الكتاب: الثقة التامة بالنفس
المـؤلـف: د.روبرت أنتوني
الناشـــر: مكتبة جرير، الرياض 2007م :
--------------------------------------------------------------------------------
قال الفيلسوف وعالم النفس البارز ويليام جيمس «لقد كان أعظم اكتشافات عصرنا هو أننا نستطيع تغيير المظاهر الخارجية لحياتنا عن طريق تغيير الأوجه الداخلية لتفكيرنا».
عرض: هدى علي القهيدان - الرياض
هذه العبارة الموجزة تحمل في طياتها الحقيقة الديناميكية التي تقول إننا لسنا ضحايا وإنما مشاركين في صنع حياتنا والعالم من حولنا. أو كما عبر حكيم آخر عن ذلك «إننا لسنا ما نظن أننا هو وإنما نحن ما نفكر فيه!».
وتكمن المشكلة في أنه تم تكييفك منذ الطفولة بواسطة أفكار وقيم ومعتقدات ومفاهيم خاطئة منعتك من أن تدرك كم أنت قادر ومتميز ومتفرد بحق. وما لم تدرك قيمتك وجدارتك الحقيقية كشخص فإنك لن تستطيع الاقتراب من تحقيق الثقة التامة بالنفس. لذلك ينبغي أولاً أن تبدأ بفهم وحب نفسك وتتعلم طرقًا جديدة لتحطيم قيود العجز التي كانت تعوقك وتثقلك.
النوم المغناطيسي
منذ بدء الخليقة كان الأكثر من الرجال والنساء في حالة من النوم المغناطيسي لم يكونوا واعين لها. إن الشخص العادي لا يقترب أبدًا من الوصول إلى قدراته غير المحدودة لأنه يعيش في ظل ما أخبره به والداه وما علمه إياه معلموه، وما قرأه، وما سمعه من الناس دون أن يثبته لنفسه بالفعل!
إن مهمتك الأولى هي أن تستيقظ من حالة النوم المغناطيسي التي تمنعك من أن تكون الشخص الذي ترغب في أن تكونه، وتحطم الحقائق الخاطئة التي كانت تعوقك عن تجسيد الحياة الوافرة الصحيحة المفيدة غير المحدودة التي ترغبها عن طريق توسيع وعيك لتكون الشخص الواثق بنفسه وذلك عن طريق:
- التوقف عن الدفاع بشكل تلقائي وتعسفي عن وجهات نظرك الشخصية فيما هو «صحيح» وما هو «خطأ». فالدفاع عنها يمنعك من تلقي أفكار ووجهات نظر جديدة.
- إعادة تقييم أفكارك ومفاهيمك.
- إعادة تنظيم وفهم احتياجاتك وحوافزك الحقيقية.
- الثقة بحدسك.
- ملاحظة أخطائك ومحاولة تصحيحها.
- حب نفسك وحب الآخرين.
- الإنصات بدون إصدار أحكام مسبقة.
- إدراك أن وعيك الجديد سيزودك بوسيلة وحافز التغيير نحو الأفضل.
العبودية أم الحرية
من غير الممكن اكتساب شخصية واثقة إلى أن يتم بناء أساس راسخ من الاعتماد على الذات. ويعتبر العائق الرئيسي هو الاعتقاد الخاطئ بأن الآخرين أكثر براعة وحكمة وذكاء من أنفسنا مما يؤدي إلى ما يشبه العبودية مع الآخرين. وعندما تقرر أنك سوف تفعل كل ما تستطيع القيام به لكي تحرر نفسك على المستوى الذهني والعاطفي والجسدي والروحي ستكون قادرًا على أن تكون الشخص الحر الواثق بنفسه.
قبول الذات
إحدى حقائق الحياة الثابتة هي أنك لا تستطيع أبدًا أن تكون أفضل من القدر الذي تحمله من التقدير لذاتك ويعني هذا شعورك تجاه نفسك في ظل علاقتك بالآخرين وقبولك الإيجابي لها ولقدراتها وإنجازاتها. إنه قبول شخصي للذات وليس تضخيمًا للأنا، فأنت لا تحب نفسك بالمعنى الذي ينم عن الغرور. إنك تدرك ببساطة أنك شخص متفرد ومتميز وذو قيمة بحق. شخص ليس بحاجة إلى إثارة إعجاب الآخرين بإنجازاته. وفي الواقع، فإن الشخص الذي يتباهى ويتفاخر باستمرار مصاب بأحد الأعراض الكلاسيكية لضعف تقدير الذات!
مشكلة الوعي
يمكن تعريف الوعي على أنه مجموعة تجارب وخبرات حياتك، وتكيفك الشامل، ومعرفتك، وعقلك، وحدسك، وغرائزك، وكل ما يمكنك إدراكه من خلال حواسك الخمس. ومستوى وعيك الحالي يشير إلى طباعك، وحالاتك المزاجية، ومواقفك الذهنية، وردود أفعالك العاطفية الأكثر أهمية. إنه يشير إلى شعورك بقيمتك الشخصية. وبعبارة أخرى ما تشعر به تجاه نفسك. ويعتبر تقدير الذات المتدني ببساطة مشكلة وعي. فبمجرد أن تعي حقيقة ذاتك ستكون قادرًا على أن تدرك لماذا أنت على ما أنت عليه، والأكثر أهمية أنك ستتعلم أن تحب وتتقبل ذاتك.
لست مذنبًا
لقد تكيف معظمنا مع الشعور بالذنب، فقد حولتنا العائلة والأصدقاء والمجتمع والمدرسة إلى ما يسمى «سلوكنا السيئ» وتم جعلنا نشعر بالذنب تجاه أشياء فعلناها أو لم نفعلها قلناها أو لم نقلها! الذنب هو الأداة الرئيسية للشخص المناور المخادع. كل ما على هذا الشخص فعله هو جعلنا نشعر بالذنب وهكذا نشعر بالاضطرار إلى العودة إلى خطوته ورضاه في أسرع وقت ممكن. ومعظم الناس يمكن خداعهم وجعلهم يفعلون أي شيء تقريبًا إذا أمكن جعلهم يشعرون بالذنب بقدر كاف. فلماذا تسمح بحدوث هذا؟!
القوة الإيجابية
الحب هو الوسيلة التي يمكنك من خلالها مساعدة الآخرين بها على النجاح. إنه يعبر عن القدرة على جعل الآخرين يشعرون بأهميتهم وحيويتهم وقدرتهم على التحسن. وعن طريق منح الآخرين التقدير والثقة والإشارة إلى سماتهم الإيجابية، يمكنك حفزهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدراتهم وإمكاناتهم غير المحدودة. ولكن مساعدة الآخرين ليست طريقًا ذا اتجاه واحد، فعن طريق تقديم التشجيع والإشارة إلى نقاط قوة الآخرين فإنك تساعد نفسك أيضًا، وهذا يشبع احتياجك الشخصي إلى الحب ويولد لديك استجابة أكثر إيجابية ويزيد ثقتك الكاملة بنفسك.
مشروعك الخاص
إن كل شيء يحدث لك (عاطفيًا وذهنيًا وجسديًا وروحيًا) هو كشف لما يحدث في عقلك، تلك القوة الهائلة التي تستطيع إعادة توليد كافة المشاعر والأفكار والأحاسيس والمشاهد والأصوات والمنبهات.. ولمعرفة كيفية عمل عقلك وكيف يمكنك استغلال عملية التفكير السليم لجذب الأشياء الجيدة التي تريدها في حياتك يجب أن تتعرف على الجوانب الثلاثة لقوة العقل:
- قدرته غير المحدودة لتلقي الأفكار الإبداعية التي تحتاج إليها لحل مشكلات وصنع الحياة التي ترغب فيها.
- بناء ثقتك التامة بنفسك عن طريق إطلاق إمكاناتك غير المحدودة.
- تحفيز الرغبة لديك في النجاح والإنجاز.
المفتاح الذهبي
أساس إطلاق قوى عقلك اللاواعي هو أن تشعر بأنه يفلح ويحقق المراد لذلك يجب عليك أن تتصور النتيجة النهائية. اشعر بأنك تستطيع الحصول ما تريد، اشعر بأنك تملكه بالفعل. قد يحاول عقلك الواعي المقيد التآمر ضدك من خلال الذكاء، ربما يخبرك بأن رغبتك لا يمكن تحقيقها، بأنها درب من المستحيل.. لا تقبل هذا على أنه حقيقة، وتذكر أن المعلومات التي تأتي من عقلك الواعي مقيدة بحواسك الخمس. وبدلاً من ذلك ثق بنظام التوجيه الداخلي لعقلك اللاواعي.
اختيار وجهتك
كل ما يتطلبه الأمر هو أن تعرف ما تريد امتلاكه، وما تريد إنجازه، وما تريد أن تكونه. وحدد أهدافك وضع لنفسك خطة وابدأ العمل.
أحد الأسرار الأساسية لتحقيق الأهداف الكبيرة هو تجزئتها إلى عدد معين من الأهداف الصغيرة التي لا تخرج عن مجالات الحياة الستة: المهني، المالي، الجسدي، الذهني، العائلي، الروحي.
راحة اليوم أفضل راحة يمكنك أن تمنحها لنفسك هي الراحة التي تخصصها للتأمل بما يحتوي عليه من مزيج فريد من الهدوء والقوة. والغرض من هذا التأمل بناء اتصالنا بمصدر القوى بداخلنا. إنه ينقي العقل ويجعلنا منفتحين ومستقبلين للأفكار الإبداعية والحدس والإلهام.. إنه يكشف لنا أين توجد أخطاؤنا ويعيد توجيهنا إلى الطريق الصحيح مرة أخرى.وقّت حياتك الوقت يمر بسرعة دون شك، فكل لحظة تمر عليك هي وقت من حياتك، إلا أنه ينبغي لك أن تتعلم السيطرة على الوقت بدلاً من الخضوع له، وتخصيص قدر كاف منه للأشياء المهمة في الحياة.التغلب على الخوفالخوف شعور هدام مدمر يمكن أن يسدد ضربة مميتة لأي محاولة من جانبك لبناء الثقة بالنفس، فإذا سمحت لمخاوفك بإدارة حياتك والتحكم فيها، فسيكون من المستحيل أن تصنع الحياة التي ترغب فيها لاحقًا.كما أننا نشعر بالقلق تجاه العديد من الأشياء، ولكنها كلها تتلخص في هذه العبارة: إننا لا نعيش الحاضر بل نركز على المستقبل أو نعيش في الماضي.والتغلب على الخوف يمكن تحقيقه عن طريق العيش والتفاعل مع الحياة يومًا بيوم ولحظة بلحظة.التواصل الإيجابي التواصل هو نظام توصيل لمواقفك الذهنية. الطريقة التي تعبر بها عن نفسك هي مظهر خارجي لما تعتقده وتفكر فيه داخليًا. كتب «لونجفيلو» يقول: «محادثة واحدة مباشرة مع رجل حكيم أفضل من دراسة في الكتب لمدة عشر سنوات». وإليك بعض الطرق التي يمكنك بها أن تكون أكثر فعالية ونجاحًا في تعاملك مع الآخرين:- أنصت.. أنصت.. أنصت.- اهتم بنفسك أكثر من اهتمامك بأي شخص آخر.- قم بإجراء المحادثات الإيجابية فقط.- استخدم لغة بسيطة واضحة.- دع الآخر يعرف أنه يؤثر فيك.- امنح التقدير الصادق.- انتظر حتى يحين دورك في الحديث.- الأفعال أعلى صوتًا من الكلمات.- التزم بمواعيدك.- تذكر أسماء الأشخاص.الموقف الذهني الموقف الذهني الإيجابي يتيح لك زيادة نقاط قوتك والبناء عليها، والتغلب على نقاط ضعفك والتخلص منها. ولكن عليك أن تفهم أن التفكير الإيجابي يكون عديم الجدوى ما لم يدعم العمل الإيجابي. سيتطلب منك الأمر التزامًا بالعمل، وسيكون أحد أعظم المغامرات إثارة في حياتك. فبمجرد أن تلزم نفسك ببناء الثقة التامة بالنفس، فإنك لن تكون نفس الشخص!