شعر أبي فراس الحمداني في حب أهل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 09-09-2009 الساعة : 04:25 AM
يوم بسفح الدار لا أنساه * أرعى له دهري الذي أولاه
يوم عمرت العمر فيه بفتية * من نورهم أخذ الزمان بهاه
فكأن أوجههم ضياء نهاره * وكأن أوجههم نجوم دجاه ومهفهف كالغصن حسن قوامه * والظبي منه إذا رنا عيناه
نازعته كأسا كأن ضياء ها * لما تبدت في الظلام ضياه
في ليلة حسنت لنا بوصاله * فكأنما من حسنها إياه
وكأنما فيها الثريا إذ بدت * كف يشير إلى الذي يهواه
والبدر منتصف الضياء كأنه * متبسم بالكف يسترقاه
ظبي لو أن الدر مر بخده * من دون لحظة ناظر أدماه
إن لم أكن أهواه أو أهوى الردى * في العالمين لكل ما يهواه
فحرمت قرب الوصل منه مثل ما * حرم الحسين الماء وهو يراه
إذ قال: اسقوني. فعوض بالقنا * من شرب عذب الماء ما أرواه
فاجتز رأسا طالما من حجره * أدنته كفا جده ويداه
يوم بعين الله كان وإنما * يملي لظلم الظالمين الله
وكذاك لو أردى عداة نبيه * ذو العرش ما عرف النبي عداه
يوم عليه تغيرت شمس الضحى * وبكت دما مما رأته سماه
لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر * أو ذي بكاء لم تفض عيناه
تبا لقوم تابعوا أهوائهم * فيما يسوئهم غدا عقباه
أتراهم لم يسمعوا ما خصه * منه النبي من المقال أباه؟!
إذ قال يوم (غدير خم) معلنا * من كنت مولاه فذا مولاه
هذا وصيته إليه فافهموا * يا من يقول بأن ما أوصاه
أقروا من القرآن ما في فضله * وتأملوه وافهموا فحواه
لو لم تنزل فيه إلا هل أتى * من دون كل منزل لكفاه
من كان أول من حوى القرآن من * لفظ النبي ونطقه وتلاه؟!
من كان صاحب فتح خيبر؟ من رمى * بالكف منه بابه ودحاه؟!
من عاضد المختار من دون الورى؟ * من آزر المختار من آخاه؟!؟!
من بات فوق فراشه متنكرا * لما أطل فراشه أعداه؟
من ذا أراد إلهنا بمقاله *: الصادقون القانتون سواه؟! من خصه جبريل من رب العلى * بتحية من ربه وحباه؟!
أظننتم أن تقتلوا أولاده * ويظلكم يوم المعاد لواه؟!
أو تشربوا من حوضه بيمينه * كأسا وقد شرب الحسين دماه؟!
طوبى لمن ألقاه يوم أو أمه * فاستل يوم حياته وسقاه
قد قال قبلي في قريض قائل *: ويل لمن شفعائه خصماه
أنسيتم يوم الكساء وإنه * ممن حواه مع النبي كساه؟!
يا رب إني مهتد بهداهم * لا أهتدي يوم الهدى بسواه
أهوى الذي يهوى النبي وآله * أبدا وأشنأ كل من يشناه
وأقول قولا يستدل بأنه * مستبصر من قاله ورواه شعرا يود السامعون لو أنه * لا ينقضي طول الزمان هداه
يغري الرواة إذا روته بحفظه * ويروق حسن رويه معناه
يوم بعين الله كان وإنما * يملي لظلم الظالمين الله
وكذاك لو أردى عداة نبيه * ذو العرش ما عرف النبي عداه
يوم عليه تغيرت شمس الضحى * وبكت دما مما رأته سماه
لا عذر فيه لمهجة لم تنفطر * أو ذي بكاء لم تفض عيناه
تبا لقوم تابعوا أهوائهم * فيما يسوئهم غدا عقباه
عشت ياحمداني عابر الدهور وماجائت به
عشت بكلمات قاتها حقا وحزنا واحتساب
عشت بليغا ينثر الحروف نابضه
موفقه اختي