|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 19892
|
الإنتساب : Jun 2008
|
المشاركات : 240
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
التفكير السليم والمؤثرات السلبية
بتاريخ : 23-07-2011 الساعة : 07:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركة الاولى معكم اتمنى ان اكون اخا بين اخواني افيد واستفيد
اسباب مقيتة تؤثر على عقولنا نحن البشر ينتج عنها اختلاف وتباين, فئات وتكتلات ,سباب وشتائم , تضليل وتكفير, خصام وتقاتل , وبالتالي غضب الخالق و النار وموضوع مثل هذا في غاية الاهمية فلابد ان نبحث فيه ونستفيد من نتائجه واطلب من القراء الكرام ان يشاركونني في هذا الموضوع لكي نستفيد من تعليقاتهم ونتقدم اكثر بأتجاه التفكير السليم.
مما لامرية فيه ان الله خلق الانسان مميزا بين والحق والباطل , الخطأ والصواب فقد وهبنا الله سبحانه العقل وهو لا يكذب على صاحبه (واذا اخذ ما وهب سقط ما وجب).
ولكن توجد اسباب وعوامل في هذه الحياة تؤثر على تفكير الانسان فتغير مسار تفكيره السليم الى تفكير خاطئ اذا كان هذا الانسان يميل مع عواطفه او لم يكن حاذقا في محاسبة نفسه واماطة الشوائب عنها والتي تعلق فيها وهو يسير في هذه الحياة المليئة بالمحن والفتن, وفيما يلي اذكر اهم هذه الاسباب :
1- القديم او الموروث: يولد الانسان في بيئة يجد فيها موروثا عقائديا واجتماعيا وغير ذلك يعتقده ويمارسه اهله ومجتمعه وهو لم يفكر بعد فيترعرع وينمو بأحضان هذه الافكار حتى تداعب وجدانه وتتجذر في نفسه وحينما يكبر ويكمل عقله يعتبرها من المسلمات , او لا تطاوعه نفسه ان يفكر في تخطأتها , واذا اصطدم بمن يخطؤها يحاول ان يدافع عنها بكل قوة ويجمع الادلة لكي يفند آراء الطاعنين، ولكن ادلته تكون بمنهج انتقائي اي انه لا يبحث عن الصواب والخطأ بل يختار ما يستفيد منه ويغض النظر عما يكون ضده , او ربما يكون موروثه بيّن البطلان او يتبين بعد البحث والنقاش ولكنه رغم ذلك لا يتمكن من التنصّل عنه وليس من السهل عليه ان يقلع موروثه من نفسه, مع ان الواجب عليه ان يتبع الدليل والبرهان ،والى ذلك اسوق المثال هو الفكر السائد آبان بعثة النبي (ص) فهم يعبدون الاصنام ويوئدون البنات ويغير بعضهم على بعض وما الى ذلك وحين اتتهم البينة نراهم لم يقلعوا عن هذا الموروث مع وضوح الحجة وقوة البرهان الذي جاء به رسول السماء , والأمثلة من واقعنا على ذلك كثيرة فنحن نرى في مجتمعنا فئات من الناس رغم التطور وعصر النور ولكنها لازالت مستسلمة لعادات ماانزل الله بها من سلطان ولا تمت الى قيم الانسانية بصلة مثل (النهوة) يعرقل ابن العم زواج بنت عمه اذا شاء ويتحكم بمصيرها بدون اي حق وليس له عليها سلطان والانسان حرا في اختيار مستقبله الا اذن الولي للباكر(الاب او الجد) لان الحياة عجنتهم ولهم خبرة والبنت الباكر قليلة الخبرة وهم محبون لها فيكون اذنهم خط وقائي كالمستشار القانوني اما اذا تقدم كفؤها شرعا وعرفا ،ورفضا فولايتهما تسقط ايضا .
وقد حذر الله سبحانه من آثار الموروث القديم على الانسان اذا كان لاينسجم مع العقل قال تعالى((وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لايعقلون شيئا ولايهتدون)). ولذا نرى علماءنا يوجبون على الانسان ان تكون عقائده بالدليل والبرهان لا بالتقليد والا ما فرقنا عن البوذي او من يعبد البقر فهو يقلد ما كان موروثا وانا قلدت ما كان موروثا وهذا هو سبب اختلاف الناس في مللهم ونحلهم ولكن الله ارادهم ان يجتمعوا على البرهان قال تعالى(قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)
2-الانتشار (العقل الجماعي) : اذا كانت النقطة الاولى عمودية موغلة في الماضي فهذه النقطة افقية اي ان المجتمع الذي حوله يدور حول محور واحد ورأي جماعي الكل يعمل به والكل مقتنع به يخرج هذا الانسان بهذه الاجواء فيرى الجموع في خندق واحد فهو لا اراديا وبدون تفكير يجد نفسه معهم وهو لا يكاد يلتفت لنفسه ويفكر في هذا الامر و(من شب على شيء شاب عليه) وقد اشار الامام علي (ع) الى ذلك في حديثه لكميل وهو يقسم الناس الى ثلاثة اصناف( فعالم رباني, ومتعلم على سبيل نجاة, وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ...) الهمج قيل انه الذباب الصغير الذي يجتمع على وجوه الغنم والحمير وقيل هو البعوض ,واما الرعاع فهم الذين لاعقول نيرة لهم , فهم اذن حمقى يجتمعون في عقل جماعي ويتحركون سوية (امّعة) مع الناس يقولون اذا قال الناس ويسكتون اذا سكت الناس كالذباب الذي يجتمع سوية ويحركه الهواء حركة واحدة وهم بذلك مجتمعون على اكبر منهم حمقا (الغنم او الحمير) والشيء المؤسف هو ان اغلب الناس على هذه الشاكلة .
3-التأثربالشخصيات الكبيرة:كثير من الناس يتبعون قادة ويعتبرون رأيهم حجة وقولهم صوابا لا يتطرق له الشك وكأنه وحي من السماء فترى اتباعهم يتبنون تلك المواقف ولا يقبلون النقد، فأذا تطرق احد الى رأي هؤلاء فقد تصبح بنظر أتباعهم عدوا مبينا او شيطانا رجيما، وقد حذر القران الكريم من ذلك (وقالوا ربنا إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا )
وروي عن امير المؤمنين في حديثه للحارث(..انك امرؤ ملبوس عليك إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق فاعرف الحق تعرف أهله) ولعمري ان الناس لو اتبعوا هذه الكلمالت العلوية لما اختلف اثنان , ان عليا (ع)–ونحن اتباعه- لا يريد منا ذلك التقليد الاعمى واخذ الكلام على علاته لانه من فلان الفلاني ولا يريد منا ان نعرف الحق من خلال الاشخاص اي اننا نقيس الحق على الاشخاص كلا بل المراد هو معرفة الحق ثم معرفة الاشخاص من خلال الحق مهما كان قدرهم فمن كان في خانة الحق فهو من اهله ومن لم يكن فهل بعد الحق الا الضلال, بل ان المطلوب منا اكثر من ذلك وهو ان نأخذ الحق اينما وجد قال تعالى(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) فقد جعلهم الله اصحاب الفكر والعقل واهل هداية , هؤلاء الذين يستمعون القول اي قول ومن اي شخص فيتبعون احسنه.
وروي عن علي (ع)(..وانظر الى ما قال ولا تنظر الى من قال) .
وري عنه (ع) (خذ الحكمة ولو من المشركين) ان الانسان العاقل لا يكون متطرفا ويعطي كل ذي حق حقه فما كان حقا وان كان عند رجل سيئا لايرده بحجة سوء حال من قاله وما كان باطلا لا يأخذه وأن كان من رجل جليل القدر محترم.
4-الحب: من المؤثرات السلبية على الانسان والتي تؤثر على تفكيره ان من يحب شخصا يكون منفتحا عليه بكل مشاعره يتأثر به ويسير بركبه, ولا يقبل ان يطعن به او بآرائه احد وان كانت خطئا وكأنه لايرى هذه العيوب ولايسمعها , روي عن النبي (ص) : (حبك الشيء يعمي ويصم) اي ان الانسان اذا احب أغضى عن مواضع العيوب كأنه لايراها وأعرض عن الملاوم والمعاتب من اجله كأنه لا يسمعها فصار كالاعمى لتغاضيه والاصم لتغابيه وعن علي (ع)من عشق شيئا اعشى(اعمى) بصره وأمرض قلبه فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع بأذن غير سميعة ...).
وقديما قال الشاعرالعربي وهو يشخص هذه الحالة:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا
وكم كانت هذه الحالة على مدى التأريخ سببا في الخلاف والقتال والى اليوم لم نغسل ايدينا منها .
والعكس ايضا صحيح فالبغض والكره يلعب نفس الدور ولكن في الجانب السلبي فالحاقد يرى الجميل قبيحا عند من لا يحب ولا يكاد يأخذ منه حقا بسسب تأثير الحقد والكراهية
5-الاطلاع على طرف دون طرف : وهذه من المشكلات الكبيرة تجد كل فئة وكل تكتل يطلع على ما تقوله وتحرره جماعته ولايسمع الاخرين ويفرح بذلك وكأن الحق حصرا به وبجماعته والباطل من نصيب الاخرين (وكل حزب بما لديم فرحون ) كما يصور لنا القرآن الكريم هذا المشهد , ولذا ترى التطرف المقيت يصل بأبطال المقاومة - كما يدعون- او بخوارج العصر كما ندعي ان يقتلوا انفسهم والاخرين من النساء والاطفال وهم قد اخذوا اقوال جماعتهم قولا مسلما لكي يدخلوا الجنة بهذا العمل الهمجي البعيد عن روح الانسانية فضلا عن الدين , وهم كما قلنا لايطلعون على آراء الاخرين وحجتهم ويكتفون بالاطلاع على افكار جماعتهم , ومن الطبيعي ان تنمق كل فئة آراءها ويجعلونها تبدوا وكأنها عين الصواب وكبد الحقيقة، ولكن هذا لايكفي ولابد ان نرى رأي الاخرين وقد ضرب لنا القرآن قصة رائعة في ذلك لكي يستنير بها اولو الالباب (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب * إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولاتشطط واهدنا الى سواء السراط *ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب * قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه...)الاية
وجاء في تفسير الايات ان المتخاصمين تمثلوا لداوود عليه السلام بهذه الخصومة وان داوود سمع من الطرف الاول وحكم بظلم الاخر قبل ان يسمع حجته ففهم داوود ان هذا اختبار فخر راكعا واناب وفي هذه القصة يؤدبنا المولى عزوجل بعدم الاكتفاء بسماع رأي دون رأي رغم وضوح الحجة للطرف الاول كما هو واضح في هذه القصة بل لابد من سماع الاخرين والبحث عن الحقيقة والحكمة ضالة المؤمن يأخذها اينما وجدها.
6-الثقة بعقولنا دون عقول الاخرين: من المشاكل التي تؤثر سلبا على تفكيرنا السليم ان الكثير منا يتصور ان عقله خير من عقول الاخرين فتفكيره فوق مستوى النقد ولذا تراه مستبدا برأيه ولو فكر قليلا لوجد ان الاخرين ليسو مجانين وايضا لهم خبرة وكثير منهم يملكون ما لا يملك من طاقات علمية او عقلية فلماذا هذا الجهل رحم الله من عرف قدر نفسه . بل احيانا تجد الرأي السديد عند جاهل حسب مقاييسنا او شابا صغيرا فالكبير لاينبغي ان يمنعه عمره من الانصات الى من هو اصغر منه ولله در الشاعر حينما قال:
ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فريش الخوافي قوة للقوادم
روي عن الامام علي عليه السلام انه قال(اتهموا عقولكم فإنه من الثقة بها يكون الخطأ) وقال(أعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله) ولذا أمرنا ان نشاور الاخرين ونستضئ بعلمهم فعن علي عليه السلام ( اضربوا بعض الرأي ببعض يتولد منه الصواب) وقال(الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه) .
7- الفائدة :في بعض الاحيان يكون التفكير متعلقا بأمر له مساس مباشر ماديا او معنويا على الشخص فهنا تتدخل العاطفة وتلقي بضلالها على العقل فتربك تفكيره وتجعل رأيه يميل الى الهوى وما فيه فائدته فترى صاحبنا يريد لي الدليل بكل قوة لكي يتماشى مع رغباته , حتى يصل الامر احيانا عن البعض ان يحرف الدين ويؤله لكي يكون مع هواهم وهذه من المؤثرات السلبية ايضا وقد روي عن امير المؤمنين عليه السلام في هذا المعنى قوله( طاعة الهوى تفسد العقل) وقال(غلبة الهوى تفسد الدين والعقل).
8- الغضب: من الطبيعي ان الذي يغضب يخرج عن الاتزان ولايمكن ان يكون تفكيره مستقيما ومن الخطأ الفاحش ان يأخذ الانسان قراراته في حال الغضب , روي عن علي عليه السلام(الغضب يفسد الالباب ويبعد من الصواب) وعن الامام الصادق(من لم يملك غضبه لم يملك عقله)
|
التعديل الأخير تم بواسطة معد ; 23-07-2011 الساعة 07:56 PM.
سبب آخر: اضافة
|
|
|
|
|