟ ] ؟
ثانيا : مانوع هذا العمل لدرجة أن مسروق يقول : [ ما عملت عملا قط أخوف علي من أن يدخلني النار من عملي هذا ] ؟
ثالثا : مسروق يتسائل من فعل مبتدع ماسبقه احد من الخلفاء المزعومين فضلا عن النبي الاكرم : [ ولكن لا أدري ما هذا الحبل الذي لم يسنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر ولا عمر ] ؟
رابعا : اي عمل تكون هكذا أوصافه [ اكتنفني زياد وشريح والشيطان فلم يزالوا يزينونه لي حتى أوقعوني فيه ] ؟
خامسا : هذه الحادثة في زمن حكومة معاوية بن ابي سفيان وتحت اشراف زياد بن أبيه والتي من فضائحها متاجرة معاويةبالاصنام .