ياعطر السحاب والمطر
تناثر برذاذك عند السحر
ونهطل
كالسيول
يأفيون الشعوب
وعند الهبوب
بعواصفك الندية
غطي الدروب
وأجعلها مستنقعات لبحر
وتحدث عن الدهر
وعن أوراق الشجر
فتتغطى وتلتحف مائك
خضراء كالعُشب
وعند الليل تراها سوداء
كالشعب
و الهواء فيها
يستغفر الرَبْ
فمع تطاير قطراتك
تُحكى خرافات وأساطير
وهموم أمم تنجرف
فتنبهر قطراتك
عن قصصهم المؤلمة
عن أجرامهم
وكلامهم
وأقوالهم
فبين أبهام وأبهام
تكتب أنت لهم بفيض مائك
قصص تُعلق في الغيوم
لتسقط للقرائة
لأسلافهم
ولكن من يعتبر
ومن يُقدس العِبر
كي تُردد
مطر .. مطر
أعتبروا من القدر
مطر .. مطر
يأوراق الشجر
عبرتُكِ أنكِ كل يوم في سهر
تستأنسين ببرد ماحملتِ
وبفيض ما تكرمتِ
تبكين بنهمال المطر
فأنكِ لاتبحثين عن مال
ولا بنون
فمن زمنكِ وأنتِ تناجي القمر
وتخطين على وجهة الضاحك
أبتسامة الأرانب
وملامح المُعاتب
وبناء المعابد والمساجد
فبحفيفكِ
تتسلقين وتعاتبين
كل من لم يعتبر
وبنفسة دوما يفتخر
وهو من يجري خائفا
من قطرات المطر
أفلا تنظريني
أنا وريقات صمدت
وتلذذت بسقوط المطر
وأن كان صاحبةُ أعصار
فأنا من يعصر القَطْر
ويحضن الخطر
فهل تكبرت على من للذنب غفر
لاوحق من فطر
فأنا أسكُن الشجر
رغم أنهمال المطر