عن أبي عبد الله الصادق
عن أبيه
عن جده ( عليهم السلام ) قال :
بلغ ام سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن مولى لها ينتقص
عليا ( عليه السلام ) ويتناوله فأرسلت إليه فلما أن صار إليها قالت له :
يا بني انه بلغني انك تنتقص عليا وتتناوله
فقال : نعم يا اماه
قال : فغضبت وقالت :
اقعد ثكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم اختر لنفسك .
انا كنا عند رسول الله تسع نسوة ، وكانت ليلتي ويومي من رسول الله ،
فأتيت الباب
فقلت : ادخل يارسول الله ؟
فقال : لا
قالت : فكبوت كبوة شديدة مخافة أن يكون ردني من سخطه أو نزل في شيء
من السماء ، ثم لم البث أن أتيت الباب ثانية ! فقلت :
ادخل يارسول الله ؟
قال : لا ، فكبوت كبوة أشد من الاولى ، ثم لم ألبث حتى أتيت الباب في ثالثة
، فقلت : أدخل يارسول الله
فقال : ادخلي يا ام سلمة .
فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول :
فداك أبي وامي يارسول الله إذا كان كذا وكذا فماذا تأمرني ؟
قال : آمرك بالصبر
ثم أعاد عليه القول ثانية فأمره بالصبر
ثم أعاد عليه القول الثالثة ، فقال له :
يا علي يا أخي إذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك واضرب به
قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم .
ثم التفت إلي رسول الله وقال لي : ما هذه الكآبة يا ام سلمة ؟
قلت : الذي كان من ردك لي يارسول الله .
فقال : والله ما رددتك من موجدة وانك لعلى خير من الله ورسوله ولكن
أتيتني وجبرئيل عن يميني وعلي عن يساري وجبرئيل يحدثني بالأحداث التي
تكون من بعدي وأمرني أن اوصي بذلك عليا
يا ام سلمة اسمعي واشهدي
هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الآخرة
يا ام سلمة ! اسمعي واشهدي
هذا علي بن أبي طالب ، وزيري في الدنيا ووزيري في الآخرة
يا ام سلمة اسمعي وأشهدي
هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لوائي غدا في الآخرة
يا ام سلمة اسمعي واشهدي
هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي
وقاضي عداتي والذائد عن حوضي
يا ام سلمة اسمعي واشهدي
هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين
وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين .
قلت : يارسول الله من الناكثين ؟
قال : الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة
قلت : من القاسطين ؟
قال : معاوية وأصحابه من أهل الشام
قلت : ومن المارقين ؟
قال : أصحاب النهروان
فقال مولى ام سلمة : فرجت عني فرج الله عنك والله لاسببت عليا أبدا.