قال تعالى {وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً }مريم50 ما معنى هذه الآية المباركة ؟ ما معنى أن لسان الصدق عليا ؟ هل ذكر علي عليه الصلاة والسلام في القرآن ؟ لو قرأنا كتبنا ومصادرنا لعرفنا الإجابة لكن ابتعادنا عن مصادرنا وكتبنا جعلنا لا نعرف إجابة هذا السؤال , ففي تفسير القمي يعني أمير المؤمنين عليه السلام حدثني بذلك أبيى عن الحسن بن علي العسكري عليه السلام ثم ذكر موسى. وفي تفسير الصافي للفيض الكاشاني : والعليّ المرتفع فان كلّ اهل الاديان يتولّونه ويثنون عليه وعلى ذرّيته ويفتخرون به وهي اجابة لدعوته حيث قال { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } الشعراء 84 قال علي بن إبراهيم في قوله: { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام. وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي رحمه الله عن يونس بن عبدالرحمان ، قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : إن قوما طالبوني باسم أمير المؤمنين عليه السلام في كتاب الله عزوجل ، فقلت لهم من قوله تعالى : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " فقال : صدقت هو هكذا قال مؤلفه : ومعنى قوله : " لسان صدق " أي جعلنا لهم ولدا ذا لسان أي قول صدق ، وكل ذي قول صدق فهو صادق معصوم ، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام . وأيضا : عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : هو علي بن أبي طالب عليه السلام عرضت ولايته على إبراهيم عليه السلام فقال : اللهم اجعله من ذريتي ، ففعل الله ذلك . فهل بعدما يكون أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام لسان الله يشك بعض صغار العقول بمقامات محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم فيظن أنهم لا يعرفون ولا يعلمون جميع اللغات والألسن ومنطق الطير ؟ ففي بصائر الدرجات لابن الصفار هذا الكتاب المهم المتوفر على شبكة الإنترنت والذي خصص فيه ابن الصفار بابا بعنوان باب في الأئمة ع أنهم يتكلمون الألسن كلها وذكر فيه عدة روايات منها حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حماد بن عبد الله الفراء عن معتب أنه أخبره أن أبا الحسن الأول لم يكن يرى له ولد فأتاه يوما إسحاق و محمد أخواه و أبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي فجاء غلام سقلابي فكلمه بلسانه فذهب فجاء بعلي ع ابنه فقال لإخوته هذا علي ابني فضموه إليه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم كلم الغلام بلسانه فحمله فذهب فجاء بإبراهيم فقال هذا إبراهيم ابني ثم كلمه بكلام فحمله فذهب فلم يزل يدعوا بغلام بعد غلام و يكلمهم حتى جاء خمسة أولاد و الغلمان مختلفون في أجناسهم و ألسنتهم . وأيضا عن الفيض بن المختار في حديث له طويل في أمر أبي الحسن حتى قال له هو صاحبك الذي سألت عنه فقم فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه و يده و دعوت الله له قال أبو عبد الله ع أما إنه لم يؤذن له في ذلك فقلت له جعلت فداك فأخبر به أحدا فقال نعم أهلك و ولدك و رفقاءك و كان معي أهلي و ولدي وكان يونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخبرتهم حمد و الله على ذلك و قال يونس لا و الله حتى نسمع ذلك منه و كانت به عجلة فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد الله ع يقول و قد سبقني يا يونس الأمر كما قال لك فيض زرقة زرقة قال فقلت قد فعلت و الزرقة بالنبيطية أي خذه إليك , وفي باب آخر ذكره ابن الصفار أيضا في كتابه وهو بعنوان باب في الأئمة ع أنهم يعرفون الألسن كلها . جاء فيه بعض الروايات منها عن أخي مليح قال حدثني فرقد قال كنت عند أبي عبد الله ع و قد بعث غلاما أعجميا فرجع إليه فجعل يغير الرسالة فلا يخبرنا حتى ظننت أنه سيغضب فقال له تكلم بأي لسان شئت فإني أفهم عنك. عن ياسر الخادم قال كان لأبي الحسن غلمان في البيت سقلابية روم و كان أبو الحسن ع قريبا منهم فسمعهم بالليل يراطنون بالسقلابية و الرومية و يقولون إنا كنا نفتصد في كل سنة و ليس نفصد هاهنا فلما كان من الغد وجه ع إلي بعض الأطباء فقال له افصد لهذا عرق كذا و لهذا عرق كذا ثم قال يا ياسر لا تفتصد أنت فافتصدت فورمت يدي فاخضرت فقال لي يا ياسر ما لك فأخبرته فقال أ لم أنهك عن ذلك هلم يدك فمسح يده عليها فبرأ قال أو وضع و أوصاني أن لا أتعشى فكنت بعد ذلك ما شاء الله أتعشى ثم أغافل فأتعشى فيضرب علي و روى يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجاله عن أبي عبد الله ع يرفع الحديث إلى الحسن بن علي ع أنه قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق و الأخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد و على كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب و فيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه و أنا أعرف جميع اللغات و ما فيهما و ما بينهما و ما عليها حجة غيري و الحسين أخي . فبعد هذه الروايات لا يشك المؤمن أن أهل البيت عليهم السلام يعرفون كل لغات ولهجات العالم وجميع الألسن ومنطق الطير ولا غرابة اذا سليمان عليه السلام يكلم الهدد والنملة فلا غرابة أن يكون أصل الوجود ولسان الله تعالى يعلم جميع الألسن واللغات لأنهم حجج الله تعالى فيجب أن نفهم أن خلافنا مع أهل الخلاف على كونهم عليهم السلام حجج الله تعالى على خلقه لا مجرد خلاف سياسي على مناصب كما يظن البعض فالخلافة ما هي الا شأن من شؤونات الإمامة فالخلاف ليس بسيطا أو تافها أو في الفروع كما تصوره لنا مؤتمرات التنازل التي تسمى مؤتمرات التقريب وهي في الواقع للتخريب لا للتقريب فالتقريب القائم على أساس التنازل يعد تخريبا , فيجب علينا أن نهتم بتدريس أبنائنا وبناتنا مقامات أهل البيت عليهم السلام وأشير الى كتابنا المتوفر على شبكة الإنترنت بعنوان منهج لتدريس عقيدتنا في الأئمة عليهم السلام , كما أن أهل البيت عليهم السلام شجعونا على تعلم مقاماتهم فمن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله , وتقول في الزيارة الجامعة بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، موالي لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله وبكم يختم ، وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبكم ينفس الهم ، وبكم يكشف الضر ، وعندكم ما نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الأمين وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين ـ وليس لأحد الأئمة من ولده ـ فقل : " وإلى أخيك بعث الروح الأمين " آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طاطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمان , الخ الزيارة المباركة هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 29 فبراير 2012
مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com/
تويتر @bomariam111
البريد الإلكتروني ahmadmustafay*************
ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها