اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
و قد دلت على ذلك روايات كثيرة ، منها هذه :
1- ما في « تفسير علي بن إبراهيم » عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال :
« إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة و الروح و الكتبة إلى سماء الدنيا ، فيكتبون ما يكون من قضاء الله تعالى في تلك السنة ، فإذا أراد الله أن يقدم شيئاً ، أو يؤخره ، أو ينقص شيئا ،
أمر الملك أن يمحو ما يشاء ، ثم أثبت الذي أراده.
قلت : و كلّ شيء هو عند الله مثبت في كتاب؟
قال: نعم .
قلت : فأيّ شيء يكون بعده؟
قال: سبحان الله ! ثمّ يحدث الله أيضاً ما يشاء ، تبارك و تعالى »( 9).
2- ما في تفسيرة أيضاً ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي جعفر و أبي عبدالله و أبي الحسن عليهم السلام ، في تفسير قوله تعالى : « فيها يفرق كل أمرٍ حكيم » (10).
« أي: يقدر الله كل أمر من اللحق و من الباطل ، و ما يكون في تلك السنة ، و له فيه البداء و المشيئة ، يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء من الآجال و الأرزاق والبلايا و الأعراض و الأمراض ، و يزيد فيها ما يشاء و ينقص ما يشاء...» (11).
3- ما في كتاب « الأحتجاج» عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال:
« لولا آية في كتاب الله ، لأخبرتكم بما كان ، و بما يكون ، و بما هو كائن إلى يوم القيامة ، و هي هذه الآية : « يمحو
الله... » (12).
و روى الصدوق في « الأمالي» و « التوحيد» بإسناده عن الأصبغ ، عن أميرالمؤمنين عليه السلام، مثله (13).
4- ما في « تفسير العياشي » عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال:
« كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة.
فقلت : أية آية؟
قال : قول الله : « يمحو الله... »(14).
5- ما في« قرب اللإ سناد » عن البزنطي ، عن الرضا عليه السلام قال:
« قال أبوعبدالله ، و أبوجعفر ، و علي بن الحسين ، و الحسين بن علي ، والحسن بي علي ، و علي بن أبي طالب عليهم السلام : و الله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة : « يمحو الله... »» (15).
إلى غيرذلك من الروايات الدالة على وقوع البداء في القضاء الموقوف.
و خلاصةالقول:
إن القضاء الحتمي المعبّر عنه باللوح المحفوظ، و بأم الكتاب ، والعلم المخزون عندالله ، يستحيل أن يقع فيه البداء.
و كيف يتصوّر فيه البداء ؟! و أنّ الله سبحانه عالم بجميع الأشياء منذ الأزل ، لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء.
روى الصدوق في « إكمال الدين» بإسناده عن أبي بصير و سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال :
« من زعم أنّ الله عزّو جلّ يبدو له في شيء[اليوم ] (16) لم يعلمه أمس فابرأوا منه»(17).
وروى العياشي عن ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام ، يقول:
« إن الله يقدّم ما يشاء ، ويؤخّر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء ، و عنده أم الكتاب.
و قال: فكلّ أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه ، ليس شيء يبدو له إلا و قد كان في علمه ، إن الله لا يبدو له من جهل» (18).
و روى أيضاً عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله عليه السلام :
« سئل عن قول الله : « يمحو الله... » .
قال : إن ذلك الكتاب كتاب يمحو الله [ فيه] (19) ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يردّ الدعاء القضاء ، و ذلك الدعاء مكتوب عليه : الذي يردّ به القضاء ، حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئاً »(20).
و روى الشيخ الطوسي في كتاب « الغيبة» بإسناده عن البزنطي ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، قال:
«[قال] (21) علي بن الحسين ، و علي بن أبي طالب قبله ، و محمد بن علي ، و جعفربن محمد: كيف لنا بالحديث مع هذه الآية : « يمحوالله... » فأما من قال بأن الله تعالى لا يعلم
الشيء إلا بعد كونه ، فقد كفر و خرج عن التوحيد»(22).
والروايات الأثورة عن أهل البيت عليهم السلام أن الله لم يزل عالماً قبل أن يخلق الخلق ، فهي فوق حدّ الإحصاء (23) ، و قد اتّفقت على ذلك كلمة الشيعة الإمامية طبقاً لكتاب الله و سنّة رسوله ، جرياً على ما يقتضيه حكم العقل الفطري الصحيح
ثمرة الاعتقاد بالبداء :
والبداء : انما يكون في القضاء الموقوف ، المعبّر عنه بلوح المحو واللإثبات. والالتزام بجواز البداء فيه لا يستلزم نسبة الجهل إلى الله سبحانه ، و ليس في هذاالالتزام ما ينافي عظمته و جلاله.
فالقول بالبداء : هو الاعتراف الصريح بأن العالم تحت سلطان الله و قدرته في حدوثه و بقائه ، و أنّ إرادة الله نافذة في الأشياء أزلا وابدا .
بل وفي القول بالبداء يتّضح الفارق بين العلم الإلهي ّ و بين علم المخلوقين.
فعلم المخلوقين- و إن كانوا أنبياء أو أوصياء- لا يحيط بما أحاط به علمه تعالى ، فانّ بعضاً منهم و إن كان عالما- بتعليم الله إياه - بجميع عوالم الممكنات لا يحيط بما أحاط به علم الله المخزون الذي استأثر به لنفسه ، فإنه لا يعلم بمشيئة الله تعالى- لوجود شيء- أو عدم مشيئته إلا حيث يخبره الله تعالى به على نحو الختم .
و القول بالبداء: يوجب انقطاع العبد إلى الله ، و طلبه إجابة دعائه منه ، و كفاية مهماته ، و توفيقه للطاعة ، و إبعاده عن المعصية.
فإن إنكار البداء والالتزام بأن ما جرى به قلم التقدير
كائن لا محالة- دون استثناء- يلزمه يأس المعتقد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه.
فإنّ ما يطلبه العبد من ربّه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه فهو كائن لا محالة ، و لا حاجة إلى الدعاء و التوسّل .
و إن كان قد جرى القلم بخلافه لم يقع أبداً ، و لم ينفعه الدعاء و التضرّع .
و إذا يئس العبد من إجابة دعائه ترك التضرع لخالقه ، حيث لا فائدة في ذلك، و كذلك الحال في سائر العبادات والصدقات التي ورد عن المعصومين عليهم السلام انها تزيد في العمر أو في الرزق ، أو غير ذلك ممّا يطلبه العبد.
وهذا هوسرّ ما ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام من الاهتمام بشأن البداء.
فقد روى الصدوق في كتابه «التوحيد بإسناده عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال:
« ما عبد الله عزّو جلّ بشيء مثل البداء .»(24).
وروى بإسناده عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال:
« ما عظّم الله عزّو جلّ بمثل البداء» (25).
و روى و بإسناده عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال:
« ما بعث الله عزوجل نبياً حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار بالعبودية ، و خلع الأنداد ، و أنّ الله يقدّم ما يشاء و يؤخّر ما يشاء» (26).
والسرّ في هذاالاهتمام : أنّ إنكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول بأنّ الله غير قادر على أن يغيّر ما جرى عليه قلم التقدير ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً؛ فإن كلا القولين يؤيس العبد من إجابة دعائه ، و ذلك يوجب عدم توجّهه في طلباته إلى ربّه.
حقيقة البداء عندالشيعة:
وعلى الجملة : فإن البداء- بالمعني الذي تقول به الشيعة الإمامية- هومن الإبداء ( الإظهار) حقيقةً (27) ، و إطلاق لفظ البداء عليه مبني على التيزيل و الإطلاق بعلاقة المشاركة؛ وقد أطلق بهذا المعنى في بعض الروايات من طرق أهل السنة .
روى البخاري بإسناده عن أبي عمرة ، أنّ أبا هريرة حدّثه أنة سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
« إنّ ثلاثة في بني إسرائيل : أبرص ، وأعمى ، وأقرع ، بدا لله عزّ و جلّ أن يبتليهم ن فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص...»(28).
و قد وقع نظير ذلك في كثير من الاستعمالات القرآنية:
كقوله تعالى: « الآن خفّف الله عنكم و علم أنّ فيكم ضعفاً » (29).
وقوله تعالى: « لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا » (30).
و قوله تعالى: « لنبلوهم أيّهم أحسن عملاً » (31).
ما أكثر الروايات من طرق أهل السنّة في أنّ الصدقة و الدعاء يغيّران القضاء(32).
أما ما وقع في كلمات المعصومين عليهم السلام من الإنباء بالحوادث المستقبلة ، فتحقيق الحال فيها : أنّ المعصوم متى ما أخبر بوقوع أمر مستقبل على سبيل الحتم و الجزم ، و دون تعليق ، فذلك يدلّ أنّ ما أخبر به مما جرى به القضاء المحتوم ، وهذا هو القسم الثاني ( الحتمي) من أقسام القضاء المتقدّمة ؛ و قد علمت أنّ مثله ليس موضعاً للبداء ، فإنّ الله لا يكذّب نفسه و لانبيّه.
و متى ما أخبر المعصوم بشيء معلقاً على أن لا تتعلق المشيئة الإلهية بخلافه ، و نصب قرينةً- متّصلة أو منفصلة-
الهوامش
1- و من الذين لم يثبتوا و لم يتوقفوا[و اختلقوا نسبة الجهل إلى الله تعالى على لسان الشيعة] : الفخر الرازي ، عند تفسيره قوله تعالى : « يمحوالله ما يشاء و يثبت... » قال: قالت الرافضة البداء جائز على الله تعالى ، وهو أن يعتقد شيئاً ، ثمّ يظهر له أن الأمر بخلاف ما اعتقده. إنتهى.[التفسير الكبير 19/66 المسألة الخامسة من الشبهة السادسة].
سبحانك اللهم إن هذا إلا اختلاق .
و قد حكى الرازي في خاتمة كتاب « المحصّل » [ص 365] عن سليمان بن جرير كلاماً يقبح منه ذكره ، ولا يحسن مني سطره.
و إن هذه الكلمة قد صدرت على أثر كلمة أخرى تشابهها ، تفوّه بها بعض النصارى في حق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حينما جاء بأحكام ناسخة لما جاء به قبلها...[ أنظر: الهدى إلى دين المصطفى 1/257-259، أعاجيب الأكاذيب : 82-84 رقم 11.(م)].
كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
2- و هذه بعض الأخبار الدالّة على مشيئة الله تعالى في خلقه:
روى الصدوق في كتابي «التوحيد» و «معاني الأخبار» بإسناده عن أبي عبدالله عليه السلام ، أنه قال في قول الله عزو جلّ : « وقالت اليهود يدالله مغلولة » : لم يعنوا أنّه هكذا ، و لكنهم قالوا: قد فرغ من الأمر، فلا يزيد ولا ينقص. فقال الله جلّ جلاله تكذيباً لقولهم « غلّت أيديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء » ألم تسمع الله عزوجل يقول : « يمحو الله ما يشاء ويثبت و عنده أم الكتاب » . [التوحيد167 ح 1،معاني الأخبار:18 ح 15].
وروى العيّاشي ، عن يعقوب بن شعيب ، و عن حمّاد ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، نحو ذلك .[ تفسير العياشي 1/330ح 146 و147].
هذه الروايات و غيرها- مما نذكره في هذه الرسالة - موجودة في كتاب البحار لشيخنا المجلسي ، 4/92-134( ج2 ص131-142 ط كمباني).
3- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1/181 باب 13 في ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي ، و فيه : « نبينا » بدل « نبيك » ، وعنه في بحارالأنوار4/95 ح2( باب البداء والنسخ ، ج 2 ص 132ط كمباني ) - و كان المتن منقولاً من البحار-.
4- بصائر الدرجات : 129 ح 2، و عنه في بحار الأنوار4/109 ح 27( باب البداء والنسخ ، ج2 ص 136 ط كمباني)- و كان المتن منقولاً من البحار-، و الكافي 1/114 ح 8 وفيه: « فنحن » بدل « ونحن» ، و عنه في الوافي 1/513 ح 414 (باب البداء، ج1ص 113).
5- عيون أخبار الرضا عليه السلام 1/182( باب 13) ، و رواه الشيخ الكليني عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في الكافي 1/114 ح 6 بأختلاف يسير ، و عنه في الوافي 1/512 ح 412 ( باب البداء ج ص 113).
6- تفسير العياشي 2/217 ح 65 بأختلاف يسير ، و عنه في بحار الأنوار4/119 ح 58(باب البداء و النسخ ج 2 ص 133 ط كمباني )- و كان المتن منقولاً من البحار-.
7- سورة الرعد 39:13.
8- سورة الروم 4:30.
9- تفسير القمي 1/366 بأختلاف يسير ، و عنه في بحار الأنوار 4/99 ح 9 ( باب البداء و النسخ ج 2 ص 133 ط كمباني) - و كان المتن منقولاً من البحار .
10- سورة الدخان4:44.
11- تفسير القمي 1/366، و عنه في بحارالأنوار 4/101 ح 12( باب البداء والنسخ ج2 ص134 ط كمباني) - و كان المتن منقولاً من البحار-.
12- الأحتجاج : 258 (ص 137، المطبعة المرتضويّة ، النجف الأشرف).
13-الأمالي: 280ح 1ب 55 ، التوحيد: 305 ، و عنهما في بحارالأنوار 4/97 ذح 4.(م).
14- تفسير العياشي 2/215 ح 59 ، وعنه في بحارالأنوار 4/118 ح 52( باب البداء و النسخ ج2 ص 139 ط كمباني)- و كان المتن منقولاً من البحار-.
15- قرب الإسناد : 353 ح 1266، و عنه في بحارالأنوار 4/97 ح 5( باب البداء و النسخ ج 2 ص132 ط كمباني) - و كان المتن منقولاً من البحار-.
16- أثبتناه من المصدر.(م).
17- إكمال الدين: 70، وعنه في بحارالأنوار4/111 ح 30( باب البداء و النسخ ج2 ص136)- و كان المتن منقولاً من البحار-.
- تفسير العياشي 2/218 ح 71 وفيه: « لكل» بدل «فكل» ، و عنه في بحار الأنوار4/121ح 63 ( باب البداء و النسخ ج2 ص 139) - و كان المتن منقولاً من البحار-.
21- أثبتناه من المصدر.(م).
22- الغيبة : 430 ح 420 ، و عنه في بحارالأنوار4/115 ذح40( باب البداء والنسخ ج2 ص136 ط كمباني)- و كان المتن منقولاً من البحار-.
و روى الشيخ الكليني بإسناده عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام ، قال: « مابدا لله في شيء إلا كان في علمه قبل أن يبدو له».
الكافي 1/114 ح 9، وعنه في الوافي 1/514 ح 416 ( باب البداء ج1ص 113).
23- أنظر ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - في : الكافي 1/67 ح 2 باب أدنى المعرفة ، و 1/83-84 ح 1-6 باب صفات الذات ، و 1/104- 109 ح1 و4 و6 باب جوامع التوحيد، و 1/115 ح11 باب البداء ، التوحيد: 135 ح 5 و6 ،و ص 136 ح8 ، و ص 137 ح 9 باب العلم ، و ص 139-148 ح 1-19 باب صفات الذات و صفات الأفعال.
و كذا ما ورد في تفسير قوله تعالى : « و ما يعمّرمن معمّرو لاينقص من عمره إلا في كتاب » سورة فاطر11:35 ، و قوله تعالى : « كلّ يوم هو في شأن » سورة الرحمن 29:55 ، وقوله تعالى: « ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في انفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير » سورة الحديد 22:57 ، و قوله تعالى : « إنا أنزلناه في ليلة القدر... » سورة القدر1:97-5 وغيرها كثير.(م).
24- التوحيد: 332 ح 1(باب البداء ص 272 ط سنة 1386 ، و في نسخة أخرى : « أفضل من البداء » بدل «مثل البداء» ) ، ورواه الشيخ الكليني أيضاً في الكافي 1/113 ح 1، وعنه في الوافي 1/507 ح 403( باب البداء ج 1 ص113).
25- التوحيد: 333 ح 2 ( باب البداء ص 272 ط سنة 1386) ، و رواه الشيخ الكليني أيضاً في الكافي 1/113 ذ ح 1، و عنه في الوافي1/507 ح 404 ( باب البداء ج 1ص 113).
26- التوحيد: 333 ح 3 ( باب البداء ص272 ط سنة1386) ، و رواه الشيخ الكليني أيضاً في الكافي 1/114 ح 3 وفيه : « الإقرار له» ، و عنه في الوافي1/510 ح 406 ( باب البداء ج1ص113).
[ و روى الشيه الكليني بإسناده عن مالك الجهني ، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه. الكافي 1/115 ح12.(م).]
27- أنظر مادّة « بدا» من : لسان العرب 14/65 و الصحاح 6/2278.(م).
28- صحيح البخاري 4/208(4/146 باب ما ذكر عن بني إسرائيل).
29- سورة الأنفال66:8.
30- سورة الكهف 12:18.
31- سورة الكهف 7:18.
32- و من الروايات التي تفيد أنّ الدعاء يغير القضاء ما يلي:
. روى سليمان ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] و سلّم : لا يردّ القضاء إلا الدعاء ، و لا يزيد في العمر الا البرّ.
رواه الترمذي في سننه 4/448 ح 2139 ( 8/350 باب ما جاء: لا يردّ القدر إلا الدعاء).
و روى ثوبان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : لا يزيد في العمر إلا البرّ، ولا يردّ القدر إلا الدعاء ، و إن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها [ أو : بالذنب يصيبه].
رواه ابن ماجة في سننه 1/35 ح 90 [ و2/1334ح 4022] (1/24 باب في القدر) ، و رواه الحاكم في المستدرك 1/493 و صحّحه و لم يتعقبه الذهبي ، و رواه أحمد في مسنده 5/277 و280 و282.
و الروايات بهذا المعنى كثيرة تطلب من مظانّها .
على ذلك ، فهذا الخبر إنّما يدلّ على جريان القضاء الموقوف ، الذي هو موضع البداء.
و الخبر الذي أخبر به المعصوم صادق و إن جرى فيه البداء ، و تعلقت المشيئة الإلهية بخلافه ، فإنّ الخبر- كما عرفت - منوط بأن لا تخالفه المشيئة.
روى العياشي عن عمروبن الحمق ، قال:
« دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام حين ضرب على قرنه، فقال لي : يا عمرو، إني مفارقكم . ثمّ قال: سنة السبعين فيها بلاء...
فقلت : بأبي أنت و أمّي ، قلت : إلى السبعين بلاء ، فهل بعد السبعين رخاء؟
قال : نعم يا عمرو ، إنّ بعد البلاء رخاء... و ذكر آية « يمحو الله... » (33).
33- تفسير العياشي 2/217 ح68، وعنه في بحار الأنوار 4/119 ح 60.(م).
آية الله العظمى السيد أبوالقاسم الخوئي