((قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)) (الزخرفـ 81) فهذه الآية تدل على أن محمداً () أول الكل وجوداً وإن كان خاتم الرسل زماناً وعلي بن أبي طالب إما هو نفسه كما تدل عليه آية المباهله أو هو قسيم نوره كما يدل عليه قوله (): ((أنا وعلي من نور واحد)) وأولاده المعصومون كلهم مظاهر جماله وكماله كما قال () فيهم: (( أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد)) وتدل على هذا المقصد روايات كثيرة من السنّة ومن شاء فليراجع معارج النبوة ومدارج النبوة وينابيع المودّة ونحو ذلك, وكذا وردت روايات كثيرة معتبرة أيضاً كحديث الكساء المتسالم عليه بين العلماء الأعلام والمعمول به بين الخواص والعوام وفيه ((وعزتي وجلالي أنّي ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة.. إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء)).
وقد اعترف أهل السنة بمضمون هذا الحديث بالرغم من تصريحهم بوضعه, قال محمد بن عبد الحي اللكنوي في كتابه ((الآثار المرفوعة في الاخبار الموضوعة)) ج1 ص44:
(( قال علي القاري في تذكرة الموضوعات حديث (لولاك لما خلقت الافلاك) قال العسقلاني موضوع كذا في الخلاصة لكن معناه صحيح, فقد روى الديلمي عن ابن عباس مرفوعاً أتاني جبريل فقال قال الله: يا محمد لولاك ما خلقت الجنّة ولولاك ما خلقت النار.
وذكر العسقلاني في المواهب اللدنية والزرقاني في شرحه ان الحاكم أخرج في مستدركه عن عمر مرفوعاً: إن آدم رأى أسم محمد مكتوباً على العرش وإن الله قال لآدم لولا محمد ما خلقتك.
وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس: أوحى الله إلى عيسى أمن بمحمد ومر أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطربت فكتبت عليه لا إله إلاّ الله محمد رسول الله. وفي سنده عمر وابن أوس لا يدري من هو, قال الذهبي وعند الديلمي عن ابن عباس رفعه أتاني جبريل فقال: إن الله يقول لولاك ما خلقت الجنة ولولاك ما خلقت النار)) (انتهى)