مفاتيح الغيب للرازي قوله تعالى (اني سقيم)
الوجه السابع: قال بعضهم ذلك القول عن إبراهيم عليه السلام كذبة ورووا فيه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات"
قلت لبعضهم هذا الحديث لا ينبغي أن يقبل لأن نسبة الكذب إلى إبراهيم لا تجوز
فقال ذلك الرجل فكيف يحكم بكذب الرواة العدول؟ فقلت لما وقع التعارض بين نسبة الكذب إلى الراوي وبين نسبته إلى الخليل عليه السلام كان من المعلوم بالضرورة أن نسبته إلى الراوي أولى. (انتهى كلام الرازي)
أين رووا ذلك يارازي ؟
لابأس نحن نذكر ذلك.
البخاري
باب: قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا}
3179
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا)
4796
لم يكذب أبراهيم إلا ثلاث كذبات
4435
فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم، أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات
أولا
اخرج البخاري هذا في باب (اتخذ الله ابراهيم خليلا)
ونحن نقول: هل من المنطق والعقل ان يتخذ الله ويصطفى لنفسه خليلا يصدر عنه الكذب؟
سبحانك ربي ماأحكمك ؟
ثانيا
نلفت القاريء الكريم ان
قول الرازي : (قلت لبعضهم هذا الحديث لا ينبغي أن يقبل).
كان موجها للعلماء وليس (للبقالين) فمن يجالس ويناقش الرازي من الطبيعي ان يكون عالما مثله. فعندها نعرف عقيدة علمائهم بتجويز كذب الانبياء وبنفيه عن رواة الحديث.
ثالثا
نورد مصداقا لمأثور القول ( عذر اقبح من ذنب)
يقول شارح فتح الباري في محاولة يائسة لذر الرماد في العيون وتجميلا منه لمفهوم الكذب حتى يجعله مستساغا لدى القاريء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله" وما حل بمعنى جادل
وهنا يقع شارح فتح الباري بمحذور آخر حاول الهروب من مثله.
وهو انه حسب قوله يكون معنى قوله تعالى
{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل : 125]
ان يكون الكذب من اصناف الجدال بالأحسن الذي امر الله به انبيائه ورسله .
ومن هذا نعرف منشا كثرة الكذب في مجادلاتهم.
ولمعترض ان يعترض ويقول:أين قوله تعالى
{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام : 149]
فلماذ لم يلهم الله تعالى خليله الحجة البالغة حتى تركه يلجأ للكذب؟
وهكذا فانك ترى القوم يتقلبون بين الأعتقادات الباطلة لايكادون يخرجون من ورطة الا وقعوا في اشر وأدهى منها.
فلنعد الى الترجيح بين تكذيب ابراهيم وتكذيب رواة الحديث
فهذا الرازي (وهو لم يكن للحظة شيعيا) يرى ان في هذا التعارض كان الاولى نسبة الكذب للرواة وليس لخليل الله.
فلماذا من اجل حفاظهم على عدالة سلفهم الرواة يضحون بعصمة أنبياء الله ورسله؟
تراني لااجد جوابا الا
انه صدأ العقول