[abatharrr]

أصدر سماحة آية الله العلامة الشيخ محسن الأراكي (حفظه الله تعالى) بياناً جديداً حول الأحداث الجارية في البحرين، وهذا نصه:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه وتعالى :
﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [سورة النساء: 75].
إلى شعب البحرين المجاهد، وإلى علمائه المجاهدين الأبرار، وشبابه الثائرين الأخيار:
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسلام الله على شهداء بلاد البحرين الأخيار الأبرار، وشهيداتها الطاهرات البواسل.
إنّ صمودكم يا أبناء الإسلام في البحرين ضد الطغاة المفسدين لهو أكبر دليل على أنّ المدد الإلهيّ حليفكم، وأنّ النصر الذي وعد الله عباده الناصرين به قد اقترب منكم، فقد قال سبحانه وتعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللهَ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُها * ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [سورة محمّد: 7-11].
أجل؛ إنّ الله مولاكم، والمفسدون لا مولى لهم.
أولستم أنتم يا شعب البحرين أهل الإيمان والولاء لله ولرسوله صلّى الله عليه وآله، وللذين آمنوا؟! فهذا كتاب الله سبحانه وتعالى يعدكم في آية أخرى بالغلبة الحتميّة التي لا دافع لها؛ إذ يقول:
﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [سورة المائدة: 56].
أليس الله سبحانه وتعالى قد أرانا في العصور الماضية وفي عصرنا القريب كيف صنع بمثل هؤلاء الطواغيت الأقزام، بل وبأعظم منهم قوّة وعِدّة وعُدّة؛ من أمثال: شاه إيران، وصدام العراق، ومبارك مصر، وابن عليّ تونس، وقد قال الله في الآيات التي مضت: ﴿وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُها﴾؟!
إذاً: ثقوا إخوتي وأخواتي بالنصر، واثبتوا في درب الجهاد والمقاومة والصمود؛ فإنّ نصر الله قريب، واعلموا أنّ كلّ كلمة أو موقف يؤدّي إلى تثبيط عزيمة المجاهدين، وتخويفهم من عواقب الجهاد والصمود، فإنّما هو من نفثات الشيطان، لابدّ أن يضرب به عرض الجدار، وأنّ مواصلة درب الجهاد حتّى تحقيق النصر الكامل هو الواجب الإلهيّ الذي لا ينبغي أن يشكّ فيه مؤمن يثق بكتاب الله ووعوده، ويؤمن بأوامره ونواهيه:
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [سورة محمّد: 35].
والآن، وقد تجاوز المفسدون حدّهم، وعاثوا في أرض الله فساداً، وأوغلوا في دماء الأبرار، وانتهى بهم الطغيان إلى هدم المساجد، وحرق المصاحف، والاعتداء على الأعراض، فالواجب على كلّ مسلم، وبكلّ ما أوتي من وسائل الدفاع والمقاومة أن يدافع عن نفوس المؤمنين، وأعراضهم، وأموالهم، وعن بيوت الله، ومقدّسات المسلمين:
﴿فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ﴾ [سورة محمّد: 35].
ثمّ إنّ الله سبحانه وتعالى حكم في كتابه الكريم على المفسدين في الأرض، المحاربين لله ورسوله بأن يقتّلوا؛ فقال:
﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ ..﴾ [سورة المائدة: 33].
فعلى من يتمكّن من تنفيذ حكم الله أن يقوم بواجب تنفيذ حدود الله عزّ وجلّ في من يلي:
أوّلاً: من ثبت تورّطه في هدم مسجد، أو حرق مصحف.
ثانياً: من ثبت اعتداؤه على عرض مؤمن أو مؤمنة.
ثالثاً: من ثبت تورّطه في تعذيب المؤمنين داخل سجون الطغاة.
رابعاً: من حَكَم بالإعدام على مؤمن أو مؤمنة، أو شارك في تنفيذ حكم الإعدام بحقّ مؤمن أو مؤمنة.
نسأل الله سبحانه وتعالى النصر العاجل لجميع المجاهدين في البحرين، واليمن، وليبيا، ومصر، وتونس، وأن يكفّ الله سبحانه وتعالى عن المؤمنين جميعاً شرّ الطغاة والمفسدين، وأن ينصر مجاهدي فلسطين على أعدائهم الصهاينة الملحدين، وأن ينصر المؤمنين على أعدائهم الكافرين؛ إنه سميع مجيب.

والسلام على إخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته
محسن الأراكيّ
24 جمادى الأولى 1432ﻫ