اراد الخليفتان مراراً زيارة الزهراء عليها السلام وهي ترفض الى ان أذِن لهما عليه السلام ولنذكر جزء مما في البحار ج43ص203 حيث قال أبو بكر : يا بنت رسول اللّه إنما أتيتاك ابتغاء مرضاتك واجتناب سخطك نسألك أن تغفري لنا وتصفحي عما كان منا إليك قالت : لا أُكلمهما من رأسي كلمة واحدة حتى ألقى أبي وأشكوكما إليه وأشكو صنعكما وفعالكما وما ارتكبتما مني ( هذا الرد الاول ) قالا : إنا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتك فاغفري واصفحي عنا ولا تؤخذينا بما كان منا ، فالتفت الى علي عليهما السلام ، وقالت : إني لا أُكلمكما من رأسي كلمة حتى أسألهما عن شيء سمعاه من رسول اللّه (ص) فان صدقاني رأيت رأيي ، قالا : اللهم ، ذلك لها وإنا لا نقول إلا حقاً ولا نشهد إلا صدقاً .. فقالت : أُنشدكما باللّه أتذكران أن رسول اللّه (ص) استخرجكما في جوف الليل ، بشيء كان حدث من أمر علي فقالا : اللهم نعم ، فقالت : أُنشدكما باللّه هل سمعتما النبي (ص) يقول : فاطمة بضعة مني .. وأنا منها .. ومن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذاها بعد موتي .. فكان كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي قالا : اللهم نعم فقالت : الحمد للّه اللهم إني أُشهدكَ فاشهدوا يا من حضرني أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي ، واللّه لا أُكلمكما من رأسي كلمة حتى ألقى ربي فأشكوكما اليه بما صنعتما به ، وبيّ .. وارتكبتما مني .. ( هذا هو الرد الثاني ) ونجد من الردين انها سوف تشتكي الى أبيها والشكوى : أشكوا صنعكما وفعالكما وما ارتكبتما مني .. وتشتكي الى اللّه : فأشكوكما اليه بما صنعتما بهِ ، وبيّ .. وارتكبتما مني .. وسوف يواجه من يُشكك أو يرضى بالتشكيك نفس الشكوى لان التشكيك يؤذيها ، ويؤذي النبي عليهما السلام قال تعالى :
في الدُّنيَا والآخِرَةِ وأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
والتشكيك يعني التشكيك بكل ما اخبر به الائمة عليهم السلام ، عن النبي صلى اللّه عليه وآله ، عن اللّه عز وجل .. بما سوف يجري أو جرى عليها ، عليها السلام وهذا سوف يجر الى الشك بكل ما جاء من السماء ، لكثرة الروايات الموثقة حول المأساة وقطعاً ان التشكيك يؤذي الامة بزرع الفرقة والخلاف خاصة بين الشيعة وبدون استثناء سواء وقعوا به أو لم يقعوا .. وهذا الشك أما ان يكون فخ شيطاني أو شبهة من الاعداء أو شبهة من اصحاب الشبهات ، أو فتنة أذِن اللّه بها لُيمحص بها المحب من المبغض للنبي وآله الابرار عليهم السلام .. ونذكركم بقوله :
وَالَّذِينَ يُؤذُونَ الْمُؤمِنِينَ والْمؤمِنـٰتِ بِغيرِ
ان أميرة الآية هي الزهراء عليها السلام ، وأميرها أمير المؤمنين ثم الائمة الابرار عليهم السلام ، ثم المؤمنين الذين ذكر القرآن الكريم صفاتهم .. فعن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال النبي صلى اللّه عليه وآله وهو آخذ بشعره : من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى اللّه ، ومن آذى اللّه فعليه لعنة اللّه ..
وعن الامام الصادق عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الصدود لاوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيُقال : هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم في دينهم ثم يُؤمر بهم الى جهنم .. تفسير نور الثقلين ج4ص306 والكافي ج2ص351 .