في إحدى محافظات العراق كانت هناك امرأة تعيش مع ولدها الشاب بعد ما توفي زوجها.
وفي يوم من الأيام جاء أجل هذا الشاب واسترد الله أمانته بشكل من الأشكال، عموماً اعتادت هذه المرأة الموالية على زيارة قبر ولدها كل ليلة بعد صلاة العشاء وذلك لكثرة محبتها له وهو الوحيد الذي كان لها في الدنيا واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن تفوق السنة.
في إحدى الليالي وبعد صلاة العشاء، وكعادة تلك المرأة متجهة نحو المقبرة لزيارة قبر المرحوم ولدها، وفي أثناء ذلك سمعت صوت أحد الخطباء ينعى الحسين (عَليْه السَّلامُ) في إحدى الحسينيات الموجودة على تلك الطريق فتوجهت ناحية الصوت إلى الحسينية مباشرة وجلست تستمع إلى ذلك النعي وهي تجهش بالبكاء ودموع اللهفة على مصاب أبي عبدالله الحسين (عَليْه السَّلامُ) تجري على خديها وبعد المجلس تقربت نحو امرأة كانت هناك وسألتها عن هوية ذلك الخطيب وأبدت إعجابها بنعيه على الحسين (عَليْه السَّلامُ) وأولاد الحسين (عَليْهم السَّلامُ) فأجابتها تلك المرأة بأن هذا الخطيب سيقرأ مباشرة بعد هذا المجلس في الحسينية الفلانية فتوجهت أمّ الشاب إلى الحسينية التي أخبرتها عنها المرأة لتستمع إلى نعي ذلك الخطيب على مصاب أبي عبدالله (عَليْه السَّلامُ) ناسيةً موعدها مع قبر ابنها وبعد فراغ ذلك المجلس على الحسين (عَليْه السَّلامُ) توجهت لآخر وبدأت تلتحق من مجلس لآخر ناسيةً ابنها وباكية على الحسين (عَليْه السَّلامُ) وعلى مصاب الحسين (عَليْه السَّلامُ) وفجأة تذكرت موعدها وعادتها فقامت مهرولة عسى أن تلحق على قبر ولدها وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم على قبره قبل أن يتأخر الوقت أكثر من ذلك وعند وصولها للمقبرة تفاجأة بوجود امرأة منحنية على قبر ولدها وتقرأ عليه القرآن وتدعوا له فذهبت لها وخاطبتها واستنكرت وجودها على قبر ولدها قائلةً لها: يا أمة الله إن كان لديك فقيد في هذا المكان فثقي وتيقني بأنه ليس هذا القبر فاقصدي غيره لأن هذا القبر هو قبر ولدي. فأطرقت تلك السيدة ووجهت نظرة مليئة بالحزن إلى أمّ الشاب وقالت: يا أمة الله، أعلمك بأني قاصدة لقبر ولدك وقرأت عليه القرآن ودعوت له عند ربي عزّ وجل فقد نسيتِ ولدكِ بينما كنتِ مشغولةً بتعزيتي بمصابِ ولدي الحسين (عَليْه السَّلامُ) فأتيت لأحلَّ مكانك بقراءة القرآن والدعاء عند ربي لولدك هذا فقري عينا عند أبي رسول الله (صَلى اللهُ عليْه وآلهِ وسلّم).
وعند وصولها للمقبرة تفاجأة بوجود امرأة منحنية على قبر ولدها وتقرأ عليه القرآن وتدعوا له فذهبت لها وخاطبتها واستنكرت وجودها على قبر ولدها قائلةً لها: يا أمة الله إن كان لديك فقيد في هذا المكان فثقي وتيقني بأنه ليس هذا القبر فاقصدي غيره لأن هذا القبر هو قبر ولدي. فأطرقت تلك السيدة ووجهت نظرة مليئة بالحزن إلى أمّ الشاب وقالت: يا أمة الله، أعلمك بأني قاصدة لقبر ولدك وقرأت عليه القرآن ودعوت له عند ربي عزّ وجل فقد نسيتِ ولدكِ بينما كنتِ مشغولةً بتعزيتي بمصابِ ولدي الحسين (عَليْه السَّلامُ) فأتيت لأحلَّ مكانك بقراءة القرآن والدعاء عند ربي لولدك هذا فقري عينا عند أبي رسول الله (صَلى اللهُ عليْه وآلهِ وسلّم).