فضل المبلغ في الروايات
لا يخفى بان فضل المبلغ والمرشد كبير، وثوابه عظيم، وقد وردت فيه أحاديث كثيرة:
1. (أوحى الله إلى موسى تعلّم الخير وعلمّه الناس فاني منور لمعلم الخير ومتعلميه قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم)([1]).
2. وروي عن النبي4 أنه ذكر عنده رجلان كان أحدهم يصلي المكتوبة، و الآخر يجلس فيعلّم الناس الخير، وكان الآخر يصوم النهار ويقوم الليل، فقال4: فضل الأول على الثاني كفضلي على الأنام)([2]).
3. وعنه4: ( أحب المؤمنين إلى الله من نصب نفسه في طاعة الله ونصح لأمة نبيه وتفكر في عيوبه وأبصر وعقل وعمل)([3]).
4. وعنه4 ألا أخبركم بالجواد؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال4: أجود الأجواد الله، وأنا أجود بني آدم، وأجودهم بعدي رجل علم بعدي علماً فنشره، ويبعث يوم القيامة أمة واحدة، ورجل جاهد في سبيل الله حتى قتل)([4]).
وقد أثنى الله تعالى على إسماعيل بقوله: [إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً]([5]).وروي عن الصادقB انه قال: (إنما سمي صادق الوعد لأنه وعد رجلاً في مكان وأنتظره في ذلك المكان سنة فسماه عزوجل صادق الوعد ثم أن الرجل أتاه بعد ذلك الوقت فقال له إسماعيلB: ما زلتُ منتظراً لك)([6]).
واجبات المبلغ
الأول: النموذج الصالح
لا يخفى أن المبلغ لا بد أن يكون هو القدوة الحسنة ونموذجاً صالحاً وعاملاً بما يقول قبل تبليغه،يقول الإمام الصادقB: (كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاح والخير، فان ذلك داعية )([7]). وقد قالت الحواريون يا روح الله من نجالس؟ فأجابB: (من يذكركم الله رؤيته ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله )([8]).
وقال عليB: (من نصّب نفسه للناس أماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه)([9]).
ونحن حينما نستقرأ سيرة الأئمةB نجدهم إذا تكلموا بكلمة وعظ كانوا هم أول العاملين بها قبل أن يعمل بها المتعض، لذا لا بد للمبلغ إذا أراد أن يدخل كلامه قلب المستمع ويؤدي مفعوله لا بد أن يسبقهم في العمل، أما إذا كان غافلاً أو عمل على عكس ما يقوله يكون مصداقاً للآية الشريفة [أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ]([10])، وهذا توبيخ بليغ من الله لمن يعظ غيره ولا يتعظ هو،وفي الآية حثٌ للمبلغ والواعظ على تكميل نفسه، وإصلاح ذاته أولاً قبل أن يبلّغ الغير،وفي مصباح الشريعة قال الصادقB: (من لم ينسلخ من هواجسه ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها ولم يهزم الشيطان ولم يدخل في كنف الله تعالى وتوحيده وأمان عصمته لا يصلح له الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر [أمرأ] يكون حجة عليه ولا ينتفع الناس به قال تعالى (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ) يقال له يا خائن أتطالب خلقي بما خنت به نفسك وأرخيت عنه عنانك)([11]).إذاً ما يراد من المبلغ هو أن يكون قوله طبقاً لعمله حتى يكون كلامه مؤثراً في القلوب.
الثاني: إعلاء كلمة الله
لا بد من قصده الإرشاد، أي إرشاد الناس إلى طريق الخير وإعلاء كلمة الله، والانتصار لدينه، وإنقاذ الناس من ظلمة الجهل إلى نور الحق فإذا كان كذلك كان كلامه مشفوعاً بالتأثير لأنه طبيب الأمة ولا بد له أن يداوي المرضى أصحاب الانحراف، ويرد الشبهات، والأباطيل، والأقاويل، والبدع، والضلالات، والإشكالات التي يردونها على الإسلام والشيعة خاصة، ولذا نرى كم للمبلغين العظام من أياد في إصلاح الأقوام، وكم غيّروا ببيانهم الرائع وعملهم النافع أحوال هؤلاء وما كانوا عليه من الضلال، وأخرجوهم من الضلالات والانحرافات، ومتاهات العمى إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وكانت حصيلة هذه الوقفة منهم أن الله وفقهم إلى إرشاد جمع غفير من المسلمين المنحرفين وغير المسلمين إلى الحق، فببركة توجيهاتهم قد توسع التشيع في أقطار العالم، فجزاهم الله خير الجزاء، وزاد في توفيقاتهم حيث وقفوا أنفسهم لأداء الواجب أينما حلوا وحيثما ارتحلوا، وكان عملهم مثمراً ولم يذهب أدراج الرياح.
الثالث:الإخلاص لله
الإخلاص لله جل وعلا، بما أن الإخلاص أمر عقلي ويحسنه العقل ويثيب عليه الشارع المقدس سيد العقلاء فيستحسن هذا ويثيب عليه إذاً هي صفة أساسية في أداء مثل هكذا مهمة فكلما ازداد الإنسان لله حباً واندفاعاً وبروح عالية وحركة متواصلة لا ينتابها الفتور والشوب، يتيقن بان عمله عبادة وانه يسعى لمرضاته تعالى وتقدس ويعرّف الناس بالله وأحكامه وأنبيائه وأوصيائهم وتقريبهم منه تعالى فان هذا الحافز ألا وهو الإخلاص لله تعالى والحب له والتبليغ لأحكامه بشكل أقوى يحفز الدوافع النفسية للقيام بهذه الأعمال والتفاعل معها، وعندما تغيب هذه الحقيقة عن ذهن الإنسان المبلغ يتحول إلى موظف اجتماعي يفقد عمله الحيوي والتأثير والقيمة التعبدية ويفقد روح المواظبة والتفاني وجميل قوله تعالى في هذه الصورة حيث يقول تعالى وتقدس [... وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ]([12])، وان لا يكون همه المادة وجمع الأموال، ففي الحديث عن الصادقB: (من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة)([13]) وقال تعالى: [ َمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً]([14]) وذكـــر العياشي عن الصادقB انه سئل في تفسير هذه الآية فقال: (من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله وهو شرك مغفور)([15])، أي ليس من الشرك الذي قال الله [لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ]([16])، فان المراد بذلك الشرك الجلي أي يشارك مع الله في العبادة لعبدة الأصنام والكواكب والملائكة وغيرها. وفي الحــديــث عن أبـي عبد الله Bقــال: أن الله يــقول: (أنا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني)([17]) وعن علي بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد اللهB يقولأجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس فإن ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله)([18]) وعن النبي4: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرء ما نوى)([19])
وقال تعالى: [مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ]([20]) وورد عن أمير المؤمنينB انه قال: (لو ان حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس)([21]).
الخلاصة: لابد أن لا يكون باعث المبلغ ينبئ عن ألمراء، والمجادلة، والمباهاة والمفاخرة، والوصول إلى الجاه والمنزلة والمال والتفوق على الأقران والأمثال.
عن أبي جعفرB: (من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار)([22]). وفي تفسير ألقمي عن الصادقB:
( المال والبنون حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعها الله لأقوام)([23]).
وفي الكافي عن أبي عبد اللهB: (من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة)([24]).
وقال تعالى: [مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً]([25]).
الرابع: علم الرجال في التبليغ
أن المبلغ إذا لم يعلم بأن الرواية صحيحة من جهة السند فلا يجوز أن ينسبها إلى النبي4 أو الإمامB، ولو نسبها فعل محرماً لأنه نوع من الكذب عليهم، ولو كان في شهر رمضان بطل صومه، وقد ورد في وصية أمير المؤمنينB: (..... ولا يستحي أحدكم إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم)([26]).
وعن أمير المؤمنينB: ( إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فان كان حقا فلكم وان كان كذباً فعليه)([27]). إذاً لا بد أن يسنده إلى الكتاب أو الراوي.
الخامس: الخطيب وفن التبليغ
لا بد أن يعرف الخطيب والمبلغ الديني بعد أن عرف بأنه قد وطن نفسه في الوعظ و تبليغ الناس، وان الله أنعم عليه، وأعطاه العلم والقدرة في البيان أن يؤدي التبليغ بأحسن وجه من باب أداء شكر المنعم فليعلم إذاً بأن لله عليه حق، وللوقت حق، وللسامع حق، فلابد حينئذ أن يعرف ماذا يقول؟ وهل أن كلامه محترم مفيد للمجتمع أم لا؟ وفي أي وقت يتكلم؟ وعند من؟ عند العلماء أو عند عامة الناس، وأيضا لا بد أن يعلم متى يطنب في الكلام؟ ومتى يوجز، وكيف يتكلم بعد أن يعرف قابلية السامعين، ولابد أن يعرف كيفية تأثير الكلام فيهم، أي يعرف كيفية الخطاب والدعوة، أي متى يتكلم بلين، وفي أي وقت، وأي مجلس لا بد أن يتكلم بحماس، ويعرف كيفية جذب المنحرفين والفارين عن إتباع الشريعة لأن وظيفته أن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة [ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ]([28])
أي ادعوهم إلى الإسلام بالحكمة أي الحجة التي تثبت الحق، وتزيل الشبهة والموعظة الحسنة، أي المقالة والخطاب المقنع والقصص النافعة، ودعوة الأولى للخواص والذين يطلبون معرفة الحقائق، والثانية للعوام من الأمة [وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] أي ناظرهم بأحسن ما عندك من الحجج والبراهين المزيحة للشبهة والقامعة لأقوالهم التي تصدر عنهم عن جهل وعناد، ولابد أن تكون المجادلة برفق ولين، وخفض الجناح حتى تقع مقالتك مورداً للقبول، ويخضع المعاند لما هو حق، لتسكين لهب المعاند، وإطفاء نار شغب الجاحد لا يمكن إلاّ بهذه الكيفية [وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ]([29])، ولابد أن يراعى الوضع الديني والاجتماعي والأخلاقي لذلك المجتمع، ويطرح المسائل المفيدة لهم، أي لا بد له أن يراعي في التبليغ مقتضى الحال، وفي الحقيقة لابد أن يدرس المبلغ مدة ممارسته في التبليغ روحية الأشخاص الذي يريد أن يبلغ في وسطهم، فعن عليB: (من اشتغل بغير المهم ضيع الأهم)([30]).
السادس: الأسوة الحسنة
لابد أن يقول الخطيب كلمة الحق، قال النبي4 لأبي ذر: (يا أبا ذر الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو)([31]) متأسياً في ذلك بالنبي والأئمةB قال تعالى: [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ]([32]) أي قدوة حميدة، ولا بد لكم من متابعة أقواله وأفعاله الشريفة، وهو نعم المثل لكم في أخلاقه السامية، وثباته على الحق، ولا يطلب رضا المخلوق بسخط الخالق، ويكون له شهامة من بيان ما يرضي الله، ولو كان ذلك بسبب مواجهة الظلمة وذوي القدرة مستعيناً بالله، ولو قد يتعرض لبعض المصائب كالسجن أو التشريد أو القتل، ولا بد من الصبر، قال تعالى: [يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ]([33]) وأما إذا تخوف أو جبن وضعف خصوصاً أمام المبدعين ، وكتم الحق فان ذلك يعني انه ارتكب الذنوب الكبيرة كما في الحديث عن الصادقينH: (فإذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سُلب منه نور الإيمان)([34]) إذاً لابد له من الصبر [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ]([35]), والصبر على المصاعب طريق الفلاح.
السابع: الدين والسعادة البشرية
لابد للمبلغ أن يبين بأن الدين كافٍ لسعادة البشر في الدارين، وانه ليس مختصاً بزمن دون زمن، وان حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة.
الثامن: إحياء أمر أهل البيت
على الخطباء والمبلغين بالإضافة إلى الإرشاد، وبيان التكاليف إحياء أمرهمG، فعن عبد السلام الهروي عن الإمام الرضاB قال: (رحم الله عبداً أحيا أمرنا .....الحديث)([36])، وعن الإمام الصادقB قال: ( حدثوا عنا ولا حرج رحم الله من أحيا أمرنا)([37]).ولابد أن يذكروا مصائبهم، وما ورد عليهم من المحن لأنه أمرٌ محبوب مرغوب، وقد أعد الله للمبكي والباكي والمتباكي الثواب العظيم، وقد ورد في الحديث: (ما من أحد قال في الحسينB شعراً فبكى وأبكى به إلاّ وجب الله له الجنة وغفر له)([38]) .
التاسع: حق الخطيب على الناس
كما أن للناس حق على الخطيب في بيان الحق وأداء الأمانة فللخطيب حق على الناس في الاستماع إلى مواعظه وإرشاداته، والعمل بما يستفادونه منه فكما أن الإنذار واجب فالحذر أيضاً لازم، يقول الله تبارك وتعالى: [فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ]([39]) ، أي جماعة معدودة من المؤمنين يتفقهون في الدين، ويتعلمون ويفهمون حقيقة أوامر الله ونواهيه لينذروا قومهم أذا عادوا لكي يحذرونهم سخط الله فلا يعملون بخلاف ما أمر.
العاشر: الخطيب وبيان الفتوى
أن المبلغ أو الخطيب إما أن يكون مجتهدا فيعمل برأيه، وإما مقلدا فلا بد أن تكون جميع أعماله وأقواله مطابقة لفتوى مجتهد، فإذا سئل عن مسألة فمادام لم يعلم حكمها فلا يجوز له الإفتاء من نفسه بل لابد من المراجعة حتى لا يفتي خلافاً للحكم الشرعي، فعن الصادقB:
(إياك وخصلتين مهلكتين أن تفتي الناس برأيك أو تقول بما لا تعلم)([40]).وروي أيضاً: (من أفتى بغير علم كان ما يفسده أكثر ممّا يصلحه)([41])
الحادي عشر: نزاهة الخطيب
بعد ما قلنا بأنه لابد أن يكون عمله خالصاً لله ويترك التملق بأشكاله، أي يظهر باللسان ما ليس في القلب، وهو نوع من المكر أي خب وخداع، وهذه من الصفات المذمومة، وفي الدعاء: (أعوذ بك من مكر الشيطان) أي وسوسته، ونفسه، ونفخه، وتثبيطه، وحبائله، وخيله، ورجله، وجميع مكائده، وهذا النوع يستعمله الإنسان لمنفعته الشخصية لأجل الوصول إلى المقصد بمدح شخص لا يليق بالمدح تملقاً إليه، وقد ورد في الحديث: (أحثوا التراب في وجوه المداحين)([42]).
قال أمير المؤمنينB: (لولا أن المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس)([43]).
الثاني عشر: غنى الخطيب
لا بد للمبلغ أن يظهر الاستغناء، وعدم الاحتياج إلى الناس ويكون نظره فقط إلى الله بعد أن عرف بأنه الغني المطلق، وهذا يكون علامة الشرف وعظمة العمل الذي يؤديه.
فعن أبي عبد اللهB: قال كان أمير المؤمنينBيقول: ( ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس، والاستغناء عنهم فيكون افتقارك أليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغنائك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك)([44])
وعن النبي4: (نعم العون على تقوى الله الغنى)([45]).
الثالث عشر: الشخصية المثالية للمبلغ
لابد للمبلغ أن يحفظ وقاره وهيبته، ومع ذلك لا بد أن يكون متواضعا عند مقابلة الناس كما قال تعالى: [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنا]([46])وعن جابــــر عن أبـــي جعفـرB قــال ( كيف من انتحل قول الشيعة، وأحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، والتخشع، والإنابة، وكثر ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، وتعاهد الجيران من الفقراء، وذوي المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشايرهم في الأشياء، قال جابر فضحكت عند آخر كلامه، فقلت: يرحمك الله يا بن رسول الله ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة قال: يا جابر لا تذهبنّ بكم المذاهب أيحسب الرجل أن يقول أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا فلو قال أني أحب رسول الله، ورسول الله خير من علي ثم لا يتبع لسيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، اتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العبادة إلى الله وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر ما يتقرب إلى الله إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا لنا على الله حجة من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو والله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل )([47])
الرابع عشر: المبلغ والروح الأبوية
أن يكون المبلغ مشفقاً على المتعلم، ويـــــكون همه النصيحة له ومقتصراً في الإفادة على قدر همته، ومتكلماً معه باللين، والهشاشة لا بالغلظة والفظاظة، ولا بد له أن يكون محبا وحريصا على الإصلاح والتغيير، فعندما يـــــــحمّل الناس العامل للإسلام هذه الصفة، ألا وهي صفة الحب للآخرين والعطف عليهم، ويحمل روحاً إنسانية تشعره بضرورة إنقاذ الإنسان وإصلاحه فيندفع نحو هذا العمل بقوة وتفاعل وتفان، وهم صادق متواصل يملك منه فكره ومشاعره ولنا في رسول الله4 أسوة حسنة ففي هذا المجال نقرأ حبه4 للبشرية وتألمه من إعراضهم عن الدعوة الحق، وحرصه على هدايتهم ثم يتحسر ويمتلئ ألماً في نفسه من مواقفهم الرافضة لله تعالى [ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ([48]) نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً]([49]) وأيضا قوله تعالى [فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ]([50]) في هاتين الآيتين الكريمتين يخفف القرآن الكريم من وطأة الألم النفسي الذي يعاني منه الرسول4 بسبب إعراض قومه عن قبول الإسلام والوقوف بوجهه، كما يكشف عمق الإخلاص والاهتمام بهداية الناس والحرص عليهم من قبله4 ولذا قال تعالى: [قَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ]([51]).فهكذا لابد للمبلغ أن يعيش الحرص على هداية الآخرين ويحمل الرسالة والإصلاح والتغيير، فان المشاعر والأحاسيس النفسية تغذي القناعات والمعتقدات العقلية بالقوة الدافعة، وبحرارة الانتقال من النظرية إلى التطبيق.
الخامس عشر: العظة وأهلها
أن لا يضنن أي (لا يمنع) على من هو أهل للموعظة، لأن منع العظة عمن له القابلية للتعليم والاستفادة ظلم، بل لابد أن لا يبذل العلم ولا يبثه في غير أهله لأن بذل الحكمة للجهال ظلم لها ولأهلها، ففي الحديث عن الصادقB: (فقال عيسى: يابني إسرائيل لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها أهلها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم)([52]).
السادس عشر: المحاكات التبليغية
من شأن المبلغ أن يدخل الاطمئنان في قلوب المؤمنين [هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ]([53]) أي الاستقرار والطمأنينة النفسية التي يتمكن بها أن يقف مقابل حالة التوتر والاضطراب الفكري التي قد تدفع الإنسان إلى المصائب والكوارث، والاضطراب الفكري كما هو الآن في العالم المتقدم بالصناعات إلا أنه مصاب بالمآسي والويلات، وحالات الانتحار لعدم وجود السكينة والاطمئنان عندهم.
السابع عشر: الصبر
لا بد له من الصبر على المشكلات، والصبر: هو حبس النفس على المكروه امتثالاً لأمر الله، وهو من أفضل الأعمال، وهو أفضل من الصبر على المصيبة.وفي الحديث: (الصبر على ثلاثة أوجه: وصبرٌ على المعصية، وصبرٌ على المصيبة، وصبر على الطاعة)([54]) وفي حديث آخر: ( الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب)([55]) ـــ فالأول هو بمعنى مقاومة النفس للمكاره والواردة عليها وثباتها وعدم انفعالها، وقد يسمى سعة الصدر، وهو داخل تحت الشجاعة، والصبر الثاني مقاومة النفس لقوتها الشهوية، وهو فضيلة داخلة تحت العفة([56])ـــ .
وعن الوشا عن بعض أصحابه عن أبي عبد اللهB قال: (اناصُبَّر وشيعتنا أصبر منا، قلت: جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال: لأنا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على ما لا يعلمون)([57]).
وعن النبي4: (الإيمان نصفان نصف في الصبر ونصف في الشكر)([58]) فمادام المبلغ الديني لا يتمتع بروح صبورة، وقلب واسع، ولم يقف أمام الصعوبات فانه غير قادر على مواصلة العمل، والوصول إلى المقصد، بل لابد أن يجعل نفسه مستعداً لصنوف الأذى خصوصاً من الجهلة، ولا يقابلهم إلاّ بالتي هي أحسن، وبعبارة أخرى إذا أراد العبور من المضيق الكثير الصعوبة، والأرض ذات الأشواك فعليه بالصبر.
الثامن عشر: الخطيب وشهر محرم
وظيفة الخطيب والمبلغ في شهر محرم، ولو أن البكاء حسن على مصائبهمb، وله ثواب عظيم، وقد ندبوا صلوات الله عليهم إليه، ولكن لابد للخطيب من الموعظة، وخصوصاً حينما يرى ذلك الجمع الغفير الذي قد لا تسنح له الفرصة بجمعهم في غير عاشوراء، ولا يتحقق ذلك الاجتماع في وقت آخر فيغتنم الفرصة ويذكرهم الجنة والنار، وعقاب الله وثوابه، فحينئذ يكون قد أدى ما عليه من الواجبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصاً وأنه يمثل صوت الإسلام، وأنه لسانه، فلا بد أن يبحث في منبره جميع الجوانب الدينية والدنيوية مع المصيبة، وذكر ما ورد عن الأئمةG، وتفسير الآيات الشريفة، وذكر الأخلاقيات والمعارف الإلهية، بالإضافة إلى الإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
التاسع عشر: المبلغ الرسالي الناجح
ومن صفات المبلغ الرسالي الناجح أن يكون شخصية اجتماعية، يألف الناس وهم يألفونه، خفيف الظل، يتمتع بقابلية التفاعل والاندماج مع الآخرين، يؤثر فيهم ولا يتأثر بهم، من أجل انتشالهم مما هم فيه، فهو عنصر مغير فاعل لا مستسلما عندما يدخل الأجواء الفكرية والسلوكية الملوثة. وأما الشخصية الانطوائية الانعزالية فلا تؤهل صاحبها بان يكون مبلغاً رسالياً ناجحاً.
فالانطواء والعزلة ليستا من صفات المبلغ لأنهما لا ينسجمان مع عمله ومنهجه في الحياة لأنه طبيب للروح والطبيب يدور بين الناس بحثاً عن المريض ليعالجه ويكتسب من علاجه الخبرة ليرتقي بعلاجه إلى علاج الغير فقد تكون العزلة في ظرف ما تنفع الكاتب ليتفرغ لذلك أو العابد ولكن التبليغ من الاحتكاك بالطرف الآخر وان لم يكن بالمستوى المطلوب ولكن الاحتكاك به يوقفه عند حده من الاستهتار وكشف خبثه للناس لكي لا يؤثر عليهم.
العشرون: حسن الخلق
أمرنا الله تعالى أن نتأسى بالنبي محمد4 وبأهل البيتG لأنهم نفس رسول4 فقد وصف القرآن الكريم هذه الشخصية العظيمة خريجة المدرسة الإلهية بأنه على خلق عظيم فقال عز من قائل [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ]([59])، وأيضاً [وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ]([60]) وثالثة [وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً]([61])، ورابعة [وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينٍَ]([62])، وخامسة [ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ]([63])، وسادسة [وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ]([64])، وسابعة [فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ]([65])، وثامنة [وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ]([66])، وتاسعة [وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ]([67]).
وروي عن النبي4أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)([68])، أن التعامل مع الآخرين وكسبهم هو فن وخبرة ومعرفة، فحسن الخلق وحسن المعاشرة والتعامل مع الآخرين من أهم الوسائل النفسية تأثيراً عليهم وامتناعهم بقبول الفكرة من خلال قبول أخلاق الشخصية التي تحمل الخطاب، فأخلاق المبلغ الرسالي أبلغ من كلمة الإقناع وهي رسوله إلى الآخرين، الذي يمر من غير أن يواجه الحواجز والموانع، فالوجه الطلق، والكلمة الطيبة الرقيقة التي تفرح الحزين، وتسر البائس وترضي الساخط والعفو عن المخطئ، والصفح عن عثراته، واللين في المعاملة، وترك اللجاجة والإلحاح والابتعاد عن الغضب والانفعال، .....الخ كلها ممارسات تجسد حسن الخلق ونرى القرآن الكريم يثني على النبي4 لحسن خلقه وتعامله الناجح في العمل والدعوة إلى الله تعالى حيث يقول:[وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ]([69])، فالقرآن الكريم من خلال ما شرحناه ومن خلال الآية الكريمة يعزو عدم تفرق الناس واعتزالهم عن الرسالة إلى نزاهة المبلغ من الفضفاضة والقساوة، وسوء التعامل واتصافه بالرقة واللين وحسن الخلق فلذا وصف القرآن الكريم النبي4 في تبليغ رسالته بقوله تعالى [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ]([70]).
الحادي والعشرون: الحكمة
كيفية بيان الحكمة وبعد النظر قرآنياُ كما في قوله تعالى[ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ]([71])، فهذه هي من الصفات المهمة والأساسية في نجاح المبلغ في عمله وعلاقاته مع الآخرين، وتخطيطه للمستقبل وتجاوز المرحلة والموقف الآنيين، ووضعهما ضمن النظرة المستقبلية فهو يعمل ويخطط للمستقبل، فالحكيم من يضع الأشياء في مواضعها. فهو حكيم في تفكيره وتصرفه وحديثه، وانتقاء العبارات والموضوعات وأساليب الطرح وطريقة التعامل والأجواء المناسبة في طرحه وانتقائه للموضوع والزمان والمكان، فالعمل الذي يفقد الحكمة يتحول إلى ضرر ويكون عائقاً للمسيرة العملية التربوية الإسلامية.
ومن مصاديق الحكمة في شخصية المبلغ: انه يخطط لعمله، ويفكر للمستقبل، كما يفكر للحاضر. فيعرف كيف يكسب الأصدقاء وكيف يتجنب الأعداء وكيف يكسر الطوق عن القلوب الغليظة القاسية ليصل إليها وكيف يوظف طاقات الخصوم لصالحه وكيف يستفيد من تجارب الآخرين وكيف يقنع الإطراف الأخرى بفكرته ومشاريعه وكيفية التعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه بنجاح.
الثاني والعشرون: القدرة والقابلية في الحديث
القدرة والقابلية في أدارة الحديث والتحاور مع الناس، قال تعالى في هذا الأمر [وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] أن نجاح القضية التي يراد التبليغ إليها لا بد أن يكون المبلغ الذي هو صاحب الخطاب مؤمنا بقضيته ملماً بها لكي يقنع الرأي العام وإلا فقد نخسر هذه القضية أذا تصدى لها من ليس له المعرفة في هذا الباع وقد أورد القرآن الكريم جملة من الآيات التي تتحدث عن الأسلوب وكيفية الإدارة فالحوار والحديث لا بد فيهما من قدرة وقابلية ولا بد من الفن والخبرة.
إذاً لا بد للمبلغ أن يتقن هذا الفن ويتدرب عليه تدريباً عملياً وعلمياً في طريقة الحوار والمناقشة وأسلوب عرض الفكرة والدفاع عنها ولعل السر في نجاح المحاور هو سيره مع الطرف الآخر من مقدمات ومنطلقات متفق عليها للوصول إلى النتائج المطلوبة وترك طلب الانتصار على الطرف الآخر، سواء أقتنع الطرف الآخر بفكرته أم لا، وليس تسجيل النصر عليه، ولابد للمبلغ أن يحسن إيصال أفكار الإسلام وتبلغيه للناس بما يملك من وسائلِ، وأيضاً عليه أن يكون مجيداً لفن الخطابة والحديث والكتابة والمحاضرات العامة.
( خاتمة الفصل (
ان تحمل المشاكل عند الإنسان الرسالي الذي يريد التغيير وحمل أعباء الرسالة أمر في ذاته ليس هيناً، لأنه قد يواجه رفضاً عنيفاً من قبل القوى الحامية للأنظمة الجاهلة وحاضنتها، والبنية الجاهلة غير المثقفة التي تقف بوجهه، مريدة من ذلك الحفاظ على المصالح والمطامع التي سوف تفقدها عندما يأخذ الإسلام دوره الحقيق في بناء المجتمع ونبذ الطاغوتية لذا فان هذه القوى الشريرة سوف تستنفر كل قواها وطاقاتها للإجهاز على العاملين على تغيير المجتمع والداعين إلى إقامة البديل الإسلامي، وتلك حقيقة يجب أن يعيها المبلغ وان يكون مهيئاً لتحمل المشاق والمحن والاضطهاد بثبات وعزم، لا يلين ومع تطور المجتمعات البشرية وتعقيدها من خلال المشاكل والمؤسسات والقوى المؤثرة فيها ولم يعد العمل العفوي والمرتجل بقادر على انجاز المهام وتحقيق الهدف المنشود، بل لا بد من الدراسة والتخطيط للنشاط والمشاريع التبليغية التي تحمل فكر الإسلام وأهدافه ومبادئه فعلى المبلغين جميعاً أن يكونوا حزمة واحدة وبالمستوى المطلوب لتحمل هذه المسؤولية فرداً كان أو مؤسسة تبليغية ولا بد من أخذ هذا الأمر على محمل الجد وكما تقول القاعدة الأصولية: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)
[1]- الدعوات، ص276.
[2]- إرشاد القلوب، ص17.
[3]- ميزان الحكمة ج1، ص506.
[4]- المستطرف في كل فن مستظرف: ج1، الباب الرابع في العلم والأدب وفضل العالم والمتعلم.
[5]- مريم:55
[6]- تفسير الميزان ج1، ص383.
[7]- الكافي ج2، ص78.
[8]- تحف العقول، ص44.
[9]- شرح نهج البلاغة ج4، ص16.
[10]- البقرة: 44.
[11]- تفسير نور الثقلين، ص75.
[12]- الحجرات:7.
[13]- التحفة السنية، ص10.
[14]- الكهف:110.
[15]- تفسير العياشي: ج2، ص352.
[16]- النساء: 48.
[17]- تفسير الميزان ج13، ص407.
[18]- بحار الأنوار ج2، ص133.
[19]- سنن ابن ماجة: ج2، ص1413.
[20]- الشورى: 20.
[21]- بحار الأنوار: ج2، ص37.
[22]- نهاية الدراية ، ص497.
[23]- بحار الأنوار ج67، ص225.
[24]- الكافي ج1، ص46.
[25]- الإسراء:18.
[26]- بحار الأنوار: ج2، ص115.
[27]- الكافي: ج1، باب رواية الكتب والأحاديث، ح7، ص52.
[28]- النحل: 125.
[29]- آل عمران: 159.
[30]- ميزان الحكمة ج4، ص2791.
[31]- الامالي، ص533.
[32]- الأحزاب: 21.
[33]- المائدة: 54.
[34]- علل الشرايع ج1، ص236.
[35]- الزمر: 10.
[36]- زبدة الأحاديث في أربيعين حديث: ص7.
[37]- بحار الأنوار ج2، ص151.
[38]- معجم رجال الحديث ج5، ص49.
[39]- التوبة: 122.
[40]- مستطرفات السرائر ج3، ص645.
[41]- مستدرك الوسائل ج17، ص248.
[42]- الجامع الصغير ج1، ص41.
[43]- ثواب الإعمال، ص271.
[44]- الكافي ج2، ص149.
[45]- منتهى المطلب ج2، ص998.
[46]- الفرقان:63.
[47]- السرائر ج3، ص636.
[48]- البخع: قتل النفس غماً ( الراغب الأصفهاني معجم مفردات ألفاظ القرآن والمعنى أي دع الأسف والحزن الذي يضر بنفسك بسبب عدم استجابتهم لدعوتك)
[49]- الكهف: 6.
[50]- فاطر:8.
[51]- التوبة: 128.
[52]- الكافي:ج1، ص42.
[53]- الفتح:4 .
[54]- بحار الأنوار ج79، ص136.
[55]- شرح نهج البلاغة: ج4، ص14.
[56]- مجمع البحرين: مادة صبر.
[57]- الشيعة في أحاديث الفريقين، ص423.
[58]- تحف العقول: ص48.
[59]- القلم: 4.
[60]- آل عمران: 159.
[61]- البقرة: 83.
[62]- الشعراء: 215.
[63]- فصلت: 34.
[64]- آل عمران: 134.
[65]- الزخرف: 89.
[66]- المؤمنون: 3.
[67]- النحل: 125.
[68]- عيون أخبار الرضا: ج2 :ص 58 وذكره السيوطي في الجامع الصغير..
[69]- آل عمران: 159.
[70]- القلم: 4.
[71]- النحل: 125.