|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 67368
|
الإنتساب : Aug 2011
|
المشاركات : 33
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
الاصطفاء في الكتاب والسنة
بتاريخ : 31-08-2011 الساعة : 10:31 AM
© إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ¨[1] الاصطفاء لغة :
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/user/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]يقول ابن منظور الأفريقي :
والاصْطِفاءُ الاخْتِيارُ افْتِعالٌ من الصَّفْوَةِ ومنه النبِيُّ صلى الله عليه وسلم صَفْوَةُ الله منْ خَلْقِه ومُصْطَفاةُ والأَنْبِياءُ المُصْطَفَوْنَ وهم من المُصطَفَين إذا اخْتِيرُوا وهُمُ المُصْطَفُون إذا اختاروا وهذا بضم الفاء وصَفِيُّ الإنْسانِ أَخُوهُ الذي يُصافِيه الإخاءَ والصَِّفِيُّ المُصافِي وأَصْفَيْتُه الوُدَّ أَخْلَصْته .[COLOR=window****][2][/COLOR]
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/user/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]ويقول الخليل بن احمد الفراهيدي :
والاصطِفاءُ : الاختيار افتِعال من الصَّفُوة ومنه النبيُّ المصُطَفَى والأنبياءُ المُصْطَفُونَ : إذا اختاروا هذا بضمّ الفاء[COLOR=window****][3][/COLOR]
والقرآن الكريم يبين أن الاصطفاء هم آل إبراهيم وآل عمران والآل هم خاصة الشيء.
وأما الآل :
قال الراغب الأصبهاني في المفردات الآل قيل مقلوب عن الأهل ، ويصغر أهيل .
[1] آل عمران33 .
[2] لسان العرب ج14 ص462 .
[3] كتاب العين ج7 ص163 .
والاصطفاء على نحوين :
الأول : الاصطفاء من العالمين .
الثاني : الاصطفاء على العالمين .
والاصطفاء الذي هو في مقام الاصطفاء على العالمين هو أعلى درجات الاصطفاء فيكون لأمر الهي خاص .
أما الاصطفاء الذي مقامه من العالمين وهو ما ذكره عز وجل {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }[COLOR=window****][1] وهذا الاصطفاء يختلف عن الآية الأخرى في الاصطفاء فيقول عز وجل {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }[COLOR=window****][2] .
لو كان الاصطفاء مختص لبني إسرائيل لكان الأولى ذكر " من العالمين " كما هو الحال في الآية السابقة إنما هو قال " على العالمين وهذه دلالة واضحة لا تحتمل التأويل أن آل إبراهيم هم اصطفاهم الله عز وجل للإسلام كما سنبين تباعا أن المصطفون من إسماعيل وينتهي إلى الخاتم صلى الله وعليه وآله وسلم ومن بعده أهل البيت عليهم السلام إلى أن يصل الحكم الإلهي إلى الإمام المهدي عليه السلام ويقول الله عز وجل {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }[COLOR=window****][3][/COLOR] والرسول الأكرم يقول أن الملك الإلهي سيكون في الإمام المهدي عليه السلام كما اتفق عليه المسلمين
يقول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم :
(( المهدي من عترتي من ولد فاطمة ))
(د هـ ك ) عن أم سلمة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6734 في صحيح الجامع[COLOR=window****][4][/COLOR]
وهو نحو من الاصطفاء نوع من الاختيار والتقديم في أمور لم يشاركهم فيها غيرهم حيث قال " على العالمين " ولم يقل " من العالمين " .
كما في آية سورة آل عمرا ن {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }[COLOR=window****][5][/COLOR] حيث فرق بين الاصطفائيين وهذا نحو من الاصطفاء على العالمين .
[1]البقرة130 .
[2] آل عمران33 .
[3] النساء54
[4]الجامع الصغير وزيادته ج1 ص1166 ح11680 .
[5] آل عمران42
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }[COLOR=window****] [1] الله عز وجل ذكر المصطفين آدم ونوح وأما آدم عليه السلام فالله عز وجل اصطفاه وجعله خليفته على أرضه حيث قال {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[COLOR=window****][2] الله عز وجل جعل خليفته على أرضه معلما للملائكة فالذي يستحق أن يصطفيه على العالمين للخلافة الإلهية يكون يحمل من العلم حتى يكون معلما للملائكة قال عز وجل {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[3]فإذن خليفة الله عز وجل على الأرض يتلقى علمه من الله عز وجل يكون معلما للملائكة يقول عز وجل {قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }[COLOR=window****][4][/COLOR] .
ونوح من المصطفين " على العالمين " وهو أول أولي العزم وهو صاحب كتاب وصاحب شريعة وهو الأب الثاني بعد آدم للنوع الإنساني وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ "[COLOR=window****][5][/COLOR] ومن بعده عليه السلام ذكر عز وجل إن الله أصفى من بعده آل إبراهيم وآل عمران .
وأما المصطفون من آل إبراهيم هم الخاصة المطهرون كإسحق وإسرائيل والأنبياء من بني إسرائيل وإسماعيل وذريته المطهرون والخاتم صلى الله عليه وآله وسلم المطهرون من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
يقول ابن كثير في مقام إثبات الذرية من نبي الله إسماعيل عليه السلام وان المصطفون من ذرية إسماعيل:
((... وقد وجدت البشارات به صلى الله عليه وسلم في الكتب المتقدمة وهي أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر وقد قدمنا قبل مولده عليه السلام طرفا صالحا من ذلك وقررنا في كتاب التفسير عند الآيات المقتضية لذلك آثارا كثيرة ونحن نورد ههنا شيئا مما وجد في كتبهم التي يعترفون بصحتها ويتدينون بتلاوتها مما جمعه العلماء قديما وحديثا ممن آمن منهم واطلع على ذلك من كتبهم التي بأيديهم ففي السفر الأول من التوراة التي بأيديهم في قصة إبراهيم الخليل عليه السلام ما مضمونه وتعريبه إن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام بعد ما سلمه من نار النمرود أن قم فاسلك الأرض مشارقها ومغاربها لولدك فلما قص ذلك على سارة طمعت أن يكون ذلك لولدها منه وحرصت على إبعاد هاجر وولدها حتى ذهب بهما الخليل إلى برية الحجاز وجبال فاران وظن إبراهيم عليه السلام أن هذه البشارة تكون لولده إسحاق حتى أوحي الله إليه ما مضمونه أما ولدك إسحاق فانه يرزق عظيمة وأما ولدك إسماعيل فاني باركته ذرية وعظيمة وكثرت ذريته وجعلت من ذريته ماذ ماذ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وجعلت في ذريته اثنا عشر إماما وتكون له أمة عظيمة وكذلك بشرت هاجر حين وضعها الخليل عند البيت فعطشت وحزنت على ولدها وجاء الملك فأنبه زمزم وأمرها بالاحتفاظ بهذا الولد فانه سيولد له منه عظيم له ذرية عدد نجوم السماء ومعلوم أنه لم يولد من ذرية إسماعيل بل من ذرية آدم أعظم قدرا ولا أوسع جاها ولا أعلى منزلة ولا أجل منصبا من محمد صلى الله عليه وسلم .[COLOR=window****][6][/COLOR]
وان أولى الناس بإبراهيم هو الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده أئمة أهل البيت عليهم السلام المصطفون كما سنبين تباعا
يقول السيد الطبطبائي:
((وقد قال الله تعالى فيما قال {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } النساء-54 والآية في مقام الإنكار على بني إسرائيل وذمهم كما يتضح بالرجوع إلى سياقها وما يحتف بها من الآيات ومن ذلك يظهر أن المراد من آل إبراهيم فيها غير بني إسرائيل أعني غير إسحاق ويعقوب وذرية يعقوب وهم أي ذرية يعقوب بنو إسرائيل فلم يبق لآل إبراهيم إلا الطاهرون من ذريته من طريق إسماعيل وفيهم النبي وآله . على أنا سنبين إنشاء الله أن المراد بالناس في الآية هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه داخل في آل إبراهيم بدلالة الآية. على أنه يشعر به قوله تعالى في ذيل هذه الآيات {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} (68) سورة آل عمران وقوله تعالى {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} إلى أن قال {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} (127 - 129) سورة البقرة. فالمراد بآل إبراهيم الطاهرون من ذريته من طريق إسماعيل والآية ليست في مقام الحصر فلا تنافى بين عدم تعرضها لاصطفاء نفس إبراهيم واصطفاء موسى وسائر الأنبياء الطاهرين من ذريته من طريق إسحاق وبين ما تثبتها آيات كثيرة من مناقبهم وسمو شأنهم وعلو مقامهم وهى آيات متكثرة جدا لا حاجة إلى إيرادها فإن إثبات الشئ لا يستلزم نفى ما عداه . وكذا لا ينافي مثل ما ورد في بني إسرائيل من قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } الجاثية - 16 كل ذلك ظاهر))[COLOR=window****][7][/COLOR]
وقد بينا أن الله اختار أول المصطفين على العالمين وجعله معلم للملائكة وآخذ العلم من الله عز وجل{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ }[COLOR=window****][8][/COLOR] .
والخاتم صلى الله عليه واله وسلم قد جمع علوم السابقين وزيادة حيث قال عز وجل {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }[COLOR=window****][9][/COLOR] وقال عز وجل عن كتاب الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }[COLOR=window****][10][/COLOR]
[COLOR=window****][1] آل عمران33 .
[2] البقرة30 .
[3] البقرة31
[4] البقرة33 .
[5] الصافات 77\79 .
[6]البداية والنهاية لابن كثير ج 6 ص177 , 178 . 179 مكتبة المعارف – بيروت
[7]تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 3 - ص 166 – 167.
[8] البقرة33 .
[9] الأنعام38 .
[10] النحل89 .
وقد أوضح عز وجل أن هناك من عنده علم الكتاب هو الشاهد بين الله عز وجل وبين الناس {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }[1]ثم عز وجل بين أن هناك ورثة للكتاب {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }[COLOR=window****][2]
وهنا قسم العباد إلى ثلاث:
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/user/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]قسم اصطفاهم الله عز وجل وهم السابقين بالخيرات
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/user/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]وقسم من العباد هم الظالمين
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/user/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]وقسم هم المقتصدين .
والله عز وجل قال {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }[COLOR=window****][3][/COLOR] والمقصود هنا آل إبراهيم هم آل محمد.
وقد اخرج البخاري في صحيحه :
((قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل
ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم يقول { إن أولى الناس بإبراهيم
للذين اتبعوه } / آل عمران 68 / وهم المؤمنون . ويقال آل يعقوب أهل يعقوب فإذا صغروا آل ثم ردوه إلى الأصل قالوا أهيل ))[COLOR=window****][4][/COLOR]
وقال الشيخ الصدوق :
فقال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه . فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟ فقال له الرضا ( عليه السلام ) : في قوله عز وجل : {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} ، وقال عز وجل : في موضع آخر : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } ، ثم رد المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} يعني الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما ، فقوله : {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً } يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، فالملك هنا هو الطاعة لهم .[5]
وقال ابن حجر في الفتح :
((قوله: (قال ابن عباس: وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآلعمران وآل ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم يقول: إن أولى الناس بإبراهيم الذيناتبعوه، وهم المؤمنون) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه، وحاصله أنالمراد بالاصطفاء بعض آل عمران وإن كان اللفظ عاما فالمراد به الخصوص.
قوله: (ويقال آل يعقوب أهل يعقوب، إذا صغروا آل ردوه إلى الأصلقالوا أهيل) اختلف في " آل " فقيل أصله أهل فقلبت الهاء همزة بدليل ظهور ذلكفي التصغير وهو يرد الأشياء إلى أصلها، وهذا قول سيبويه والجمهور، وقيل: أصله أول من آل يئول إذا رجع لأن الإنسان يرجع إلى أهله، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبتألفا، وتصغيره على أويل.[COLOR=window****][6][/COLOR]
وقال ابن أبي حاتم في تفسيره :
حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر عن قتادة : أن الله اصطفى ادم ونوحا آل إبراهيم وآل عمران على العالمين قال : ذكر الله أهل بيتين صالحين ، ورجلين صالحين ، فضلهما الله على العالمين ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم . قوله تعالى : وال عمران على العالمين 3414 حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : اصطفى ادم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين قال : هم المؤمنون من آل إبراهيم ، وال عمران ، وال ياسين ، وال محمد صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : على العالمين[COLOR=window****][7][/COLOR]
وقال القرطبي في تفسيره عند التعرض لهذه الآية :
وفي البخاري عن ابن عباس قال : آل إبراهيم وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد ، يقول الله تعالى : {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران - 68 وقيل : آل إبراهيم إسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط ، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم من آل إبراهيم .[COLOR=window****][8][/COLOR]
[COLOR=window****][1]الرعد43
[2]فاطر32
[3] آل عمران33 .
[4] صحيح البخاري ج3 ص1263 .
[5] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 617
[6] فتح الباري كتاب احاديث الانبياء .
[7] تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 2 - ص 635 ح3413 .
[8] تفسير القرطبي - القرطبي - ج 4 - ص 62
{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[COLOR=window****] [1] الذرية هنا منصوب على الجملة السابقة (( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ )) الذرية نكرة فالنكرة منصوبة على آل عمران وهي معرفة . يقول ابن جرير الطبري في جامع بيان القرآن :
{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * يعني بذلك : أن الله اصطفى آل إبراهيم وآل عمران * (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) * فالذرية منصوبة على القطع من آل إبراهيم وآل عمران : لان الذرية نكرة ، وآل عمران معرفة ، ولو قيل نصبت على تكرير الاصطفاء لكان صوابا ، لان المعنى : اصطفى ذرية بعضها من بعض . وإنما جعل بعضهم من بعض في الموالاة في الدين والموازرة على الإسلام والحق ، كما قال جل ثناؤه : * ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) * وقال في موضع آخر : * ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض ) * يعني أن دينهم واحد وطريقتهم واحدة ، فكذلك قوله : * ( ذرية بعضها من بعض ) * إنما معناه : ذرية دين بعضها دين بعض ، وكلمتهم واحدة ، وملتهم واحدة في توحيد الله وطاعته . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : * ( ذرية بعضها من بعض ) * يقول : في النية والعمل والإخلاص والتوحيد له[COLOR=window****][2][/COLOR] .
قال ابن الجوزي في زاد المسير :
قوله تعالى ذرية بعضها من بعض قال الزجاج نصبها على البدل والمعنى اصطفى ذرية بعضها من بعض[3]
وقد بين الإمام علي عليه السلام إنهم هم الذرية بعضهم من بعض :
حدثنا أبو زرعة ، ثنا أبو نعيم ، ثنا معمر يعني ابن يحيى بن سام قال : سمعت أبا جعفر قال : قال علي : قم يا حسن فاخطب الناس . قال : أبي ، أهابك أن اخطب وأنا أراك ، فتغيب عنه حيث يسمع كلامه ولا يراه ، فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ، وتكلم ، ثم نزل ، فقال علي : ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم .
حدثنا أبي ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده أن عليا قال للحسن ، فذكر نحوه[COLOR=window****][4][/COLOR] .
وفي تفسير العياشي :
عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض " قال : نحن منهم ، ونحن بقية تلك العترة[COLOR=window****][5][/COLOR]
والشيخ الطوسي كذلك بسند صحيح :
ما رواه سعد بن عبد الله الأشعري ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل رجل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا ؟ . فقال أبو محمد عليه السلام : هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي بخواتيم فانطبعت . ثم قال : هاتها فأخرج حصاة ، وفي جانب منها موضع أملس ( 1 ) فطبع فيها فانطبع ، وكأني أقرأ نقش خاتمه الساعة " الحسن بن علي " ثم نهض الرجل وهو يقول : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض ، أشهد أن حقك الحق الواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ، وإليك انتهت الحكمة والولاية ، وأنك ولي الله الذي لا عذر لأحد في الجهل بك . فسألته عن اسمه فقال : اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم ، وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام تمام الحديث.[COLOR=window****][6][/COLOR]
كما مر قد بينا أن الله عز وجل قد بين أن هناك من هذه الأمة من عندهم علم الكتاب {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }[COLOR=window****][7][/COLOR] ومن ثم عز وجل قد أورث هذا الكتاب لعصبة حيث قال {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ }[COLOR=window****][8] وقال أن هؤلاء الذين أورثهم الكتاب هم المصطفون وبين منهم فقال عز وجل {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }[9] وقد بينا أن المصطفون هم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم وقال عز وجل لا تنقضي الأمة حتى انقضي اثني عشر من قريش وهذا الخبر متفق عند الفريقين .[/COLOR]
وقد اخرج البخاري في صحيحه :
((قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد صلى الله عليه وسلم يقول { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه } / آل عمران 68 / وهم المؤمنون . ويقال آل يعقوب أهل يعقوب فإذا صغروا آل ثم ردوه إلى الأصل قالوا أهيل ))[COLOR=window****][1
[1] آل عمران34 .
[2] جامع البيان - ابن جرير الطبري - ج 3 - ص 318
[3]زاد المسير ج1 ص375 .
[4] تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 2 - ص 635 ح3416 و 3417 .
[5] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 23 - ص 225 .
[6] الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 203 – 204 ح171 .
[7] الرعد43 .
[8] فاطر32 .
[9] آل عمران33 .
[10] صحيح البخاري ج3 ص1263
[/COLOR][/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]
[/COLOR][/COLOR]
[/COLOR]
|
|
|
|
|