قبل أن أبدأ بكتابة الموضوع أريد من الذين يرغبون بالنقاش والجدال أن يأتوا بأدلتهم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،لأن المواضيع التي أختارها هي من أمهات كتب السنة ومصادرها.. ولا أعجب من الذي يناقش لمجرد النقاش لأنه فارغ تماما من العلم والمعرفة ..فهو يختار ويفكر بالذي يعجبه من المأكل والملبس ولكنه لا يفكر في دينه..لانه يقول (لقد وجدنا آبائنا كذلك يفعلون)..ونعلم جيدا طريق الحق والباطل ولانريد غير الحق..لأن الاهواء غلبت الحق والله أعلم..
اليوم نتحدث عن
(( أفضلية الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الأمة ))
روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس أنه قال :
كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وجماعة من الصحابة عند النبي (صلى الله عليه وآله) اذ ضرب على منكب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال :
((أنت أول المسلمين اسلاما وأنت أول المؤمنين ايمانا وانت مني بمنزلة هرون من موسى ، كذب ياعلي من زعم أنه يحبني ويبغضك ))
ورواه ايضا ابن الصباغ المالكي عن ابن عباس أيضا في الفصول المهمة 125 .
ورواه النسائي في الخصائص والخوارزمي في المناقب مختصرا وابن عساكر في تاريخه والمتقي الهندي في كنز العمال 6 / 395 وهذا نصه :
من مسند عمر عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب : كفوا عن ذكر علي بن ابي طالب فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب الي مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وابو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) والنبي متكئ على علي بن ابي طالب ،حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال :
(( أنت يا علي أول المؤمنين ايمانا وأولهم اسلاما،انت مني بمنزلة هارون من موسى،وكذب علي من زعم أنه يحبني و يبغضك ))
وفي رواية ابن الصباغ المالكي أضاف
(( من أحبك فقد أحبني ومن أحبني أحب الله ومن أحبه الله أدخله الجنة ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله تعالى وأدخله النار ))
وروى الطبري في تاريخه عن محمد بن سعد بن ابي وقاص قال : سألت أبي : هل ان ابا بكر أول من آمن بالنبي(صلى الله عليه وآله)؟ فقال : لا ولقد اسلم قبله أكثر من خمسين رجلا ....
وذكر الطبري ايضا فقال : ولقد أسلم قبل عمر بن الخطاب خمسة واربعون رجلا واحدى وعشرون امرأة ، ولكن أسبق الناس اسلاما وايمانا فهو علي بن أبي طالب ..
أما المتبجح والذي يدعي بأن ايمان الشيخين أفضل من ايمان علي (عليه السلام ) فاليه مايلي :
روى المغازلي في المناقب والامام أحمد في المسند والخطيب الخوارزمي في المناقب والحافظ سليمان الحنفي في ينابيع المودة وغيرهم رووا عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال:
(( لو وزن ايمان علي وايمان أمتي لرجح ايمان علي على ايمان امتي الى يوم القيامة ))
وروى الثعلبي في تفسيره والخوارزمي في المناقب والهمداني في المودة السابعة من كتابه(مودة القربى) عن عمر بن الخطاب قال :
( أشهد اني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
(( لو ان السموات السبع والارضين السبع وضعن في كفة ميزان لرجح ايمان علي ))
وقبل ان نختم مقالتنا نقرأ ما أورده الشافعي في كتابه (مودة القربى) عن أحمد بن محمد الكرزي البغدادي انه قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت ابي عن التفضيل ، فقال :أبو بكر وعمر وعثمان . ثم سكت . فقلت يا أبه وأين علي بن أبي طالب ؟؟ قال : هو من أهل البيت ، لا يقاس به هؤلاء!!
واذا نريد أن نفسر كلام الامام أحمد فنقول : يعني : ان عليا (عليه السلام) لايذكر في عداد الصحابة بل هو في مقام النبوة والامامة ...
ونجد خبرا أخر بهذا المعنى رواه عن أبي وائل عن ابن عمر قال : كنا اذا عددنا أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) قلنا: أبو بكر وعمر وعثمان . فقال رجل : يا أبا عبد الرحمن! فعلي ما هو؟؟ قال :
(علي من أهل البيت لايقاس به أحد هو مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في درجته ان الله تعالى يقول
(( والذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ..))
سورة الطور الاية 21
ففاطمة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله ) في الجنة وعلي معهما..
واختم قولي هذا بقول الامام علي (عليه السلام) من آخر (الخطبة الشقشقية ) :
(( لايقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الامة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين وعما اليقين، اليهم يفيء القالي ، وبهم يلحق التالي ،ولهم خصائص الولاية، وفيهم الوصية والوراثة ..))