بعدما كثرت أعداد المفتين ،بتنا ننام ونجد فتوى جديدة كل صباح بدل وجبة الإفطار .
"إذا أفلس التاجر قلب أوراقه العتيقة"، والشيء ذاته ينطبق على من ينبش في كتب أهل الفتاوى الأقدمين ليستخرج ما يجده مادة جديدة تسلط مزيدا من الأضواء على شخصه ، إلى أن أصبح بعض الشيوخ ينافسون نجوم الفضائيات لكثرة ظهورهم فيها! بعض الفتاوى لا يمكن تطبيقها عمليا ولا يمكن ان تتطابق مع بشر يعيش في هذا القرن .
هل من عاقل يدع نهد زوجته عرضة (للمص) من كبير في العمر بحجة ممسوخة تقول انه سيصبح ابنها بعد الرضاعة (المص)!؟
يلوم المسلمون رسامي الكاريكاتير الأجانب والكتاب الغربيين الذين يهاجمون الإسلام ، ولا يلومون الانتحاريين ومن جندوهم ، ولا يلومون المشايخ الذين أساءوا إلى الإسلام وجعلوه بنظر جمهور واسع من الغربيين يشبه صورة كاريكاتيرية مضحكة ، من خلال أعمال بعض المسلمين وبعض الفتاوى الغريبة ، لو عمدنا لان نستعرض بعجالة بعضا مما صدر من فتاوى ،لتملكنا العجب !.
فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بتحريم إهداء الزهور .
فتوى الشيخ ابن باز في تحريم القول بدوران الكرة الأرضية .
فتوى الشيخ ابن عثيمين في تحريم تعلم اللغة الإنجليزية .
فتوى الشيخ علي الخضير في جواز الكذب وشهادة الزور .
فتوى تحرم لعب كرة القدم. صدرت من عدد كبير من المشايخ .
فتوى الشيخ سليمان الخراشي في جواز نهب أموال العلمانيين وانتهاك حرماتهم
فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الجهاد ضد الشيعة والبصق في وجوههم . .
فتوى الشيخين عثمان الخميس وسعد الغامدي في تحريم الانترنت على المرأة بسبب "خبث طويت المرأة ولا يجوز لها فتحه إلا بحضور محرم مدرك لمكر المرأة ".
فتوى أم أنس في تحريم الجلوس الكراسي والمقاعد والأرائك ونحوها .
فتوى يوسف الأحمد بهدم الكعبة منعا للاختلاط .
فتوى الشيخ المغربي الزمزمي بجواز شرب الخمر للمرأة الحامل .
فتوى سلمان العودة بجواز رتق غشاء البكارة .
فتاوى بالجملة ومن مصادر عدة تحرم لبس القبعات والتيشيرتات لأنها تشبه ملابس الكفار، وهناك فتوى تحرم تشجيع أندية كرة القدم الأوربية(ريال مدريد وبرشلونة)
تحديدا ،ومنع ارتداء ملابس اللاعبين ! .
فتوى الشيخ محمد النجيمي بعدم جواز زواج المعلمة من سائقها هذه فتوى طبقية.قبلها سمعنا عن تطليق زوجة من زوجها في إحدى محاكم السعودية بحجة (فرق النسب) ويقصدون الفروق الطبقية !.
هل هذا من الإسلام في شيء؟
احل عبد العزيز بن فوزان الفوزان نوعا من التصفيق !
وقسم التصفيق إلى أقسام محلل ومحرم !.
حرموا طعام البوفيه المفتوح في المطاعم لأنه من بيع الغرر !.
ومن غريب الفتاوى فتوى الدكتور عبد الرحمن الجدعي عضو في هيئة تدريس جامعة الملك خالد حينما حرم رياضة (اليوغا) رياضة التأمل والاسترخاء لأنه اعتبر أصلها وثني (عبادة وثنية (!.
لكني لم اسمع اغرب من فتوى الشيخ محمد صالح المنجد الذي أفتى بقتل مكي ماوس بطل أفلام كارتون باعتباره يمثل نجاسة الفأرة، هذه الفتوى البائسة جلبت السخرية للإسلام والمسلمين بعدما تناقلتها وكالات الأنباء العالمية .
هذا الشطر محذوف لعدم أهميته
واغرب ما قيل من فتاوى بهذا الصدد هو ما قاله بعضا من مشايخ السودان ،حين أفتوا بعدم جواز سفر البشير ،وبحرمة المظاهرات ضده بعد قرار محكمة الجنايات الدولية !.
الشيء المهم الآخر: أن جل المشايخ يجيزون بفتاواهم للناس ما لا يجيزوه لا نفسهم ولعوائلهم !.
هل يقبل من أفتى بجواز رضاعة الكبير أن (يمص) رجل نهد زوجته يرضعها!؟ .
هل يقبل الشيخ المغربي الزمزمي أن تشرب امرأته، أو ابنته الخمر إذا حملت ؟ .
أغلب من أفتوا بالجهاد ، وصدروا القتلة إلى بلدان العالم الآمن لا يسمحون لأولادهم وإخوتهم الذهاب إلى ساحات القتال ،وهذا ما فعله سليمان العودة ،حينما اخبر رجال الأمن السعودي عن نية ابنه الهرب إلى (ساحات الجهاد) ،وجلبه الأمن السعودي قبل أن يهرب خارج السعودية ( ليجاهد (
الجهاد حسب مفهوم العودة هو فقط من نصيب المغفلين من ولد الخايبه .
حث الدين الإسلامي من خلال القران والأحاديث النبوية على التعليم وعلى طلب العلم ،لكننا لم نسمع من شيخ أو مفتي إصابته الحماسة وأفتى بوجوب وإلزام مريديه على إكمال دراستهم الجامعية ليخلقوا لنا جيلا متعلما .
هل نتخيل حجم التقدم الذي سنصبح عليه لو تحولت دكاكين الفتاوى المنتشرة في اغلب بلدان العالم الإسلامي إلى مراكز أبحاث علمية ؟ .
أين هؤلاء من قول النبي محمد ص "الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أحبهم إلى خلقه"؟ .
ما الذي سيصيبنا لو ذهبنا إلى الله بمفردنا دون دلالة من مرشدين؟ نذهب بقلوب صافية مليئة بالمحبة والإخاء والإيمان ،على قاعدة عهد الإمام على(ع) إلى مالك الأشتر:"الناس صنفان ،أما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق" ، هذه العبارة التي أوصى الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان فيها قائلا:"هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية "
العراقيون أكثر شعوب الأرض تضررا من هذا الفكر وهذه الفتاوى، يكفي أن نار هذه الفتاوى البائسة التي تبيح قتل الآخرين، كان ضحيتها كل طبقات وفئات المجتمع العراقي وبناه التحية !. ونحن نعد بلدا مسلما فكيف ببلاد يسكنها ((الكفار)) غير المسلمين؟ .
نحن بحاجة إلى: مشايخ،ورجال دين،ووعاظ يحثون على قبول الآخر ،وعلى التسامح ، والمحبة، ويحثون أتباعهم على طلب العلم والبحث العلمي والعمل الجاد،
لو عاملنا البشرية بسماحة وود ؟ لسبقنا الأمم ولتغيرت نظرة العالم ألينا،عندها لن يسمح مسلم لأحد أن يسيء إلى الإسلام ،ولن يقوم المفتشون في مطارات العالم من استهدافنا والبحث في مؤخراتنا عن سلاح ومتفجرات كيماوية، وضعها قبلنا ((المجاهدون)) في مؤخراتهم ليفجروا الطائرات المدنية !!.