اسمه ونسبه محمد باقر المجلسي : هو محمد باقر بن محمد تقي بن مقصود علي الشهير بالمجلسي(118).
مولده ونشأته
ولد في أصفهان سنة 1027 هـ (119). نشأ شيخ المحدثين علامة العلماء المجلسي الأصبهاني في بيت علم وفضل وجلال، في كنف والده المقدس المولى محمد تقي المجلسي الذي كان يجمع بين الثقافات الدينية العالية والمكانة الروحية الممتازة، في بيت كان له الجاه العريض(120).
مكانته العلمية والدينية
وقد كان العلامة إماماً في وقته في علم الحديث وسائر العلوم، شيخ الإسلام بدار السلطنة أصفهان، رئيساً فيها بالرئاسة الدينية والدنيوية، إماماً في الجمعة والجماعة. وهو الذي روج الحديث ونشره ولاسيما في الديار العجمية، وترجم لهم أحاديث العربية بأنواعها بالفارسية، مضافاً إلى تصلبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبسط يد الجود والكرم لكل من قصده(121).
دراسته
درس عند والده محمد تقي المجلسي الأول، وشيخه حسن علي التستري والمولى الجليل ميرزا رفع الدين محمد النائيني(122). ومن أساتذته أيضاً صاحب شرح الصحيفة السيد الأمير شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني الحسيني الطباطبائي(123)، وصاحب الفوائد المدنية في الرد على الحكماء والصوفية وهو المولى محمد طاهر بن محمد حسين الشيرازي النجفي القمي(124).
تلامذته
أما تلامذة العلامة المجلسي فقد عقد المحدث الميرزا حسين النوري فصلاً خاصاً بتلامذة العلامة المجلسي في كتابه المعروف «الفيض القدسي» فذكر منهم تسعاً وأربعين تلميذاً في الفصل الثالث منه. وبعده ترجم العلامة الثبت الشيخ آقا بزرگ الطهراني لأكثر من مائة تلميذ في غضون كتابيه «الروضه النضرة في تراجم علماء المائة والحادية عشرة» و «الكواكب المنتثرة في القرن الثاني بعد العشرة»: فأدرج خلالها ما كتبه النوري وأضاف عليه ما وجده من المعلومات في المصادر المتوفرة لديه، وترجم صاحب كتاب «تلامذة المجلسي» لأكثر من مائتين تلميذاً(125). وذكر المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري والمؤرخ النابه الميرزا عبد الله أفندي، أن تلامذة العلامة المجلسي تجاوزوا الألف تلميذ، وهذا عدد كبير يدل على اهتمام علماء ذلك العصر بالوفود على هذا الشيخ الذي ملأ الدنيا علماً وثقافة.
تدريسه للعلوم الدينية
يبدو من كثير من الإجازات التي كتبها العلامة المجلسي -والكتب المقروءة عليه الموجودة نسخها المخطوطة في بعض المكتبات العامة والخاصة- أنه كان يلقي على تلامذته محاضرات في مختلف الفنون والعلوم، فإن بعضهم قرأ عليه الأدب والتفسير والكلام والفقه والحديث وغيرها من العلوم. ومن خلال إجازاته الموجودة يستشف أنه كان مدرساً معروفاً منذ نحو سنة 1070 هـ ، وبقي مستمراً في التدريس إلى أيامة الأخيرة(126).
مؤلفاته
وللعلامة المجلسي عدد كبير من المصنفات منها: بحار الأنوار ، وكتاب مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، وكتاب ملاذ الأخيار في شرح تهذيب الأخبار، وكتاب شرح الأربعين حديثاً، وكتاب الفرائد، ورسالة في الاعتقادات، ورسالة في الشك، وكتاب مشكاة الأنوار، وكتاب حلية المتقين في الآداب والسنن، وكتاب حياة القلوب، وكتاب تحفة الزائر وغيرها من الكتب(127).
وفاته
وتوفي طاب ثراه في السنة الحادية عشرة بعد المائة والألف(128). توفي في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان .