عضو  برونزي 
				
				
  
رقم العضوية : 44781
  
الإنتساب : Nov 2009
  
المشاركات : 260
  
بمعدل : 0.04 يوميا
  
    
  
  
		
  
					 
 
  
			
			
			
			
 
 
	
	
		
		
		
المنتدى :  
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 
صف لنا علي علية السلام   
			
			
			 
			
			بتاريخ : 10-11-2009 الساعة : 07:09 PM 
			
			 
			
			 
		
		
 
دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ ـ معاوية ـ :  صِفْ لِي عَلِيّاً ؟ 
 فَقَالَ لَهُ : أوَ تُعْفِينِي مِنْ ذَلِكَ ؟  
فَقَالَ : لَا أُعْفِيكَ  .   
 
 
فَقَالَ :  كَانَ وَ اللَّهِ بَعِيدَ الْمُدَى  ، شَدِيدَ الْقُوَى  ، يَقُولُ فَصْلًا  ، وَ يَحْكُمُ عَدْلًا  ، يَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ  ، وَ تَنْطِفُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ  ، يَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا وَ زَهْرَتِهَا  ، وَ يَسْتَأْنِسُ بِاللَّيْلِ وَ وَحْشَتِهِ  . 
 
كَانَ وَ اللَّهِ غَزِيرَ الْعَبْرَةِ  ، طَوِيلَ الْفِكْرَةِ ، يُقَلِّبُ كَفَّهُ  ، وَ يُخَاطِبُ نَفْسَهُ  ، وَ يُنَاجِي رَبَّهُ  ، يُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا خَشُنَ  ، وَ مِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ  . 
كَانَ وَ اللَّهِ فِينَا كَأَحَدِنَا  ، يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ  ، وَ يُجِيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ  ، وَ كُنَّا مَعَ دُنُوِّهِ مِنَّا وَ قُرْبِنَا مِنْهُ لَا نُكَلِّمُهُ لِهَيْبَتِهِ  ، وَ لَا نَرْفَعُ أَعْيُنَنَا إِلَيْهِ لِعَظَمَتِهِ  ، فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ ، يُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّينِ  ، وَ يُحِبُّ الْمَسَاكِينَ  ، لَا يَطْمَعُ الْقَوِيُّ فِي بَاطِلِهِ  ، وَ لَا يَيْأَسُ الضَّعِيفَ مِنْ عَدْلِهِ  ، وَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ  ، وَ قَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ  ، وَ غَارَتْ نُجُومُهُ  ، وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ ، قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ ، يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، وَ يَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ، فَكَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُهُ وَ هُوَ يَقُولُ :  يَا دُنْيَا ، يَا دُنْيَا ، أَ بِي تَعَرَّضْتِ ؟  أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ ؟ هَيْهَاتَ ، هَيْهَاتَ ،  غُرِّي غَيْرِي ، لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ ، قَدْ أَبَنْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِي فِيهَا  ، فَعُمُرُكِ قَصِيرٌ ، وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ  ، وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ  ، آهِ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ  ، وَ بُعْدِ السَّفَرِ ،  وَ وَحْشَةِ الطَّرِيقِ  ، وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ .  
 
 
فَوَكَفَتْ دُمُوعُ مُعَاوِيَةَ عَلَى لِحْيَتِهِ فَنَشَفَهَا بِكُمِّهِ ، وَ اخْتَنَقَ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ . 
ثُمَّ قَالَ ـ معاوية ـ : كَانَ وَ اللَّهِ أَبُو الْحَسَنِ كَذَلِكَ ، فَكَيْفَ كَانَ حُبُّكَ إِيَّاهُ ؟   
قَالَ : كَحُبِّ أُمِّ مُوسَى لِمُوسَى ، وَ أَعْتَذِرُ إِلَى اللَّهِ مِنَ التَّقْصِيرِ.   
 
 
قَالَ : فَكَيْفَ صَبْرُكَ عَنْهُ يَا ضِرَارُ ؟  
قَالَ : صَبْرَ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا عَلَى صَدْرِهَا ، فَهِيَ لَا تَرْقَى عَبْرَتُهَا ، وَ لَا تَسْكُنُ حَرَارَتُهَا . 
 ثُمَّ قَامَ وَ خَرَجَ وَ هُوَ بَاكٍ .  
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ فَقَدْتُمُونِي لَمَا كَانَ فِيكُمْ مَنْ يُثْنِي عَلَيَّ مِثْلَ هَذَا الثَّنَاءِ ! 
 فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ حَاضِراً :  الصَّاحِبُ عَلَى قَدْرِ صَاحِبِهِ   
 
 
[1]  بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبا ر الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 84 / 156 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان  سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية  ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت  / لبنان ، سنة :  1414 هجرية  . 
نسألكمـ الدعاء   
  
 
		
  
		
		
		
                
توقيع : اسير كربلاء  
لايوم كيومك ياأباعبدالله