مــوقوف
|
رقم العضوية : 62293
|
الإنتساب : Oct 2010
|
المشاركات : 102
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الكوثريه انا
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 05-11-2010 الساعة : 08:51 PM
سيدتي الفاضلة رأيي في الموضوع هو مقال كتبته قبل ايام ونشر في عدد من المواقع الالكترونية والصحف
المقال
احذروا البعث فانه خنجر مسموم وليد المشرفاوي
من الظلم الكبير توظيف العناوين والشعارات الهلامية , والفضفاضة , على سبيل الغفلة والاستغفال وفي خدمة أهداف معينة , وللالتفاف على وقائع وأحداث , وتميع مواقف , وإسقاط جزاءات والشطب على مرحلة أرادت لنفسها أن تكون مشرقة تضاء بإشراقها السطور كي يسهل وضع النقاط على الحروف , بحسب ما تستلزمه صورة الحرف ,ويقتضيه موضع النقطة..!
و((المصالحة)) التي شغلت بها جهات معينة في الساحة العراقية منذ فترة ليست بالقصيرة , هي الأبرز بين الأطروحات , ولو علمنا إن الدول الغربية ذات المصالح الواضحة والمطامع في منطقتنا والأنظمة الإقليمية العربية تحديدا هي الأكثر إلحاحا على تنفيذ ذلك فيما لم نجد خطاب ذينك الاتجاهين أدنى حرص على الاعتراف بالحيف والمظلومية التي لحقت المواطن العراقي تحت ظل هيمنة الطاغوت ألبعثي لما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن سلفت.
ليلزمنا التوقف مليا عند هذا الطرح , وإظهار التوجس من أن نقع ضحية الإغراء, وان نضعف أمام الضغوط ,وان تتحول إستراتيجيتنا إلى تكتيك , فتغيب أهدافنا , ونعود نسخا مكررة لوجودات سياسية سقطت في ميدان الاحتواء المزدوج...!
لو ربطنا ما بين التلويح بين الفينة والفينة بضرورة قبول مبدأ(المصالحة) وبين مسلسل القتل الجماعي والفردي ,وبمختلف الأساليب الهمجية , وحين نعلم بان من يراد التصالح معه هو من يتبنى بشكل رئيسي هذا المنهج الإجرامي لالفينا أنفسنا أمام مشروع ابتزازي خطير , والرضوخ لما يبتغيه رعاة هذا المشروع يستبطن مخاطر جمة..ونتائج سيئة بالتأكيد..فما لوحظ خلال الفترة الماضية إن الجهات ذات (المصلحة)في (المصالحة) المزعومة قد تفننت في استخدام خطاب مداعب للمشاعر فترديد كلمة المصالحة له سحر خاص على النفوس..لان الصلح خير, كما جرى التأكيد على ضرورة اعتماد الجانب القانوني لا السياسي , وهذا التأكيد يغري بإسدال الستار على جرائم لا تغتفر وضياع حقوق المظلومين الذين ينتظرون من ينصفهم , فمن يحرز ضبط كل المجرمين من هؤلاء؟ فالمخبر السري من المنظمات الحزبية والمتابع لحركات وسكنات الضحية في المنطقة, والدائرة , ومن رصد وجوده في المكان المعين , ومن كان ضمن المفرزة التي ألقت القبض ..ومن مارس التعذيب , في أماكن متعددة ومن اصدر قرار الحكم ومن نفذ و...و...
الم يكن هؤلاء جميعا ممن تلطخت أيديهم بدم عراقي مظلوم برئ؟ وبتعميم هذه الصورة على مئات آلاف الحالات , ناهيك عن السبل الأخرى للقتل والتعذيب والترويع والتصفيات الجسدية للمعارضين داخل وخارج العراق , سيكون أعداد الموسومين بالإجرام كبيرا بالطبع.
وهل إن الذي قضى على ما يزيد على المائة وعشرين ألف في الأنفال من الأخوة الكرد أو ما يزيد على الخمسة آلاف من الأبرياء من أهالي حلبجة..هو علي كيمياوي فقط ؟ أو أفراد من قيادات البعث وحسب؟ وهل يتيسر لأهالي الضحايا والمعذبين من العراقيين من سبيل لإحصاء المشتركين في تلك الجرائم, ليتسنى وفق ذلك اتخاذ الجزاء القانوني لا السياسي؟
إن الغاية من العقاب والمحاسبة هو لأجل حياة المجتمع في تطهيره من الجناة والمجرمين الخطرين..وردع وتأديب وتقويم من هم اقل منهم جرما..وبذلك ستسقط مقولة من تلطخت ومن لم تتلطخ يده من البعثيين في دماء العراقيين حين تؤخذ على عموميتها وسيفشل مشروع إعادة التأهيل المزمع للمشاركة في بناء الوطن كما يدعى وسنقبل مرغمين ما ينتاب هذه العودة من تزوير , وسيكرم مجرمون بامتياز , من خلال عودتهم لممارسة دور في مؤسسات الوطن , كان الأجدر أن لا يمارسوه..بل هو من حق المسحوقين والمهمشين والمظلومين والأسوياء من الناس..!
إن بروز القوى الإسلامية الشيعية بشكل خاص على شاشة الفعل السياسي لمرحلة ما بعد عهد صدام ..وامتدادهم على مساحة واسعة من خريطة الحكم نتيجة للانتخابات العامة بحكم أنهم يمثلون أكثرية السكان في هذا البلد .. وإطلاق خطابهم الذي بدا مميزا عما الفته الساحة العربية من ساستها وأنظمتها السياسية التي شكلت أرقام المعادلة السياسية الظالمة التي تحكم المنطقة..وخشية الغرب من الإسلام القادر على تكريس مشاعر الأمة ضد الغرباء الطامعين بالهيمنة على مقدراتها ..وإيجاد الغرب لإسرائيل في قلب المنطقة العربية والإسلامية وقد اعتبرت بمثابة بيضة ألقبان لقياس أوزان الممانعة والاعتدال ..من الطبيعي جدا استهداف القوى الإسلامية من خلال إفشال تجربتها , وتشويه صورتها , والترويج بمبالغة كبيرة عن هزيمة الحالة الإسلامية وتألق نجم العلمانية والليبرالية.. ولم تجد القوى الغربية وإذنابها غير (البعث) مناسبا للتأهيل في المرحلة القادمة.. وباستقراء تاريخ هذا البعث يتضح استعداده لتحمل هذا الدور الخطير ...! وان البعث قد اثبت مرة أخرى ما هو ثابت طبعا بان لا مرجعية له سوى تلك الجهات خارجية وإقليمية مشبوه, بدليل حرصها المنقطع النظير على تبنيه , ورعايته ,وإيواء قياداته ورفده بكل الإمكانات المادية , والمعنوية , ليواصل دوره كخنجر مسموم في خاصرة العراق , ولتقطيع أوصال الشعب وتقويض صرح العملية السياسية الجديدة , وإعادة العراق إلى تلك الحضيرة السابقة , بقرة حلوب لتغذية رموز مشاريع الذل , ومطية لنقل أحمال بضائع المساومة, وجنديا مطيعا لتنفيذ الأوامر مهما كانت مؤلمة , ومأساوية, وحمقاء..! وفي ذات السياق في لي عنق الحقيقة , وسياسة الاستغفال تروج مقولة إن الغالبية قد اجبروا مكرهين لإدخال رؤوسهم في ربقة البعث, مما يوفر العذر لآلاف المجرمين الفعليين , من ادعاء ذلك تنصلا عن تحمل الدور في الكثير من الجرائم وهذا المدعى بحاجة إلى نوع من أنواع الضبط والدقة لان من مواصفات المكره.. أن يكون انتماءه شكليا , وان لا يرتكب جرما مباشرا بحق الناس ..وان يكون معلنا براءته من هذا الحزب المشبوه والنظام الفاسد في اقرب فرصة للتعبير .. ولعل الانتفاضة الشعبانية كانت فرصة سانحة لمثل ذلك التعبير , وهنا تقع المسؤولية على الشعب كل في منطقته في أن يفرزوا الغث من السمين. وفرصة سقوط النظام هي الفرصة التي لم تبق عذرا لمعتذر فهناك الآلاف ممن اثبتوا ذلك من خلال قطع صلاتهم بالبعث , بل والنقمة عليه, والانسجام مع الحالة الجديدة وممارسة دورهم الطبيعي في مؤسسات الدولة بشكل لا يختلف عن سواهم من أبناء الشعب.
إن المدافعين عن البعث وعودته الكارثية يذكروننا ببراعة( السوفسطائيين)في التاريخ اليوناني .. حين اعتمدوا في جدالهم وسيلة التلاعب بالألفاظ .. والثرثرة بلا طائل لإقحام الخصم..في محاولة جعل الباطل حقا والحق باطلا فهؤلاء حين يذكرهم المحاور بالجرائم التي لا تحصى على أيدي أزلام الحقبة العبثية والتي لا ينكرها إلا مكابر , فبدلا من الإقرار بها ليريحوا ويرتاحوا .. تراهم يقفزون على الواقع ..ليحملوا التجربة الجديدة , والحكومات المنبثقة عنها ما لحق بالعراقيين من هجرة , ودماء, وقتل , وتفخيخ, وتفجير, في حين إن هذه الجرائم هي ما يتحمل أوزارها البعث نفسه. فقد فزعت جموع البعثيين إلى الخارج بعد تقويض عروش الدكتاتورية في العراق عام 2003 هلعا مما ينتظرهم من مجهول , وخوفا من عقاب الشعب لهم بما كسبت أيديهم , وهروبا من الأحكام التي تنتظرهم من خلال المحاكم التي تتولى محاكمة أتباع العهود الطاغوتية بعد انهيارها , وتشجيع آخرين على هذه الهجرة بتصوير المستقبل معتما في أعينهم... وبعد أن نظمت فلول البعث الهاربة أشتاتها , بدعم مادي ومعنوي أجنبي وإقليمي عربي معروف , لتشكل عوامل انعدام الأمن والاستقرار في البلاد ... جراء معاودتهم زراعة الموت في أوساط الشعب العراقي الذي عاش خرابا في مؤسساته الإدارية , والأمنية ..مما اضطر هذا الوضع الغير مستقر بسبب البعثيين وحلفائهم الإرهابيين وما أكثرهم إلى الهجرة إلى خارج العراق , على أيدي تلك العصابات الدموية القذرة .. إذ لم يذكر إن مسؤولا ما في التجربة السياسية الجديدة اجبر أحدا على الهجرة مطلقا , بل وحتى التهجير على مستوى الداخل فقد كان على يد تلك العصابات ليس إلا.. إمعانا في تكريس الحقد الطائفي ومقدمة لحالة احتراب منتظرة , ما بين الشيعة والسنة , وقد بات واضحا جدا إن هدف تلك العصابات من وراء ما قامت به من جرائم مروعة , أمران, هما:
أولا:الانتقام والثأر:إذ أنهم يحملون الشعب العراقي مسؤولية عدم الدفاع عن صدام المجرم ونظامه الفاشي وكان المستهدف بالدرجة الأولى في ذلك الشيعة, بل كان أفراد تلك العصابات منفذين عمليا لما وعد به القائد الضرورة من قبل , بإحالة العراق إلى تراب .
ثانيا:تقويض العملية السياسية الجديدة ومحاولة القضاء عليها من الخارج:ولما استعصى عليهم الأمر , وبات ما يتمنون بعيد المنال , بفضل الله تعالى وحكمة المرجعية الدينية وصلابة إرادة الشعب العراقي , كانت الصفحة الثانية , هي الضغط السياسي الدولي والإقليمي , لقبول ( مبدأ المصالحة المفروض) .. على أمل تقويض التجربة الجديدة من الداخل .إن هذه القضية لتضع الشعب العراقي وقواه الدينية والسياسية أمام اختبار لم يكن مفاجئا لمن تمكن من استقراء الواقع بدقة , ولكنه اختبار مفصلي وحاسم بكل تأكيد. انه اختبار لحقيقة وعي الشعب , وامتحان لشعارات القوى السياسية التي تدعي تمثيله, فإما السمو بالإرادة إلى مستوى تلك الشعارات والأهداف , أو السقوط في مستنقع الانبة والبرغماتية المفرطة.إن الأولى شحذ الهمم , وتقريب وجهات النظر , وتصليب المواقف , بوحي المصلحة العامة وبروح شوروية تصالحية مع الذات أولا, للخروج بموقف قوي تتحطم على صخرته كل الابتزازات ومحاولات التمييع. وأما الاغترار بالمكاسب , وعدم الحذر من محاولات الاستدراج ...فهو مما لا يحمد عقباه بالتأكيد ..فالمسؤولية لم تكن مسؤولية فرد بعينه , ولا فئة بعينها .. إنما هي مسؤولية الجميع وما تستدعيه من موقف جماعي.
|