قبل أن تبحر ..... حــــــــــــــدّد نقـــــــــاط الوصـــــــــــــول
(( يا عم ...
واللهِ , لو وضعوا الشمس في يميني , والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله , أو أموت دونه .. ))
بهذه الكلمات ردّ رسول الله (ص) دعوة قريش إلى عقدِ صفقةٍ معه , يترك بموجبها رسول الله (ص) دعوته في مقابل أن يكف أولئك عن محاربته , ويقدّموا له كل ما يريد منهم .
فذات يوم جاء وفد يضم رؤساء قريش إلى أبي طالبٍ , الذي كان يكفل النبي (ص) ويحميه فقالوا له :
- (( يا أبا طالب , ( إنّ ابن أخيك قد سفّه أحلامنا , وسبّ آلهتنا , وأفسد شبابنا , وفرّق جماعتنا , فإن كان الذي يحمله على ذلك الفقر جمعنا له مالاً حتى يكون أغنى رجلٍ في قريش , وإن كان الملك ملكّناه علينا , وإن كان يريد زوجة زوجناه أجمل بناتنا ) .
وعندما حمل أبو طالب هذه الرسالة إلى النبي (ص) رفض تلك المغريات التي عرضت عليه , بالرغم من أنها كانت - ولا تزال - هي ذاتها التي يسيل لها لعاب كل الرجال من العالم : الملك , والنساء , والأموال ...
بل وأضاف النبي (ص) بأنهم لو زادوا في الصفقة , وجعلوها شمساً في اليمين , وقمراً في اليسار , فلا تراجع عن القرار .. )) .
إنه حدّد الهدف النهائي : أن يظهر الله - تعالى - دينه لعباده .. وكان مستعدّاً لدفع أي ثمن يتطلبه ذلك وإن كان حياته , ومات دونه ..
لقد كان الهدف محدّداً . .
وكان الثمن المطلوب كبيراً . .
وكان النبي (ص) وهو صاحب العزيمة الكبرى - مستعدّاً لذلك .
فكانت العاقبة أن دعوته إنتصرت , ورسالته انتشرت وعلى مرّ الزمن هنالك ملايين ممن يتعبدون الله تعالى على منهجه , ويتبعون سنته , ويتمنون الأقتداء به في قوّة عزيمته , ومضاء شكيمته , والدّفاع عن طريقته . .