بـــــــــــــسم الله الرحـــــــــــمن الرحــــــــــــــيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك أعداءهم
إن للإمام المهدي عليه السلام غيبتان إحداهما سميت بالصغرى و قد امتدت على مدى سبعين عاما و الثانية سمية بالكبرى التي ما زالت مستمرة ، وكلتا الغيبتين كان فيهما الإمام غائبا عن أعين الناس ، مما خلق و ما زال علامة استفهام عن سبب هذا الغياب و قد تعددت النظريات و الأقوال حول سبب غيابه عليه السلام و قد ذكر الأئمة عليهم السلام الأسباب الموجبة لهذه الغيبة و نحن هنا سوف نقوم بطرح الفهم الصحيح لغيبة الإمام المهدي عليه السلام والتي لم يقل بها ولم يتوصل لها الفقهاء والباحثين في قضية الإمام المهدي عليه السلام وسنبين السبب الحقيقي لغيبة الإمام المهدي عليه السلام لكي يدرك المنتظرون روح الزمان الذي يعيشون فيه، و يتعرفون على كنه الوظيفة المنوطة بهم في عصر الغيبة
{السبب الأول - خوف الإمام (ع) على نفسه }
عللت بعض الروايات الواردة عن أل محمد (ع) سبب غيبة الإمام المهدي(ع) خوفه على نفسه من القتل وهذا ما يقوله الإمام الصادق (ع) فقد جاء عنه انه قَالَ ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لا بُدَّ لِلْغُلامِ مِنْ غَيْبَةٍ فَقِيلَ لَهُ وَ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَخَافُ الْقَتْل )معجم أحاديث الإمام المهدي ج ص 263
أقول يفهم من كلام النبي الأكرم (ص) إن الحجة المفروض طاعته من قبل الله عز وجل إذا خاف على نفسه من القتل جاز له الاستتار والغيبة وهذا حصل لكثير من الأنبياء والرسل قبله الذين استتروا عن أممهم ومنهم أبا القاسم (ص) حين اختبأ في الغار خوفاً من إن يقتله المشركين وكذلك النبي موسى عليه السلام حين غاب من القوم الظالمين كان خوفه على نفسه من قتل وحكى الله عز وجل قصته في القران الكريم فقال تعالى { فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين }
وعلى ضوء كلام النبي الأكرم (ص) تكون القاعدة العامة والشرط لظهور الحجة للناس علنا هو ضمان سلامة الحجة والأمان على نفسه من القتل إما إذا كان ظهوره يؤدي إلى قتله بدون أي فائدة وليس في ظهوره سلامةً له فلا داعي لظهوره للناس علناً والاستتار له أفضل من أن يقتل من غير إكمال مهمته الإصلاحية أما إذا توفر له سبب البقاء على قيد الحياة وكان هناك أمل كبير بإكمال المهمة الموكل بها دون القتل لجاز ظهوره بين ظهراني الناس علنا ولا يظن ضان إن الأنبياء والرسل يخافون على أنفسهم من القتل لأجل البقاء في الدنيا أو لأجل الخوف من الموت حاشاهم بل خوفهم على عدم إكمال المهمة التي ألقيت على عاتقهم وخوف الإمام الحجة عليه السلام على نفسه كخوف النبي موسى عليه السلام من قبله من القتل وهذا ما بينه الإمام الصادق عليه السلام فقد قال للمفضّل بن عمر { إذا قام القائم تلا هذه الآية: ( ففررتُ منكم لمّا خِفْتُكُم )
وعنه عليه السلام في رواية أخرى قال { كأني بالقائم ع على ذي طوى قائما على رجليه حافياً يرتقب بسنة موسى ع حتى يأتي المقام فيدعو فيه } بحار الأنوار ج52 ص196
والمهم في هذه الرواية التي ذكرها رسول الله (ص) والتي هي محل البحث امرأ سوف أسلط عليه الضوء أكثر وهو تعليل النبي الأكرم (ص) لسبب غيبة الإمام (ع) طيلة هذه القرون الطويلة ومدى ارتباط سبب الغيبة بنا نحن الذين ندعي إننا شيعتهم عليهم السلام
وقبل البت في هذا الأمر أقول إن من رحمت الله وعدله إن لا يترك الأرض من غير حجة ولو للحظة واحدة وهذا ما بينه محمد وال الطيبين في أكثر من رواية
فقد جاء في كتاب الكافي (باب ان الارض لم تخلو من حجة ج1)
حيث جاء الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ قَالَ ( قُلْتُ لأبي عَبْدِ الله عَلَيْهِ السَّلام تَكُونُ الأرض لَيْسَ فِيهَا إِمَامٌ قَالَ لا قُلْتُ يَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لا إِلا وَأَحَدُهُمَا صَامِتٌ)
و عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ ( مَا زَالَتِ الأرض إِلا وَلله فِيهَا الْحُجَّةُ يُعَرِّفُ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ الله)
و عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ ( قُلْتُ لَهُ تَبْقَى الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لا )
و عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عَلَيْهما السَّلام ) قَالَ ( قَالَ إِنَّ الله لَمْ يَدَعِ الأرض بِغَيْرِ عَالِمٍ وَلَوْ لا ذَلِكَ لَمْ يُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ)
وعَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) ( قَالَ إِنَّ الله أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَتْرُكَ الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ عَادِلٍ )
و عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أبي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ ( قَالَ وَالله مَا تَرَكَ الله أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلا وَفِيهَا إِمَامٌ يهتدي بِهِ إِلَى الله وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَلا تَبْقَى الأرض بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لله عَلَى عِبَادِهِ ) الكافي ج 1
نستخلص من الروايات الشريفة أمر مهم وهو إن الأرض لا تخلوا من حجة لله على أرضه منذ رفع ادم والى قيام الساعة وإذا رفع الإمام ساخت الأرض بأهلها وبطبيعة الحال يجب أن يكون الحجة المنصب من قبل الله عز وجل ظاهراً وليس غائبا حتى تكتمل النعمة والفائدة للناس وهذا لا يكون إلا بظهور الحجة المنصب للناس علناً
إذا لماذا غيب الله عز وجل كثير من أنبيائه وحججه عن الخلق في كثير من الأوقات
و لماذا غاب الإمام المهدي (ع) عن الناس وهو الحجة لله على عبادة والله عز وجل يقول إني لم اترك الأرض بلا حجة منذ إن خلق ادم والى قيام الساعة ومن لطف الله ورحمته وكرمه أن يكون الحجة ظاهر للناس ومقتضى عصمة الإمام أن لا يغيب عن دوره في هداية الناس إلى الحق
الجواب - إن ظهور الحجة أو غيابه عن الخلق يعتمد على أمر مهم إلا وهو الاستحقاق فإذا كان الناس مستحقين النعمة فسيظهرها الله لهم أما إذا كانوا غير مستحقين لها فسيرفعها عنهم حتما ومن المعلوم إن اكبر نعمة انزلها الله على الخلق هي نعمة الإمام
فقد جاء في كتاب الكافي ( ص - 217) عن الاصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب، ثم. تلا هذه الآية: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة)
وعن الهيثم بن واقد، عن أبي يوسف البراز قال: تلا أبو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية: ( واذكروا آلاء الله ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا )
وعن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، عن قول الله عز و جل: ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) الآية، قال: عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصيه )
وبطبيعة الحال فان الناس إذا لم يشكروا النعم التي انعم الله عز وجل بها عليهم ولم يؤدوا حقها فسيرفعها عنهم حتماً وإذا أغضبوا الله عز وجل وأعرضوا عنه وعن أوليائه الذين انعم عليهم بهم فانه سوف يرفع هذه النعمة العظيمة التي لم يقدروها ولم يشكروها عنهم لا محال ولأجل ذلك قال الإمام الصادق عليه السلام (إذا غضب الله تبارك وتعالى على خلقه نحانا من جوارهم ) أصول الكافي ج1 ص343 وقال (ع) ( إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم)
والنتيجة ان عدم الاستحقاق هو السبب الذي جعل أكثر حجج الله يضطرون للاختفاء والغيبة عن أعين الناس
وهو قولهم (ع) ( ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام من حجة فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله) بحار الأنوار
إن نعمة الإمامة قد حرمة منها المخالفون لإل محمد وشيعتهم لأنهم أصلا لم تنزل عليهم هذه النعمة لأنهم لم يؤمنوا بالأئمة بعد رفع رسول الله (ص ) إلى جوار ربه فيكون المقصودين في رفع النعمة عنهم هم الشيعة خصوصا فهم الذين انعم الله عليهم بهذه النعمة العظيمة فقط
وليس هنالك أي سبب أخر لغيبة الإمام المهدي عليه السلام إلا عدم استحقاق الناس لهذه النعمة فقد جاء في كتاب ( غيبة النعماني 210- 211) ما يبين المضمون أكثر أن شخصا قال للإمام الصادق عليه السلام ( جعلت فداك، إني والله أحبك، وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم. فقال له: اذكرهم. فقال: كثير, فقال: تُحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك. فقال أبو عبد الله (ع): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون... فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال (ع): فيهم التمييز،
وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم ... الخ )
وهنا يوضح الإمام الصادق عليه السلام إن نعمة الإمامة رفعت عن الشيعة بسبب عدم طاعتهم لإمامهم وعدم اكتراثهم به عليه السلام ويصف الإمام الصادق عليه السلام بدقة سر غيبة الإمام المهدي (ع) ببيانه شرط ظهور الإمام المهدي عليه السلام وهو عدد الأنصار أل ( 313) فإذا اكتمل للإمام هذا العدد وهو ثلاثمائة وبضعة عشر وجـب عليه القيام وإذا لم يكتمل هذا العدد فان الغيبة ستطول إلى ما شاء الله ولا يفهم من كلام الإمام الصادق (ع) إلا إن أكثر الذين يدعون إنهم شيعة ومحبيه معرضين عنه عليه السلام وليس بمؤهلين لاستقبال النعمة العظمى وهو الإمام المهدي عليه السلام ويبين الإمام (ع) إن الكثيرة من الذين يدعون أنهم أوليائه وشيعته هم بالباطن كاذبون ومنافقون وغير مؤهلين لاستقبال الإمام (ع) بدليل قول الإمام الصادق للسائل عندما قال له ما أكثر شيعتك وهو يظن -أي السائل- إن كل من يطلق عليه اسم شيعي فهو مؤمن وهو شيعي لإل محمد عليهم السلام وان الشيعة كلهم مؤمنون وإنهم كثيرون وتصور إن القضية بالكثرة وليس بالنوعية فقال له الإمام الصادق (ع) ( هل تحصيهم ) فان الإمام يستنكر إن يكون له شيعته كثيرون والدليل قول الإمام (أما لو كملت العدة ) ومعنى كلام الإمام إنه لو وجد في الشيعة هذا العدد، أي إل(313) لتحقق الفرج لهم، وعندما فهم السائل كلام الإمام إن الأكثرية من الشيعة سوف يسقطون من خلال الامتحان والغربال قال للإمام ( فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون) اخبره الإمام (ع) أن الأعداد الكبيرة سيجري عليها التمييز والتمحيص والتبديل، وغيرها، ونتيجة هذه الأمور سينكشف زيف ادعاؤهم، وسيخرجون من دائرة التشيع ولبيان المضمون أكثر فالنقرء الروايتين الشريفتين
فقد ورد عن أبي عبد الله (ع)، إنه قال: (مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) (غيبة النعماني212).
والعرب المقصودين هنا ليس عامة المسلمون بدليل قول السائل - من يصف هذا الأمر- ولا يصف هذا الأمر إلا المؤمنون بأمر الأئمة عليهم السلام
وهذا الرواية تبين المقصود أكثر وضوحا فقد ورد عن أبي جعفر (ع): (لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها)
(غيبة النعماني214)
في الحديث الأول يبين الإمام إن أكثر القائلين بالإمام المهدي سوف يخرجون من دائرة الولاية على اثر الامتحان والحديث الثاني يصور الإمام الحالة بدقة ووضوح أكثر إذ يبين إن أكثر شيعة أل محمد سوف يسقطون في الامتحان والنتيجة سوف يخرج أكثر الذين يدعون التشيع من دائرة التشيع والعياذ بالله
وهنا أقول : إذا لم يشعر الناس بعظيم جرمهم ويستغفروا الله عز وجل على عدم شكرهم لنعمة إمامهم الغائب عنهم مدى هذه القرون الطويلة ويراجعوا أنفسهم ويرجعوا إلى طاعة الله وطاعة الإمام المهدي (ع) ويخلعوا كل بيعة لدنيا أو أولاد أو أموال أو جاه ويخلعوا بيعة كل شخص دون الإمام المهدي (ع) ويكفروا عن ذنبهم وعن سنين الغفلة التي أنستهم إمامهم ويكفروا عن ذنبهم في غيبة إمامهم و إعراضهم عنه وإقبالهم على الدنيا وعلى عبادة النفس وشهواتها وعبادة الشيطان والطاغوت وعبادة فقهاء السوء الذين نصبوا أنفسهم أئمة في مقابل الأئمة من أل محمد ويطيعونهم أكثر من طاعتهم لله وللإمام الحجة (ع)فان غيبة الإمام (ع) ستطول وبلائهم سيدوم وغضب الله عليهم سوف يشتد ويكون حالهم كحال بني إسرائيل حين وصفهم الإمام الصادق (ع) وشبه بينهم وبين الذين غيبوا إمامهم من الشيعة فقال ( أوصى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام انه سيولد طفل لسارة فقالت ( ألد وأن عجوز) فأوحى إليها إنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام عليّ . قال : فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق {عليه السلام} : هكذا انتم لو فعلتم لفرج الله عنا،فأما إذا لم تكونوا فأن الأمر ينتهي إلى منتهاه ) إلزام الناصب 1 ص415 ط1
إذا إخوتي المؤمنون إن السبب الحقيقي في غيبة الإمام ليس الخوف على نفسه بل إعراض الأمة عنه روحي له الفداء وقلة عدد أنصاره هو السبب الحقيقي وإذا وجد له أنصار لنتفى عنه سبب القتل لأنهم سيكونون هم الدرع الواقي له وهذا سيكون عندما يكتمل له العدد المطلوب فانه عليه السلام سيعلن قيامه ولن تستطيع أكبر قوى في العالم أن تصل أليه بل هو سيحكم العالم بقوة أنصاره كما قال الإمام الصادق عليه السلام فقد جاء عن صالح بن سعد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله ( لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد ) قال الإمام الصادق - القوة – القائم- والركن الشديد ثلاث مائة وثلاثة عشر أصحابة ) بحار الأنوار ج 12 ص 170
يتبع باقي الأجزاء أنشاء الله
والحمد الله رب العالمين