|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 4273
|
الإنتساب : Apr 2007
|
المشاركات : 314
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الاستدراج والخداع في النقاش الوهابي !
بتاريخ : 14-05-2007 الساعة : 06:04 PM
smilies/006.gif بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي الله عليه واله وسلم
أن نقاش الوهابية فيه محاولة جادة للطعن في كتاب الله عز وجل من حيث لا يشعرون ، فهاهم الآن ينتهجون منهجا في النقاش يجرون به الطرف المقابل إلى موضوع تحريف القرآن شاء أم أبى ! فعندما يناقشهم الشيعة في لب الموضوع ومنبع الخلاف أي تحديد مصدر التلقي وأخذ الدين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي مفاد حديث الثقلين السابق ، يفاجئك الوهابي بالقول : فلنتكلم عن الثقل الأكبر ! ، يقصد لنتكلم عن تحريف القرآن ! فهذا هو الأسلوب الأول .
والأسلوب الآخر أن يقول لك قبل النقاش : نريد أن نحدد محورا ومرجعا نحتكم إليه عند الخلاف ، فيقال له لنجعل القرآن كتاب الله بيننا ، فيرد عليك : الشيعة تقولون بتحريف القرآن ! ويبدأ السجال والأخذ والرد والتناوش على كتاب الله !
هكذا ، يتحايلون ويخادعون لجر النقاش وحصر الخلاف بين الشيعة والسنة إلى القرآن بأنه محرف أم لا ؟ مع أننا قلنا إن إثبات عدم التحريف لا يمس التشيع والمتابعة لأهل البيت عليهم السلام ! ، فقد يرى الشيعي عدم التحريف أو التحريف ولا يصير سنيا في كلتا الحالتين ، وهنا يتضح معنى قولنا إن هذا الطرح لا يجر سوى الويلات على القرآن .
ولو نظرنا في خداعهم السابق لوجدناه منطويا على مغالطة في كل من الحيلتين ، فأسلوبـهم الأول بتسرعه الفاضح لحصر الكلام في الثقل الأكبر ، وقصر العين على أحد الثقلين قبل تحديد الثقل
الآخر ، له معنيان لا ثالث لهما ، إما أنه مسلّم بدلالة حديث الثقلين ولا داعي لتحديدهما في الرتبة السابقة ، وهذا تسليم بمرجعية أهل البيت عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعند هذه النقطة يكسر مذهب أهل السنة ويفض النـزاع ، وإما أنه دلس وقفز من دلالة الحديث إلى ما عبأ به نفسه وشحنها ليحصر النقاش فيه أي في تحريف القرآن - وهو واقع حال الوهابية - فحينها يقال له يجب قبل الخوض في خصوصية كل ثقل ورأي المذهبين فيه ومدى التمسك به أن نحدد في الرتبة السابقة دلالة الحديث أي العلم بما يدل عليه الحديث من معنى الثقلين هل هما الكتاب والعترة أم غيرهما ؟
وبعد تحديدهما والفراغ من أن القرآن والعترة أو القرآن وأي شيء آخر هما المأمور باتباعهما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حينها ينتقل النقاش - ولن ينتقل لأن هذه المرتبة تسقط مذهب أهل السنة - إلى المرتبة الثانية وهي خصوصيات كل ثقل وأحكامه الخاصة به ، لا أن يقصر النظر على ثقل منهما ويحصر النقاش فيه قبل الفراغ من دلالة الحديث !
والحيلة الثانية أسخف من الأولى لأن الطرف المقابل - الشيعي - قد سلم بعدم تحريف القرآن ومن سلم بشيء يُلزم به حتى وإن لم يؤمن به لأن أمره سيفتضح في نـهاية المطاف ، فكيف إذا كان مؤمنا به حقا ؟! ، وهذا أمر بديهي ومن أوليات التفكير المنطقي ، لذا من غير المعقول أن يقال له إن بعض علماء الشيعة قال بالتحريف ، فهل يعني هذا أنه لم يُسلّم ؟! أو أن تسليمه ليس بتسليم ؟! ، حتى لو سلمنا بأن المقّر بشيء لا يؤخذ بإقراره وتسليمه إلا بشروط وقيود ! ،
فلماذا يلزم هذا المسكين برأي شاذ ولا يُلزم برأي الجمهور ، بل لماذا يرفَض تسليمه وما سلم به هو رأي كل مراجع الشيعة على مر العصور ؟!
بل أكثر من ذلك إن من قال بتحريف القرآن لم يقل إن المحرف والساقط من المصحف يتعارض مع الموجود حتى يمنع ذلك من جعل القرآن الحالي محورا يحتكم إليه عند النـزاع ، فالكل إذن متفق على أن ما في المصحف يمكن جعله محورا ومرجعا بلا معارض !
ناهيك عن أن عدم قبول الوهابي لهذا التسليم يعني سد باب النقاش في أي موضوع كان سواء في تحريف القرآن أو غيره ، لأن أي نقاش يفتح - حتى وإن كان في تحريف القرآن - سيقف عدم تحديد المرتكز الذي يحتكم إليه عند الاختلاف عقبة لم تحل بعد ! ، لذا عندما يحاول الوهابي الضحك على العقول فيبدأ النقاش في تحريف القرآن ،
نسأله : ما هو الضابط الذي نحتكم إليه في هذا النقاش ؟! هل القرآن ؟! كيف وقد صار محلا للنقاش ؟! ، فيجب عليه حينها تغيير المرتكز كجعل العقل مثلا ، ولن يقبله الوهابي لأن العقل ليس من حزبه ، أو أن ينبذ جهالاته وسخافاته جانبا ويأخذ بما سلم به الطرف المقابل ، وعليه يتضح معنى البديهة المنطقية القائلة من سلم بشيء يُلزم به .
والمضحك أن أحد مشايخهم تكلم بنفس هذا الأسلوب واستدرج أحد عوام الشيعة إلى تحريف القرآن ، وفي حين أن الوهابي لم يقبل من الشيعي حاكمية ومرجعية القرآن عند الاختلاف لأن الشيعة تقول بتحريف القرآن بزعمه صارت استدلالات الوهابي المخدوشة كلها من القرآن ، ويتعجب هذا الوهابي العبقري من الشيعي كيف لا يقر باستدلاله القرآني ؟! مع أن الوهابي يقول إن الشيعة لا يصح لها أن تعتمد القرآن في النقاش ؟!! فأي عقل هذا ؟!
وأتمنى أن يتنبه لمثل هذه المغالطات والحيل التي يدخل بـها الوهابية على كتاب الله عز وجل محاولين حصر النقاش في تحريف القرآن .
تأليف : أبو عمر صادق العلائي
|
|
|
|
|