|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 65531
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 4
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
كرامه في مرقد الشهيد الاول .. الشيخ عبدالامير النجار
بتاريخ : 16-09-2011 الساعة : 09:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: [وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ]([1]).
لقد صممت على الذهاب إلى النجف الأشرف؛ وذلك للتشرف بزيارة أمير المؤمنين ومولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب A، وإيصال الحقوق الشرعية المجتمعة لدي. وكنت قد اتصلت بسماحة آية الله السيد عبد الرحيم الشوكيK لتحديد موعد للالتقاء به، فاتفقنا على الساعة العاشرة والنصف صباحاً من يوم السبت.
في يوم السبت المصادف ليوم دحو الأرض 25/ذي القعدة الحرام/1430هـ الموافق لـ 14/تشرين الثاني/2009م، وبعد أداء صلاة الفجر وقراءة قدراً من القرآن الكريم وتناول الفطور انطلقت في الساعة السابعة إلا ربعاً ميمماً وجهي شطر النجف الأشرف.
وصلت إلى النجف الأشرف في الساعة العاشرة إلا ثلثاً، وكان هناك متسعاً من الوقت قبل الالتقاء بسماحة السيد الشوكيK. فقررت الذهاب للتشرف بزيارة مرقد الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدرH المعروف بالشهيد الأول، حيث يقع مرقده الشريف على الطريق العام (نجف ـ كربلاء) قريباً من دار سماحة السيد الشوكي العامرة.
فدخلت من الباب الخارجي، واستأذنت من الحرس بالسماح لي بزيارة السيد الشهيدH فأذنا لي. فتوجهت نحو المرقد حيث يرقد سماحته (رضوان الله تعالى عليه) وسط أرض كبيرة تبلغ مساحتها 207500 مائتان وسبعة آلاف وخمسمائة متر مربع وهي أشبه بالمتنزه.
علماً بأن مرقده (رضوان الله تعالى عليه) عبارة عن هيكل حديدي مضلع الشكل خال من الشبابيك مطلي باللون الأخضر، وفيه زجاج يميل لونه إلى اللون الأصفر، وتعلوه قبة حديدية على شكل نصف كرة مطلية باللون الذهبي وفوقها علم أحمر.
وأما القبر فيتوسط الهيكل وهو مرتفع عن الأرض ومائل نحر الرجلين، وقد وضعت عليه صخرة بيضاء من المرمر نقش عليها اسم السيد الشهيد وتاريخ استشهاده. وأما أرضية المرقد فقد فرشت ببضع البُسط والحصران البلاستيكية وقد وضعت بعض الأزهار الاصطناعية وصورة كبيرة للسيد الشهيد، علماً بأن المرقد له بابان يدخل منهما الرجال والنساء.
إن هذا المرقد حالياً هو مرقد مؤقت إذ لا يليق بسماحته@ مثل هذا المرقد، وتجري الاستعدادات الآن من قبل (رئاسة مجلس الوزراء ـ مكتب رئيس الوزراء) لبناء مرقد ضخم يليق بعظمة وشخصية السيد الشهيدH، حيث من المقرر أن تقام مؤسسة كبيرة تعنى بفكر وتاريخ السيد الشهيد ودوره الجهادي ضد الطاغية صدام (لعنه الله) ونظام حزب البعث المنحل.
دخلت المرقد الشريف، فوجدت هناك ثلاث نساء متوسطات في العمر كن قد أحطن بقبر السيد الشهيدH وهن يدعين الله سبحانه وتعالى، فسلمت وجلست من جانب الرجلين وقرأت سورة الفاتحة وأهديتها للسيد الشهيد H.
ثم قمت لأداء صلاة الزيارة، وفي أثناء الصلاة خرجت النساء ثم جاء شاب آخر فصلى ركعتين ثم خرج، وبعد أن أكملت الصلاة وأهديت ثوابها للسيد الشهيدH جلست أدعو الله سبحانه وتعالى بعد أن بقيت وحدي داخل المرقد الشريف.
نهضت بعدها لأداء عمل يوم دحو الأرض، وهو ركعتان بالحمد مرة وسورة الشمس خمس مرات. فأحرمت بالتكبير وقرأت سورة الحمد وسورة الشمس خمس مرات، ثم ركعت وبعدها هويت للسجود. وما أن وضعت جبهتي على التربة حتى أحسست بانبعاث عطر ذاكٍ من موضع السجود مما لفت انتباهي، ثم نهضت للركعة الثانية، وظل انبعاث العطر مستمراً إلى أن أكملت القراءة وأنحيت للركوع، ومن بعدها لم أشعر بتلك الرائحة العطرة، ثم أكملت الصلاة.
صحيح إني كنت مشتاقاً لزيارة السيد الشهيدH وأتحين الفرص لزيارته، إلا أني لم أكن متوجهاً بقلبي ذلك التوجه الذي ينبغي استحضاره عند زيارة مراقد الأولياء والصالحين (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين)، إذ أن انبعاث تلك الرائحة العطرة الذاكية قد شدني للتفكير بالأمر ملياً.
فأنا شخصياً لم أكن متعطراً، ولا يوجد في المرقد من أمر العطور شيئاً بالمرة، كما قمت بشم الأزهار الاصطناعية التي كانت بجانبي فكانت عديمة الرائحة. هذا بالإضافة إلى أن الجو في ذلك اليوم كان عاصفاً وترابياً ويبعث على الضيق وعدم الارتياح، مما يجعل النفس تطمئن إلى أن هذا الأمر هو كرامة من الله تعالى أكرم بها السيد الشهيد@.
قرأت بعد ذلك دعاء يوم دحو الأرض، وكذلك سورة يس وأهديت ثواب ذلك العمل إلى روح السيد الشهيد (رضوان الله تعالى عليه)، وشكرت الله تعالى على ما وفقني إليه وما أكرمني به، ثم غادرت المرقد بعدما التقطت بعض الصور التذكارية للمرقد الشريف.
انطلقت بعدها نحو دار سماحة السيد الشوكيK وأنا أشعر بالغبطة والسعادة التي ملأت قلبي ونفسي. وصلت الدار العامرة فطرقت الباب، فخرج سماحة السيد الشوكيK واستقبلني بابتسامته المعهودة، وبعد أن استقر بي المجلس حدثت السيد الشوكيK بكل ما جرى وكان هو ينصت لي مستمعاً.
وما أنهيت حديثي حتى حدثني سماحته نقلاً عن العقيد عبد الحمزة حسن العطار ـ وهو من أهالي المسيب ـ وكان الأخير قد أشرف على نقل جثمان السيد الشهيد H مع آخرين بعدما قام نظام صدام (لعنه الله) بتجريف مقبرة وادي السلام، وفتح شوارع وسطها على أثر الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991م، الأمر الذي جعل قبر السيد الشهيد H في وسط أحد الشوارع المفتوحة بعد تهديم قبره، علماً بأن هذه العملية موثقة بالصور.
يقول سماحته: بأن العقيد عبد الحمزة قال له بأن جسد السيد الشهيد H كان طرياً جداً ولونه لم يتغير، وكذلك كانت تنبعث رائحة عطرة ذاكية أثناء عملية الحفر ملأت المكان، كما كانت هناك خلية نحل كبيرة من جانب الرجلين.
ثم شرع سماحة السيد بالحديث عن شخصية السيد الشهيدH وفكره وأخلاقه وجهاده ومعاناته، وكان حديثاً ممتعاً وشيقاً استغرق قرابة الساعة، بعدها استأذنت سماحة السيد بالانصراف، فأذن لي فودعته وتوجهت نحو حرم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب A للزيارة والصلاة.
ومن الجدير بالذكر أن جثمان السيد الشهيد الصدرH قد تم نقله ثلاث مرات من بعد دفنه عام 1980م:
النقلة الأولى كانت عام 1994م وقد شارك فيها كل من: السيد كامل العميدي، عبد الحمزة حسن الظالمي الحلي، عزيز باصي الحلي، الدفان عباس بلاش، المصور فاضل الموسوي.
النقلة الثانية كانت عام 1997م وقد شارك فيها كل من: السيد كامل العميدي، الحاج عبد علي العباسي، الدفان زهير العميدي، السيد علاء العميدي، المصور محمد هاتو([2]).
النقلة الثالثة كانت بعد سقوط الطاغية صدام (لعنه الله) ونظام حزب البعث المنحل عام 2003م، حيث يرقد H الآن.
رؤيا
في إحدى الليالي وبعد تنفيذ حكم الإعدام بالطاغية صدام (لعنه الله) كنت قد آويت إلى فراشي لأنام فمر على خاطري كيف حال صدام الآن بعد تلك الجريمة الكبرى التي اقترفها بحق السيد الشهيد محمد باقر الصدر@!! وفي أي درك من الجحيم نزل!! وكيف سيواجه رب العالمين !! وبأي وجه سيلاقيه وبماذا يعتذر!!
بت على هذا الأمر متفكراً فرأيت في عالم الرؤيا ألبوم صوراً قياس 19×25 سم وهو ملطخاً بالقار في بعض جوانبه فأخذته وشرعت بالنظر فيه فإذا فيه مجموعة صور لصدام وهو عار الجسم وقد ضرب بالسياط وقد غارت السياط في جسده وكان صدام جماداً كأنه خشبة وكانت أرضية الصور حمراء بلون الدم القاني وكانت كل صفحة تحوي على صورة واحدة لصدام وبأوضاع مختلفة، فنظرت إلى ثلاث صور فقط ثم انتبهت من المنام.
فتيقنت بأن صدام (لعنه الله) قد عُذِبَ ويعذب عذاباً شديداً وسيصلى في يوم القيامة ناراً حرها شديد لا يصلاها إلا الأشقى، فيصب على رأسه من عذاب الحميم ثم يقال له: [ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ]([3]).
والحمد لله رب العالمين.
نبذة عن حياة الشهيد السعيد
هو السيد محمد باقر بن السيد حيدر بن السيد إسماعيل الصدر. عالم جليل وفقيه أصولي قلما جاد الزمان بمثله. ولد H في 25 ذي القعدة عام 1353هـ/1939م في مدينة الكاظمية المقدسة. نال مرتبة الاجتهاد في سن مبكرة. قاوم نظام صدام حسين البائد فتعرض H للاعتقال أكثر من مرة كان آخرها بعد ظهر يوم السبت 19/جمادى الأولى/1400هـ الموافق 5/نيسان/1980م الساعة الثانية والنصف، واعتقلت معه شقيقته العلوية الفاضلة بنت الهدى ثم تمت تصفيتهما ليلة الأربعاء 23/جمادى الأولى/1400هـ الموافق 9/نيسان/1980م بعد تعرضهما لشتى صنوف التعذيب الوحشي، تم دفن السيد الشهيد في مكان لا يليق به بمكانته السامية، وبعد سقوط النظام البائد تم نقل رمسه الطاهر حيث مزاره الشريف الآن، وأما شقيقته الفاضلة فلا يعرف لها قبر كجدتها فاطمة الزهراء $. ترك H مؤلفات عديدة في مختلف صنوف المعرفة وهي معروفة ومشهورة بالإضافة إلى تدريسها في الحوزات العلمية، منها: اقتصادنا، فلسفتنا، الأسس المنطقية للاستقراء، البنك اللاربوي في الإسلام، دروس في علم الأصول، الإسلام يقود الحياة، بحث حول المهدي، بحث حول الولاية، الفتاوى الواضحة، موجز أحكام الحج، وغيرها.
الاثنين 27/ذو القعدة/1430هـ الموافق 16/تشرين الثاني/2009م
([1])سورة آل عمران: 169-170.
([2]) رحلة الصبر في إظهار مثوى الشهيد الصدر H، بقلم محمد جواد لجزائري، مطبعة الأدباء النجف الأشرف، الطبعة الأولى 1427هـ/2006م.
([3])سورة الدُخان: 49.
|
|
|
|
|