السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد و آآآل محمد و عجل فرجهم
معنى الإمامة :
الإمامة : هي تقدم شخص على الناس على نحو يتبعونه و يقتدون به .
أما الإمام ، فهو : من يُقتدى به ، و هو الذي يتقدم على الناس و هم يأتمون به ، و يقتدون به في قول أو فعل أو غير ذلك ، سواءً كان الإمام المتقدم عليهم محقا في تقدمه هذا أم لا
الامامه عند الشيعه:
الإمامة هي خلافة عن النبوة ، قائمة مقامها إلا في تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة ، و هي امتداد للنبوة ، و هي لطف من الله تعالى ، إذ لا بد و إن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبي في وظائفه من هداية البشر و إرشادهم إلى ما فيه الصلاح و السعادة في الدنيا و الآخرة ، فالإمامة استمرار للنبوة .
ثم إن الإمامة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله ، و ليست هي بالاختيار و الانتخاب من قبل الناس .
هذا و إن الأئمة بعد النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) هم اثنا عشر إماما نص عليهم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذكرهم جميعا بأسماهم بصورة كاملة .
أدلة الامامه من القرآن الكريم:
﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ... ﴾ 71 الاسراء
﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾73 الانبياء
﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾24 السجدة
﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴾41 القصص
﴿ ... فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ ﴾12 التوبة
أصول الدين الأسلامي عند الشيعه :
1- التوحيد: فالمقصود منه توحيد الله سبحانه و تعالى في ذاته بنفي المِثل و الشريك له ، و انه سبحانه بسيط لا جزء له ,وتوحيد صفاته وخالقيته وطاعته وعبوديته وحاكميته وربوبيته.
2-العدل :أي الاعتقاد بأن الله تعالى عادل غير ظالم لا يجور في حكمه و قضائه ، فهو سبحانه و تعالى منزّه عن فعل القبيح و الإخلال بالواجب .
3- النبوة :النبوة سفارة إلهية و خلافة ربانية يجعلها الله تعالى لمن ينتخبه و يختاره من عباده الصالحين و أوليائه الكاملين في إنسانيتهم ، فيرسلهم إلى سائر الناس .
4- الامامه: و هي خلافة عن النبوة ، قائمة مقامها في المهام و الصلاحيات إلا في تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة .
5- المعاد: هو البعث يوم القيامة ، و يعني حشر الناس روحاً و جسداً و إعادتهم بعد الموت و في يوم موعود .
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
ولاية الله تعالى:
هذه الآية تدل على أن الله تعالى هو الولي وأقامة حكومة اسلامية هي أمتداد لحاكمية الله عز وجل
وأمتداد لولايته وربوبيته كما قال عز وجل :
{إن الحُكم إلا لله} [الإنعام:57]
ولاية الأنبياء :
الانبياء أثبتت رسالتهم من الله تعالى بدليل قطعي من الله عزوجل من خلال الاعجاز والتحدي
وقد أمرنا الله تعالى بطاعتهم لانهم المبينون لأحكام الله فطاعتهم هي طاعة الله تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ }. [النساء 64]
وقد ذكر الله تعالى عدداً من الانبياء في القرآن الكريم وأمرنا بأن نطيعهم
كإبراهيم واسحق ويعقوب , قال تعالى:
{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }. الأنبياء 73
ثم كانت خاتمة الانبياء والمرسلين بالرسول الاعظم (ص) الذي خصه الله تعالى بخصائص كثيرة ومنها القرآن الكريم
وهو الذي أرسل لنا الاسلام بصورته الحقيقه ويجب موالاته , قال تعالى:
{ إنَّا إنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله }
ولاية الائمة الاثني عشر
ثبت لدى الشيعه الاثني عشر بأن الرسول (ص) عرف للمسلمين من هم أولي الامر الواجب طاعتهم
كما في نص الاية الكريمة , قال تعالى:
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ }
وأجاب الله تعالى من هم أولي الامر الواجب طاعتهم وموالاتهم بقوله تعالى:
{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
وقدر فسر جمعاً كثيراً في عشرات الكتب على نزول هذه الآية
في الامام علي بن ابي طالب بعد تصدقه بالخاتم عندما كان يصلي وهو في المسجد
﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ *
روى الفخر الرازي في تفسيره: رُوي عن عطاء، عن ابن عباس: أنّها ـ آية الولاية ـ نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)، روي أنّ عبد اللّه بن سلام قال: لمّا نزلت هذه الآية قلت: يا رسول اللّه أنا رأيت عليّاً تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع، فنحن نتولاّه ...[التفسير الكبير للفخر الرازي 12- 26]
وجاء في الكشّاف للزمخشري قال:... وإنّما نزلت في علي كرّم اللّه وجهه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه
كأن كان مرجاً (أي غير مستعص) في خنصره، فلم يتكلّف لخلعه كثير عمل تفسد به الصلاة...[ الكشاف 1-682 ]
س: طالما نزلت هذه الآية في الإمام علي (عليه السلام) فلماذا جاءت بصيغة الجمع، بينما المخاطَب هو فرد واحد؟
يقول العلامة الزمخشري :
فإنّ قلت: كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي اللّه عنه واللفظ جماعة؟
قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلٌ واحدٌ ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه [ الكشاف 1-682 ].
وجائت الآية بالجمع لأجل التضخيم والتعظيم كما في الآيات التاليه:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.. (الحجر)
{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء}.. (ق)
{اِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ..(الكوثر)
وبعد نزول هذه الآية في الامام علي عليه السلام وانه ولي المؤمنين بعد رسول الله (ص) وأن الولاية في هذه الآيه
هي الاولوية بالتصرف , وقد أنحصرت الآية هنا بين ( الله ورسوله والامام علي )
والاماميه : هو الامام الذي يجسد المرجعية الفكرية والدينية والسياسيه وهو مبلغ القوانين والاحكام الاسلام بعد الرسول (ص)
عبر جميع الأزمنه , وحيث تتخذ سيرته منهجاً يجب أن ينتهجه جميع البشر في جميع العصور.
فالامامه منصب إلهي عظيم كما في الآية التالية:
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.. (البقرة)
وبعد ان قطع نبي الله إبراهيم عليه السلام كل الابتلاءات وأثبت جدارته وكفائته ,أراد الله أن يمنح إبراهيم المنصب الجديد
وهو الامامه حيث قال سبحانه: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}
فالامامه أكبر شأن من النبوة .
حيث قال الامام الصادق عليه السلام :
"إن اللّه اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً، واتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولا، واتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً، واتّخذه خليلاً قبل أن يتّخذه إماماً" [ الكافي ]
فإبراهيم هو عبد لله تعالى فكلنا عبيد لله تعالى ,وبعدها أصبح نبي لله تعالى , ثم أصبح رسول لله , فكل رسول نبي , وليس كل نبي رسول
ثم أصبح خليلا فصار إبراهيم هو الوحيد الذي أصبح خليل الله من بين جميع الانبياء والرسل
وبعدها كافأه الله تعالى على صبره وأبتلائه بمرتبة الشرف وهي الامامه
وسأل إبراهيم ربه عن أولاده هل لهم نصيب في الامامه فقال:{وَمِن ذُرِّيَّتِي}
فجائه الجواب من الله تعالى :{لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
فالظالم هو من يعتدي على حقوق الغيير بالسلب أو النهب أو الاعتداء
فذكر الله تعالى آيات قرآنية كثيرة للظالم نذكر منها:
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}
{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ}
فيقول الله جل وعلا في الرسول (ص):
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى}
فهذا دليل على عصمة الرسول (ص) وأنه لاينطق من هواى
فقال رسول الله (ص):
"أيها الناس ستكثر علي الكذابه , فمن كذب علي َ متعمداً , فليتبوأ من النار " [ مسند أحمد 1-78,صحيح البخاري 2-81]
وقال رسول الله (ص) : في حديث الثقلين
"إنّي تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً، كتاب اللّه... وعترتي أهل بيتي ولقد أنبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض"
وهذا الحديث إنما هو وصية الرسول (ص) للأمه من بعده فأن لم يكن أهل بيته معصومين فهل يوصي الناس بهم ؟؟
وعن أم سلمة قالت:
{ سمعت رسول الله (ص) : يقول :علي مع القرآن, والقرآن مع علي ,لايفترقان حتى يردا على الحوض }.[الطبراني - المعجم الصغير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 255 )]
قال تعالى:
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد}
إنّ هذه الآية وغيرها تدلّ على عصمة القرآن الكريم، وصيانة اللّه المطلقة له
سؤال موجه الى المرجع الشيرازي
في 13محرم 1429هـ
ما حكم المسلم الذي يؤمن بالنبوة والمعاد والعدل والتوحيد ولايعترف بالإمامة؟
يُسعى في هدايته إلى الإيمان بالإمامة أيضاً، فإنّ الإمامة امتداد للرسالة ويجب أن يكون لمعصوم كالنبي وبأمر من الله تعالى، وقد أمر الله تعالى نبيه الأكرم بالتنصيص على إمامة الإمام علي بن أبي طالب والأئمة من أهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين، وبلّغ الرسول الأعظم ذلك في مناسبات عديدة منها:
مناسبة الغدير.
نرجس