تسنين الأطفال أول الاختبارات التي تواجهها الأم
أعراضه تتشابه مع الرمد والنزلات المعوية
تعتبر فترة «التسنين» عند الأطفال من أشق الفترات بالنسبة للأم خاصة إذا كانت هذه أول تجربة لها مع الأمومة.
ورغم أن أعراض التسنين من قيئ وارتفاع حرارة واحمرار عين ـ قد يكون معروفاً في هذه المرحلة،
إلا أن الأطباء يحذرون من اهمال الطفل والتعامل مع ما يحدث على أنه «طبيعي» لأن أمراضاً أخرى قد تكون لها نفس الأعراض مثل النزلات المعوية.
يقول الأطباء أن الأطفال الأصحاء تظهر أسنانهم من دون أن يصيبهم أي مرض سوى توعك بسيط،
واضطراب طفيف أثناء الليل،
عكس الأطفال الضعفاء، الذين قد تصاحب تسنينهم أعراض شديدة كالقيئ والاسهال
أو التشنجات
واضطراب شديدة في النوم
وكثرة البكاء.
كما يصاب آخرون بالتهاب في الحنجرة أو الأنف أو بقيئ واسهال،
بل وحتى نزلات شعبية،
وفي كل مرة تبرز فيها احدى الاسنان يعيش الطفل نفس الأعراض.
ويشير الدكتور فؤاد طنطاوي استشاري طب الأطفال إلى أن هذه الأعراض تختفي فجأة بظهور الأسنان لكن يجب الانتباه إليها جيدا.
ويتابع إلى أن تسنين معظم الأطفال يبدأ من 4 إلى 9 شهور تقريباً،
وفي بعض الأحيان تتأخر ظهور الأسنان إلى 12 شهرا.
وغالباً ما تلاحظ الأم قبل ظهور الأسنان بأسابيع،
زيادة افراز اللعاب عند طفلها
وتنامي رغبته في العض،
ويبتعد عن الطعام، خاصة مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف، فلا يستطيع تحمل الوجبات الصعبة،
وقد يصاحب ذلك «فرك في العين»
وهرش فروة الرأس والاذنين،
فضلاً عن استيقاظه أكثر من مرة ليلاً.
ويشير الدكتور سيد موصللي استشاري طب الأطفال إلى أن أعراض التسنين مدتها تتفاوت من طفل إلى طفل،
لكن بشكل عام يصحب هذه المرحلة ضعف في جهاز المناعة،
@ وبعض الأعراض الأخرى التي تتشابه مع أعراض أمراض أخرى، كالنزلات المعوية
التي قد تبدأ باسهال طفيف سرعان ما تزيد حدتها، وغالباً ما يكون مائياً ذا رائحة نفاذة، مصحوباً بمغص وقيئ، كما ترتفع الحرارة في الحالات الميكروبية،
وتؤدي الحالات الشديدة منه إلى جفاف يحتاج إلى محاليل بالفم أو الوريد،
لذلك لا يجب اعتبار الاسهال عرضاً للتسنين فقط.
@ أيضاً قد يكون الطفل مصاباً بالتهاب في الأذن الوسطى، لذلك يجب ملاحظة إذا زاد بكاء الطفل، وما إذا بدأ يتقيأ أو أصيب بإسهال. إهمال هذه الأعراض أو الجهل بها، قد يزيد من حدة التهاب الأذن مما يشكل خطورة بالغة عليها.
@ ويحذر الدكتور الموصللي من اعتبار احمرار العين مجرد عرض للتسنين، خاصة في فصل الربيع، حيث ينتشر الرمد الربيعي الذي يحدث احمراراً بالعينين وحكة يصاحبها بعض الافرازات، وقد تتصور الأم أنه من التسنين، لكن في حالات الرمد يتكرر هذا العرض ويستمر لمدة أسابيع.
وبشكل عام فإن أعراض التسنين لا تزيد عن 24 ساعة،
# لذلك يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة أي عرض غير طبيعي على الطفل، حماية له من الاصابة بأي ميكروب أو فيروس،
# مع ضرورة إبعاده عن أي عادة سيئة أثناء فترة التسنين قد تسبب له تشوهات في الأسنان،
!! مثل عادة مص أصبع الابهام،
!! والنوم في وضع خاطئ أو على وجهه، مما يسبب الضغط على الفكين،
!! كذلك الابتعاد قدر الامكان عن استخدام الحلمات الصناعية فترة التسنين،
!! وأخيراً علاج الزكام المتكرر لدى الطفل وتعويده التنفس من الأنف.
يتسبب التسنين (ظهور الأسنان) في تقلب أمزجة الأطفال،
وتغير انفعالاتهم،
وكثرة شكواهم،
ويستمر المزاج السيئ مع أعراض مرضية بسيطة كلما شق سن طريقه إلى الخارج.
وعادة ما يشعر الأطفال بضيق، وألم، وتورم اللثة،
وارتفاع درجة الحرارة،
وعلى الأم أن تدرك ذلك التغير في طفلها، وتبدأ بفحص لثتيه العليا والسفلى؛ لملاحظة بداية نمو السن.
ولا يقتصر الضيق والألم على الطفل، بل ينسحب أيضاً إلى الوالدين اللذين يعانيان بشكل متزامن من معاناة طفلهما،
وتتسبب كثرة الشكوى في إقلاق راحتهما، واضطرار الأم إلى السهر بجانب طفلها.
تجر عملية التسنين معها العديد من المشكلات الصحية،
إذ تضعف مناعة الطفل ويصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض،
وتزداد كمية اللعاب الذي يسيل من فمه،
ويؤدي ابتلاع الطفل لهذا اللعاب إلى آلام، واضطراب حركة الأمعاء، وبالتالي يعاني الطفل المغص.
ولا تعد جميع الأمراض الآنفة الذكر سيئة للطفل،
@ إذ يسهم السائل اللعابي في ترطيب لثة الطفل، وتورمها مما يمهد الطريق أمام السن.
@ في المقابل تحفز الالتهابات المعوية الناشئة من بعض الفيروسات، الأسنان على الخروج إذا تزامنت مع عملية التسنين، ولكن يصحب نموها معاناة شديدة بعكس الظروف الطبيعية.
يحدث التسنين لدى الأطفال بعد بلوغهم الشهر الخامس أو أكثر، ونادراً ما يحدث قبل هذه السن. ويكتمل ظهور الأسنان اللبنية (20 سناً) خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل.
ليس على الوالدين أن يقلقا إذا تأخر نمو أسنان طفلهما بعد بلوغه الشهر السابع أو الثامن، فكما يقول الدكتور طارق رنه استشاري طب وجراحة الأسنان:
قد يبلغ الطفل عامه الأول وليس في فمه أسنان لأسباب وراثية،
أو لأن أسنانه لم تظهر خارج اللثة وبقيت مدفونة تحتها.
وتتسبب بعض الأمراض في تأخير نمو أسنان الطفل، كمرض مسامية العظام، أو كساح الأطفال.
وفي حالات نادرة يولد الطفل بسن أو اثنين يلمعان في فمه. وتشكل هذه الحالات واحداً لكل ألفي مولود، ولذا فهي نادرة الحدوث، ولا تسبب هذه الأسنان أي مضار، بل ربما تختفي مع مرور الزمن بفعل الضغط الناشئ عن الرضاعة، ثم تعاود الظهور مجدداً في وقتها المحدد.
تستمر المشكلات الصحية، وأعراض التسنين حتى يستكمل الطفل أسنانه اللبنية،
وكلما زاد عدد الأسنان في الفم قلَّ احتمال تعرضه للأمراض وازدادت مناعته ضدها،
ولهذا فإن العناية مطلوبة جداً في بدايات التسنين ليجتاز الطفل المرحلة بسهولة.
إذا لاحظت بدايات الشكوى على طفلك فلا تترددي في أخذه إلى الطبيب،
ولو كانت الأعراض التي يشتكي منها بسبب ظهور الأسنان، فإن لدى الأطباء تقدير جيد، وتشخيص سليم لحالة الطفل.
آلام التسنين
يمكنك بأقل جهد تخفيف آلام طفلك الناشئة عن التسنين، الدكتور طارق رنة ينصحك بالخطوات التالية لتحقيق هذا الهدف:
• لفي قطعة قماش حول إصبعك ثم مرريها على لثة طفلك لإزالة البكتريا العالقة باللثة، وتسهيل خروج الأسنان.
• يفضل الأطفال حك لثتهم بشيء قاس، أعطي طفلك كسرة من البسكويت، أو عضاضة لمساعدته على التخلص من تهيج اللثة.
• يفضل أن تكون العضاضة باردة، لذا احتفظي بها في الثلاجة. بعض أنواع العضاضات تحتوي على سائل (جل)، بمقدوره الاحتفاظ بالبرودة لوقت أطول.
• استشيري طبيبك حول بعض الأدوية المسكنة للآلام، والمساعدة على نمو السن. بعض هذه الأدوية موجود على شكل (جل) يمرر على لثة الطفل.
• اصحبي طفلك إلى الطبيب إذا اشتدت عليه الأعراض، ولا تهمليه بحجة أنه يعاني التسنين لا أمراضاً فعلية.
• تذكري دائماً أن التغذية السليمة للطفل تؤدي إلى نمو أسنانه بشكل طبيعي، واحرصي على أن ترضعيه رضاعة طبيعية.
حافظي على أسنانه
لا تقتصر العناية بالأسنان على البالغين، والقادرين على استعمال الفرشاة، بل تمتد العناية بالأسنان إلى بدايات ظهورها.
وتؤدي قطعة من القماش هذا الغرض لطفلك الصغير بتمريرها على جانبي الأسنان.
عندما يكون الطفل قادراً على استخدام الفرشاة فيمكن الحفاظ على أسنانه كما يقول الدكتور طارق رنة بالخطوات التالية:
• اختاري معجون أسنان خاص بالأطفال يحتوي على نسبة أقل من الفلورايد، إذ يضطر الطفل في أحيان كثيرة إلى ابتلاع المعجون.
• أحضري طاقم أسنان صناعي (خفيف) ليكون دمية بين يدي طفلك، واتركيه يلعب به بالفرشاة، مع تدريبه على أفضل وسائل تنظيف الأسنان.
• لا تكافئي ابنك بالحلوى في غالب الأمور، قدمي له الحلوى مع الوجبات.
• عوِّدي طفلك المبادرة إلى تنظيف أسنانه، كلما تناول وجبة حتى لو كانت قليلة.
• ربما يشق على طفلك النظام الصارم في التنظيف، وأقل الأمور أن يتعود الطفل المضمضة.
• للسواك دور كبير في المحافظة على نظافة السن، ويتخذ الطفل والديه قدوة في أمور كثيرة. التزمي ووالده بهذه السنة المطهرة، وأعطي طفلك سواكاً يتسلى به، وينظف به أسنانه