بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سيد الرسل (صلى الله عليه وآله) (( من سب علياً فقد سبني ))
وهذه طرق اخراج الحديث من مصادر اهل السنة
أخرجه الحاكم في مستدركه(ج3/121) والبيهقي والنسائي في الخصائص وأحمد وغيرهم بأسانيد مختلفة وألفاظ متعددة منها:
1- حديث أم سلمة (رض) قالت: أيسب رسول الله (ص) فيكم فقلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها فقالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: ((من سبَّ علياً فقد سبني )) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال صحيح, وبأسناده ولفظه أيضاً رواه أحمد في مسنده وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج9/129): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة.
2ـ وروى له الحاكم متابعاً عن ام سلمة أيضاً وباسناد آخر وألفاظ أخرى متقاربة.
3- وروى الحاكم أيضاً (ج2/122) عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال: ياعدو الله آذيت رسول الله (ص) (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )) (الاحزاب-57) لو كان رسول الله (ص) حياً لآذيته ثم قال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي بقوله صحيح.
4- وعن أبي عبد الله الجدلي أيضاً قال: قالت لي أم سلمة: يا أبا عبد الله أيسب رسول الله (ص) فيكم؟ قلت: أنى يسب رسول الله (ص)؟! قالت أليس يُسبُّ علي ومن يحبه وقد كان رسول الله (ص) يحبه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/120): رواه الطبراني في الثلاثة وأبويعلي ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبد الله وهو ثقة. ثم قال الهيثمي: وروى الطبراني بعده باسناد رجاله ثقات إلى أم سلمة عن النبي (ص) قال مثله (أي مرفوعاً).
وهنالك أختي العزيزة شواهد كثيرة وصحيحة لمعنى الحديث تؤكد صحة حديثنا والتأكيد عليه بألفاظ متعددة من قبل رسول الله (ص) ليتم المطلوب من إطلاقه لهذه الاحاديث والتنبيه والإشارة إلى منزلة علي (ع) من النبي (ص) ومن الله تعالى حتى فهم وقال بسبب ذلك بعض علماء الروم كما وصفه المناوي في فيض القدير(ج6/190) بقوله: وقد أساء بعض علماء الروم الأدب مع الحضرة الالهية حيث قال: فيه إشارة إلى كمال المناسبة والاتحاد بين هؤلاء الثلاثة, ثم قال: واستغفر الله من حكايته. نقول: أولاً حاكي الكفر ليس بكافر فلا تحتاج لأجل حكاية هذا القول إلى الاستغفار وثانياً فقوله ينم عن فهمه الجيد للحديث دون سائر إخواننا الذين يستغفرون وليس ذلك القول يوجب ما ذهبت إليه يا مناوي أو ما يقوله النصارى من الحلول والاتحاد والتركيب وإنما يمكن أن يقصد كمال الاتحاد والمناسبة في عظيم المكانة وقداستها وتمثيل أحدها للآخر وكما قال تعالى في ذلك نصاً (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) والله العالم.
تنبيه: الرواية التي علق عليها هذا الرومي هي رواية الجامع الصغير للسيوطي ونصها (( من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله )) وعلق عليها المناوي نفسه بقوله (وفيه إشارة إلى كمال الاتحاد بين المصطفى والمرتضى بحيث إن محبة الواحد توجب محبة الآخر وبغضه يوجب بغضه.آه
أما الشواهد فهي مثل:
1ـ عن ام سلمة (رض): (( من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض علياً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله )) . اخرجه الحاكم في مستدركه عن سلمان وقال: (ج9/132): صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. وصححه الالباني أيضاً أنظر الصحيحة (1299)
2ـ وعن ابن عباس قال: نظر رسول الله (ص) إلى علي فقال: (( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيض الله ويل لمن أبغضك بعدي )) أخرجه الهيثمي (ج9/133) ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
4ـ (( من آذى علياً فقد آذاني )) روي عن جماعة من الصحابة كما قال الالباني وصححه أنظر (السلسلة الصحيحة 2295)
ورواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
3ـ روى مسلم (ج1/61) عن علي (ع) أنه قال: (( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي (ص) إليَّ أنْ لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق )).
فالسب من مصاديق البغض والأذى كذلك بكل تأكيد وبالتالي فالأحاديث كلها تدور مداراً واحداً ومعنى فارداً.
بعدهذا نأتي الى معاوية بن ابي سفيان لعنه الله
فقد اتفق المؤرخون ورواة السير أن معاوية كان يصعد المنبر ويلعن عليّاً (ع)، وأنّه فعل ذلك لتقتدي به الأمة وتلعن الإمام كما لعنه (انظر: العقد الفريد لابن عبد ربة الأندلسي 4: 366، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 356، 3: 258).
ولم يكتف معاوية بما فعل بل أصدر أوامره لرعيّته بأن يسبّوا عليّاً(ع) (أنظر: صحيح مسلم 7: 120 كتاب الفضائل، باب من فضائل علي، سنن الترمذي 5: 301، المستدرك على الصحيحين 3: 109 وصححه).
وهكذا صار سب أمير المؤمنين(ع) سُنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير، قال المسعودي في مروج الذهب عند ذكره لأتباع معاوية واشتدادهم في طاعته: ثم أرتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن عليّ سُنّة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير (أنظر: مروج الذهب 3: 42).
وقال ابن حجر في (فتح الباري): ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنّة، ووافقتهم الخوارج على بغضه. (7: 57).
وقال الزمخشري في (ربيع الأبرار): أنّه كان في أيام بني أُمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنّه لهم معاوية من ذلك (نقله الأميني في الغدير 2: 120 عن الزمخشري والسيوطي).
وقال الحموي في (معجم البلدان): لُعن علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) على منابر الشرق والغرب (انظر: معجم البلدان 3: 191).
وروى الجاحظ ـ فيما نقله عنه ابن ابي الحديد في شرح النهج ـ أن قوماً من بني أمية قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين أنك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل، فقال: لا والله حتى يربو عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلاً (انظر: شرح نهج البلاغة للمعتزلي 4: 57).
وهنا أسأل سؤال واحد فقط
كيف يكون معاوية في كتب اهل السنة خال امؤمنين وكاتب الوحي وهو يسب صحابي من صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد تقدم ان(( من سب علياً فقد سبني ))
بانتظار الجواب
{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة:134] )، هذا هو الجواب نحو هذه الفتنة
الامام الحسن بن علي رضي الله عنهم اجمعين
بايع معاويه اميرا للمؤمنين فمبايعه الامام الحسن لمعاويه جعلته اميرا للمؤمنين
فمعاويه امير المؤمنين بمبايعه سيدنا الحسن له
فلا يجوز اللعن ولو جاز لعن معاويه لما بايعه الامام الحسن رضي الله عنه
باعتباره خليفه للمسلمين
فبعد تتبع الروايات..نكتشف أنه لم يصح منها إلا ما أخرجه مسلم في صحيحه " باب فضائل علي " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له و خلّفه في مغازيه فقال له عليّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْناءنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي "
قال الإمام النووي:في شرحه على مسلم : " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ "
وكلامه لا شك في صحته..فسيرة معاوية وحلمه وعدله..مما شهد به القاصي والداني..
كما أن معاوية لو كان جائرا كما يسوق أفراخ الشيعة..لأجبر سعدا على سبه..أو لعقّب بما يفيد معارضته لقوله
ولكنه سكت دالا على تخريج النووي وشرحه للأمر
قال العلامة الألوسي في كتابه صب العذاب على من سب الأصحاب:"وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا ، مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل "
وهاك بعض أقوال السلف في معاوية
فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لما ولاّه الشام: "لا تذكروا معاوية إلا بخير"
وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال بعد رجوعه من صفين: " أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل "
وعن ابن عمر أنه قال: " ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل : ولا أبوك؟ قال: أبي عمر –رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه"
وعن ابن عباس قال: " ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية"
وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: " هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه "
وعن عبدالله بن الزبير أنه قال: " لله در ابن هند –يعني معاوية- إنا كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا مُتّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر وأشار إلى أبي قبيس "
وعن قتادة قال: " لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي"
وعن مجاهد أنه قال: "لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي"
وسئل المعافى : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز
وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبدالعزيز وعدله فقال: "فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة"
وأختم..بأن ما جرى من القتال بين الفريقين أعظم من السب أصلا..ومع هذا فقد شهد الله للطائفتين بالإيمان..
ويكفي معاوية شرفا..أنه كان من كتاب الوحي..الذي يطعن الشيعة في صحته أعني كتاب الله..ويقولون محرف..فشتان شتان!