أقام المسلمون الشيعة في المدينة المنورة اليوم العاشر من المحرم لعام 1431هـ ذكرى إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام سبط الرسول الأعظم محمد وذلك في أحياء متعددة ومختلفة من أرجاء طيبة الطيبة.
فقد عَمَّ الحزن والحداد على غالب أحياء المدينة التي يسكنها أبناء المذهب الشيعي،وغيَّمَ السواد على جميع المجالس التي اقامت الذكرى،وفي مقدمتها مجلس الشيخ محمد علي العمري حفظه الله الذي امتلأ بالحضور حتى لحظة إعداد هذا الخبر .وكذلك كان هناك العديد من المجالس التي أحيت الذكرى،ومنها مجلس الذهبي ومجلس المرحوم جمعة حسون بالعوالي،ومجلس العم صدقة بن أحمد بالعرماني،ومجلس الهواجيج بالبقع وقدامى بالعوالي،ومجالس أخرى بالعزيات،إضافة إلى مجالس متعددة في كل من قربان وقباء وطريق الهجرة والدخل المحدود وغيرها من المجالس في المدينة المنورة.
يشار أن الشيعة يحيون هذه الذكرى الأليمة التي حدثت لسبط وحفيد رسول الله الإمام الحسين عليه السلام بعد قتله على يد الحاكم الأموي يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وذلك في العاشر من المحرم لعام 61هـ،فقد رفض الإمام الحسين مبايعة يزيد بن معاوية وذلك بسبب إنتشار الظلم والفساد في عهده،وقال الإمام الحسين كلمته الشهيرة آنذاك﴿مثلي لا يبايع مثله﴾،وقال في مورد آخر ﴿ إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً.. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي﴾.
ويصّر الشيعة على إحياء تلك الذكرى التزاما وتعبداً بروايات الرسول الأعظم محمد وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين،ومنها ما ذكر الإمام الصادق :﴿ أحيوا أمرنا ..رحم الله من أحيا أمرنا﴾، وكذلك في رواية أخرى ﴿بأنه دخل إعرابي على الإمام الرضا قال له: يابن رسول الله مالكم إذا دخل محرم لبستم السواد وجلستم إلى العزاء وبكيتم؟ قال: يا هذا اعلم أنه إذا دخل محرم نشرت الملائكة قميص الحسين مخضباً بدمه ونراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر﴾.وغيرها من النصوص التي تجعل الشيعة يعتبرون الإمام الحسين نموذجاً لقمع الظلم والفساد والطغيان والاستكبار في كل وقت وزمان وحتى عصرنا الراهن،وكذلك يعتبر الامام الحسين طريقاً لتحقيق العدالة وبسط الخير لكل الموجودات في هذا الكون وذلك من خلال تضحيته بنفسه وأصحابه وأولاده ونسائه وبناته.
ومن جهة أخرى أحيا المسلمون الشيعة من المنطقة الشرقية ذكرى إستشهاد الإمام الحسين في كل من القطيف والاحساء والدمام والخبر والثقبة،وفي مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية.
يذكر بأن ذكرى عاشوراء الإمام الحسين تبدأ منذ الليلة الأولى لشهر محرم الحرام من كل عام هجري قمري وتستمر حتى الليلة الثالثة عشر من الشهر نفسه،ولكن يبقى ويستمر الحداد والحزن حتى نهاية شهر صفر من نفس العام.