رسول الله صلى الله عليه وآله يتتبَّعُ ويلتقط دَمَ الحسين وأصحابه
بتاريخ : 03-12-2011 الساعة : 09:29 PM
رسول الله صلى الله عليه وآله يتتبَّعُ ويلتقط دَمَ الحسين وأصحابه
1- أخرج أحمد في مسنده (ج4 ص59-60 ح2165 طبعة مؤسسة الرسالة) :
حدثنا عبدُ الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أَبي عمار
عن ابن عباس، قال: رأَيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام بنِصْفِ النهار، أَشعثَ أَغبرَ، معه قارورةٌ فيها دمٌ يَلتَقِطُه أَو يَتَّبَّعُ فيها شيئاً، قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ما هذا؟ قال: "دَمُ الحُسينِ وأَصحابِه، لم أَزَلْ أَتتبَّعُهُ منذُ اليومِ". قال عمار: فحَفِظْنا ذلك اليومَ، فوجدناه قُتِلَ ذلك اليومَ.
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم.
وأخرج في مسنده (ج4 ص336-337 ح2553) :
حدثنا عفَّان، حدثنا حمَّاد - هو ابن سَلَمة -، أخبرنا عمَّار
عن ابن عباس، قال: رأَيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيما يَرى النائِمُ بِنصفِ النهار، وهو قائمٌ، أَشْعَثَ أغبرَ، بيدِه قارورةٌ فيها دَمٌ، فقلت: بأَبي أَنتَ وأُمي يا رسولَ الله، ما هذا؟ قال: "هذا دَمُ الحُسَينِ وأَصحابِه، لم أَزَلْ أَلْتَقِطُه منذُ اليومِ" فَأَحْصَيْنا ذلك اليومَ، فوجَدُوه قُتِل في ذلك اليومِ.
وأخرج في (فضائل الصحابة ج2 ص977 ح1380 طبعة دار ابن الجوزي) :
حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، نا عبد الرحمن، نا حماد بن سَلَمة، عن عمار هو ابن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: "رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر، معه قارورة فيها دم يلتقطه، أو يتتبع فيها شيئاً قلت: يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم، قال عمار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم عليه السلام".
قال وصي الله بن محمد عباس: إسناده صحيح.
وأخرج في (فضائل الصحابة ج2 ص978 ح1381) :
حدثنا عبد الله، قال: حدثني أبي، قثنا عفان، نا حماد، قال: أنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار قائل أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: دمُ الحسين وأصحابه فلم أزل ألتقطه منذ اليوم، فأحصَيْنا ذلك اليوم فوجدوه قُتِل في ذلك اليوم عليه السلام".
قال وصي الله بن محمد عباس: إسناده صحيح.
وأخرج في (فضائل الصحابة ج2 ص981 ح1389) :
حدثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، نا حجّاج، نا حماد، قثنا عمّار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أغْبر أشعث بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم ألتقطه فأُحْصِيَ ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ".
قال وصي الله بن محمد عباس: إسناده صحيح.
وأخرج في (فضائل الصحابة ج2 ص985 ح1396) :
حدثنا إبراهيم، نا سُلَيمان بن حَرْب، عن حماد، عن عمّار بن أبي عمّار "أن ابن عباس رأى النبي صلى الله عليه وسلم في مَنامِه يوماً بنصف النهار وهو أشعث أغبر في يده قارورة فيها دم فقلت: يا رسول الله ما هذا الدم؟ قال: دم الحسين لم أزل ألتقطه منذ اليوم فأحْصِيَ ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم".
2- أخرج عَبْدُ بن حُمَيْد (المنتخب من مسند عبد بن حميد ج1 ص527 طبعة دار بلنسية، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 1423هـ - 2002م) :
حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم، فقلت: يا نبي الله، ما هذا؟! قال: "هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطُهم منذ اليوم". قال: وأحصى ذلك اليوم فوجدوه قتل ذلك اليوم.
3- أخرج الطبراني في (المعجم الكبير ج3 ص110 ح2822 تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي) :
حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي ثنا حجاج بن المنهال (ح).
وحدثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن حرب قالا ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ فقال: "دَمُ الحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أزَلْ ألْتَقِطُهُ مُنْذ اليَوْمِ" فأحصي ذلك اليوم، فوجد قد قتل يومئذ.
حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم قالا ثنا حجاج بن المنهال (ح).
وحدثنا يوسف القاضي ثنا سليمان بن حرب قالا ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها يرى النائم ذات يوم نصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذه؟ قال: "هَذَا دَمُ الحُسَينِ وَأصْحَابِهِ لَمْ أزَلْ ألْتَقِطُهُ مُنْذُ اليَومِ" فأحصي ذلك اليوم فوجد قتل ذلك اليوم.
4- أخرج الحاكم في (المستدرك على الصحيحين ج4 ص397-398) :
حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرى النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت: يا نبي الله ما هذا؟ قال: "هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم". قال: فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
5- قال الخطيب التبريزي في (مشكاة المصابيح ج3 ص1741-1742 ح6172 تحقيق محمد ناصر الدين الألباني) :
"وعن ابن عبَّاس، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم ذاتَ يوم بنصف النهار، أشعثَ أغبرَ، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنتَ وأمي، ما هذا؟ قال: "هذا دم الحسين وأصحابه ، ولم أزل ألتقطه منذ اليوم" فأحصي ذلك الوقت فأجد قُتِل ذلك الوقت. رواهما البيهقي في "دلائل النبوة" وأحمد الأخير".
"حمَّاد بن سلمة ، عن عمَّارِ بنِ أبي عمَّار ، عن ابنِ عباس : رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في النوم نصفَ النهار، أشعثَ أغبر ، وبيده قارورةٌ فيها دم . قلتُ : يا رسولَ الله ما هذا ؟ قال : هذا دمُ الحسين وأصحابِه ، لم أزل منذُ اليوم ألتقطُه . فأُحصي ذلك اليوم ، فوجدوه قُتِلَ يومئذ".
قال المحقق: وسنده قوي كما قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 8/200 . وهو في "تهذيب ابن عساكر" 4/343.
"وقال الإمامُ أحمدُ: حَدَّثنا عبدُ الرحمنِ وعَفّان ، ثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ ، عن عَمَّارِ بنِ أبي عَمَّارٍ، عن ابنِ عباسٍ قال : رأيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المَنامِ بنِصفِ النَّهارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، معه قارُورةٌ فيها دمٌ، فقلتُ : بأبي أنتَ وأمي يا رسولَ اللهِ، ما هذا ؟! قال : "هذا دَمُ الحسينِ وأصحابِه ، لم أَزَلْ أَلْتَقِطُه منذ اليومِ". قال عَمَّارٌ: فأَحْصَيْنا ذلك اليومَ فوَجَدْناه قد قُتِل في ذلك اليوم. تفَرَّد به أحمدُ ، وإسنادُه قويٌّ".
قال الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي: إسناده صحيح.
8- قال الهيثمي في (مجمع الزوائد ج9 ص193-194، كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي) :
"وعن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يتلقطه أويبيع فيها شيئاً فقلت: ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه فلم أزل أتتبعه منذ اليوم . رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح".
9- قال البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ج7 ص238 ح6754 طبعة دار الوطن، الرياض) :
"وعن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم. قال : [فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم]".
رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وعبد بن حميد بسند صحيح".
قد يستشكل البعض على نسبة ما رآه ابن عباس في رؤياه إلى النبي صلى الله عليه وآله، بدعوى أنها رؤيا منام، والمنامات لا يمكن التعويل عليها.
والجواب :
أنَّ هذه الرؤيا حقٌّ لا ريب فيها، لورود الأحاديث الصحيحة بأنَّ من رآى النبي صلى الله عليه وآله في المنام فقد رآه حقاً لأنَّ الشيطان لا يتمثَّل في صورتِه.
1- أخرج البخاري في صحيحه (كتاب التعبير، باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، ح6993) :
حدَّثنا عَبْدان، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُّهْريِّ، حدَّثني أبو سَلَمة أنَّ أبا هريرةَ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن رآني في المنامِ فسَيَراني في اليَقَظةِ، ولا يَتَمَثَّلُ الشيطانُ بي".
قال أبو عبد الله: قال ابن سيرين: إذا رَآه في صورَتِه.
حدَّثنا مُعَلَّى بن أسَدٍ، حدَّثنا عبد العزيز بن مُختارٍ، حدَّثنا ثابتٌ البُنانيُّ، عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَن رآني في المنامِ فقد رآني، فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتَخَيَّلُ بي، ورُؤْيا المؤمِن جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأربعينَ جُزْءاً منَ النُّبوَّة".
حدَّثنا عبد الله بن يوسف، حدَّثنا اللَّيث، حدَّثني ابنُ الهادِ، عن عبد الله بن خَبّابٍ، عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ، سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَن رَآني فقد رأَى الحقَّ، فإنَّ الشَّيطانَ لا يَتَكَوَّنُني".
2- أخرج مسلم في صحيحه (كتاب الرؤيا، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني") :
حدَّثنا أبو الرَّبيع سليمان بن داود العَتَكِيُّ، حدَّثنا حَمَّادٌ (يعني ابن زَيْدٍ)، حدَّثنا أيُّوب وهِشامٌ عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآني في المَنامِ فقد رآني، فإنَّ الشيطانَ لا يَتَمَثَّلُ بي".
وحدَّثني أبو الطاهر وحَرْمَلَة، قالا: أخبرنا بنُ وَهْبٍ، أخبرني يونس عن ابن شهابٍ، حدَّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنَّ أبا هريرة قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "مَنْ رَآني في المَنامِ، فسَيَراني في اليَقَظَةِ، أو: لَكَأنَّما رَآني في اليَقَظَةِ، لا يَتَمَثَّلُ الشيطانُ بي".
وقال: فقال أبو سَلَمةَ: قال أبو قتادةَ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآني فقد رَأى الحَقَّ".
وحدَّثني محمد بن حاتِم، حدَّنا رَوْحٌ، حدَّثنا زَكَرِيَّاء بن إسحاق، حدَّثني أبو الزُّبَيْرِ، أنَّه سَمِعَ جابر بن عبد الله يقولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآني في النَّوْمِ فقد رآني، فإنَّهُ لا ينبغي للشَّيطانِ أن يَتَشَبَّهَ بي".
3- أخرج أحمد في مسنده (ج21 ص339 ح13849 طبعة مؤسسة الرسالة) :
حدثنا عفَّان، حدثنا عبدُ العزيز بن المُخْتار، حدثنا ثابتٌ
حدثنا أنسُ بن مالكٍ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رَآني في المَنامِ، فَقَدْ رَآنِي، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ بي. ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَربعينَ جُزْءاً مِن النُّبُوَّةِ".
حدثنا يعقوب، حدثني ابنُ أَخي ابن شِهابٍ، عن عمِّه محمد بن شِهابٍ، حدثني أَبو سَلَمةَ بن عبد الرحمن بن عَوْفٍ
أَن أبا هريرة، قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَن رآني في المَنامِ، فسَيَرانِي في اليَقَظَةِ - أَو فكأَنَّما رآني في اليَقَظَةِ -، لا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطانُ بي".
فقال أَبو سلمةَ: وقال أبو قتادةَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رآني، فقد رأى الحق".
1- قال ابن تيمية في (الجواب الصحيح لمن بَدَّلَ دين المسيح ج2 ص326) :
"والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي". وفي رواية "في صورة الأنبياء". فرؤيا الأنبياء في المنام حق..".
2- قال ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري ج16 ص334-335) بعد ذكر عدَّة أقوال في معنى الحديث :
"قلت: ويظهر لي في التوفيق بين جميع ما ذكروه، أن من رآه على صفة أو أكثر مما يختص به فقد رآه ولو كانت سائر الصفات مخالفة، وعلى ذلك فتتفاوت رؤيا من رآه فمن رآه على هيئته الكاملة فرؤياه الحق الذي لا يحتاج إلى تعبير وعليها يتنزل قوله: "فقد رأى الحق"، ومهما نقص من صفاته فيدخل التأويل بحسب ذلك، ويصح إطلاق أن كل من رآه في أي حالة كانت من ذلك فقد رآه حقيقة".
أقول : ابن عباس رآه قطعاً على هيئته الكاملة، فهو صحابي رأى رسولَ الله صلى الله عليه وآله وعاشَ معه لعدَّة سنوات، فرؤياه الحق الذي لا يحتاج إلى تعبير كما قال ابن حجر.
3- سُئِلَ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (مجمع فتاوى ومقالات متنوعة ج2 ص385-386) :
"السؤال الثاني : يقول كثير من علمائنا أنه من الممكن أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأن رؤيته في المنام حقيقة؛ لأن الشياطين لا يستطيعون أن يتمثلوا بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل مثل هذه العقيدة شرك أم لا ؟
الجواب : هذا القول حق وهو من عقيدة المسلمين وليس فيه شرك لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" متفق على صحته . فهذا الحديث الصحيح، يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قد يُرى في النوم، وأن من رآه في النوم على صورته المعروفة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل في صورته، ولكن لا يلزم من ذلك أن يكون الرائي من الصالحين، ولا يجوز أن يعتمد عليها في شيء يخالف ما علم من الشرع، بل يجب عرض ما سمعه الرائي من النبي صلى الله عليه وسلم من أوامر أو نواهي أو خبر أو غير ذلك من الأمور التي يسمعها أو يراها الرائي للرسول صلى الله عليه وسلم على الكتاب والسنة الصحيحة، فما وافقهما أو أحدهما قبل، وما خالفهما أو أحدهما ترك؛ لأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها النعمة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يقبل من أحد من الناس ما يخالف ما علم من شرع الله ودينه سواء كان ذلك من طريق الرؤيا أو غيرها وهذا محل إجماع بين أهل العلم المعتد بهم، أما من رآه عليه الصلاة والسلام على غير صورته فإن رؤياه تكون كاذبة كأن يراه أمرد لا لحية له، أو يراه أسود اللون أو ما أشبه ذلك من الصفات المخالفة لصفته عليه الصلاة والسلام، لأنه قال عليه الصلاة والسلام: "فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" فدل ذلك على أن الشيطان قد يتمثل في غير صورته عليه الصلاة والسلام ويدعي أنه الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل إضلال الناس والتلبيس عليهم، ثم ليس كل من ادعى رؤيته صلى الله عليه وسلم يكون صادقاً وإنما تقبل دعوى ذلك من الثقات المعروفين بالصدق والاستقامة على شريعة الله سبحانه، وقد رآه في حياته صلى الله عليه وسلم أقوام كثيرون فلم يسلموا ولم ينتفعوا برؤيته كأبي جهل وأبي لهب وعبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وغيرهم، فرؤيته في النوم من باب أولى".
أقول : لا شكَّ أنَّ ابن عباس قد رآه على صورتِه المعروفة، وهو من الثقات المعروفين بالصدق والاستقامة على شريعة الله سبحانه، فهو صحابي.
وسُئِلَ أيضاً (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ج4 ص445) :
"س : ما مدى صحة الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي معناه "من رآني فقد رآني حقاً" والحديث الآخر الذي معناه : "من رآني فقد حرمت عليه النار" أرجو إفادتي حول هذه الحديثين.
جــ : أما الحديث الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم : "من رآني فقد رآني حقاً" فهذا حديث صحيح وله ألفاظ منها قوله صلى الله عليه وسلم : "من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : "من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي" في عدة ألفاظ وردت عنه عليه الصلاة والسلام ، وقد دلت كلها على أن عدو الله الشيطان قد حيل بينه وبين أن يتمثل في صورة النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة، وقد رآه عليه الصلاة والسلام، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة أبيض مشرب بحمرة كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام، وأما الحديث الثاني : "من رآني فقد حرمت عليه النار" فهذا لا أصل له وليس بصحيح".
هذا هو حالُ رسولِ الله صلى الله عليه وآله عند مقتل الحسين عليه السلام : أشعث أغبر، وفي يدِهِ قارورةٌ يلتقطُ فيها دَمَ الحسين وأصحابه.
فهنيئاً لقومٍ اتَّبعوا أهل بيت نبيِّهم ونصروا سيد شباب أهل الجنة وسبط رسولِ الله وريحانتِه، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وهو سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين يلتقط دمهم ويجمعه مع دم الحسين عليه السلام.