في البيت العتيق في الكعبة الشريفة ولدة أمير المؤمنين"عليه السلام
بتاريخ : 25-06-2010 الساعة : 01:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
وليداً عظيماً :
كانت مكة تحتفل بالوافدين إلى زيارة بيت اللـه الحرام .. في الشهر الحرام ، رجب الأصب . وكانت الوفود الكريمة تؤدي مناسك البيت ، والناس يطوفون حوله ، وينادون ربهم حيناً ، والأصنام أحياناً . وكانت هنالك امرأة كريمة ، تطوف لا كما يطوفون ، إذ كانت تتجه إلى اللـه وحده لا شريك له ، فتغمر نفسَها ضراعةُ المتبتِّل ، وخشوع المحتاج ، ووقار المطمئن إلى فضل اللـه ، تدعو اللـه وحده ، وتسأله أن يخفف عنها وطأة ما تخافه وتحذره .
لقد كانت أُمّاً لثلاثة أبناء وبنت واحدة ، ولكن لم يشتد بها المخاض ولا عصر أعصابها كهذه المرة .
ودعت ، فألحت في الدعاء لعل اللـه يخفف عنها آلام الطلق ، وتضرعت فأبلغت في التضرع ، وفي الجانب الغربي من البيت ، إذ اجتمع طائفة من الحجاج ، حدث أمر عجيب :
لقد كانت في أُخريات أشواطها ، عند مقترب الركن اليماني ، إذ انشق لها جانب البيت ، وكأن نداءً خفيّاً يدعوها أن ادخُلي بيت ربك !
دخلت البيت ، والناس يشهــــدون في ذهول ويصيحون صيحة العجب !. فيتقاطر عليهم سائر الطائفيـــــن ، يسألون عن الحدث ؟ ومن هذه السيدة التي كانت الساعة تطوف ؟. إنها حفيدة هاشم بنت أسد ، زوجة أبي طالب والدة أم هاني وطالب وعقيل وجعفر . إنها فاطمة !. ويجتمع الناس وبينهم الزعماء والأشراف .. وبعد مدة ، ينشق الجانب ذاته ، فتتهلَّل وجوه الحاضرين كما يتهلل وجه الوليد العظيم ، وهو يتقلب على أذرع الوالدة الكريمة .
إنه حادث فريد من نوعه ، أن ينشق طرف البيت ، فتدخل الحامل وتلد في مركز الإشعاع الروحي والبركة الإلهية ، بيت اللـه الحرام الذي يعتبر أقدس محل “ يحترمه العرب “ ..
وإنها لكرامة لبني هاشم على قريش ، ولقريش على العرب أن يوليّهم ربُّ البيت بهذه العناية ، فيسمح لامرأة منهم أن تضع حملها ببطن بيته ، مكرَّماً ومعظّماً .
وسرت البشرى في بيوت الهاشميين !. وانطلقت نساؤها تزف تهانيها إلى فاطمة معجبة مغرمة .. وجاء الزعماء يبشرون أبا طالب بالوليد العظيم ، ومن بين هؤلاء فتى يهمه أمر الوليد أكثر من غيره ، ينظر إليه لا كمــــــا ينظر الرجال الآخرون .. إنه محمد بن عبد اللـه (ص) الذي لم يزل يحسب من عائلة أبي طالـــب ، فإذا تناول الوليد تلا آياتِ اللـه فأعجب به وبارك بولادته .
وقالوا : إن الوليد لم يفتح عينيه إلاّ على محيَّا ابن عمه النبي العظيم وسُمِّيَ عليّاً ، واختارت أمه له اسم ( حيدر ) وإذا كان هذا الاسم يوحي باكتمال الجسم الذي يبشر بالبطولة ، فإن الاسم الآخر كان يوحي ببشائر السموِّ المعنوي .
وري::
قال عليّ (عليه السلام): «فإنّي ولدتُ على الفطرة وسَبقتُ إلى الإيمان والهجرة».
ولِد الإمام عليّ (عليه السلام) بمكّة المشرّفة داخل البيت الحرام وفي جوف الكعبة في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، ولم يولد في بيت الله الحرام قبله أحد سواه، وهي فضيلة خصّه الله تعالى بها إجلالاً له وإعلاءً لمرتبته وإظهاراً لتكرمته.
روي عن يزيد بن قعنب أنّه قال: كنت جالساً مع العباس بن عبدالمطلب وفريق من بني عبدالعزّى بإزاء بيت الله الحرام إذ أقبلت فاطمة بنت أسد اُمّ أميرالمؤمنين (عليه السلام)، وكانت حاملاً به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق، فقالت: "ياربّ إنّي مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإنّي مصدّقة بكلام جديّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) وإنّه بنى البيت العتيق، فبحقّ الّذي بنى هذا البيت، وبحقّ المولود الّذي في بطني إلاّ ما يسّرت عليَّ
ولادتي".
قال يزيد: فرأيت البيت قد انشق عن ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا وعاد الى حاله والتزق الحائط، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ، ثمّ خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
وأسرع البشير إلى أبي طالب وأهل بيته فأقبلوا مسرعين والبِشر يعلو وجوههم، وتقدّم من بينهم محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) فضمّه الى صدره، وحمله الى بيت أبي طالب ـ حيث كان الرسول في تلك الفترة يعيش مع خديجة في دار عمه منذ زواجه ـ وانقدح في ذهن أبي طالب أن يسمّي وليده «عليّاً»
وهكذا سمّاه، وأقام أبو طالب وليمةً على شرف الوليد المبارك، ونحر الكثير من الأنعام.
متباركين بمولد أمير المؤمنين وقضي الله حوئجكم بحق وليد الكعبة
نسألكم الدعاء.
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم يا كريم
نبارك لكم ذكرى الميلاد واعاده الله تعالى علينا بالخير واليمن والبركات انه قريب مجيب
ثبتناالله وإياكم على ولايته وسقاكم يوم المحشر بيديه الشريفتين ..
وفقين لكل خير
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم يا كريم
نبارك لكم ذكرى الميلاد واعاده الله تعالى علينا بالخير واليمن والبركات انه قريب مجيب
ثبتناالله وإياكم على ولايته وسقاكم يوم المحشر بيديه الشريفتين ..
موفقين لكل خير