اللهم صلي على محمد وال محمد
الاعلام المكثف الذي وظفه الوهابيون ضد مسالة تعارض الشفاعة مع مبدا التوحيد
تدور عقائد الوهابيين بشكل اساسي حول عدد من المحاور واكثرها وضوحاً هي مسالة
التوحيد في الأفعال والتوحيد في العبادة فهم يفسرون فرعي التوحيد وكأنما يتعاران مع الشفاعة
والتوسل بارواح الأنبياء والأولياء وشفاعتهم بين يدي الله ولهذا السبب فقد اعتبرو جميع فرق المسلمين التي تعتقد بهذا الأمور مشركة (باستثناء الوهابية لأن كل المسلمين تعتقد بها) وحتى انهم يعتبرون اموالهم واعراضهم مباحة كما كان يفعل عرب الجاهلية المشركون
وانطلاقاً من هذا المعتقد فقد اراقو الدماء الكثير من المسلمين من الحجاز والعراق ونهبو اموالهم
وارتكبو جرائم كثيرة ولمؤسس هذا النمط هو محمد بن عبد الوهاب كتاب يعرف (رسالة القواعد الأربعة ) يقول فيه ان الخلاص من الشرك يكون بمعرفة اربع قواعد
الأولى ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ولم يدخلهم ذالك في الأسلام ويستند على قوله تعالى ( قل من يرزقكم من السماء والأرض امن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل افلا تتقون )
الثانية انهم يقولون اي مشركي الجاهلية انهم يقولون مادعونا الأصنام وتوجهنا اليهم
(ويعبدون من دون الله مالا يضرههم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)
الثالثة ان الرسول ظهر على قوم متفرقون في عبادتهم فبعضهم يعبد الملائكة
وبعضهم الانبياء وبعضهم الاشجار وبعضهم الشمس والقمر فقاتلهم ولم يفرق بينهم
الرابعة ان مشركي زماننا اغلظ شركاً من الأولين لأن اولئك يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة وهؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى
(فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البرا اذهم يشركون )
والغريب انهم يتمسكون بهذا الاقاويل المنحرفة الضالة فيبيحون وبكل بساطة ارواح واموال خصومهم من المسلمين ويجيزون قتلهم !
ويقوا اخر من زعماء الفرقة الضالة سليمان في كتابه الهدية السنية بأن الكتاب والسنة يشهدان على ان كل من يجعل الانبياء والملائكة او بعض الاصحاب واهل البيت واسطة بينه وبين الله ليشفعو له عند الله فمثل هذا الشخص كافر ومشرك ومباح دمه وماله وحتى لو كان يشهد الشهادتين ويصلي ويصوم انتهى الكلام
النقاط الخاطئة في هذا الأستدلال
1 ان الأيات القرانية تثبت لنا هذا الحقيقة وهي ان الشفاعة مبدأ اسلامي وقراني وبديهي الأ انها تضمنت شروطاً للشفيع والمشفوع فلا يمكن لاحد ان يتحث باسم الاسلام والقران وينكر مبدأ الشفاعة وهي من ضرورات الاسلام واحكام القران
2 ان الشفاعة التي ذكرها القران شفاعة يرتبط خطها ب اذن الله ومالم ياذن بالشفاعة فلايحق لشفيع ان يشفع اذن الشفاعة صادرة من الاعلى ومشروطة ب اذن الله وهي ليس الواسطة المعروفة في وقتنا الحالي ان كهذه الشفاعة تعد تاكيد لمسألة التوحيد لأن خطها يصدر عن الله وهذا هو التوحيد البعيد عن اي لون من الوان الشرك لكن الوهابية الذين تشابهة عليهم الشفاعة القرانية مع الشفاعة الشيطانية لحواشي السلاطين انكرو مبدأ الشفاعة واعتبروه مضاد للتوحيد
3 الشفاعة في حقيقتها سبب للنجاة كما هو الأعتقاد بوجود الأسباب في عالم الخلقة والتكوين كتأثير اشعة الشمس وتساقط المطر في نمو الأعشاب لايتنافى مطلقاً مع مبدأ التوحيد لأن تأثير هذه الأسباب يتحقق بأذن الله
4 ان الشفاعة التي يرفضها القران في عبادة الأصنام هي انهم كانو يجعلون من الأشياء الخالية من اية ميزة او خاصية شفيعة لهم الى الله كما يقول تعالى ( ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولون هؤلاء شفعؤنا عند الله)
وشي اكيد ان هذا لاعلاقة لهم بشفاعة الانبياء والاولياء فهذا الكلام يخص الاصنام وهي عارية عن اي عقل واحاسيس ومن جهة ثانية القران يذم الشفاعة القائمة على اساس
الاعتقاد باستقلال الشفيع وتأثيره بمصير الناس بلا اذن من الله وقال تعالى
(والذين اتخذو من دونه أولياء ما نعبدهم ألا يقربونا إلى الله زلفى ) هؤلاء كانو يعبدونهم ام اذا لم يعبد اولياء الله وابياءه والأولياء والملائكة بل يحترمهم
ويكرمهم ويرى فيهم شفعاء له بين يدي الله فهو غير مشمول بهذه الاية
5 ام قول الوهابية ان عبدة الاوثان العرب كانو يعتقدون ان كل شيء بما فيه المالكية والرازقية لله تعالى وكانت مشكلتهم تتمثل فقط بشفاعة ووساطة الاوثان
فهو خطأ ناتج من افتقارهم العلمي فهم كانو يصفون بعض الصفات للاصنام
( فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون )
يتبن من هذه الأية انهم كانو في الأوضاع العادية يتوسلون بالاصنام لحل مشاكلهم
وفي الشدائد يتعلقون بالله واية اخرى
(قل ارءيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السموت)
لوكان المشركون يعتقدون بتفرد الله في الخالقية وينظرون الى الأصنام نظرة
ان القران الكريم وصف عبدة الاوثان ب المشركين واعتبر عملهم شركاً فلو لم يكونو يعتقدون بنوع من الشركة بين الله والاصنام وكانو يحسبونها شفعاء فقط بين يدي الله اذا لما كان هذا التعبير صحيحاً
لأن كلمة الشرك والمشرك دالتان على انهم كانو يعتبرون الاصنام شركاء لله في الربوبية
وحل المشاكل وكانو يقولون بنوع من الاستقلال لتلك الأصنام في تدبير شؤون العالم
وكانو يعتبروها اندادا لله لا مجرد وسطاء
(ولايغنى عنهم ماكسبوا شيئاً ولاما اتخذوا من دون الله أولياء )
وقد تكرر في القران تعبير من دون الله في وصف معتقدات المشركين وهذا دليل على انهم كانو يتخذون موجودات من دون الله لتكون لهم انصار واولياء وهذا شرك في الربوبية لامسألة الشفاعة
لو ان الأنسان تمسك بأولياء الله فقط واعتبرهم دون غيرهم شفعاء له بين يدي الله
لاشركاء له في الولاية والنصرة والتدبير وان شفاعتهم لاتحصل الاباذن الله
لابصورة مستقلة فلا اعتراض عليه في مثل هذه الحالة
وانما الأعتراض حينما يغفل المرء عن واحد من هذه المبادىء الثلاثة او كلها