|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 36674
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 13
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
في مفهوم الزعامة السياسية من فيصل الى جمال عبد الناصر ( الجزء الأول )
بتاريخ : 22-07-2009 الساعة : 04:17 PM
في مفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر
"الكاريزما" و سر انتقال الزعامة السياسية إلى الفكر الناصري
"تكشف كتابات أن كثيرا ما كان الزعماء السياسيون يتنكرون للقضايا الوطنية و في الوقت نفسه كانوا يرددون الهتافات الشعبية و يرفعون الشعارات الشعبية بشكل ظاهري لاستحالة الجماهير و إسكاتها بعدما أدركوا نمو الوعي الشعبي، و هم يقفون في وادي بعيدا عن الوادي الذي يقف فيه الشعب ، و كانت مشاركة الشعب آلامه و آماله أمر صعب عجزت عن تحقيقه الزعامات السياسية التي انسجمت مع نفسها و مصالحها حتى لا يضيع مجدها"
لم تنهار الزعامة و مسؤولياتها إلا بعدما انهارت المكونات التقليدية للزعامة في الذهنية العربية، لتحل محلها مفاهيم جديدة متحررة في أصول الزعامة، فلم يمر بلد عربي بالأحداث المصيرية التي مرت بها فلسطين في ربع قرن من الانتداب واجهت البلاد عدوا ذا وجهين، صهيونية تريد سلب الأرض و طرد أصحابها لتقيم كيانان عنصريا مغتصبا حقودًا، و استعمارا يمتص حيوية الشعب و يلهبه ليمكن الصهيونية من التغلغل و التوسع و الاستقرار، كان التحدي قويا وثار الشعب عدة ثورات..
احتاج عرب فلسطين إلى زعيم يقود النضال و يحمي البلاد و يدافع عن القضية و يقف أمام الطامعين بالمرصاد، فكان الحاج أمين هذا الرجل الذي قاد تظاهرة ضد الإنجليزيين و الصهيونيين عوقب عليها بالسجن لمدة 15 سنة لو لم يهرب إلى شرق الأردن و جاءت عمامة الزعامة الروحية و السياسية إلى الحاج أمين بفضل تلك الظروف ليصبح في عام 1934 أشهر زعيم عربي خارج القطر الذي ينتمي إليه بعد موت فيصل و بعد موت عميد العائلة الحسينية موسى كاظم باشا، و قد أهله منصبه الديني كرئيس للمجلس الإسلامي الأعلى أن يسيطر على ميزانية ضخمة يستطيع بواسطتها أن يمول الحركة الوطنية و أن يتسلم السلاح الذي ينطلق بالجماهير نحو الهدف الذي يريد، و أهلته سيطرته على عائلة الحسيني أن يسكون الممثل الرسمي لأكبر جماعة في البلاد من قبل تأسيس الأحزاب السياسية، و بعد تشكيل هذه ألأخيرة في النصف الأول من 1930 سمحت زعامته للحزب العربي الفلسطيني أن يكون الممثل الرسمي لغالبية الشعب الفلسطيني بل كان هو المسيطر على المؤتمرات القومية التي عقدها عرب فلسطين منذ نهاية الحرب الأولى الى أواخر العشرينيات و على مؤتمر "غزة" في 1948 الذي انبثقت عنه حكومة عموم فلسطين.
و كان مؤتمر القدس الإسلامي في 1931 أحد المؤسسات التي بنت للمفتي أمين الحسيني زعامته الفلسطينية و الجسر الذي خرج بواسطته من النطاق المحلي ليصبح زعيما عربيا إسلاميا لتزداد شعبيته كلما ازدادت ملاحقاته بين بلد و آخر متنكرا في بعض ألأحيان، و اضطرته الظروف أن يتنقل تنقلات محفوفة بالمخاطر ، فقد هرب قبل الحرب من فلسطين إلى لبنان و سوريا ، ثم إلى العراق إلى إيران ، تركيا، ألمانيا، ايطاليا ثم فرنسا إلى مصر لينتهي به المطاف في فلسطين من جديد، كان الحاج أمين الحسيني يتصف بجرأة المغامرة و هي صفة لا يتصف بها رجال الدين بخلاف فيصل الذي اتسم بالانطوائية و هي عادة لا يتصف بها رجال السياسة، لقد عاش فيصل بعيدا عن ألأضواء حتى و هو ملك و كان يجري مباحثاته سرًّا عكس أمين الحاج الذي كان يعشق الأضواء و يقف تحتها سواء دعي إليها أم لم يدع و يركض نحوها من أجل الشهرة السياسية و الحديث الشائع مع الناس في حركاته.
تقول الكتابات أن ضياع فلسطين لم يكن بسبب سقوط الزعامة الحسينية، فقد سقط الحاج أمين كزعيم عربي و ليس كزعيم إسلامي بسبب التحول الذي حصل في العقلية العربية التي أصبحت لا تتستر عن أخطائها و كان المفتي ضحية تغيير هذه الذهنية التي جعلت الشعب ينزع عنه صفة القداسة حول عمامته.
"تكشف كتابات أن الزعماء السياسيون يتنكرون للقضايا الوطنية و في الوقت نفسه كانوا يرفعون الشعارات الشعبية بشكل ظاهري لاستحالة الجماهير و إسكاتها بعدما أدركوا نمو الوعي الشعبي، و كثيرا ما كان الزعماء السياسيون يرددون الهتافات الشعبية و هم يقفون في وادي بعيدا عن الوادي الذي يقف فيه الشعب، و كانت مشاركة الشعب آلامه و آماله أمر صعب عجزت عن تحقيقه الزعامات السياسية التي انسجمت مع نفسها و مصالحها حتى لا يضيع مجدها"
م هنا حرص الحاج أمين على توجيه المصالح الوطنية و المصلحة الحسينية و الدمج بينهما، و حرص الملك فيصل على دمج القضية العراقية بالمصلحة الهاشمية.
يقول الدكتور أنيس صانع في مذكراته التي عالج فيها "مفهوم الزعامة السياسية من فيصل إلى جمال عبد الناصر" لو قلبنا صفحات التاريخ السياسي المعاصر للعالم العربي في أقطاره المختلفة لوجدنا أن مجموعة من الزعماء ألأكثر شهرة تنقسم إلى فئات ثلاث: "عاهلو دول، و رجال ثورات و انقلابات، ورجال أحزاب" و قد لا يوجد بين هؤلاء كلهم رجل فكر واحد، و لعل اختراق العمل السياسي في البلاد العربية يتناسب مع الفكر، يقدم الكاتب مثالا بنوري سعيد كان هذا ألأخير يتبنى القضايا العربية كلاميا فقط و يعلن أنها و القضية العراقية من معدن واحد، بحيث أكد فشله في معالجة القضايا العربية العامة أو العراقية كرجل دولة حر، و قد أفقدته هذه السياسة الأمل في أن يكون زعيم العرب خارج العراق عكس سعد الذي عمل جاهدا لإيجاد قاعدة شعبية له و سياسته خارج البلاد ، مثال آخر يضربه الكاتب في هذا الصنف من رجال السياسة هو الرئيس الحبيب بورقيبة، فقد نال هذا ألأخير حب العرب و دعمهم له كمناضل تونسي إلا أنه بعدما كسب ثقتهم احتفظ لنفسه و لبلده سياسة إقليمية و أصبح لا يكترث بقضايا المشرق العربي فتخلت عنه الحركات السياسية العربية، بخلاف أحمد بن بلة الذي اعترف بالواقع العربي، كمما لم تطل فرحة العرب بالملك محمد الخامس الذي آثر النفي من المغرب على أن يرضخ للضغط الفرنسي..
يتبــــــــــــــــــــــع..
|
|
|
|
|