تأليه ألأنا
حين يحسب الأنسان نفسه شيئاً مهما ولا يلتفت الى ما سواه
فأنه في هذه الحاله كأنه يؤلِه نفسه
وحين ينظر الى خصومه من أبناء جلدته بسخريه متزمته
بدون قدسيه لمقاماتهم فأنه يؤلهها أيضاً
فما الفرق بين هذه الأنا المتفرده وبين هذه السخريه من الناس
حينما يختلفوا معه في قضيه حياتيه تلك هي العنجهيه السلطويه
التي جعلت الأنسان العربي متخلفاً
عن باقي الأمم رغم كل الأمكانيات المتاحه له
فهو كثيراً ما يعتد بنفسه خلافا لواقعه ويبالغ في وصف ذاته
فتراه يقدسها أكثر من المعقول ويضفي عليها صبغة الألوهيه
وينسى خلقه أنه كائن ضعيف لا حول له ولا قوه.
وتأخذه التصورات الى أبعد من هذا فيتحكم بالأشياء كيف يشاء .
فتجده حين يقرر أمراً أو تكون له وجهة نظر معينة،
يريد من الجميع أن يعلنوا له السمع والطاعة،
بلا أي إنكار أو تساؤل، يريدهم أن يلغوا عقولهم أمام عقله،
وإرادتهم أمام إرادته، ورغباتهم أمام رغباته،
أي يريدهم أن يكونوا عبيداً له،
يمارسون طقوس عبادته وهم في غاية التذلل والخضوع والتسليم
هكذا نجد بعض الناس أو هكذا يرغبون ، عندما يؤلهون انفسهم
وهو بفطرته يعتقد أن لا إله إلا الله ،
القادر القاهر القوي العزيز الجبار المتكبر..
الأحد المتفرد.. والذي "ليس له كفواً أحد"...
ولا مبالغة في قولنا هذا،
لأن بعض الناس كثيراً ما يتعاملون مع الآخرين بهذا المنطق،
وكأنه يريدهم أن يؤلهوه كما ألهَ ذاته حسب تصوره
ومع أننا على يقين تام بأنه يرفض هذه العبارة
ويتبرأ منها جملة وتفصيلا
بدل المرة ألف ألف مرة،
إلا أنه في الحقيقة يطالب الآخرين أن يعاملوه على أساسها،
فهو يرفض اللفظ الظاهر ويتمسك بالمعنى الباطن،
لأنه ألهَ ذاته واعتد بها إلى حد غير طبيعي،
ولذلك نراه يريد من الآخرين أن يؤلهوه في آرائه وقراراته،
ويوحدوه في أفعاله وتصرفاته،
لأنه يرى نفسه السيد الأوحد في زمانه،
وهو الأفضل والأحق
وهو...........
--------------
نستغفر الله العظيم من شرور هؤلاء
وأدعاء الكمال وهو له وحده لا شريك له
إذن كيف نتخلى عن تقزيم غيرنا
وانهم الناقصين
وانهم اساءوا الادب
وانهم شرابة خرج
وانهم الجاهلين
وانهم الحمير
وانهم .....
الى اخر قواميس المسبة الخفية والمعلنة
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
التعديل الأخير تم بواسطة حزين بغداد ; 12-07-2010 الساعة 03:14 PM.
كان هناك رسام يرسم علي سطح منزل
ورسم لوحة مبهرة
واعجب بها جدا لدرجة انه كان يرجع للوراء يتاملها
وهو يتحدث مع صديق له عن روعة فنه,
وعندما لاحظ صديقه ان الرسام يرجع للوراء
وعلي وشك السقوط ولا سبيل لانذاره
فامسك بوعاء الالوان وسكبه علي اللوحة ,
فتقدم الرسام بسرعة وصرخ فيه لماذا اضعت هذا الفن ؟
فرد عليه الصديق بهدوء وقال له
انظر الخطر المحدق الذي كان ينتظرك
لو كنت تماديت في السير كنت ستسقط من علي السطح !
وهنا اخذ الرسام يشكر صاحبه عي محبته
غير نادم علي ضياع اللوحة الغالية.
هذه القصة توضح لنا لماذ يسمح لنا الله بالفشل في امور قد تبدو غير رديئة لكن خوفا علينا من ظهور الانا ومن ثم سقوطنا.
فالانا هي ان عيني ننثبت علي نفسي واجد فيها شيئا عظيما او يتعظم في في عيني واعجب به لدرجة العبادة وابحث عن اخرين يشاركونني عبادة هذا المعبود.
والانا تعتبر من معطلات شركة المؤمن مع الله وتعطيل افراحه وتعزيته الداخلية وفقدان قوته.
والذي قد يساعد علي ظهور الانا انني ربما رايت شيئا في ربما اعطاه الله لي وهذا الشئ ليس رديئاً ولكنني اسات استخدامه ومن هنا الله وحكمته يمد يديه ولا يتاخر في اخذ هذا الشئ خوفا علي من ضرر اساءة استخدامه.
هذا ما فهمه عقلي االقاصر من الطرح الرائع
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
طرح موفق ان شاء الله
سلمت يمينك