أنه لا وجه لإنكار ابتلائها (عليها السلام) بهذه المصائب العظيمة لمجرّد الاستبعاد.. بعد ثبوتها بالدليل القطعي.
ولا أظنّك أن تقنع نفسك بأن تقول: جلالة قدر فاطمة (عليها السلام) ومكانتها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)تمنعان الناس من هتك حرمتها..!
إذ ترى أنّهم هتكوا حرمة أبيها بالاعتراض عليه في موارد شتّى، وحينما قالوا: إنّه ليهجر..!
وحين لم يبالوا بأمره في إنفاذ جيش أُسامة.. بل لعنه من تخلّف عنه..
فرجعوا وحضروا في محرابه للصلاة ليكون ذريعة يتشبثوا بها لغصب الخلافة،
وكانوا هم السبب في إيذائه وخروجه في تلك الحالة الصعبة ليصلّي بالناس حتّى لا يشتبه الأمر عليهم..
ثم هل تتوقّع أن يصدر عنهم أسوأ وأعظم مما صنعوا مع جنازته (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ قالوا لأهل البيت (عليهم السلام): دونكم صاحبكم
! ثم ذهبوا وتنازعوا في أمر الخلافة فلم يحضروا تغسيله ولا تجهيزه والصلاة عليه، بل ولا دفنه. أليس هذا كله هتكاً لحرمته؟ واستخفافاً بأمره..؟! و..
ألا ترى أنها مع ما سألتهم النصرة مراراً في أمر الخلافة، وكذا في أمر فدك.. ـ وخطبتها في المسجد مشهورة ـ.. قعدوا عن نصرتها بأجمعهم، كأنهم لم يسمعوا شيئاً!!
بل واجهها علیها السلام أبو بكر بعد الخطبة بكلام
.. فراجع ما رواه ابن أبي الحديد عن الجوهري
، نعم، " الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه مادرّت معايشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قلّ الديّانون "
كما قاله مولانا سيّد الشهداء (عليه السلام).