عضو جديد
|
رقم العضوية : 46520
|
الإنتساب : Dec 2009
|
المشاركات : 59
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
أيها العراقيون أنقذوا أنفسكم .. !؟
بتاريخ : 18-01-2010 الساعة : 09:11 PM
يؤكد التاريخ البشري أن الشعوب تصنع أقدارها بنفسها , وتنسج ملاحم الانتصارات والمتغيرات بذاتها , وتحقق هويتها وشخصيتها بإرادتها , ولا يوجد شعب في العالم كله وعلى امتداد الوجود يحقق مصير ومستقبل غيره , فالشعب كفيل بتحقيق ذاته , وسحق أعدائه , وتحقيق منجزاته , لان إرادته من إرادة الله تسامت قدرته .
وان شعبنا العراقي العريق , الذي يقف على تراث شامخ من البطولات والكبرياء , قادر وبكل تأكيد على تحقيق مستقبله المشرق , وغده الأمثل , لأنه متوج بوعي ثاقب , وبإرادة متوقدة , وبإقدام واقتحام لا يعرف الكلل والملل , ولا يتقاعس عن أداء دوره التاريخي بكل شموخ وعنفوان وصدق وآباء , وان شعبنا المتجذر في الأصالة , والعراقة والإبداع ,يمر الآن في امتحان عسير , وفي ظرف عصيب وملتهب , يفرض عليه أول ما يفرض أن يعانق الجرأة والصراحة , ويلتزم بشرف الكلمة وصدق المباديء الإنسانية والوجدانية , فلا يهادن ولا يساوم على مصالحة وأهدافه الكبرى , و يركل وبعنف تراكمات الماضي البغيض , ويفتح نوافذ التطلع والإشراق , ويتمسك بعروة القيم والصراحة والمكاشفة , ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية , ولا تأخذه في الحق لومة لائم , ولا ينخدع كما خدع سابقا بشعارات خداعة ومضللة , فقد قرأ وبوضوح أوراق الألاعيب السياسية , والممارسات النفعية , والاتصالات السرية , ولم ولا ولن تنطلي عليه أساليب الخداع والنفاق , فقد امتلك رصيدا هائلا من التجارب والحقائق التي أنارت وما تزال تنير كل الدروب والمنعطفات .
إن شعبنا الآن في مخاض كبير حيث ستجري الانتخابات في يوم 7 / 3 / 2010 وان الواجب الوطني الحقيقي يفرض ويلزم كل مواطن أصيل وشريف أن يلتصق بالصدق , ويجاهر بالحقيقية , ويستفد من كل التجارب المرة المريرة التي عاشها في المرحلة السابقة التي أفرزت الفواجع والمهالك والأزمات والمعضلات , حيث تأرجح الأمن بين مد وجزر تحت ضغط الإرهاب والترهيب والفساد والمفسدين , وتفشت الصراعات والتشاحن والتطاحن من اجل المصالح الذاتية والمأرب الشخصية , وهيمنت العنصرية والحزبية الضيقة , وتضخمت الأورام السرطانية كالرشوة والمحسوبية والمنسوبية والبطالة والصعود على أكتاف الآخرين والمزايدات ألا وطنية والتبجحات الكاذبة , والانصراف عن مصالح الشعب والانغماس في مستنقع النفعية الذاتية والتي مزقت الشعب وتركته فريسة سائغة للأنانيات والتزويرات ونهب المال العام والاختلاسات المفضوحة التي مارسها بعض الكبار من المسؤولين والنفعين الذين تركوا الشعب المقهور يتضور جوعا ويفترش بساط الفقر الموجع , والفاقة القاتلة , والأمراض المهلكة , واليأس المطبق , فأضحى العراق بين متخوم بالمنافع والمكاسب , ومحروم من كل الامتيازات التي تنعم بها البعض من يحملون صولجانات السلطة ويتبؤون كراسي الحكم وتركوا هذا الشعب المنكود يتمرغ على أرضية الدمار والقهر والقتل والتخريب .
والآن قد آن الأوان لان نصدح ونصرخ بالحقائق الدامغة , والأرقام المذهلة , فمن يريد إنقاذ هذا الشعب المظلوم المهضوم الممزق اليائس , عليه أن يتمسك بعروة كشف كل ماهو مخبأ ومستور, وإننا في هذا الظرف العصيب وفي هذه المرحلة الحرجة علينا أن نصدع بالحق والحقيقية فلا خلاص لهذا الشعب إلا أن ينطلق بشجاعة وبسالة وإقدام ويمارس دوره الانتخابي بنزعة وطنية أصيلة وبعراقية متجذرة وبإرادة حرة , فكل شريف ووطني يجب أن يتجرد عن النزعة العشائرية والفئوية والحزبية وينتخب كل إنسان غارق بالنقاء والالتزام التام بالعراق أولا , وان ينتخب حتى عدوه إذا كان متجذرا بتربة الوطن ومصالح الشعب وطموحات المواطنين , وينأى عن انتخاب شقيقه وأخيه وصديقه ورفيقه في الحزب إذا كان غير مؤهل للمسؤولية وغير قادر على الانجاز والتغير , ولا يمتلك الثقافة الوطنية والوعي المتألق والأخلاقية الرفيعة والدين الحقيقي الذي يلتزم بتعاليم الله وقرانه الكريم وبإرادة هذا الشعب الذي تحمل الويلات والمحن وينتظر المنقذ المشبع بالأصالة والقيم والوطنية المشرقة ... إننا بهذه الصيغة نخلق برلمانا نموذجا يصنع قلائد الانجازات بل المعجزات فلا يلدغ المؤمن في جحر مرتين , ويكفينا ما ذقنا من هموم وغموم نريد لها أن لا تعود ولا تلبد سماء عراقنا الجديد من جديد .
إن البرلمان الأتي ينبغي بل يجب أن يكون زورق إنقاذ لشعبنا المترقب لغد وضاء ترفرف في أفاقه رايات السمو والتالف والتآخي والتصافي والعدالة والإنسانية , فقد مللنا الشعارات المتهالكة , وجزعنا من الوعود الخائبة , ويأسنا من التصريحات الجوفاء , والممارسات الرعناء , فحان لليل أن ينجلي , واَن للقيود أن تنكسر , وان للتخبط والضياع أن ينتهي ... فيا شعبنا المنكود لا ينقذك سوى قرارك الحاسم بمنح صوتك لمن يستحقه ولا يستحقه إلا الوطني المتمرد والساخط على التردي والانهياروالمهازل .. فلا الإرهاب ولا الترهيب ولا المكرة ولا الغدرة ولا الافاكين ولا الغادرين بقادرين على أن يلغوا إرادتك وصوتك فانك تخلق مستقبلك بوحدة رأيك وتلاحم أبناءك واندفاعك الجارف نحو التغير المنشود ... لا تضيع فرصتك ولا تمنح صوتك وفق ما يمليه عليك الآخرون بأساليب الخداع والمخادعة والوعود التي في ظاهرها تفوح مسكا وعنبرا , ولكن في جوهرها تفرز العفن والنتن والذاتية والنفعية الشخصية , انك يا شعبنا العملاق قد امتهنت الكشف والفضح لكل المندسين والمخادعين والوصوليين والافاكين , وانك قد عرفت جيدا من هو الحقيقي ومن هو الدعي , ومن هو الأصيل ومن هو الدخيل , فلا خوف عليك إذا التزمت عراقيتك ووطنيتك ولا يسخرك المسخرون ولا يلغفك اللغافون ولا يبلفك البلافون , فانك تمتلك بصرا حديدا وبصيرة باصرة متبصرة تقرا مابين السطور وماخلفها , وانك خليق وجدير بان تظل سيد الموقف , فكل الحكام زائلون وانك باق مابقي الدهر والتاريخ , وهذه حقيقية شاخصة لا يتجادل بها اثنان , ونحن ننتظر بلهفة وشوق قرارك الحاسم الصارم الناقم على كل الهياكل المنخورة والنفوس الصدئة .
إننا أحوج ما نكون إلى كوكبة من المثقفين والمفكرين والكتاب والإعلاميين والصحفيين والفانين الذين ينعجنون ويلتحمون مع إرادة وطموحات المتعبين والمهمشين والمغيبين , ويعيشون على أديم الوطن ويكتون بمحنته وأزماته وأوجاعه , وهؤلاء هم المعتمد وهم فرسان الكلمة , وأبطال التغير , وليس أولئك الذين يتنعمون ويتبطرون ويبذخون ويتمشدقون بالوطنية ولا يمتلكون حرف الواو من الوطن , ولا يقاسون وجع من أوجاع هذا الشعب المثقل بالمنغصات , إن بعض الذين يكتبون ويسودون الصفحات وهم خارج البلاد فهم أدعياء , فلا يفيدنا اللغو , ولا تنفعنا الثرثرة الكلامية , ولا الأسماء المستعارة المتخفية وراء الحدود وهم مع ضمان وأمان الخارج ترتعد فرائصهم خوفا وهلعا مما سيحدث عليهم , فكيف حالنا ونحن صامدون صابرون معرضون لرصاص كاتم الصوت , والى التفجيرات والسيارات المفخخة , وما نزال نكتب بالمبضع والسكين ونفضح المجرمين واللغافين أعداء الوطن , ونؤشر بكل جرأة على كل السلبيات والاحباطات وبدون تحفظ .
إننا نريد المثقفين والكتاب والمفكرين والفانين الذين يقاسمون الشعب همومه وغيومه وأوجاعه وأفراحه وأتراحه ويتحملون كل ما يتحمله المواطنون من ماسي وأوجاع والآلام .. إن الكلمات الرخيصة من وراء الحدود وبأسماء وألقاب منتحلة لا تضيف لنا شيئا ولا تحرك هدبة من أهداب الجفون , إنما هي زعيق مجاني , وادعاء تافه , فمن يريد الوطن يجب أن يمتحن بمصاعب ومصائب الوطن , فللوطن ضريبة على كل مواطن وقد تكلفه حياته , لان الوطن هو الشرف الأسمى وهو الهوية العليا وهو الكرامة المثلى وهو الأغلى والأسمى , وكلنا يجب أن نكون مشروعا للشهادة من اجل ترابه ووحده ومستقبله , هذا ما نقوله وإذا كان خطا أو خطل فليرد من يشاء والحرية مضمونة ومكفولة في عراقنا الجديد كما أظن واعتقد .
وان الذي يحز بالنفس , ويدمي القلب أن بعض الأدعياء المتمشدقين المتبجحين بالدين والوطنية يتاجرون بالشعارات الوطنية والمبدئية , ولكن يتقاضون أمولا معروفة ومكشوفة من دول الجوار , ومن الدول التي لا تريد لعراقنا الناهض أن ينهض من كبوته , فتراهم يغازلون الشعب بادعاءات ظاهرها نافع ومفيد , وباطنها محشو بالخبث والمكر والخداع , إن الشعب يعرف وبالأسماء تلك العناصر الدعية الخبيثة الماكرة .
وان شاء الله وبإرادة شعبنا اليقظ ستتهاوى كياناتهم وشخوصهم في مزبلة التاريخ , وفي وحل الاحتقار والازدراء , فالشعب يمهل ولا يهمل والفجر آت ياعراق حيث أن الانتخابات ستكون الحكم الفيصل والمنتظر ولكل حادث حديث .
بقلم الاعلامي والكاتب العراقي ماجد الكعبي
majidalkabi@yahoo.co.uk
* مدير مركز الإعلام الحر
* معد ومقدم برنامج اللغافون
|